ترجمة حفصة جودة
فرّت “غلام كُبرى” مع أسرتها قبل 30 دقيقة من انهيار سقف منزلها، وقبل أسبوعين تقريبًا من ذلك، شاهدت كُبرى -أمّ لـ 4 أطفال- منزلهم المكوَّن من غرفة طينية واحدة وهو ينهار، تقول كُبرى: “لقد أمطرت ليومَين متتاليَين دون توقف”.
تضيف كُبرى، من قرية جلال تيبو في مقاطعة تندو الهيار بإقليم السند: “كان بإمكاني أن أرى الشقوق في أحد الجدران يتبعها ثقب كبير، حيث كانت الأمطار تضربه بلا رحمة، كنت أعلم أننا سنُدفن أحياء هنا إذا لم نغادر، فقد تلقيت تدريبًا للحدّ من مخاطر الكوارث من إحدى المنظمات غير الربحية قبل سنوات، فتمكّنت من التعرُّف إلى علامات الخطر التي تعلمناها في التدريب”.
خاضت كُبرى هذا الأمر من قبل، فهذا المنزل الذي دُمِّر أول الشهر بسبب الأمطار غير المسبوقة التي ضربت المنطقة منذ شهر يونيو/ حزيران، كان قد بُني بعد انهيار المنزل السابق في الفيضانات التي ضربت المنطقة عام 2010.
تقول كُبرى وهي تبكي: “لقد أصبح مجرد كومة من القش والطين مرة أخرى”، تعدّ كُبرى وأسرتها من بين 33 مليون باكستاني تضرّروا من تلك الفيضانات التي قتلت أكثر من 1000 شخص، كما تضرر أكثر من مليون منزل إضافة إلى 3 آلاف كيلومترات من الطرقات، كما قُتل أيضًا أكثر من مليون حيوان بينما جُرفت المحاصيل.
دعت الأمم المتحدة في نداء طارئ إلى جمع 160 مليون دولار، لتوفير الاحتياجات الأساسية من الطعام والمال لمساعدة باكستان.
قال رئيس الوزراء، شهباز شريف، إن الأمطار تمثّل أصعب الأوقات في تاريخ باكستان، وطالبَ بدعم دولي عاجل، حيث تقدِّر الحكومة أنها ستحتاج إلى 10 مليارات دولار على الأقل لإصلاح الأضرار في أنحاء البلاد.
يعاني إقليم السند وحده من أضرار تقدَّر بحوالي 1.6 مليار دولار، حيث دعت الأمم المتحدة في نداء طارئ إلى جمع 160 مليون دولار، لتوفير الاحتياجات الأساسية من الطعام والمال لمساعدة باكستان.
تطلّب الأمر فترة طويلة من الأسرة حتى تعيد بناء حياتها بعد فيضانات 2010، حيث تجني كُبرى 30 ألف روبية (117 جنيهًا إسترلينيًّا) من عملها كمنظِّمة اجتماعية للمنظمات غير الحكومية، وقد احتاجت إلى الادّخار 7 سنوات قبل أن تتمكن مع زوجها خالد أحمد من تحمُّل كلفة بناء المنزل مرة أخرى.
تقول كُبرى: “لقد ربّيت الماشية وبعت 3 من الماعز بمبلغ 15 ألف روبية للواحدة، وتمكّنت من ادّخار المال ببطء خلال السنين، لأبني هذا المنزل مرة أخرى”.
بخلاف آلاف القرويين النازحين الذين سعوا للجوء في الأراضي الجافة على طول الطرق السريعة، حتى يكونوا أمام أعين عمّال الإغاثة، خيّمت كُبرى على أرض مرتفعة قرب منزلها المدمَّر.
تقول كُبرى: “لا أحب العيش كلاجئة”، نصبت كُبرى مرحاضًا مؤقتًا باستخدام ألواح معدنية لتشكّل سياجًا قرب حائط مهدَّم، حتى تتمكن هي وبنتَيها -14عامًا و12 عامًا- من الحصول على بعض الخصوصية عند استخدام المرحاض.
تشارك كُبرى سريرًا معلَّقًا مع أحد جيرانها، حيث تقول: “لا نستطيع النوم على الأرض، لأن هناك خطر التعرض لقرصة ثعبان أو عقرب هذه الأيام، فالمياه الراكدة تحيط بنا من كل الجهات”.
يشير حجم الكارثة إلى أنه سيكون من الصعب على المنظمات غير الحكومية أو الحكومة نفسها أن ترسل الطعام والإمدادات، وتقول كُبرى: “المياه الراكدة عميقة تصل إلى الركبة، وسيكون من الصعب على عمّال الإغاثة الوصول إلى هنا”.
في بعض الأيام لا تجد الأسرة شيئًا لتأكله، وفي أيام أخرى يرسل لهم القرويون بعض الطعام، تقول كُبرى: “لا أشكو من الأمر، فقط أقرّ الحقيقة، فجميعنا في القارب نفسه، اليوم أصبح أغنانا فقيرًا للغاية”.
المصدر: الغارديان