ترجمة وتحرير: نون بوست – آمنة
أعلن محافظ البنك الاحتياطي لجنوب إفريقيا مؤخرًا عن زيادة سعر الإقراض بمقدار 75 نقطة أساس، وهذا يعني أن معدل إعادة الشراء (المعدل الذي يقرض به البنك المركزي الأموال للبنوك التجارية) سيرتفع من 5.5 بالمئة إلى 6.25 بالمئة وسعر الفائدة الأساسي (السعر الذي تفرضه البنوك التجارية على عملائها عند إقراضهم الأموال) يرتفع من 9.0 بالمئة إلى 9.75 بالمئة.
جنوب أفريقيا ليست وحدها؛ فقد قامت البلدان في جميع أنحاء القارة والعالم أيضًا برفع معدلات الفائدة للتحكم في ارتفاع الأسعار، وجنوب إفريقيا هي أحدث دولة إفريقية ترفع أسعار الفائدة؛ حيث، شملت البلدان الأخرى غانا ونيجيريا، ومن المتوقع حدوث المزيد من الزيادات في الأسابيع المقبلة.
من منظور التمويل الشخصي؛ فإن معدلات الفائدة المتزايدة لها آثار على أي شخص لديه رهن عقاري أو تمويل سيارة أو قرض طالب أو أي شكل آخر من أشكال الديون؛ ولهذا فارتفاع أسعار الفائدة يعني ارتفاع سداد الديون. على سبيل المثال؛ في جنوب إفريقيا، سيزداد السداد الشهري لقرض منزل بقيمة مليون راند، مع فترة سداد تبلغ 20 عامًا، من 8997 راندًا إلى 9485 راندًا.
وتشعر العديد من الأسر بالضائقة المالية الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة، لكن الأسر ذات الدخل المنخفض هي الأكثر عرضة لارتفاع تكاليف الغذاء، وأصحاب الدخل المتوسط ليسوا أفضل حالًا، فقد أبرز تقرير حديث عن جنوب إفريقيا صادر عن شركة الاستشارات برايس ووتر هاوس كوبرز أن 40 بالمئة من نفقات هذه المجموعة مخصصة للغذاء و20 بالمئة مخصصة للإسكان والمرافق.
لكن كما يُقال الوقت المناسب لإصلاح السقف هو بالفعل عندما الشمس مشرقة؛ أي أنه قبل أن ينتقل الوضع الاقتصادي من سيئ إلى أسوأ، يمكن التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار – وارتفاع أسعار الفائدة – بعدة طرق، وفيما يلي خمس خطوات يجب أن تفكر في اتخاذها في هذا الشأن.
خمسة أشياء يمكنك القيام بها
الدين
حاوِل أن تقوم بسداد أكبر قدر ممكن من ديونك، فمع ارتفاع أسعار الفائدة، يرتفع كذلك تسديد الديون؛ حيث يمكن أن تؤدي القروض إلى تقييد الأموال التي يمكن أن تخدم بشكل أفضل في جهة أخرى من أموالك.
وهناك اعتبار آخر مهم وهو أن مخاطر التخلف عن سداد ديونك تزداد خلال الأوقات المالية الصعبة، فإذا حدث التخلف عن السداد، فسيكون ذلك بمثابة أخبار سيئة لتصنيفك الائتماني، مما قد يعرض القدرة على الحصول على قرض في المستقبل للخطر.
وإذا كان تحمل المزيد من الديون ضروريًّا، فإن معرفة درجة الائتمان الخاصة بك وتقييم ما إذا كان الدين يعمل لصالحك أو ضدك قد يكون نقطة التحول في قرار تحمل المزيد من الديون، خاصة عندما ترتفع أسعار الفائدة.
