حوار: تمام أبو الخير، منسق الحوار: عبد الرحمن دالاتي
تعمل هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات IHH منذ تأسيسها عام 1992 وحتى اليوم، على الوصول إلى مناطق الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية في تركيا والعالم، لإغاثة الضحايا والمضطهدين وتقديم المساعدات للمحتاجين، وبدأت الهيئة نشاطها على نحو طوعيّ إلى أن اكتسبت طابعها المؤسساتي عام 1995، واليوم تنطلق قوافل المنظمة إلى 123 بلدًا في 5 قارات.
إلى جانب النشاط الإغاثي، برزت هيئة الإغاثة الإنسانية حقوقيًا على المستوى العالمي في مناسبات عدة، لعل أبرزها مناصرة قطاع غزة بإرسال سفينة مافي مرمرة في رحلة لم تكمل دربها بسبب الاعتداء الإسرائيلي عليها، عدا عن نشاط المنظمة الحقوقي المدافع عن اللاجئين في تركيا بعد تصاعد خطاب الكراهية.
التقينا في “نون بوست” مع السيد فهمي بولنت يلدريم، رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات IHH، وأجرينا معه هذا الحوار.
والسيد بولنت من مواليد مدينة أرضروم التركية عام 1966، وهو محامٍ وحقوقي تركي تخرج في جامعة إسطنبول، وساهم في تأسيس هيئة IHH، وقاد يلدرم سفينة مافي مرمرة في أسطول الحرية الذي توجه لفك الحصار عن قطاع غزة عام 2006.
في البداية، لو نتحدث عن فلسفة مؤسستكم.
يجب علينا توضيح أن مفهوم الأعمال الإنسانية في العالم اتخذ منحى جديدًا وهو إنشاء تواصل بين الشعوب والبلدان كلها، لهذا السبب تستطيع مؤسستنا الذهاب لأي بقعة في العالم وتحديد المشاكل من أجل إصلاحها، ومن خلال هذه الأعمال نستطيع أن نقوم بعمل حوار بين الثقافات، وقد طورنا من خلال أعمالنا على مدار السنوات الماضية، الحوار مع العالم الإسلامي وغيره من خلال هذا المجال الإغاثي.
في هذا الإطار نحن موجودون في أي بقعة بها حرب أو شدة أو فقر، ونقوم أيضًا بعمليات لمساعدة نهضة المجتمعات هناك ونعطي الأولوية للجامعات والمدارس لأن الأهم بنظرنا هو بناء الإنسان هناك ليكون قادرًا بعد انقشاع الأزمات على بناء المجتمع، ولا بد من الإشارة إلى أن الموضوع ليس مقتصرًا فقط على الإغاثة الغذائية لأن – من وجهة نظرنا – الاعتماد على هذا النوع فقط يؤدي إلى كسل الشعوب.
السلة الغذائية هي جزء صغير من عملية النهضة والتعليم أيضًا جزء من السلسلة، لهذا السبب فإننا نقدم أي شيء يحتاجه الإنسان وفق سلسلة كاملة كإنشاء البيوت والمراكز الصحية والتعليمية وفتح المساجد، بما يعني تأمين تنمية كاملة كي لا تظل الشعوب معتمدة على مصادر الدعم الخارجي، لأنها بذلك من المستحيل أن تنهض وتتطور، وعلينا أن نبني الإنسان ليكون بمقدورهم الاستفادة من الموارد الطبيعية التي يمتلكونها، وكما أسلفت فإننا نعمل وفق سياسات جديدة في السنوات الأخيرة تركز على بناء الإنسان وتقديم مساعدات يكون أثرها دائم.
أما عن تركيا فقد أصبح لها دور رائد في الأعمال الإنسانية، فهي منذ أيام الحكم العثماني كان لديها مجتمع غني ومتنوع، وليست كل الدول الكبرى والعظمى تقوم بالأعمال الخيرية التي تقوم بها تركيا اليوم.
سفينة “مافي مرمرة” كانت من أبرز مشاريع منظمة “IHH” خارجيًا، وتسبب هذا بمشكلة بعد اعتداء جيش الاحتلال عليها.. هل تواصلون تتبع هذا الملف، وما الموقف الآن بعد تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب؟
كان الهدف من إرسال السفينة عام 2006 كسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة ولفت انتباه الرأي العالمي لحالة الظلم التي تعيشها هذه البقعة الجغرافية من العالم، أرسلنا وأصحاب الضمير الحي في المجتمع الدولي قافلة برية إلى غزة (طريقنا إلى فلسطين) وأيضًا أسطول الحرية الذي شاركت فيه سفينة مافي مرمرة، لكن قوات الاحتلال قمعت هذه القافلة بشكل وحشي.
