ترجمة وتحرير: نون بوست
توصّل تحليل جديد لفوربس لحوالي 157 مبادلة للعملات الرقمية إلى أن 51 بالمئة من حجم تداول البيتكوين اليومي الذي يتم الإبلاغ عنه على الأرجح مزّيف.
في السوق الناشئة والمضطربة للتشفير، حيث يتم تداول ما لا يقل عن 10 آلاف من العملات الرقمية، تعتبر بيتكوين من أقدم العملات الرقمية التي تمثل 40 بالمئة من الأصول المشفرة بقيمة 1 تريليون دولار، وهي بوابة العملات المشفرة. وفقًا لمجموعة نيويورك للاستثمار الرقمي، فإن نحو 46 مليون أمريكي بالغ يمتلكون أرصدة بيتكوين، وهناك عدد متزايد من المستثمرين المؤسسيين والشركات التي تتجه نحو الأصول البديلة الناشئة.
هل يمكنك الوثوق في تقارير تبادل العملات المشفرة أو الوساطة الإلكترونية حول التداول بأهم عملة رقمية؟
من بين الانتقادات الأكثر شيوعًا لعملة البيتكوين هو تداول الغسل المنتشر (شكل من أشكال حجم التبادل المزيف) وضعف المراقبة عبر البورصات. تُعرِّف لجنة تداول السلع الآجلة في الولايات المتحدة تجارة غسيل الأموال بأنها “الدخول في معاملات أو ادعاء الدخول فيها لإظهار أن عمليات الشراء والبيع قد تمت، دون التعرض لمخاطر السوق أو تغيير وضع التاجر في السوق”.
ولعل السبب الذي يجعل بعض المتداولين ينخرطون في تجارة الغسيل هو تضخيم حجم تداول أحد الأصول لتسليط الضوء على شعبيته المتزايدة. في بعض الحالات، تنفذ روبوتات التداول هذه الصفقات غير المشروعة عن طريق العملات الرقمية، مما يؤدي إلى زيادة حجم التبادل، بينما يعزز المطلعون في الوقت نفسه النشاط بملاحظات إيجابية، مما يؤدي إلى ارتفاع السعر فيما يعرف بنظام “الضخ والتفريغ”. يكون التداول غير المشروع مفيدا للبورصات لأنه يوهم بأنها تملك حجم تبادل أكبر مما هو عليه بالفعل، مما قد يشجع على المزيد من التداول المشروع.
لا توجد طريقة مقبولة عالميًا لحساب حجم تبادل البيتكوين اليومي حتى بين شركات الأبحاث الأكثر شهرة في الصناعة. وحتى زمن كتابة هذه المقال، أجرت شركة كوين ماريكيت كاب أحدث تداول على مدار 24 ساعة لعملة البيتكوين بقيمة 32 مليار دولار وكوين جيكو بحوالي 27 مليار دولار، ونوميكسي بحوالي 57 مليار دولار، وميساري بحوالي 5 مليار دولار.
إضافةً إلى التحديات، هناك مخاوف مستمرة بشأن تبادلات العملة الرقمية التي تؤكد خبر إفلاس “فوييجر آند سيلسيوس”. في مقابلة حصرية مع مجلة فوربس في أواخر حزيران/يونيو، علق المدير التنفيذي لشركة “إف تي إكس” سام بانكمان فريد أن هناك العديد من حالات إفلاس البورصة التي ستحدث. أدى هذا الافتقار إلى الثقة في أسواق العملات الرقمية الأساسية لرفض لجنة الأمن والبورصة إنشاء صندوق استثماري لتداول البيتكوين الفوري.
