ترجمة حفصة جودة
احتشد آلاف اللاجئين السوريين في قافلة بتركيا أطلق عليها منظموها اسم “قافلة النور”، في محاولة جريئة ويائسة لدخول الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي، منذ أول سبتمبر/أيلول، كان السوريون يخططون لرحلة على إحدى قنوات تليغرام التي تضم الآن أكثر من 85 ألف عضو.
طلب المنظمون من الناس – الذين يُعتقد أنهم لاجئون سوريون أيضًا – أن يحضروا معهم حقائب نوم وخيام وسترات منقذة للحياة ومياه وأطعمة معلبة وإسعافات أولية، لم يكن عدد المشاركين في القافلة واضحًا، لكن المنظمين يقولون إنهم يتوقعون مشاركة 100 ألف شخص.
يعيش أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، حيث تزداد التوترات والعنف ضد السورييين في بعض أجزاء البلاد.
مع شروق فجر يوم الإثنين، بدأ أعضاء القافلة رحلتهم لنقطة الاجتماع المحددة في أدرنة – تقع شمال غرب تركيا قرب الحدود مع اليونان – التي أعلنوا عنها على قناة تليغرام في اليوم السابق، كانت خطتهم السير عبر الحدود اليونانية للدخول إلى الاتحاد الأوروبي.
ضمت القافلة أطباءً ومهندسين ومحامين جاؤوا من جميع أنحاء سوريا بعد فرارهم من الحرب الأهلية التي بدأت في 2011.
يقول خيرو: “لا مستقبل لي ولا لأي سوري هنا، أخشى أن أُقتل فجأة أو أن أتعرض لترحيل وحشي”
في بيان لهم، أوضح المنظمون أن القافلة التي خرجت من رحم الثورة، تشكلت على إثر العنصرية المقيتة التي يتعرض لها السوريون من بعض الأحزاب في الجمهورية التركية، وأدت إلى مقتل العديد منهم.
أشار المنظمون أيضًا إلى الضغوط التي يتعرضون لها للعودة إلى بعض مناطق النظام السوري، ما يعني تعرض حياتهم للخطر مرة أخرى.
في مساء يوم الإثنين، تعرض بعض أفراد القافلة لهجوم من مهربي البشر على الحدود اليونانية وفقًا لأحد المنظمين، لذا في صباح يوم الثلاثاء قررت القافلة إعادة التجمع في إسطنبول قبل التوجه معًا إلى الحدود في مجموعة واحدة.
وصل خيرو – مهندس عمره 22 عامًا – إلى تركيا في 2018 قادمًا من حمص، ويخطط للانضمام إلى القافلة، ترك خيرو منزله في مرسين – مدينة جنوب تركيا – يوم الإثنين ليذهب إلى إسطنبول حيث سيلتقي بأصدقاء قادمين من حياة قرب الحدود السورية التركية، وهناك سينتظرون المزيد من التعليمات.
يقول خيرو: “لا مستقبل لي ولا لأي سوري هنا، أخشى أن أُقتل فجأة أو أن أتعرض لترحيل وحشي”، ويضيف خيرو أنه تعرض للعنصرية في أثناء معيشته في تركيا ويريد أن يحيا دون خوف من المستقبل لأن الخوف موت بطيء.
طالبت القافلة الأمم المتحدة بحماية اللاجئين السوريين من كل أشكال الانتهاك البدني والنفسي والسياسي
أعرب عدد من الأفراد على مجموعة تليغرام عن قلقهم من ترحيلهم إلى سوريا إذا قُبض عليهم، ويقول خيرو إن الترحيل متوقع حدوثه إذا قُبض عليهم، لكنه مستعد لذلك تمامًا.
طالبت القافلة الأمم المتحدة بحماية اللاجئين السوريين من كل أشكال الانتهاك البدني والنفسي والسياسي، كما طالبت الحكومة السورية المؤقتة بالتواصل مع الاتحاد الأوروبي لفتح أبوابه للقافلة أو الوصول إلى حل فوري.
قالت يوكو ناروشيما المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن المفوضية على علم ببيانات وسائل التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى تنظيم تحركات ضخمة للسوريين من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكن المفوضية لم تشارك في ذلك أو تشجع عليه.
تقول ناروشيما: “نحن قلقون على سلامة وأمان المشاركين في الحركة، التي – وفقًا لحركات مشابهة حول العالم – قد تكون على الأغلب محفوفة بالمخاطر”.
أُجبر بالفعل 400 شخص على العودة إلى منازلهم في أدلب بسوريا بعد أن حاولوا عبور الحدود السورية إلى تركيا للانضمام إلى القافلة، لكنهم تعرضوا لهجوم المقاتلين المتشددين من داعش.
تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقًا بحماية الفارين من الحرب وعدم طردهم، لكن في مطلع هذا العام تعرض 150 سوريًا للترحيل قسرًا
قال طه الغازي – ناشط بازر في حقوق اللاجئين السوريين بتركيا، لم يشارك في القافلة – إنه يفهم سبب رغبة السوريين في مغادرة تركيا بسبب زيادة العنصرية، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن التضخم الاقتصادي.
ومع ذلك حذر الغازي من أن الحكومة التركية لن تسمح للمجموعات بالتجمع على الحدود مع اليونان، بينما تشدد دول الاتحاد الأوروبي قيودها الأمنية على الحدود، يقول الغازي: “كل هذه العوامل تعني أنه سيكون هناك تعامل وحشي مع اللاجئين في رحلتهم، ولم تعلن القافلة منهجية واضحة، ما يعني تعرضهم بشكل كبير للخطر”.
حذرت الجماعات الحقوقية للاجئين من أن العنصرية ضد السوريين أصبحت توجهًا مثيرًا للقلق في تركيا، ففي أول سبتمبر/أيلول قُتل فارس محمد العلي – 18 عامًا – في هجوم عنصري بأنطاكية، بينما تعرضت ليلى محمد – 70 عامًا – للركل في وجهها من رجل تركي في مايو/أيار.
أشعلت هاتان الحادثتان غضبًا دوليًا، لكن الكثير من الحوادث لا يُبلغ عنها خوفًا من ترحيل الضحية قسرًا إلى سوريا، وفقًا لسارة حشاش الناشطة في مجموعة مناصرة حقوق الإنسان “الحملة السورية”.
تقول حشاش: “فرّ اللاجئون السوريون من صراع دموي ومن تعذيب وإخفاء قسري وانتهاكات مروعة أخرى بحثًا عن الأمان في تركيا، لذا من المروع أن يواجهوا المزيد من الهجمات هنا”.
تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقًا بحماية الفارين من الحرب وعدم طردهم، لكن في مطلع هذا العام تعرض 150 سوريًا للترحيل قسرًا رغم امتلاك عدد منهم لوثائق هوية رسمية، كما اكتسبت أيضًا خطة توطين مليون سوري قسرًا شمال شرق سوريا زخمًا كبيرًا.
المصدر: الغارديان