ترجمة وتحرير: نون بوست
في إحدى الأمسيات العادية لي كطالبة جامعية – منذ أكثر من 10 سنوات – كنت أجهز نفسي للتجربة العربية الأمريكية المثالية ألا وهي تعمير استبيان، وكنت على وشك تحديد عرقي على أنه “أبيض/قوقازي”، ولكنني اندهشت لرؤية شيء مختلف. فقد ظهر إلى جانب تصنيف “أبيض/من أصل هسباني” و”من السكان الأصليين/من ألاسكا” تصنيف عرقي جديد “شرق أوسطي/جزر المحيط الهادئ”.
لا أتذكر ماهية الاستطلاع أو لصالح من أو ما إذا كان قد انتهى بي المطاف باستكماله، لكني أتذكر أنه بعد سنوات من تقبّلي لتصنيف “أبيض/قوقازي” على مضض لعدم وجود خيار أفضل، أتيحت لي الفرصة أخيرًا للاعتراف بعرقي كأمريكية من أصل لبناني. قلت ممازحة زميلتي في الغرفة: “ربما كتبوا للتو الملونون بدرجات متنوّعة”، وكنت أضحك للتستر على شعوري بعدم الراحة لأنني قد لا أتمكن أبدا من تعريف نفسي بالطريقة التي أرى أنها مناسبة.
مع ذلك، بدا الأمر وكأنه مشكلة صغيرة في المخطط الكبير للظلم العنصري في الولايات المتحدة. فقبل بضعة أشهر فقط، قُتل أوسكار غرانت البالغ من العمر 22 عاما على يد شرطة أوكلاند بالقرب من المكان الذي نشأتُ فيه، بينما كان جو أربايو عمدة مقاطعة ماريكوبا في أريزونا قد اقترح قانونا من شأنه أن يصرح للشرطة بمطالبة أي شخص بالكشف عن هويته مما يفتح الباب أمام التنميط العنصري المخزي الذي سيؤدي بلا شك إلى زيادة ترهيب العائلات التي لا تحمل وثائق هوية.
من أنا لأشتكي من كوني مصنّفة من البيض؟ لقد شعرت بامتياز أن أكون قادرة على الاندماج في المجتمع الأمريكي الأبيض، حيث لا داعي للقلق بشأن التعرض لإطلاق النار أو الترحيل، وكان المؤشر الوحيد لعرقي الاختلاف الطفيف في ملامحي الذي ينتج عنه أحيانا أسئلة من قبيل “من أين أنت؟” بدلا من التعرّض للتنميط العنصري الصريح.
مع ذلك، كنت أشعر بعدم الارتياح في كل مرة أشاهد فيها فيلمًا يصور العرب على أنهم إرهابيون أو أسمع عن جريمة كراهية تُرتكب ضد شخص ما في المجتمع. قد نكون قانونيا من ذوي البشرة البيضاء لكن هل نحن في الواقع من البيض؟ ينطوي هذا التصنيف على حماية واهية يمكن أن تفلت من أيدينا بين عشية وضحاها. منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، شعرت كما لو أن صفتي المختلفة الساحرة قد تعرّضني للتنميط العنصري، فكونك أبيضًا بشكل مشكوك فيه قد يعني أيضًا أنك من غير البيض بشكل مشكوك فيه، الأمر الذي قد يحولك بدوره إلى إرهابي بلا شك في أي لحظة.
حين شرعت في البحث في تاريخ الجالية العربية الأمريكية في الولايات المتحدة من أجل كتابي القادم “الحب عبر الحدود”، أدركت مدى الارتباط الوثيق بين الارتباك حول هويتنا والتاريخ الأوسع لتفوق البيض ونضالات مجتمعات المهاجرين الأخرى من أجل الاعتراف بهم في الولايات المتحدة. لم يكن إغفالنا من قبيل الصدفة، بل كان ردًا على صفة البيض التي نحملها – والقوة التي مثلتها تاريخيًا في الولايات المتحدة.