لسوء الحظ، بالنسبة لمن يأملون إنشاء صندوق استثماري لتداول البيتكوين الفوري، فإن العديد من هذه المخاوف والانتقادات صائبة إلى حد ما. كجزء من بحث فوربس في النظام الإيكولوجي للعملات المشفرة باستخدام بيانات 2021، صنفنا أفضل 60 بورصة في آذار/ مارس. وأجرينا مؤخرًا بحثًا أعمق في أسواق تداول البيتكوين للإجابة على بعض الأسئلة الملحة:
1. أين يتم تداول البيتكوين؟
2. ما هو حجم تداول البيتكوين اليومي؟
3. كيف يتم تداول البيتكوين؟
قيمت دراستنا 157 بورصة للعملات الرقمية في جميع أنحاء العالم. وفيما يلي النتائج الرئيسية التي توصلنا إليها:
1. من المرجح أن يكون أكثر من نصف حجم التداول المبلغ عنه مزيفًا أو غير اقتصادي. تقدر “فوربس” حجم تبادل عملات البيتكوين اليومي العالمي للصناعة بـ 128 مليار دولار في 14 حزيران/ يونيو. وهذا أقل بنسبة 51 بالمئة من 262 مليار دولار باعتبار مجموع حجم المبادلات المبلغ عنه ذاتيًا من مصادر متعددة.
2. لا تزال عملة تيثر، أكبر عملة مستقرة في العالم، من العملات المهيمنة على اقتصاد تداول العملات الرقمية، لاسيما عندما يتعلق الأمر بحجم تداولها مقابل عملة البيتكوين. وتبلغ قيمتها السوقية الحالية 68 مليار دولار، رغم التساؤلات المطروحة حول احتياطياتها.
3. فيما يتعلق بحجم نشاط البيتكوين في هذه الشركات، فإن 21 بورصة مشفرة تولد مليار دولار أو أكثر في نشاط التداول اليومي، في حين بلغ حجم تداول البورصات الـ 33 التالية ما بين 200 مليون دولار و999 مليون دولار عبر جميع أنواع العقود والعقود الفورية والعقود الآجلة والدائمة. إن العقود الآجلة الدائمة أو المقايضات الدائمة كما تُعرف، هي عقود مستقبلية لا تتطلب من المستثمرين تجديد مراكزهم. وتعتبر منصة بينانس شركة رائدة بحصة سوقية تبلغ 27 بالمائة، تليها إف تي إكس. وفي عملة البيتكوين الفورية فقط، يتشارك المركز الأعلى “بينانس” و”إف تي إكس” و”أو كي إكس”. وتتصدر مجموعة “سي إم إي” ومقرها شيكاغو الصدارة في تداول عقود البيتكوين الآجلة.
4. من أكبر التحديات المتعلقة بحجم التبادل المزيف هي الشركات التي تروج لحجم كبير ولكنها تعمل بإشراف تنظيمي ضئيل أو معدوم لتجعل أرقامها أكثر مصداقية، مثل “بينانس” و”إم إي إكس سي غلوبال” و”باي بت”. إجمالاً، تمثل عمليات التبادل الأقل تنظيمًا في دراستنا حوالي 89 مليار دولار من الحجم الحقيقي (مقابل ادعاء 217 مليار دولار).
5. يزيد إنشاء أصول ومنتجات تجارية جديدة مثل العملات المستقرة والعقود الآجلة الدائمة من حجم التعقيدات للسلطات الوطنية التي تسعى إلى تنظيم أسواق العملات المشفرة. ونادرًا ما تستخدم البورصات الأمريكية الكبرى هذه الأدوات أو العقود في أي تداول لها. مع ذلك، فإن البورصات الخارجية تستفيد منها بشكل كبير كطرق لخلق سيولة بالدولار الأمريكي بشكل اصطناعي على منصاتها (لكن لا يمكنها الحصول على حسابات بنكية أمريكية).
6. في العالم الغربي ولاسيما في الولايات المتحدة، يعتقد الكثيرون أن تداول البيتكوين يكون فقط مقابل الدولار الأمريكي أو اليورو والجنيه الإسترليني. لكن بعضًا من أكبر نشاط تداول الثنائي يحدث مقابل العملات الورقية مثل الين الياباني والوون الكوري في حين يتم تداول العملات المستقرة الرئيسية مثل بينانس بالدولار الأمريكي .
7. يزور 573 مليون شخص مواقع تبادل العملات المشفرة شهريًا.
نأمل أن يستند هذا التقرير على العمل المهم الذي قام به باحثو الأصول الرقمية الآخرون مثل بيت وايز، الذي قدّر في تقرير رسمي صادر في آذار/ مارس 2019 أن 95 بالمئة من حجم تداول عملة البيتكوين في كوين ماركيت كاب كان مزيفًا أو غير اقتصادي.
