رغم قوة العرض الذي تقدمت به تركيا بترشيح إسطنبول لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 إلا انها اسعفتها بالوصول الى التصوي فقط الى مرحلة التصويت النهائي لتحسم النتيجة لصالح طوكيو.
الملف التركي لمدينة اسطنبول اعتمد على فكرة أن هذه المدينة هي التي تربط بين أوروبا وآسيا جغرافياً، وبالتالي التي يمكنها أن توحد العالم عبر الألعاب الأولمبية، إضافة لكونها أول مدينة إسلامية تستضيف الألعاب الأولمبية في التاريخ.
وساهمت الاحتجاجات المناهضة لحكومة رجب طيب أردوغان وما رافقها من أحداث شغب في عدد من المدن التركية، وخصوصاً أنقرة واسطنبول، وطريقة معالجة الأجهزة الأمنية لهذه الاحتجاجات في خسارة اسطنبول.
وكان لتصاعد حدة الأزمة السورية واحتمالات توجيه ضربة عسكرية لسوريا الدور الأكبر في خسارة تركيا.
واعتبر غالبية اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية الذين صوتوا لمصلحة استضافة طوكية اولمبياد 2020 انهم فضلوا الخيار الامن حسب ما قال نائب رئيس اللجنة الالماني توماس باخ.
من جهته، قال الامير البير دو موناكو، وهو عضو في اللجنة الاولمبية الدولية ايضا، ان المشكلات التي تواجهها ريو دي جانيرو في استعدادها لاولمبياد 2016 اثرت بشكل كبير على التصويت لان الاعضاء لا يريدون مواجهة خطر مماثل بتعلق باسطنبول.
واوضح “اعتقد بأن الوضع الجيو سياسي لتركيا لعب دورا ايضا في هذا الموضوع، فزملائي في اللجنة الاولمبية الدولية فضلوا الامان” وذلك في اشارة الى الحرب الدائرة في سوريا منذ اكثر من عامين والتي تأثرت بها تركيا بشكل كبير.
وقال جون كوتس عضو اللجنة التنفيذية باللجنة الأوليمبية الدولية: كل العروض كانت قوية، لكن عرض طوكيو جيد للغاية بالنسبة للرياضيين والتركيز في الملاعب جيد للغاية ايضا.
وأضاف: كما أنه جيد للحركة الأوليمبية أيضا لأن الكثير من دعمنا التجاري موجود في آسيا، كما ألمح كوتس إلى أن الصراع الدائر في سوريا جارة تركيا كان يشغل ذهن أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية.
وقال كوتس: كانت توجد أيضا بعض الشكوك السياسية في المنطقة والتي تدركها اسطنبول جيدا.
من جهته قال حسن أرات، رئيس لجنة ترشح اسطنبول لاستضافة أولمبياد 2020، “ليعلم الشعب التركي أن اللجنة التي أترأسها، قامت بما ينبغي عليها فعله في ملف ترشح اسطنبول لللأولمبياد، لكن الحظ لم يحالفنا”
كما قال على كيراميتشي أوغلو، المدير التنفيذي لملف الترشح، أن هذه ليست نهاية المطاف، وإنهم مستمرون في العمل لتكون اسطنبول أفضل مدينة في العالم، ليرى الجميع أنهم أخطئوا حينما استبعدوها من استضافة الأولمبياد.
وبحسب قول أحد المراسلين الأوروبيين في اسطنبول، فإنه صحيح أن هناك خيبة أمل لكن لا تعني اليأس ، فالناس عادوا إلى بيوتهم و رغم حزنهم إلا أن الأمل يحدوهم في أن تفوز إسطنبول حتما في المرة القادمة، حيث تنوي تركيا التقدم بطلب لاستضافة الأولمبياد في العام ٢٠٢٤