اليوم، صحيح أن تركيا بدأت بإنشاء علاقات مع “إسرائيل”، لكن نحن نعتبر ذلك حاصلًا في إطار ثقافي وتجاري فقط، وفي الأساس كثرت حالات التطبيع مع “إسرائيل” من دول في المنطقة أيضًا خلال الآونة الأخيرة.
هاجمت “إسرائيل” سابقًا سفينة مافي مرمرة، وفي ذات الليلة هاجمت تركيا في منطقة إسكندرون وسقط شهداء من الجيش التركي حتى، هنا يجب على تل أبيب أن تعرف أن الجيش التركي لا يثق بها منذ ذلك الحين، فهم سفكوا الدماء وغدروا بنا من الخلف.
الكل شاهد الوجه الحقيقي لـ”إسرائيل” عندما هاجمت سفينة “مافي مرمرة”، وصحيح أن هناك دولًا من العالم الإسلامي تطبّع حاليًّا، لكن هذا لن يكون الخلاص لـ”إسرائيل”، سيأتي يوم على شعوب المنطقة يأتي قادة حقيقيون حينها ستكون دولة الاحتلال تحت الحصار.
كيف تنظرون كهيئة حقوقية وإنسانية إلى التقارب التركي مع أنظمة قمعية مثل النظام المصري والسوري؟
علينا ألا ننكر وجود أنظمة شمولية ديكتاتورية في العالم الإسلامي، ففي مصر انقلبوا على الرئيس الشرعي محمد مرسي والشعب رأى الكثير من الظلم، وكذلك الشعب السوري يعامل منذ عشر سنوات بقسوة وظلم، لكن في السياسة هناك علاقات يجب أن تبنى، وهذا لا يعني أن تركيا ستقوم بالتعامل مع الظالمين أو أنها لن تنظر إلى الظلم الذي تتعرض له هذه الشعوب، تركيا ساعدت بكل ما تملك من قوة المصريين في هذا الموضوع، لكن في النهاية المسؤول هم المسؤولون المصريون ونحن نثق بالحكومة التركية في تعاملها مع هذا الموضوع.
في ذات السياق يختلف الأمر بالنسبة للتطبيع مع النظام الموجود في سوريا حاليًّا، هناك الكثير من الدموع التي سُكبت وتُسكب والكثير من الدماء التي سُفكت، فكيف سيحدث هذا التطبيع؟ برأيي أن النظام السوري أساسًا سيفعل كل ما يمكن فعله ليمنع هذا التطبيع أو يعيقه أساسًا، يعني حتى لو أن تركيا أرادت هذا التطبيع فإن النظام لن يقبل بذلك، فهو وضع شروط ومنها خروج تركيا من المناطق المحررة، وبات الكل يعلم أن النظام السوري لديه منطق أنه يأخذ كل شيء بالقوة.
النظام السوري الحاليّ الذي هجر كل هؤلاء الناس لن يكون باستطاعته يومًا ما أن يحمي البلاد ولن يستطيع توحيد سوريا مجددًا، والكل يعرف في تركيا أن هكذا نظام لن يقوم بالمصالحة، فمستقبل سوريا مرهون بما يريده الشعب السوري وليس بما يريده النظام السوري.
لو بقينا في الشأن السوري، يبدو أن الكثير من السوريين في تركيا بدأوا الانطلاق في رحلة هجرة إلى أوروبا حاليًّا لأسباب باتت معلومة للجميع، كيف تنظرون إلى الأمر؟
كما تعلمون هناك الكثير من السوريين خارج سوريا والآن هناك الكثير منهم يحاولون الهجرة إلى أوروبا، أنا أرى أن بقاء السوريين في تركيا أكثر منطقية لهم ولأحفادهم من بعدهم بسبب التقارب المجتمعي بين الشعوب، لكن بسبب ما نراه من عنصرية وكراهية في تركيا فإنهم باتوا يفضلون البلدان الأخرى، ومهما كان حجم الشريحة التي تقوم بالكراهية صغيرًا لكنهم وجدوا قاعدة لهم تسمع أفكارهم.
الكثير من السوريين الآن هاجروا واستقروا في أمريكا وأوروبا وشمال إفريقيا، وهم الآن يدرسون في الجامعات ومنهم من أصبح من رجال الأعمال، ونستطيع القول إن نصف المجتمع السوري بالخارج يتعلم ويعمل ويومًا ما سيدخل في السياسة بشكل جدي، وهذا الوضع عمومًا ليس مريحًا للنظام السوري.
نحن نعمل على تلبية احتياجات جميع اللاجئين أيًا كانت، سواء تعليمية أم غذائية أم صحية أم حقوقية، وبعد هذه الفوضى في الهجرة إلى الغرب سنشهد في قادم الأيام تعاملًا مختلفًا من الغرب مع الموضوع، لأن المهاجرين ليسوا سوريين فقط بل من جميع الجنسيات في البلدان المضطربة.