النهج
تستخدم مجلة فوربس التحليلات الكمية والنوعية لتعديل حجم التداول الذي تبلغ عنه البورصات. وعلى عكس الطرق الأخرى التي تجري اختبارات على بيانات المعاملات (ويمكن تضليلها أيضًا)، تصنّف فوربس مصداقية شركة معينة من خلال تقييم خمس مجموعات بيانات لتحليل بيانات الشركة المبلغ عنها ذاتيًا، وتأتي البيانات من أربع شركات وسائط مشفرة مثل “كوين ماركيت كاب” و”كوين جيكو” و”نوميكس” بالإضافة إلى بورصات متعددة واثنين من مزودي بيانات الطرف الثالث.
نحن نطبّق خصومات كبيرة بناءً على منهجية مسجلًَة الملكية تعتمد على 10 عوامل مثل منظم التبادل المنزلي إن وجد ومقاييس الحجم التي تعتمد على حركة التبادل الشبكية وحجم القوة العاملة المقدر. نستخدم أيضًا عدد وجودة تراخيص العملات المشفرة كأداة لقياس مدى تطور كل عملية تبادل للعملات المشفرة في الأمور المتعلقة بالتنظيم والمراقبة التجارية. وإذا أظهرت الشركة التزامًا بالشفافية من خلال إجراء إثباتات للرموز المميزة للاحتياطي أو من خلال المشاركة في استطلاعات شركة “فوربس” لتبادل العملات المشفرة، فإنها مؤهلة للحصول على “ائتمان الشفافية” الذي يقلل أي خصم قد يتم تطبيقه بخلاف ذلك.
العديد من هذه العوامل كانت موجودة أيضًا في سلم ترتيب تبادل العملات المشفرة في شركة “فوربس”. وقد قسمناها إلى ثلاث فئات:
المجموعة 1: 48 تبادل للعملات المشفرة خصصت خصومات تتراوح من 0 إلى 25 بالمئة وقد أنتجت 39 مليار دولار من نشاط تداول البيتكوين الحقيقي في جميع الأسواق والعقود الاشتقاقية والآجلة في 14 حزيران/ يونيو.
المجموعة 2: 73 تبادل مع خصومات حجمية من 26 إلى 79 بالمئة أنتجت 81 مليار دولار في نشاط المعاملات (مقابل 158 مليار دولار مُطالب بها).
المجموعة 3: تمت معاقبة الشركات المتبقية وعددها 36 بمعدل خصم مرتفع بنسبة (80-99 بالمئة)، حيث تم تداول 7.7 مليار دولار من أصل 59 مليار دولار مطالب بها.
التبادلات مرتبة حسب المجموعة والحجم المحسوب لـ “فوربس” خلال شهر حزيران/ يونيو 2022.
مخططات وجداول موجزة
رغم الطبيعة العالمية للعملات المشفرة، فإن نشاط تداول البيتكوين الفوري يتركز حول عدد قليل نسبيًا من أزواج العملات والعملات المستقرة. وتعتبر عملة “تيثر” المستقرة هي الأكبر يليها الدولار الأمريكي، بينما أكبر الأصول النقدية التالية هي الين الياباني والوون الكوري الجنوبي.
حجم التداول اليومي لعملة البيتكوين مقابل الدولار
توفر بورصات المجموعة الأولى، التي يقع العديد منها في الولايات المتحدة، ما قيمته 24.3 مليار دولار أمريكي على شكل سيولة يومية من الدولار والبيتكوين، بينما تضيف بورصات المجموعة الثانية 17.3 مليار دولار. تبرز أهمية بورصات المجموعة الأولى كمصدر رئيسي للدولار والبيتكوين من خلال العقود الفورية والدائمة والآجلة. وتعد مجموعة “سي إم إي” المزود الرئيسي لعقود البيتكوين الآجلة على مستوى العالم، حيث يتم تداول ما قيمته 2.1 مليار دولار من التحويلات اليومية للدولار الأمريكي والبيتكوين. ويوجد ما لا يقل عن 27 بورصة عملات مشفرة – 12 منها في المجموعة الأولى – تمتلك سيولة يومية من الدولار والبيتكوين أكثر من 5 ملايين دولار.