بعد بضعة أسابيع، قادني بحثي إلى اكتشاف حقيقة أخرى: حتى سنة 1970، كان المكسيكيون في الولايات المتحدة يصنفّون عرقيًا على أنهم من البيض. واليوم، يحظى المكسيكيون والمجتمع اللاتيني الأوسع بالاعتراف ويتمتعون أيضًا بالقوة السياسية. والسؤال المطروح: كيف حققوا هذا التقدير؟ وما الذي يمكن أن نتعلمه من تجربتهم ونحن نخوض تجربتنا؟
من أجل فهم كيفية تعريف مجتمع ما على أنه متميز، يجب علينا أولًا فهم سبب نضالهم من أجل هذا الاعتراف. بمعنى آخر، يجب أن نفهم أولا كيف صُنّفوا من البيض. بالنسبة للمكسيكيين، بدأ الأمر بمعاهدة غوادالوبي هيدالغو التي وضعت نهايةً للحرب المكسيكية الأمريكية رسميا في سنة 1848، مع تنازل المكسيكيين عن الأرض التي تضم حاليا تكساس وكاليفورنيا ونيفادا ويوتا ونيو مكسيكو ومعظم ولاية أريزونا وأجزاء من الولايات المجاورة. وفي ذلك الوقت، طرحت أسئلة حول مصير المجتمعات التي تعيش على تلك الأراضي، هل سيحتفظون بهويتهم كمكسيكيين أم سيصبحون مواطنين أمريكيين؟
يقول روبرتو رودريغيز، كاتب عمود وأستاذ الدراسات المكسيكية الأمريكية المتقاعد في جامعة أريزونا، أنه بينما كانت العبودية غير قانونية في المكسيك كانت العبودية قائمة ومتواصلةً في الولايات المتحدة قبل الحرب لذلك “كانت العبودية سبب القلق الأكبر”. وعلى الرغم من أن الحكومة المكسيكية كانت على وشك الانهيار، إلا أن المفاوضين المكسيكيين كانوا قلقين من إمكانية استعباد مواطنيهم إذا تم المضي في هذه المعاهدة دون معالجة هذه القضية.
كحل وسط، مُنح هؤلاء الأشخاص الجنسية الأمريكية بشكل تلقائي، وهو ما يعني افتراضيًا أنهم سيصبحون قانونيا من البيض، علما بأنه السود لم يمنحوا الحق في الجنسية إلا بعد 20 عاما من ذلك – أي بعد الحرب الأهلية. ويوضح رودريغيز: “لم يكن الأمر يتعلق بجعلهم من البيض، بل لحمايتهم من الاستعباد”.
في الحقيقة، قد يكون تعريف الأمريكيين المكسيكيين على أنهم من البيض على الورق هو ما أنقذهم من الاستعباد، لكنه لم يحمهم من التعرض للهجوم في مرمى مانيفست ديستني، وملاحقتهم بعنف من قبل تكساس رينجرز التي كانت مجموعة أهلية قومية بيضاء، وتعرّضهم حتى للإعدام دون محاكمة عندما كانوا يرفضون التخلي عن أراضيهم.
أعفيت أقلية صغيرة من المكسيكيين الأثرياء الذين اعتبروا من البيض من هذا العنف، بل وتم تشجيعهم على “الزواج من البيض” لحماية نسبهم بينما عومل معظم المكسيكيين الأصليين كمواطنين من الدرجة الثانية. ويضيف رودريغيز “إن القوانين المعمول بها كانت مخصصة لحماية الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم بيض. وكان جيم كرو مستعدا لمساعدة أي شخص آخر”.
كان المهاجرون من الشرق الأوسط يبحرون أيضًا في المياه العكرة للغموض العنصري. وفي حين كانت الهجرة غير مقيدة نسبيًا في مطلع القرن العشرين، كانت الجنسية لا تزال حكرا على الرجال البيض أصحاب الممتلكات أو الأشخاص الذين ولدوا في الولايات المتحدة. وعندما سألته عن الاختلافات بين المهاجرين اليوم وقبل قرن من الزمان، أخبرني أكرم خاطر، الأستاذ في جامعة ولاية كارولينا الشمالية ومؤسس مركز مويس خيرالله لدراسات الشتات اللبناني، أن “هناك رواية حماسية مفادها أن هؤلاء المهاجرين جاءوا وعملوا بجد ويعتبرون أفضل بكثير من مهاجري اليوم”.
وتابع خاطر قائلا “لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة”، موضحًا أن معظمهم تعلّموا ما يكفي من اللغة الإنجليزية للعمل وغالبًا ما عملوا في وظائف متطلبة وضيعة، كما تعرضوا لاعتداءات لفظية وجسدية – مع وقوع واحدة من أكثر الحوادث المأساوية عندما تم إعدام زوجين سوريين جنوب فلوريدا. وأضاف أن “كثير منهم ناضلوا من أجل الاندماج وعاشوا حياة صعبة للغاية”، مشيرًا إلى أن الكثيرين عادوا إلى الشرق الأوسط. وفي النهاية، وجد الكثير منهم أن الطريقة الوحيدة للقبول هي أن تصبح أبيضًا”.
وأحد أبرز الأمثلة على “تحول” المهاجر السوري إلى “أبيض” ما حدث عندما قدّم جورج داو، وهو مهاجر سوري من ولاية كارولينا الجنوبية، التماسًا للحصول على الجنسية بحجة أنه أبيضًا لكونه مسيحيًا متدينًا، ولكن رُفض طلبه بسبب أصوله “الآسيوية”. وعندما احتشدت الجالية السورية حوله، استحضر الكثيرون لغة تفوق البيض. وقد جادلت إحدى الصحف الشعبية التي تصدر باللغة العربية بأنه في حال خسر داو قضيته، سيبدو الأمر كما لو أنهم “ليسوا أفضل من السود أو المنغوليين” وأن “السود سيكون لهم حقوق لن يتمتع بها السوريون”.
