بعد أن تم إحراجها لأكثر من 26 ساعة و دون منفذ قانوني، اعتقلت السلطات السعودية الناشطة “لجين الهذلول” بعد أن وصلت الحدود السعودية قادمة من الإمارات برخصة قيادة إماراتية وسيارة تملكها لجين.
القانون السعودي لا يمنع أي امرأة من القيادة، كما أن سلطات الحدود ليست مخولة بمنع امرأة من القيادة، إذ أن هذه الأمور موكلة لشرطة المرور، كما أن وضع لجين قانوني بامتلاكها لرخصة قيادة إماراتية تمكنها من القيادة في دول مجلس التعاون الخليجي جميعها.
وفي محاولة من “لجين الهذلول” كسر “عُرف” منع قيادة المرأة للسيارة في السعودية، قدمت الهذلول من الإمارات بسيارتها صباح البارحة، موثقة ذلك بفيديو نشرته على يوتيوب، والعديد من التغريدات المستمرة حتى قبل قليل من الحدود على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” على هاشتاج #لجين_على_الحدود.
لجين بذلك تعيد إحياء حملة 26 أكتوبر لقيادة المرأة للسيارة في السعودية، بعودتها إلى السعودية قادمة من الإمارات، وبعد قطع لجين للجمارك الإماراتية قالت: “عديت الجمارك الإماراتية بسلاسة .. رهيبين والله”، ثم أضافت حين وصلت إلى الحدود السعودية:
فيما بعد مُنعت الهذلول من دخول الحدود، كونه ممنوع للمرأة قيادة السيارة، إلا أنه لا يوجد أي قرار ينص على ذلك، وقالت لجين في ذلك:
أثناء منع لجين من دخول البلاد في ذلك الوقت، نشرت مقالاً للكاتب السعودي في الشأن العام “محمد المسعود” تكلم فيه عن أسباب منع المرأة السعودية من القيادة، وعن الجهات المستفيدة من ذلك.
وذكر المسعود أن هذه الجهات تتمثل في الجهات الحكومية القابضة للرسوم، والتي تسفيد من رسوم تأشيرات السائقين الأجانب وعوائد الإقامات والتأمين الصحي، موضحًا أن هذه المبالغ تصل إلى 5 مليار ريالاً سنويًا سوف تخسرها الداخلية في حال سماحها للمرأة بالقيادة، على حد قوله.
وأضاف المسعود أن الجهة الثانية هي شركات سيارات الأجرة، التي تعتمد بنسبة 85% على المرأة، والتي تدر أرباحًا طائلة على أصحابها، إضافة إلى مكاتب الاستقدام وشركات الطيران في جهة ثالثة مستفيدة من 1.5 مليون عقد استقدام بقيمة 8 مليار ريالاً، و2.5 مليون رحلة طيران بقيمة 3 مليار دولارًا، ومبالغ أخرى كلها ستخسرها هذه الشركات في حال تم السماح للمرأة بالقيادة، على حد وصف الكاتب.
في تلك الأثناء، تفاعل الآلاف مع قصة لجين مع لجين:
#لجين_على_الحدود، ليس لأنها تخبئ في حقيبة يدها مخدرات، أو لأنها تحمل حزامًا ناسفًا، بل الأمر أشد خطورة من هذا وذاك … إنها تقود سيارة!
— محمد حسن المرزوقي ?? (@Arabiology) November 30, 2014
الممانعون ل #قيادة_المرأة_للسيارة هم نسخةحديثة من اسلافهم الذين وقفوا ضد تعليم المرأةوانفتاح الاعلام@LoujainHathloul pic.twitter.com/ueWcvPvm8K
— د. لويس بن غرم الله (@Louis__GA) December 1, 2014
واستمرت لجين بالتغريد:
وبدأت الأصوات تتعالى تضامنًا مع لجين، فقادت “دلال العمري” سيارتها في شوارع الرياض، ونشرت المقطع على اليوتيوب دعمًا للجين وهي على الحدود:
كما نشر “عبد الرحمن العسيري” فيديو تضامنيًا مع لجين حيث وصفها بـ”الشجاعة” وأنها تصنع التاريخ، واصفًا منعها من الدخول بالتناقض.
لجين واصلت الكتابة على تويتر:
صباح اليوم، انضمت “ميساء العمودي” إلى لجين في الحدود بعد أن وصلت برًا من الإمارات،:
وأتمت لجين 24 ساعة على الحدود السعودية
وكالعادة، على شبكات التواصل الاجتماعي انقسم الشارع السعودي وغيره ما بين مؤيد لـ “لجين” في محاولتها للدخول إلى الأراضي السعودية بسيارتها، وما بين معارض، فكتب المؤيدون:
الشعب السويسري العظيم يحاضر للعالم عن وجوب إحترام الأنظمة والقوانين في هاشتاق
الشعب السويسري العظيم يحاضر للعالم عن وجوب إحترام الأنظمة والقوانين في هاشتاق #لجين_على_الحدود
— عبدالله المزهر│سهيل (@agrni) December 1, 2014
?ref_src=twsrc%5Etfw”>December 1, 2014
الشعب السويسري العظيم يحاضر للعالم عن وجوب إحترام الأنظمة والقوانين في هاشتاق
الشعب السويسري العظيم يحاضر للعالم عن وجوب إحترام الأنظمة والقوانين في هاشتاق #لجين_على_الحدود
— عبدالله المزهر│سهيل (@agrni) December 1, 2014
?ref_src=twsrc%5Etfw”>December 1, 2014
نضال السعوديين عشان حقوقهم بيقول ان المنطقة أبدا مش هتكون زي ما كانت، بنت سعودية على الحدود من 24 ساعة عشان تقدر تسوق #لجين_على_الحدود
— Abdelrahman Ayyash (@3yyash) December 1, 2014
#لجين_على_الحدود
واضح ان وزارة الداخلية محرجة من تحدي لجين وبقاءها بالحدود
كعادة شبيحة محمد بن نايف تهم معلبة وتخوين pic.twitter.com/yLOfDGSm0X
— مـــســـتـــنـــيــر (@BlueSam2012) December 1, 2014
بغض النظر عن قضية قيادة المرأة وكل الجدل حولها
الاصرار و الشجاعة عند لجين شي ملهم جدا
يا ريت كل شخص بيدافع عن أحلامه هيك
— نَسَب العِتِر (@nasabeleter) December 1, 2014
سواء توافق او تعارض فكرها ابتعد عن التجريح والسب والقذف
ترى كل كلمة تقولها دين وان ما انردت لك بالدنيا تنرد لك بالآخرة
— Eyad إيـاد (@Eyaaaad) December 1, 2014
كل شيء فينا هش!!