مع بلوغه حجم تداول يومي قيمته 71.4 مليار دولار، يتجاوز نشاط عملتي البيتكوين وتيثر نشاط البيتكوين والدولار بنسبة 57 بالمئة، بالإضافة إلى نسبة 79 بالمئة الناشئة عن تبادلات العملات المشفرة في المجموعة الثانية، ونسبة 5 بالمئة الخاصة بالمجموعة الثالثة. ويوجد 77 بورصة تبادل – منها 44 في المجموعة الثانية، و12 في المجموعة الأولى، حيث يبلغ حجم التداول اليومي لعملتي البيتكوين وتيثر أكثر من 5 ملايين دولار. تسيطر عملة “تيثر” على أسواق العقود الآجلة الفورية والدائمة، وأقل من ذلك في صناعة العقود الآجلة المنظمة، والتي هي غائبة إلى حد كبير خارج الولايات المتحدة.
نشاط تداول بيتكوين وتيثر
تكتسب عملة الدولار الأمريكي ثقة في ساحة العملات المستقرة. بلغت السيولة اليومية لعملة البيتكوين مقابل الدولار 2.15 مليار دولار، حيث قسمت المجموعتان الأولى والثانية هذا المجموع بنسبة 39 بالمئة و60 بالمئة على التوالي. وما يثير الاهتمام ملاحظة أن بورصات المجموعة الثانية تستخدم الدولار الأمريكي بنشاط في سوق البيتكوين الفوري بينما تقوم بورصات المجموعة الأولى بذلك على الدوام. وقد يشير هذا الاستخدام المختلف إلى أن بورصات المجموعة الثانية ربما تكون منفتحة على فكرة دعم بديل لهيمنة عملة التيثر في سوق العملات المستقرة.
تنتج كل من تيثر وباينانس حجم تداول أكبر من عملة الدولار الأمريكي، لكن الأخيرة تمتلك الآن 26 بورصة عملات مشفرة (17 منها في المجموعة الثانية) بحجم تداول يومي يبلغ 5 ملايين دولار أو أكثر، مقابل 77 بورصة لعملة تيثر وخمسة مع باينانس الأمريكية. وفي حال بدأت هيمنة عملة تيثر في التلاشي، فقد تكون عملة الدولار الأمريكي هي العملة المستقرة التي من المرجح أن تلتقط تاجها.
نشاط تداول البيتكوين مقابل عملة الدولار الأمريكي
إن أفضل 10 بورصات تداول للعملات المشفرة في المجموعة الأولى من حيث الحجم من جميع أنحاء العالم: ثلاثة من الولايات المتحدة وهي (مجموعة سي إم إي، و كوينبيس، وكراكن)، وواحدة من سنغافورة (كريبتو دوت كوم)، وواحدة من أوروبا (إلماكس ديجيتال)، وأربعة من المراكز المالية الخارجية وهي (إف تي إكس، و أو كي إكس،و جيت أي أو، وبيتمكس)، وواحدة من أمريكا الوسطى وهي (ديريبت).
تعتبر بورصة “إف تي إكس” الأكبر حيث تنمو بشكل أسرع في شركات المجموعة الأولى. ولم تكن كذلك حتى منتصف سنة 2021 عندما غذى التمويل المؤسسي تحويل عمليات “إف تي إكس” من بورصة متوسطة الحجم غير منظمة تركز على مشتقات العملات المشفرة الخارجية إلى مجموعة عالمية من البورصات المنظمة اليوم في دول مثل الولايات المتحدة واليابان وأوروبا وأماكن أخرى. إضافة إلى مشتقات العملات المشفرة الخارجية، تتداول “إف تي إكس” في العملات المشفرة الفورية، وأسهم الرموز المميزة وقد أضافت الأسهم مؤخرًا.