في النهاية، استأنف داو القضية وفاز بها مشكّلا سابقة قانونية مفادها أن السوريين من البيض – طالما يمكنهم إثبات أنهم مسيحيون. ولكن هذا لا ينطبق على كل مهاجر من الشرق الأوسط. فقد حُرم فراس شهيد، الذي كان أيضًا مسيحيًا متدينًا، من الجنسية لكونه “مولاتو” بشكل مريب – وهو مصطلح قديم ومهين كان يُستخدم لوصف شخص من أصول بيضاء وسوداء مختلطة. وغالبا ما كان المهاجرون الذين لم يكونوا من منطقة بلاد الشام – وبالتالي لم يتمكنوا من المجادلة بانحدار أسلافهم من المسيح – أكثر تهميشًا.
وبينما كان الجيل الأول من المهاجرين من الشرق الأوسط يكافحون لتأمين مستقبلهم في الولايات المتحدة، كان المزيد من المكسيكيين يعبرون الحدود. لكن حسب رودريغيز، لم يعاملوا أبدًا على أنهم بيض على الرغم من أنهم كانوا من البيض على الورق. وبدلاً من ذلك، تم استغلالهم في المزارع والمصانع وكانوا كثيرا ما يتقاضون رواتب منخفضة أو لا يتقاضون رواتبهم على الإطلاق.
ليس من المستغرب أن الصناعات الأمريكية – خاصة في جنوب غرب الولايات المتحدة – نمت نتيجة للعمالة المكسيكية. ولكن عندما انهارت سوق الأسهم في سنة 1929، أصبح المكسيكيون كبش فداء حيث روج الرئيس هربرت هوفر لحملة “وظائف حقيقية للأمريكيين الحقيقيين” بينما سمح لتعداد سنة 1930 بتضمين مربع “مكسيكي” لرسم خريطة للمجتمع. وكان الأمر مثل سجلنا الإسلامي الأسوأ تخيلا.
في غضون بضعة أشهر فقط، كان ضباط الهجرة يقتحمون المصانع في جميع أنحاء لوس أنجلوس، ويجمعون العمال المكسيكيين ويطالبونهم باالاستظهار بأوراق الهوية. وقد وقعت أكثر هذه الحوادث شهرة في “لا بلاسيتا بارك” في لوس أنجلوس في سنة 1931 عندما أغلق ضباط الهجرة الفيدراليون المنتزه وبدأوا في مطالبة العائلات التي كانت تستمتع بوقتها بعد ظهر يوم السبت بتقديم دليل على الجنسية أو الدخول القانوني إلى الولايات المتحدة. واُلقي القبض على أي شخص لم يتمكن من تقديم هذه الوثائق واحتجازه في كثير من الأحيان. وفي بعض الأحيان، كانوا يوضعون في قطارات متجهة مباشرة إلى الحدود. وكان ذلك أول ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة.
عند رؤية كيفية معاملة المكسيكيين، طلب الرئيس باسكوال أورتيز روبيو إزالة هذا المربع من استمارات التعداد – على أمل أن يتم اعتبار المكسيكيين مجددا من البيض. في الوقت الحالي، عاد المكسيكيون إلى كونهم من البيض قانونيًا. ولكن هذا لم ينفع كثيرا لمنع سلطات إنفاذ القانون من استهدافهم.
كان المكسيكيون يعيشون في أحياء منفصلة في ظل ظروف معيشية سيئة. وقد شعر الكثيرون منهم أن لديهم قواسم مشتركة مع الأمريكيين السود أكثر من الأمريكيين البيض، لا سيما عندما أُجبر أطفالهم على الدراسة في المدارس المكسيكية فقط أو اعتبروا “سودا للغاية” للزواج من امرأة بيضاء من قبل أمناء السجلات الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم لدعم القوانين المناهضة لاختلاط الأجناس.
مع اكتساب حركة الحقوق المدنية الزخم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بدأ الأمريكيون المكسيكيون في ربط نقاط الفصل العنصري الخاصة بهم، مما أدى إلى نشوء حركة “الشيكانو” – وهي حركة سياسية متميزة متجذرة في الهوية المكسيكية والأمريكية المتزامنة – وجماعات سياسية مثل رابطة مواطني أمريكا اللاتينية المتحدة واللجنة المشتركة بين الوكالات المعنية بالشؤون الأمريكية المكسيكية، التي حاولت أن تكون بمثابة مكافئ مكسيكي للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين للاجتماع مع السياسيين والوكالات الحكومية نيابة عن المجتمع.