هناك دائمًا كلام بخصوص المناطق الآمنة التي تنوي تركيا إنشاءها، كما تعلمون فإن هذه المناطق لا تكون آمنة دائمًا فهي تتعرض للقصف المستمر، ما رأيكم في هذا الأمر؟
هذه المناطق تحتاج إلى المزيد من الوقت لتكون آمنة أكثر، على سبيل المثال فإن منطقة إدلب الآن أكثر أمانًا من السابق، حيث يوجد فيها حكومة إنقاذ ولديها جهازها الأمني ونرى أن هناك إجراءات للحد من الجريمة وقانون للمحاسبة، لكن القوات الروسية والنظام السوري ما زالوا يقصفون تلك المنطقة، كما أنهم لم يتوقفوا عن قصف المناطق الحدودية في المنطقة التي تعتبر آمنة ولن يتوقفوا في المستقبل أيضًا.
تركيا كلاعب كبير في المنطقة تحاول أن تقوم بأفضل ما يمكن عمله لتحمي المنطقة، وعلى الرغم من ذلك لا أحد يعلم بالضبط أن هذه المنطقة ستكون آمنة أم لا بشكل كامل تمامًا، وهكذا فإن إنشاء البيوت في تلك المناطق مهم جدًا، وعندما نقول إنشاء البيوت فنحن نقصد أن الأمم المتحدة ستتدخل وتركيا تتدخل والعديد من الدول الأخرى وهذه الحركة تعني أيضًا منطقة آمنة محمية أكثر.
نحن في البدايات هناك كنا ننشئ أماكن إيواء مؤقتة وبعد توقف الهجرة الداخلية استبدلنا الغرف المؤقتة ببيوت نظامية ونحن في منظمتنا نتابع إنشاء هذه البيوت وهناك تقريبًا جزء كبير من مشروع الـ100 ألف بيت تم إنشاؤه والانتهاء منه أيضًا، هذا المشروع يشمل مناطق في إدلب وأعزاز وعفرين، إضافة إلى مشاريعنا هذه بنينا مساجد في مناطق عفرين وسعدنا جدًا ببناء تلك المساجد.
نحن ما زلنا نبني القرى والمساجد والمدارس والجامعات ونفتتح كليات جديدة، وهذه الجامعات تعتبر مستقلة، وكل طلابنا الخريجين من جامعة أعزاز وجامعة شام وجدوا عملًا وباتوا موظفيين الآن وهناك قسم منهم يأتي إلى تركيا لمتابعة الدراسات العليا “الماجستير والدكتوراة” وهؤلاء المتخرجون مؤخرًا شكلوا دعمًا اقتصاديًا كبيرًا لعوائلهم.
هل تتعاون معكم مجموعات المعارضة السورية بالعموم أم تواجهون مشاكل في التعاون معهم؟
تستطيع مؤسستنا أن تتواجد في مناطق الجميع، فنحن نستطيع أن نجلس مع قوات المعارضة في ريف حلب وإدلب كما أنه لو أتيح لنا لدخلنا إلى مناطق النظام السوري مثل ما نفعل مع كل الدول الأخرى، لأننا منظمة عاملة في كل بقاع العالم، نحن وضعنا هدفنا ونصب أعيننا مساعدة وحماية الإنسان ولهذا الأمر نستطيع أن نجلس مع أي كان، ونحن حتى الآن لم نواجه أي مشكلة، والمهم بالنسبة لنا هو الثقة والأمان لأننا نتمسك بوعودنا ونحفظها.
هل يوجد إسناد ودعم من دول عربية بخصوص أعمالكم الإغاثية؟
هناك قسم كبير من المساعدة المقدمة للشعب السوري مقدمة من الطرف الكويتي والقطري وأريد أن أشكرهم على ذلك، لكن يجب أن يتم زيادة هذه المساعدة لأنه مثلًا عندما ننظر إلى المدارس والوضع التعليمي نرى أن ما بين 600 ألف إلى 700 طفل لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس بعد، وهؤلاء بحاجة للعلم ويجب تقديم العون لهم كي يكون بإمكانهم الالتحاق بالمدارس ومتابعة تعليمهم، حتى يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا لمستقبل سوريا، وأيضًا من جانب إنساني هؤلاء من حقهم أن يتعلموا لأن الجهل بإمكانه أن يدمر مستقبل أي إنسان، ومحاربة الجهل هي من أفضل الطرق لمرضاة الله عز وجل.