تميل المجموعة الثانية من بورصات العملات المشفرة إلى أن تكون كبيرة وتمتلك عروض منتجات واسعة. إنها تركز في المقام الأول على النمو وتميل إلى أن يكون لديها اهتمام أقل بكثير من الخضوع للتنظيم في المكان الذي تنشط فيه. كما أنها تفتقرعمومًا إلى طرق قوية لتتبع وردع تجارة غسيل الأموال. وتعتبر بورصة “باينانس” إلى حد كبير أكبر بورصة تشفير في المجموعة الثانية بنشاط تداول يومي قدره 34.2 مليار دولار تليها “بايبت” بمبلغ 8.9 مليار دولار. وتتمركز غالبية هذه البورصات في الملاذات البحرية النائية مثل جزر سيشل وجزر فيرجن البريطانية.
تتألف المجموعة الثالثة من 36 بورصة عملات مشفرة وهي غير منظمة وصغيرة مع بعض الاستثناءات القليلة. والحجم الهائل الذي أبلغوا عنه بشكل ذاتي إضافة إلى عدد الزوار الضئيل يلقي بظلال من الشك على إمكانية قيام جمهور محدود بالفعل بإنتاج هذا القدر من النشاط التجاري. ومن الأمثلة على ذلك بورصة “بيتكوك” التي عرَّفتها شركة “كوين ماركت كاب) على أنها بورصة مقرها هونغ كونغ، ومقرها جزيرة كايمان التي يُزعم أنها تنتج 14 مليار دولار يوميًا – معظمها عن طريق البيتكوين وتيثر بشكل دائم. ومع ذلك، تؤكد شركة “سيميلر ويب” إلى أن نطاق التداول يستقبل أقل من 10 آلاف زائر شهريًا – بنسبة 53 بالمئة من الأرجنتين وحدها. أدت التناقضات في الحجم مقابل حركة الزيارة بالإضافة إلى الافتقار إلى أوراق الاعتماد التنظيمية إلى قيام “فوربس” بتخفيض حجم هذه الشركة بنسبة 95 بالمئة إلى 702 مليون دولار.
أكبر البورصات حسب زوج البيتكوين الرئيسي
حسبما تمت مناقشته سابقًا، فإن أزواج بيتكوين/ دولار و بيتكوين / تيثر تشكل إلى حد بعيد أكبر أزواج العملات الفورية لعملة البيتكوين، ولكن هناك عدد قليل من الأزواج الأخرى الجديرة بالذكر. وأكبر الأزواج الأخرى هي البيتكوين / الوون الكوري، والبيتكوين / الين الياباني، والبيتكوين / الدولار الأمريكي، والبيتكوين / اليورو. وعادة ما يعود قرار البورصة بتقديم الأصول الأساسية عبر البيتكوين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنظام النقدي، إلى العملة الورقية المحلية المستخدمة من قبل قاعدة عملاء البورصة.
تقع كل شركة من الشركات التي تتداول البيتكوين مقابل الوون أو الين في كوريا الجنوبية أو اليابان على التوالي، في حين أن عملة الدولار الأمريكي أسهل في تجاوز الحدود الوطنية بحكم طبيعة تواجد البلوكتشين. وقد يلاحظ القراء أن بورصات “كراكن” و”باينانس” و”كوينبيس” ليس لها مقرات في أوروبا، على الرغم من أن كلا منها لديه سلسلة من التراخيص للعمل في بلدان معينة. ويقدم كل منهم تداول اليورو كطريقة لجذب مستخدمين جدد، ولكن على عكس البورصات التي تتخذ من كوريا الجنوبية أو اليابان مقراً لها، لا يعد اليورو من أصولهم الأساسية الأكثر انتشاراً في التداول.
أعلى تبادل للعملة المشفرة – اختر أزواج البيتكوين الفورية
في حين أن ثمانية أزواج من حيث الحجم تستحوذ على غالبية حجم البيتكوين، إلا أن هناك العشرات من الأصناف الأخرى التي يتم تداولها في بورصات غامضة غير محسوبة حتى في دراستنا الحالية. فعلى سبيل المثال، من الصعب العثور على حجم تداول البيتكوين مقابل النيرة النيجيرية المتداولة في نيجيريا لأن شركات البيانات المشفرة مثل “نوميكس” و”كوين ماركيت كاب” و”كوين جيكو” لا تتعقبها عمومًا. يمكن للمرء أن يفترض بأمان أن بورصات التشفير المحلية غير المعروفة على نطاق واسع خارج نيجيريا تستحوذ على معظم سيولة البيتكوين من النيرة، وهو ما ينطبق على الأرجح على العديد من البورصات الأخرى العاملة في الأسواق الناشئة.