في جامعة كاليفورنيا أيضًا، كتبت كريستينا مورا الأستاذة بجامعة بيركلي في كتابها بعنوان “كيف قام الناشطون والبيروقراطيون ووسائل الإعلام بتشكيل هوية المواطن الأميركي الجديد”، “لقد أوجد نضال الأمريكيين من أصل أفريقي من أجل الحقوق المدنية وضعا ألهمت فيه جهود القادة السود الناشطين الأمريكيين المكسيكيين والبورتوريكيين، ولكنها غمرتهم أيضًا”.
وصل هذا الإحباط إلى ذروته عندما نظم البيت الأبيض مؤتمرًا حول الحقوق المدنية سنة 1966 ضم ثمانية قادة مكسيكيين أمريكيين فقط من بين 3000 مدعو. وبينما كان الأمريكيون المكسيكيون يعرفون أن لديهم سلطة سياسية – وساعدوا رؤساء مثل جون كينيدي في الفوز بالانتخابات – لم يشعر الكثيرون أن واشنطن تولي قضاياهم الاهتمام الكافي باعتبارها مشكلات إقليمية تتعلق فقط بالمناطق الحدودية.
وعد الرئيس ليندون جونسون بمواصلة إرث الحقوق المدنية لكينيدي، حيث وقّع تشريعًا تاريخيًا أنهى الفصل القانوني والتمييز العنصري، لكن ذلك لم يمنع ظهور أشكال جديدة من التمييز. الآن، تم فصل السكان السود والأمريكيين المكسيكيين بحكم الواقع عن نظرائهم الأمريكيين البيض الأثرياء، ولكن نظرًا لأن الأمريكيين المكسيكيين كانوا بيضًا على الورق، فقد مر الوضع قانونيًا باعتباره اندماجًا.
يقول ترينيداد غونزاليس، أستاذ الدراسات المكسيكية الأمريكية في كلية جنوب تكساس: “ما فعلوه في الأساس هو أخذ أطفال فقراء من مدارس باريو ودمجهم مع أطفال سود من مدارس الغيتو”.
ومن بين الأمثلة الصارخة على ذلك ما حدث في كوربوس كريستي في تكساس، حيث لاحظ خوسيه سيسنيروس أن مدرسة ابنته الابتدائية بها نوافذ محطمة وكتب مدرسية قديمة، في حين أن المدرسة الكاثوليكية التي التحقت بها سابقًا لديها موارد أكثر بكثير. وعندما اشتكى إلى مجلس المدرسة تم تجاهله، لذلك حث 24 من الآباء المكسيكيين الأمريكيين الآخرين على رفع دعوى قضائية جماعية متهمين المنطقة التعليمية بحرمان الطلاب المكسيكيين الأمريكيين من المساواة في التعليم.
وأضاف غونزاليس: “كانت هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها هيئة رسمية بأن المكسيكيين ليسوا قوقازا”، مشيرًا إلى أنها كانت أيضا المرة الأولى التي يمتد فيها قانون الحقوق المدنية – في هذه الحالة، قضية براون ضد مجلس التعليم بشأن إلغاء الفصل العنصري في المدارس – ليشمل حماية الأمريكيين المكسيكيين والأمريكيين السود. في هذه الحالة، قد يبدو من غير المنطقي الاعتراض على أن يُنظر إليهم على أنهم من البيض. لكنها كانت الخطوة الأولى في الكشف عن كيفية استغلال التكامل العرقي في الواقع كفصل طبقي، مع تصنيف المكسيكيين الأفقر في التعداد السكاني على أنهم بيض، ووضعهم في مدارس للسود محرومة مع إبقائهم منفصلين عن مجتمعات البيض الأكثر ثراءً.
في حين أن المنظمات العربية الأمريكية هي التي تقود الضغط على مركز التعداد السكاني، فإن الجالية التركية والإيرانية والأرمنية تشعر بالقلق من عدم تضمينها رغم وجود تداخل في تركيبتنا الجينية وتعرض أممنا المشتتة للعنصرية
دون بيانات تمثيلية وطني، الا يزال قادة المجتمع المكسيكي – وبشكل أوسع، الناطقون بالإسبانية – يواجهون صعوبة في العمل على توجيه الأموال الحكومية إلى مجتمعاتهم لمعالجة هذا التمييز إذ كانوا يرون المشاكل باستمرار – مثل ارتفاع معدلات الانقطاع عن الدراسة والبطالة – بينما لم يكن لديهم البيانات لدعمها. بدأ قادة المجتمع، المحبطين من هذا الواقع، الضغط على مكتب الإحصاء الأمريكي لتضمين فئة للمجتمع “الناطق بالإسبانية”، وهو ما حدث بالفعل سنة 1970.