برنامج واحد يفسد نساءنا !
كتاب واحد يفسد عقيدتنا !
فتاة واحدة تزعزع وطن !
هذه ادانة لكل قيمنا !!!!!!!#لجين_على_الحدود
— خالد الوابل (@kwabil) December 1, 2014
قلنا أن الداخلية هي من تحل وتربط بموضوع القيادة لا يخدعوكم ويحملوا رجال الدين المسؤولية.https://t.co/olfdvPtKyV#لجين_على_الحدود
— عمر بن عبدالعزيز ? (@oamaz7) November 30, 2014
فيما بعد، نشرت حملة 26 أكتوبر على حسابها في تويتر صورة تظهر سيارات للشرطة تحيط سيارة لجين، التي استطاعت التقاط صورة وارسالها إلى أصدقائها في الحملة، ليقول حساب الحملة بأن الشرطة اعتقلت لجين وفقد الاتصال بها، كما فقد الاتصال بصديقتها ميساء العمودي التي انضمت إليها
Police came and took @LoujainHathloul
الشرطة أخذت لجين
Photos sent just before we lost contact. pic.twitter.com/hXXo6bFBg5
— حملة 26 أكتوبر (@oct26driving) December 1, 2014
Now @maysaaX isn't answering her phone either! الإعلامية ميساء العمودي ايضا لا ترد على الاتصالات
— حملة 26 أكتوبر (@oct26driving) December 1, 2014
وكتب المغردون عن اعتقال لجين:
#لجين_الهذلول_على_الحدود#اعتقال_لجين_الهذلول
اعتقل قبل عقود عبدالكريم الجهيمان لمطالبته بتعليم المرأة وانتصر بعد حين pic.twitter.com/H84ZWiKM2N
— Qais (@Qais86) December 1, 2014
السلطة التي تعتقل مواطن دون مخالفة قانونية هي سلطة قمعية من جهة وقوانينها عشوائية وهمجية من جهة أخرى!#اعتقال_لجين_الهذلول
و ميساء العمودي
— Yahya Assiri يحيى عسيري (@abo1fares) December 1, 2014
وصلنا خير ان @LoujainHathloul و@maysaaX في شرطة منفذ البطحا.
— حملة 26 أكتوبر (@oct26driving) December 1, 2014
#اعتقال_لجين_الهذلول قرار ظالم جائر ولولا التغطية الإعلامية المكثفة لفعل بها جنود داحش مثل مافعلوا مع الأخوات في بريدة.
— عمر بن عبدالعزيز ? (@oamaz7) December 1, 2014
تحديث
أنباء عن تحويل الهذلول والعمودي لدار رعاية الفتيات والسجن
تسليم #لجين_الهذلول لدار رعاية الفتيات بالأحساء و #ميساء_العمودي للسجن العام بالأحساء وإحالة ملفاتهما لهيئة التحقيق والإدعاء العام #السعودية
— مفرج بن شويه (@MofaregAlshuyah) December 1, 2014
ومن المعروف بأن النساء يتم منعهن منعاً باتاً من قيادة السيارة في السعودية دون أي نص قانوني يمنع ذلك، بينما تسمح لها بأن تركب مع شخص أجنبي كسائق خاص أو سائق سيارة، في ما يعرف في السعودية بـ”العرف”، الأمر الذي ترفضه الكثيرات اللاتي تمردن على هذا القرار، كان أولانهن “منال الشريف” التي قادت حملة بعنوان “سأقود سيارتي بنفسي” في 17 يونيو 2011، قبل أن تعتقل لـ 10 أيام ويفرج عنها فيما بعد.
لجين الهذلول قادت المحاولة الثانية بحملة 26 أكتوبر لقيادة المرأة للسيارة، داعية مع غيرها النساء جميعاً في السعودية لكسر هذا “التابو” وقيادة السيارة في ذلك التاريخ.
وكانت الهذلول قد شاركت بالفعل بعد ذلك، إذ قادت سيارة والدها بعد عودتها من الابتعاث في جامعة “برتش كولومبيا” في كندا إلى السعودية من المطار إلى المنزل، لتتعرّض هي الأخرى أيضاً للإيقاف في أحد مراكز الشرطة. وتمّ الاكتفاء وقتها باستدعاء والدها، وتوقيع تعهّد بالتزام قوانين البلاد “الاجتماعية”.