هذه الملاحظات صحيحة إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر بالمستقبل أيضًا، ولكن يبدو أن الوون والين لم يكتسبا حصة سوقية كبيرة في هذه المنطقة.
عندما يتعلق الأمر بأسواق العقود الآجلة التقليدية، مثل تلك التي تقدم فترات صلاحية شهرية منتظمة، فإن الزوجين المهمين الوحيدين هما “بيتكوين- يو إس دي” و”بيتكوين- يو إس دي تي”.
النقاط الرئيسية
كشفت دراسة “الحجم الحقيقي” لمجلة فوربس عن عدد من الأفكار الرئيسية لصناعة التشفير ومستثمريه.
قد تكون البيتكوين مجرد بداية للمشكلة: إذا كانت أحجام التداول المبلغ عنها لعملة البيتكوين، وهي الأصل المشفر الأكثر تنظيمًا وخضوعًا للمراقبة عن كثب في جميع أنحاء العالم، غير جديرة بالثقة، فيجب عندئذٍ أخذ مقاييس الأصول الأصغر بقدر أكبر من الشك. فحجم التداول، في أفضل حالاته، يعد أحد أكثر علامات اهتمام المستثمرين قابلية للقياس، ولكن يمكن التلاعب به بسهولة لإقناع المستثمرين المبتدئين بأن الطلب عليه أكبر بكثير مما هو عليه في الواقع.
ستظل “باينانس” اللاعب الرئيسي على الساحة”: لا تزال منصة “باينانس” تحقق ما يعادل 27.3 بالمئة من إجمالي حجم التداول “الحقيقي”، بالرغم من خصم 45 بالمئة من حجم تداولها؛ حيث لا توجد بورصة تشفير أخرى يمكنها أن تضاهي قوتها السوقية طوال العامين الماضيين. ومع أن “باينانس” كانت تقول الحقيقة حول التعاون مع المنظمين – حيث بدأت في الحصول على تراخيص في جميع أنحاء العالم ووعدت بالإعلان عن مقر عالمي- إلا أنه تبقى هناك أسئلة حول ضوابطها التشغيلية. لذلك فإنه ما لم يتمكن المنظمون من الشعور بالارتياح تجاه شرعية “باينانس”، فقد يكون من الصعب تصور موافقتهم على صناديق التداول الفورية في البورصة في أي وقت قريب.
لا تزال عملة “تيثر” أكبر من أن تفشل – في الوقت الحالي؛ تدعو هذه الدراسة إلى المزيد من الأسئلة حول الاستخدام الحقيقي والقيمة لاثنين من أكبر العملات المستقرة، وهما “يو إس دي تي” و”بي يو إس دي”: قل ما شئت بشأن “تيثر”، فقد وجد الناس أنها مناسبة لسوق المنتجات بشكل كبير. لكن هذه هي المشكلة بالضبط في أذهان العديد ممن يطلق عليهم اسم”المشككون في تيثر”، الذين لا يعتقدون أن الـ 68 مليار دولار مدعومة بالفعل بالاحتياطيات. من الصعب تخيل ما سيحدث للأسواق إذا توقف التجار عن الثقة في تيثر- لنكون منصفين، فإنه ليس هناك الكثير من الأدلة على حدوث ذلك – بالإضافة إلى أنه لم يكن أي من منافسيها على استعداد ليحل محلها.
مجالات للدراسة المستقبلية
دور العملات المستقرة في التلاعب بالسوق: لم نر أي دليل على أن أزواج التداول القائمة على عملة تيثر كانت أكثر عرضة للاحتيال من الأصول الأخرى. ومع ذلك، فإن هذه المنطقة تستحق مزيدًا من البحث، خاصةً إذا بدأت تيثر في الانحراف مرة أخرى عن ارتباطها بقيمة الدولار الواحد أو بدأت العملات المستقرة الخوارزمية الأخرى في اكتساب قوة دفع في تداول السوق الفوري الكبير. يمكن أن يؤدي الأصل الأساسي المستقر ظاهريًا والذي يتميز بتقلبات أعلى من المتوقع دائمًا إلى فرص المراجحة المشروعة وكذلك ترك مجال للاحتيال.