بعد ذلك، بدأ الجدال حول المصطلحات. تم اقتراح تصنيف “بني” ولكن سرعان ما تم استبعاده عندما جادل أحدهم بأن أي شخص يمكن أن يكون بنيًا – بما في ذلك المهاجرون من جنوب شرق آسيا وأجزاء من الشرق الأوسط. ثم تصنيف “من أمريكا اللاتينية”، لكنه كان يحيل إلى الغربة التي كان العديد من الأمريكيين من أصل لاتيني يحاولون إبعاد أنفسهم عنها – مثلما هو حال الجالية العربية الأمريكية اليوم. وفي نهاية المطاف، تم الاتفاق على أن “الهسبان” هي التسمية الأكثر شمولاً التي يمكن أن تجمع المهاجرين الذين تعود جذورهم إلى أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى والمكسيك ومنطقة البحر الكاريبي.
لم يكن الكثيرون مرتاحين لهذه التسمية. حيال هذا الشأن، قال رودريغيز: “إنك تتحدث عن مجموعة من السكان الأصليين تم منحهم هوية الغزاة”، مشيرًا إلى أن اعتبار كل اللاتينيين من أصل هسباني فيه تسترٌ على العنف الاستعماري ضد السكان الأصليين وتجاهلٌ لديناميكيات القوة في المنطقة”.
وأضاف رودريغيز: “لو لجأ الدكتاتور التشيلي الراحل الجنرال أوغوستو بينوشيه الولايات المتحدة، لاعتُبر من الهسبان – وهي نفس هوية الأشخاص الذين يضطهدهم”. يجعلني هذا أفكر في العشرات من أوجه التشابه التي لا تقل صعوبة في جميع أنحاء العالم العربي. مع وجود عدد قليل من طرق الهجرة القانونية، من السهل على مهندس سابق في نظام التعذيب التابع للرئيس السوري بشار الأسد أن يحصل على نفس الحماية التي يوفرها حق اللجوء الذي يتمتع به أحد الناجين. وقد تم إعادة توطين العديد من النساء الإيزيديات في قرى هادئة في جميع أنحاء المناطق الريفية في ألمانيا، ليصادفوا خاطفيهم السابقين في تنظيم الدولة في الشارع.
أورد رودريغيز: “لم يختر معظمنا هذه الهويات – لقد تم تجميعنا”، موضحًا كيفية تخصيص تسميات مثل هسبان (أو حتى المصطلحات اللاحقة مثل لاتيني) للجميع، من عضو في النخبة السياسية التشيلية إلى طالب لجوء من السكان الأصليين في غواتيمالا وصولا إلى الجيل الخامس من الأمريكيين المكسيكيين. وأضاف: “فجأة، تجد نفسك مع 30 دولة أخرى تحت تصنيف لم تختره”.
من السهل تخيّل حدوث انقسام مماثل داخل مجتمعنا. وفي حين أن المنظمات العربية الأمريكية هي التي تقود الضغط على مركز التعداد السكاني، فإن الجالية التركية والإيرانية والأرمنية تشعر بالقلق من عدم تضمينها رغم وجود تداخل في تركيبتنا الجينية وتعرض أممنا المشتتة للعنصرية. ولكن إذا تمكن الأمريكيون المكسيكيون والبورتوريكيون والكوبيون من إيجاد أرضية مشتركة توسعت بعد ذلك لتشمل أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وأمريكا الكاريبية، فلماذا لا يمكننا ذلك؟
العرب الأمريكيون الذين لم يكونوا هم أنفسهم مهاجرين لم يروا أنفسهم سوى بيض من أصول شرق أوسطية حتى أجبرتهم أحداث مثل الحرب العربية ضد إسرائيل سنة 1967 والحرب الأهلية اللبنانية على أن يبدأوا في الانتباه لهويتهم.
أورد مات ستيفلر، مدير الأبحاث والمحتوى في المتحف الوطني العربي الأمريكي في ديربورن بولاية ميشيغان، الذي ضغط من أجل الاعتراف في التعداد: “نحاول أن نكون شاملين قدر الإمكان”. وأضاف أن التصنيفات المقترحة هي “عرب ومينا [الشرق الأوسط وشمال إفريقيا] وسوانا [جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا]”، مشيرًا إلى أن تصنيف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يشمل غير العرب. وهو يقترح إضافة الكلدان لاستيعاب عدد كبير من المسيحيين الكلدانيين في ميشيغان.
