ترجمة حفصة جودة
أصبحت كاميرا الهاتف الذكي طريقة العديد من الروهينجا العالقين في مخيمات بنغلاديش للاجئين لنشر قصصهم، فيصورون حياتهم في المخيمات التي أصبحت الأكبر في العالم بعد أن فر 700 ألف شخص من جيش ميانمار قبل 5 أعوام، لينضموا إلى 300 ألف آخرين لجأوا من قبل عبر الحدود.
هؤلاء المصورون – جميعهم تحت عمر الـ30 – يبنون سجلًا لثقافتهم وتقاليدهم التي يخشون فقدانها ببعدهم عن وطنهم، وقد صقلوا مهاراتهم في أثناء الفيضانات والحرائق وغيرها من الأزمات المتكررة.
ظهرت صورهم في وسائل الإعلام الدولية ومسابقات التصوير، وقد نشر ساهات زيا هيرو – أحد مصوري الروهينجا الصاعدين – كتابًا العام الماضي لأعماله باسم “Rohingyatography” وتابع ذلك بمساعدته في تأسيس مجلة تنشر صور المصورين الآخرين الذين التقاهم في المخيمات.
ساهات زيا هيرو
حتى 2012 كنت أدرس في جامعة سيتوي في ولاية راخين، كان عليّ أن أتقدم للحصول على أوراق وتصاريح من الحكومة لإظهارها في نقاط التفتيش التي تبحث فقط عن المسلمين، حتى في الجامعة، كنت أواجه تمييزًا من الطلاب وحتى المعلمين، كانوا يكرهون الروهينجا.
عندما اندلعت أعمال الشغب، كان العنف يعني أنه لا مزيد من التعليم للروهينجا، ومع عودتي لقريتي اعتُقلت لـ3 أيام وضربتني الشرطة، لم أغادر بعد هذا الأمر، ساعدت والدي بصيد السمك واشتريت هاتفًا ذكيًا وحاسبًا آليًا وعندها بدأت التصوير.
لم يكن مسموحًا لنا أن نمتلك هذه الأشياء، لكنني كنت أستخدمهم في الأدغال، وأتعلم استخدامهم من خلال مقاطع الفيديو على يوتيوب التي كنت أشاهدها باستخدام الإنترنت البنغلاديشي عبر الحدود.
لقد أصبحنا لاجئين لأننا تعرضنا لإبادة جماعية من الجيش، والآن يعيش مليون من الروهينجا في مخيمات اللاجئين، هدفنا أن نسلط الضوء على أزمتنا، ونكشف للمجتمع الدولي أن الإبادة الجماعية والاضطهاد ما زالا مستمرين حتى لو لم ينتشرا في وسائل الإعلام.
الحياة صعبة في المخيمات، خاصة دون تعليم وحرية في الحركة، والمخيمات مزدحمة، لم يعد هناك مكان آمن للروهينجا الآن.
كان الإغلاق بسبب كوفيد-19 يعني توقف الصحفيين الدوليين عن القدوم إلى المخيمات، لكن ذلك شجع مصوري الروهينجا على نشر حكاياتنا، أشعر أن التقاط ومشاركة الصور واجبي تجاه شعبي، وطريقة لاستخدام شغفي في إصلاح الوضع.
إن التصوير أفضل لغة، تتحدث دون كلمات وتكشف الحقيقة، أريد أن يرى العالم شعب الروهينجا كبشر مثل الآخرين، بآمالنا وأحلامنا وأحزاننا وأفراحنا.
إشرات فوري عمران
لم ألمس هاتفًا ذكيًا قط إلا بعد أن اجتزت امتحانات المدرسة عام 2017، أعطاني شقيقي هاتفًا ذكيًا لأتصل بشقيقتي في ماليزيا، لكنني فكرت لماذا لا أبدأ في التقاط بعض الذكريات واللحظات والجمال المحيط بي، يمكنني الاحتفاظ بهم في هاتفي كتاريخ للأجيال القادمة.