عندما تحارب الجهل وتساعد الطلاب على إكمال تعليمهم سيدعون لك وستساعدهم طوال الدهر، لهذا السبب أشكر الناس في قطر والكويت وأتمنى أن يرفعوا من سقف المساعدات التي يقدمونها أيضًا، وأنوه إلى وجود 190 ألف يتيم في مناطق الشمال السوري، هؤلاء من سيساعدهم؟ كيف سنقابل الله عز وجل يوم القيامة؟ علينا أن نساعدهم مرضاةً لله وليكون لنا رصيد من الثواب نقابله به عندما نلقاه، لذا أتمنى من جميع الأطراف أن ترفع من حجم المساعدات التي يقدمونها.
أصبحت تركيا في السنوات الماضية ملاذًا لكل المضطهدين في بلدانهم والجميع يأتي إليها من كل البقاع، لكن خطاب العنصرية المتزايد يؤثر سلبًا، هل المنظمات الإنسانية بما فيها منظمتكم تقوم بأي جهود بهذا الصدد؟
لدينا خطط وسنبدأ بالعمل بها قريبًا، وهنا أحب أن أشير إلى أن هذه التصرفات العنصرية والكراهية موجودة عند أي شعب ومجتمع، مثلًا هي موجودة عند العرب مثلما هي موجودة عند الأتراك، لكن هل نستطيع تعميم الأمر؟ أكيد لا، وهذه التصرفات لن تندثر بالكامل وإنما يمكننا الحد منها وتخفيفها، لكن في تركيا بات الأمر أكبر وتكلم فيه الناس وتم تضخيمه في الإعلام، وعند النظر إلى أوروبا أيضًا وبقية الدول نرى أن هناك شيئًا مشابهًا للذي يحدث هنا، لكن نسبته أقل.
نحن نؤمن أنه لا يجب أن يرى أي أحد خطرًا هنا ونسأل الله أن يمحق كل من يقوم بأعمال الكراهية والعنصرية، نحن نعرف أن حالة اللجوء السوري في تركيا أثرت البلاد وعلى سبيل المثال هناك رجال دين سوريين يقومون بإعطاء الدروس في مساجدنا وهؤلاء يثرون الجانب العلمي بين شبابنا.
نحن استطعنا أن نصل ونتواصل مع العالم العربي من خلال السوريين، فالسوريون والمصريون أتوا إلى هنا وحلوا مشكلة الاختلاف اللغوي بين العربية والتركية، هؤلاء الذين قدموا إلى هنا درسوا في الجامعات التركية وتعلموا لغتنا وعملوا كمترجمين وتم فتح أسواق جديدة للشركات التركية في العالم العربي والإسلامي، وساهموا في ذلك بشكل كبير وأثرت وزادت من غنى تركيا كثيرًا.
كل القادمين إلينا مع الوقت سيكوّنون تراكمًا معرفيًا وعلميًا وتكنولوجيًا وذلك سيزيد من قوتنا كما ستكون لهم فائدة وقوة كبيرة لنا وهذه القوة ستكون مولدًا للطاقة التي نحتاجها من أجل إصلاح هذا العالم، الكل يعلم ذلك وحتى السياسيين الأتراك أنفسهم يعلمونه، لكن مع اقتراب الانتخابات يقوم البعض بعمل هذه البلبلة.
أقول بصراحة لإخواني اللاجئين: لا شيء مخيف كثيرًا بشأن العنصرية لأنها مرحلة مؤقتة وستمر إن شاء الله، ومنظمات المجتمع المدني هنا قوية وتقدم الحماية والدعم لكم ونحن بجانبكم، والأحزاب أصحاب التصريحات العنصرية والتي تحض على الكراهية لن يكون بإمكانها حتى الدخول إلى الانتخابات، ولا تجعلوا هذه التصرفات الصادرة من هذه الأقليات الداعية إلى الكراهية و العنصرية تبعدكم عن تركيا.
نرجو أن تقاوموا هذه التصرفات فنحن قاتلنا من أجلكم، نأمل أن تقوموا أيضًا وأن تكونوا ضد هذه الأقوال والتصرفات ولا تجعلوها تأثر عليكم سلبًا، ولا تسمحوا لأي كلمة كراهية من هنا وهناك أن تنفرّكم من تركيا، كونوا معها وقاتلوا لأجلها كما قاتلت لأجلكم.
هل لديكم شيء آخر تضيفونه؟ أي نصيحة للاجئين في بلدكم؟
في فترة الانتخابات خصوصًا هناك رد فعل سلبي تجاه كل اللاجئين وليس فقط السوريين، هناك أقلية تقوم بالكراهية والعنصرية في تركيا لكن صوتهم مسموع ولهم جمهورهم، وأدعو كل اللاجئين أن يتحلوا بأكبر قدر من الصبر والهدوء وأن يكونوا حذرين أكثر خلال هذه الفترة الانتخابية الحرجة.