مع ذلك، أتساءل عن حدود هذه الجهود الشجاعة نحو تصنيف أكثر الشمولية. وفي حين أنه من المفيد تخيّل أوطاننا بدون الحدود التي فرضها المستعمرون، فإن الأرض التي تشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – أو سوانا [جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا] – شاسعة ومختلفة تمتد من سهول الصحراء الغربية إلى قمم جبال زاغروس في إيران. كما أن معظم – وليس كل – الدول تجمعها اللغة العربية بنفس الطريقة التي يجمع بها الإسلام معظمها – إن لم يكن كلها. وهناك أيضًا العشرات من اللغات والطوائف الدينية والثقافات الأخرى، التي وصل الكثير منها إلى الولايات المتحدة بطوائفه المشتتة.
ماذا عن الاختلافات بين العرب والإيرانيين والكلدان والأمازيغ؟ يمكن للمرء أن يجادل بأن هذا التصنيف من المنظور العريض ضار ويؤدي إلى نتائج عكسية مثله مثل مقارنة الرئيس السابق جورج دبليو بوش بمهاجر لاتفي غير موثّق لأنه يتم تصنيفهما تقنيًا على أنهما من البيض، أو مقارنة بينوشيه بطالب لجوء هندوراسي يجادل بأنه تعرض لنفس النوع من التمييز. بالنظر إلى هذا التنوع، هل يكون التصنيف العرقي منطقيا بأي شكل؟
قال غونزاليس: “إنه يخلق سبلًا داخل البيروقراطية السياسية لم تكن موجودة من قبل”، مشيرًا إلى أن تسمية هسباني لم تكن مثالية من الناحية اللغوية ولكنها مكّنت المجتمع من الاستفادة من برامج العمل الإيجابي مما فتح المجال أمام فرص التعليم العالي والمزيد من التمثيل عبر القطاعات. أنت جزء من مجموعة معترف بها قانونًيا من قبل الدولة، مما يوفر لك فرصًا للعمل الإيجابي الذي يحاول معالجة الظلم والتمييز الذي وقع في الماضي”.
مع ذلك، لا يتفق الجميع على أن التصنيف العرقي هو الحل لتمكين المجتمع. من جهته، يرى رودريغيز: “لقد شهدنا تحسنا في حقوقنا على مر السنين، لكن ذلك لم يكن بسبب التصنيف”، مجادلاً بأن سياسات العمل الإيجابي هي نقيض الحقوق المتساوية. وأضاف أن “هذا يرجع لحركة الحقوق المدنية وحركة شيكانو – فكونك مصنفًا عرقيًا لا يعني أنك لن تتعرض للقمع”.
قال ستيفلر: “الجميع أراد فقط أن يكون أمريكيًا – كانت هناك حرب عالمية ثانية، والوطنية والحرب الباردة”، مشيرًا إلى أن العرب الأمريكيين الذين لم يكونوا هم أنفسهم مهاجرين لم يروا أنفسهم سوى بيض من أصول شرق أوسطية حتى أجبرتهم أحداث مثل الحرب العربية ضد إسرائيل سنة 1967 والحرب الأهلية اللبنانية على أن يبدأوا في الانتباه لهويتهم. والعديد من أبرز المنظمات العربية الأمريكية – مثل أكسس ولجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية والمعهد العربي الأمريكي – نشأت في ذلك الوقت تقريبًا بهدف توفير مساحة لكل من مجتمعات المهاجرين الحديثة وهذا المجتمع.
العديد من جاليات الجيل الثاني والثالث من اللبنانيين والسوريين الأمريكيين يجسدون تصنيف البيض الذي كافح أجدادهم من أجله ويعيشون في ضواحي غنية بمستويات تعليم ودخل أعلى من المتوسط حتى من الأمريكيين البيض
وتابع ستيفلر قائلًا: “خلال الثمانينيات والتسعينيات، وخاصة بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر بدأ المزيد من العرب الأمريكيين الاهتمام بالحقوق المدنية”، وكان ذلك في معظمه ردًا على الأفكار النمطية للعرب والمسلمين في وسائل الإعلام، فضلاً عن المراقبة المتطفلة والمستمرة لهذه المجتمعات. وعلى حد تعبيره “بدأنا في ملاحظة الأشخاص الذين يرون أنفسهم على أنهم شيء آخر غير البيض”.