إمكانية التلاعب بالعقود الآجلة: من خلال بحثنا، بما في ذلك المقابلات الشخصية مع المشاركين المباشرين في السوق، لم نر أي دليل على أن العقود الآجلة الدائمة أكثر عرضة للغسيل التجاري وأشكال التلاعب الأخرى من العقود الآجلة التقليدية أو العقود الفورية. ومع ذلك، نظرًا للطبيعة الجديدة نسبيًا لهذا المنتج (تم إنشاؤه في سنة 2016)، بالإضافة إلى هيمنته في تداول العملات المشفرة، فإنه يستحق دراسة أعمق.
مستقبل البورصات اللامركزية في التلاعب بالسوق: لم يركز هذا التقرير على البورصات اللامركزية، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى حقيقة أنهم ليسوا لاعبين رئيسيين في تداول البيتكوين. على العكس من ذلك، عندما يتعلق الأمر بتحديد الأسواق، فإن معظم اللاعبين الرئيسيين قد فصلوا أنفسهم عن البورصات المركزية الرئيسية من خلال التخصص في طرق جديدة لتوفير السيولة في الأصول طويلة الأجل التي لا تستحق العناء ماليًا بالنسبة للعديد من البورصات التقليدية التي تقدمها. ومع ذلك، فإن الحصة السوقية من البورصات اللامركزية تزحف ببطء على سوق التداول الموجود بالفعل – حتى أن هناك أيامًا يكون فيها حجم التداول على “يونيسواب”، أكبر بورصة لامركزية، أكبر من “كوين بيز”.
منهجية فوربس
تتبع منهجية المجلة لحصر حجم تداول البيتكوين سلسلة من الخطوات.
التنظيم: نحدد تراخيص العملات المشفرة والهيئة التنظيمية التي تمتلكها كل بورصة ونستخدمها كبديل لقياس مستوى تطورها ونيتها لردع صفقات الغسيل ونشر حجم التداول المزيف.
مدخلات الطرف الثالث: درسنا عمل أطراف ثالثة محددة مثل بيانات حجم التداول من “كوين ماركت كاب” و”كوين جيكو” و”مساري”. وتعد إحصائيات حجم تداول “مساري” أقل شمولاً، ولديها تبادلات أقل من نظيراتها، ولكن لديها حسابات حجم التداول الحقيقي الخاصة بها. تبعت “فوربس” في الأشهر الأخيرة كيف طبقت شركة “مساري” خصمًا يتراوح من 40 بالمائة إلى 65 بالمائة على حجم تداول بيتكوين، مقارنة بالمتوسطات التي أبلغت عنها “كوين مارکت کاب” و”كوين جيكو” في ذلك الوقت.
وتقوم شركة “مساري” أيضًا بتخفيض حجم تداول شركة “إف تي إكس” بنسبة أقل (أقل من 20 بالمائة) ونسبة شركة “كراكن” بنسبة 99 بالمائة. وفيما يتعلق بهذه الأخيرة، فإن فوربس لا تشارك وجهة نظر تطبيق خصم كبير على شركة تعد من بين أكثر بورصات العملات المشفرة تنظيماً في العالم. وتفتقر معظم البورصات التي تخضع لتحليل الحجم الحقيقي لشركة “ميساري” إلى أي نوع من الخصم على حجم التداول.
حركة الويب: وظفت “فوربس” بيانات الجهات الخارجية من شركة تحليلات الويب “سيميلار ويب” لحصر حجم تداول الشركات التي تدعي حجم تداول كبير دون الحصول على تراخيص تشفير كافية أو حركة مرور على الويب لإنشاء مثل هذا الحجم.
مقابلات فوربس: أجرت “فوربس” عشرات المقابلات مع كبار المسؤولين التنفيذيين في بورصات العملات المشفرة الرئيسية لإكمال المعلومات الكمية في ملفات تعريف الشركات.
المصدر: مجلة فوربس