ابحث للحصول على أفضل سعر
الاستثمار في سوق العقارات هو هدف دائم بالنسبة للكثيرين، ولهذا يجب على الوافدين الجدد في سوق الإسكان مقاومة الإغراء لقبول عرض الرهن العقاري الأول الذي يأتي في طريقهم، فالعديد من البنوك ليست صريحة في مشاركة هذه المعلومات ولكن البنك المحلي الخاص بك يجب أن يمنحك أفضل عرض لأنهم يريدون الاحتفاظ بك كزبون لديهم.
وتتنافس البنوك مع بعضها البعض لتكون مزودًا لقرض المنزل الخاص بك، ويكون العرض الأفضل، في أغلب الأحيان، هو العرض الأقل من المستوى الأعلى.
تتبع أموالك
وقد يعتقد الكثيرون أن وضع الميزانية يشبه ارتداء سترة مالية مقيدة، لكن تتبع أموالك يوفر طريقة أخرى لإيجاد فرص لخفض النفقات وزيادة المخدرات، ولهذا ضع في اعتبارك تكلفة الفرصة البديلة لعدم وضع الميزانية. وبدون مراقبة التدفق النقدي الخاص بك؛ يكاد يكون من المستحيل اتخاذ حالات طارئة للنفقات غير المخطط لها، كما أن معظم الأشخاص أيضًا يدخرون ما تبقى بعد الإنفاق؛ بدلاً من إنفاق ما تبقى بعد الادخار. إن نية الادخار قد تكون موجودة، لكن النوايا وحدها لن تنجز المهمة.
التفاوض على أقساط التأمين
اختراق مالي آخر غير معلن يمكن أن يوفر القليل، وهو التفاوض بشأن زيادة أقساط التأمين السنوية؛ فإذا لم تكن قد طالبت من شركة التأمين الخاصة بك خلال السنة المالية، فيمكنك تحويل هذا لصالحك في إيقاف زيادة قسط التأمين، وإذا كان لديك العديد من الأصول التي تغطيها شركة التأمين نفسها – مثل السيارة، والمحتويات المنزلية – فيمكن أن يعمل هذا أيضًا لصالحك؛ في حين أنه قد لا يحدث فرقًا كبيرًا، كما يقول المثل: “حبة أرز واحدة يمكن أن تقلب الميزان”.
فكر في التوفير الإضافي
توجد فرص لتوليد تيار دخل ثان من الأسواق المالية على الرغم من ضعف معنويات المستثمرين؛ حيث يمكن أن تكون الاستثمارات في الأوراق المالية المدرة للفائدة طريقة مفيدة لتوليد الدخل السلبي من النقد الخامل، وذلك أن الأوراق المالية المدرة للفوائد توفر دخلاً بناءً على أسعار الفائدة الثابتة المتعلقة بالسوق طوال فترة الاستثمار حتى انتهاء فترة الاستثمار، مع ضمان حماية مبلغ رأس المال المستثمر.
ومن المهم أيضًا مراعاة المفاضلة بين المبلغ الذي لديك في أدوات الادخار قصيرة الأجل مقابل أدوات الادخار طويلة الأجل. على سبيل المثال؛ في حالة جنوب إفريقيا، بحد أدنى لمبلغ استثمار يبلغ 1000 راند ومعدل فائدة ثابت قدره 8.25 بالمئة لفترة استثمار مدتها سنتان، وتعد سندات التجزئة بديلاً استثماريًّا آمنًا لمن لديهم شهية منخفضة للمخاطر ويتطلعون إلى توظيف الأموال الخاملة. والنقطة هنا ليست الترويج لمنتج ادخاري على آخر، ولكن إعادة التفكير في كيفية كسب الدخل السلبي من الأموال الموجودة.
لعبة طويلة المدى
قد يكون من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الاقتصاد سوف يدخل في حالة ركود، ولكن إذا حدث ذلك، سنخرج منه في النهاية. ويمكن أن تكون الآثار الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل للارتفاع في أسعار الفائدة مستمرة، وهذا هو السبب في أن التخطيط والإعداد لهما أهمية قصوى للبقاء آمنًا ماليًا خلال هذه الأوقات الصعبة.
المصدر: ذا كونفرسيشن