بدلًا من ذلك، اضطررنا بعد عدة أشهر قليلة فقط لمغادرة منزلنا بسبب هجمات الجيش، وقد التقطت المزيد من الصور في أثناء هروبنا عبر الأدغال.
الآن، التقط الصور لأنها تمنحني البهجة، يمكنها أن تبدل مزاجي تمامًا من الحزن إلى الفرح، عندما أشعر بالاكتئاب أو القلق أحمل الكاميرا لأنني وقت التقاط الصور أركز تمامًا على ما أفعله، لا أستطيع أن أعبر حقًا عن السعادة التي أشعر بها عندما أشارك صوري مع الآخرين خاصة عندما يقدرونها.
عادة ما ألتقط صورًا لكل ما يثير اهتمامي، لا يهم إذا كان حيوانًا أو بشرًا أو طبيعة أو طعامًا أو غيرهم، إنني ألتقط الصورة فقط، أيًا كان ما تراه عيني، تراه الكاميرا.
رو ياسين عبد مناف
أردت أن التقط أسلوب حياة الروهينجا وتقالدينا الثقافية من ميانمار وإبداعنا، لهذا السبب بدأت في التقاط الصور ومقاطع الفيديو من داخل مخيمات اللاجئين، إنها رغبتي في أن أحكي للعالم عن حياتنا، لذا كلما أتنقل في المخيم أستخدم الهاتف لالتقاط الصور.
ألتقط صورًا لأطفال الروهينجا وللملاجئ والأعمال الفنية والزهور والعادات الثقافية وكذلك للأزمات التي نواجهها في المخيم مثل انهيار التربة والفيضانات والحرائق، ورغم أن القليل من الروهينجا لا يفضلون التقاط صور لهم حفاظًا على خصوصيتهم، فإن الكثيرين يفضلون تلك الصور وما نفعله بمشاركتها مع العالم.
لقد نجوت من المذبحة الجماعية، وأعيش مع عائلتي، وقد عانينا كثيرًا دون حرية ونعيش منذ 5 سنوات مستقبلًا غامضًا في مخيمات اللاجئين بعد أن واجهنا عقودًا من التمييز والعنف في ميانمار.
لا يسع الناس دائمًا أن يعبروا عن مشاعرهم، وتصوير ذلك يتطلب شجاعة، لكن هذه الصور توثيق للأزمة التي نواجهها في تلك المخيمات.
رو أنامول حسن
يساعدنا التصوير في كشف معاناتنا للناس، إنني ألتقط صورًا لأشخاص ما زالوا يعانون في حياتهم كلاجئين هنا، ألتقط تلك الصور لأنني أعتقد أنني أستطيع مساعدة الآخرين على فهم ما تحتويه الصور وما يرغبون به.
أشعر بالسعادة عند التقاط الصور، وعندما أود أن أثير قضية يواجهها مجتمعي، أختار دائمًا أن ألتقط الصور وليس الكتابة، لأن لها تأثير أقوى على المشاهدين.
مايّو خان
لا أتذكر تحديدًا متى بدأت التصوير، لكنني أحبه منذ الصغر، رغم أنني بدأت التصوير في 2017 بكاميرا هاتف صغير، كما بدأت أيضًا بتصوير أفلام قصيرة.
أحب التقاط الصور وأقوم بذلك متى أمكنني، خاصة في الطبيعة والشوارع، لكنني أحتاج لأن أكون حذرًا بسبب القواعد داخل المخيم، لا أشعر بالأمان عندما ألتقط الصور هنا، يشجعني أغلب الناس رغم أن ردود الأفعال تكون متفاوتة والبعض يتساءل إذا كان ذلك سيفيدني في بناء مهنة.
هذه الصور تلتقط ذكريات وشهادات وتسجل حياتنا لعقود وعصور قادمة، صورة واحدة مميزة بإمكانها أن تخفف الفوضى وتكشف المجهول، إنها تساعدني نفسيًا وكذلك اقتصاديًا، ويمكنني استخدامها لتصوير مجتمعنا، أعتقد أن هذه الصور ستكون جزءًا من تاريخنا.
المصدر: الغارديان