في حين أن أولئك الذين قد يختارون تصنيف “العرب الأمريكيين أو الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أو الكلدان” قد شهدوا أشكالًا متباينة من العنصرية، فإننا لا نحارب التمييز المنهجي. على الرغم من أننا لا نستطيع معرفة إجمالي أعدادنا بدون بيانات التعداد، إلا أنه ليس من المنطقي أن يكون عدد سكاننا بقدر حجم السكان من أصل هسباني، ومن المشكوك فيه أن يكون لنا تأثير على الانتخابات. لكن السؤال هو، هل من حقنا أن نطلق على أنفسنا لفظ أقلية؟
ضحك ستيفلر عندما سألته عما إذا كنا قد اكتسبنا هذه المكانة قائلا: “ليس لدينا بيانات كافية للإجابة على هذا السؤال”. على مر السنين، حاولت العديد من منظمات الجالية العربية الأمريكية البارزة القيام بدراسة استقصائية لمجتمعاتهم انطلاقاً من القاعدة الشعبية، لكن معظم جهودهم تطرح أسئلة أكثر مما تجيب عنها
العديد من جاليات الجيل الثاني والثالث من اللبنانيين والسوريين الأمريكيين يجسدون تصنيف البيض الذي كافح أجدادهم من أجله ويعيشون في ضواحي غنية بمستويات تعليم ودخل أعلى من المتوسط حتى من الأمريكيين البيض، لكن هذه التجربة لا تنطبق بالضرورة على مجتمعات المهاجرين الذين وصلوا مؤخرًا وغالبًا ما يواجهون العنصرية والفقر وعدم استقرار الهجرة في وقت واحد.
في هذه الأثناء وفي مدينة ديربورن التابعة لولاية ميشيغان – التي تضم أعلى نسبة للأمريكيين من أصول عربية في البلاد ولكنها رسمياً تضم 85 في المئة من البيض – يؤثر وضع الأقلية على إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية.
قالت ريما مروح، مديرة الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية الأمريكية: “هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها كمجتمع الحصول على تمثيل”. وبصفتها منطقة ذات أغلبية أقلية، ترى مروّح أنه يجب حماية ديربورن بموجب قانون حقوق التصويت الذي يمكن أن يساعد في حماية قوة تصويت الجالية العربية الأمريكية من إعادة التقسيم. بدلاً من ذلك، تم رسم الخطوط لتقسيم المجتمع إلى سبع مقاطعات، مع عدم وجود أكثر من 15 في المئة في كل منطقة.
العديد من المجتمعات المهمشة الأخرى تعرضوا لمعدلات أعلى من العدوى وحالات الدخول إلى المستشفى والوفاة مقارنة بنظرائهم البيض.
وأضافت مروح: “قوتنا التصويتية تضاءلت في تلك المقاطعات السبع. بالنسبة لي، هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير.” مع ذلك، لا يزال هناك أفراد من المجتمع يرون أن التصنيف يمثل سياسات هوية سخيفة لا صلة لها بعالم حيث يُنظر إليهم على أنهم من البيض.
أجاب ستيفلر: “إذا كان شخص ما لا يعتقد أن هذا أمر مهم، فهو لم يعمل أبدًا في التوعية المجتمعية”، مشيرًا إلى أن الوصول إلى تمويل الأبحاث الفيدرالية لمجتمعات الأقليات يسمح لمقدمي الخدمات بجمع المعلومات اللازمة للتعامل مع كل شيء من احتياجات تعليم الأطفال إلى الأنشطة الصحية المنقذة للحياة”.
من بين أحدث الأمثلة على ذلك جائحة كوفيد-19. كتبت دينا قيشاوي في مجلة “نيولاينز” السنة الماضية أن نقص البيانات الفيدرالية أضر بسكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جميع أنحاء الولايات المتحدة؛ مثل العديد من المجتمعات المهمشة الأخرى تعرضوا لمعدلات أعلى من العدوى وحالات الدخول إلى المستشفى والوفاة مقارنة بنظرائهم البيض.
قالت قيشاوي: “كانت بياناتنا الصحية توضع دائمًا مع بيانات المرضى البيض على مر السنين”، مشيرةً إلى أنه منذ ما يقرب من 100 سنة، كان من المستحيل تصنيف البيانات الصحية التي تؤثر على المرضى الذين تعود جذورهم إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتابعت قائلةً: “نحن لا نتشارك المعلومات الجينية أو الممارسات الثقافية نفسها مثل المرضى البيض”.
لفهم المجتمع الذي كانت تعمل فيه، كان على قيشاوي أن تقارن الأبحاث حول الميول الوراثية والعادات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما كانت تراه في معاناة المجتمع العربي الأمريكي من وباء كوفيد-19. عندما بدأت تلاحظ أن هناك معدلات أعلى من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وعيش أفراد عائلات من مختلف الأجيال معًا، أدركت أن مجتمع المهاجرين المنحدرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحتاج إلى اهتمام خاص. لكن هذا كان شبه مستحيل من دون بيانات تثبت فرضيتها.
تابعت قيشاوي: “إن أحد أكبر النجاحات في المجتمع اللاتيني هو أنه في اللحظة التي كان فيها اللقاح متاحًا، كانت هناك معلومات باللغة الإسبانية”، مشيرةً إلى أنها لم تر نفس المعلومات باللغة العربية إلا بعد مضي ستة أشهر على الأقل. وفي الوقت نفسه، أصبحت بيانات التعداد جزءًا أساسيًا من استجابة كوفيد-19 في المجتمع اللاتيني.
قالت فيفيانا مارتينيز بيانكي، وهي أستاذة مشاركة في طب الأسرة وصحة المجتمع في جامعة ديوك والمؤسسة المشاركة لـ “لاتين-19” – وهي منظمة تأسست في مدينة تشابل هيل بولاية نورث كارولينا للاستجابة للتأثير غير المتناسب لوباء كوفيد-19 على المجتمع اللاتيني: “كنت أتابع كيف كان الوباء ينتشر في إيطاليا وإسبانيا وكنت أعلم أنه سيؤثر على المجتمع اللاتيني – خاصة مع الأشخاص الذين يعيشون في مساكن تضم مختلف الأجيال ولديهم الكثير من الأشخاص في مكان واحد. دعمت البيانات ما كنا نقوله وأعطت ضرورة ملحة لعملية وضع السياسات لإظهار أنه يتعين علينا توظيف أشخاص يتحدثون الإسبانية وتخصيص مواقع لإجراء الفحوصات في أحياء مختلفة”.
لكن بالنسبة للمجتمع العربي الأمريكي، فإن هذا النوع من البيانات غير موجود. وبينما يتفهم دعاة المجتمع مثل ستيفلر ومروح احتياجات الجاليات، فإنه لا يمكنهم الاستفادة من الأموال للوصول – أو الاستجابة – لهذه الاحتياجات من خلال خدمات ملموسة.
كان الانتماء لمجتمع أبيض أداة يستخدمها من هم في السلطة لمنح الحقوق أو إنكارها والتلاعب بالأجندة السياسية
حيال هذا الشأن، قالت مروح: “نحن نحاول التعامل مع عواقب تمتد لـ 10 سنوات أخرى بدون هذه الفئة وبدون بيانات عنها”، مضيفةً أن الاستجابة لكوفيد-19 كانت مشكلة هائلة، إلا أن هناك مخاوف صحية أخرى تنشأ من كونك جزءا من مجتمع مهاجر، وتحديداً أولئك الذين لا تزال علائلاتهم تعيش في الشرق الأوسط.
وتابعت مروح أن “الصحة العقلية للناس لا تقتصر على ما يحدث في الولايات المتحدة فقط، بل تشمل أيضًا ما يحدث في بلدانهم الأصلية”، مشيرةً إلى أن هذا يؤدي إلى ضغوط معينة ومخاوف تتعلق بالصحة العقلية. وغالبًا ما يشغل بال العائلات اللبنانية مصير أفراد العائلة الموسعة الذين يعانون من أزمة اقتصادية. وعادة ما تكون العائلات اليمنية على اتصال دائم بذويها الذين يعانون من الجوع والمجاعة والقصف.
وأضافت: “في كثير من الأحيان، يحتاج الأطفال في هذه المجتمعات إلى رعاية نفسية من الصدمات، ولكن كيف من المفترض أن تقنع الناس بتمويل هذه الخدمات عندما لا يعرفون أن هؤلاء الأشخاص موجودون؟”. إن الدفع لأجل إنشاء تصنيف عرقي لهم في التعداد السكاني هو الشيء الذي يلفت انتباه المعلقين اليمينيين – الليبراليون “المهووسون للغاية” بسياسات العرق والهوية.
ولكن عند فحص تاريخنا المشترك للهجرة، كان الانتماء لمجتمع أبيض أداة يستخدمها من هم في السلطة لمنح الحقوق أو إنكارها والتلاعب بالأجندة السياسية. ذات مرة، تجنبت مديريات التربية والتعليم في كوربوس كريستي الفصل العنصري من خلال التظاهر بأن الطلاب من أصل هسباني كانوا من البيض. والآن، يتم رسم الدوائر الانتخابية للتظاهر بأن الناخبين العرب هم من البيض. وفي حين أن “تصنيف أبيض” قد كان في يوم من الأيام حماية ضرورية ضد قوانين الهجرة العنصرية وسياسات الفصل العنصري، لم نتمتع بالحماية الكاملة من قبلها – ونتظاهر بأننا مجرد أشخاص محرومين من حق التصويت ولا يشاركون هذا الامتياز.
بدلاً من ذلك، يجب أن نفتخر بتمثيل أمة ذات أغلبية متعددة الثقافات بُني أساسها من خلال النضالات المتداخلة للحقوق المدنية التي مهدت الطريق للأمريكيين الجدد. أنا فخورة بمشاركة هذه الأمة مع أعضاء مجتمع جزر المحيط الهادئ، لكن آمل أن يتم التعرف عليّ في المستقبل على أنني لبنانية.
المصدر: مجلة نيولاينز