تعدّ الزينة ظاهرة أساسية منذ القدم، فقد ارتبطت بحياة وطبيعة المرأة على مرّ العصور، وكان -وما زال- التزيُّن والتحلي جزءًا من شخصيتها، وأكثر من ذلك عملية تكميلية لجمالها وأنوثتها، لذلك برعت في ابتكار أصناف مثيرة من القلائد والأساور توراثتها الأجيال.
وتميزت الحلي الفلسطينية بأنها نتاج خليط من التقنيات والثقافات المختلفة، فالمرأة المجبولة على حبّ الجمال في كل من البادية والمدينة والقرى تزيّنت بتشكيلة منوعة من الذهب والفضة، فلم تكن مجرد فلسفة جمالية أو رغبة أنثوية بقدر ما عكست الأثواب والأزياء التقليدية والأدوات التكميلية حكاية شعب توالت عليه الحضارات العريقة، قبل أن تشكل نوعًا من المقاومة والتمسك بالهوية أمام محاولات طمس الإرث والتهويد لما يزيد عن 70 عامًا.
في هذا التقرير، سنتعرّف إلى جذور الحلي بالموروث الفلسطيني، ومدى ارتباطه بزينة الجدّات الكنعانيات، ووظائفه التاريخية والاجتماعية في الماضي والحاضر.
امتدادًا لـ”زينة الكنعانيات”
يقول المؤرّخ الفلسطيني ناصر اليافاوي إن الحلي والأساور تعبير عن تجذُّر الفلسطينيات بالأرض، بالإضافة إلى ميل الفلسطيني إلى تكريم المرأة التي تشاركه في كل مكونات حياته الاجتماعية والاقتصادية، والحليّ بكافة درجاتها هي بمثابة رسائل حب دائمة يقدمها الفلسطيني للمرأة عبر التاريخ، ومن ناحية أخرى كانت المرأة في فلسطين تلبس الحلي كنوع من الحجابة لدفع ضرر أو ردّ عين، وقسم آخر خاصة في البادية يضعن الحلي الجميلة على وجوههنّ للمحافظة على جمالهن وبشرتهن من أشعة الشمس، أو على رؤوسهن تتناسب مع لون الثوب ليحافظن على رونقهن ولتخفيف التعرّق.
كما عبّرت الأزياء الشعبية وأدوات الزينة الملحقة بها، وفقًا للباحثة في فن العمارة والتاريخ آلاء مناصرة، عن التركيب الاجتماعي والطبقي لفلسطين قديمًا، فبها يمكن أن نلاحظ أبعاد الغنى والفقر، الزواج والعزوبية، العمر والمكانة الدينية والاجتماعية، فتتجاوز الحلي الفلسطينية سمتها الجمالية لتوصل كل قطعة منها معاني خاصة، ومعلومات وبيانات، كالمنطقة التي تأتي منها السيدة أو الفتاة وحالتها الاجتماعية فيما إذا كانت متزوجة أو عزباء، إضافة إلى الوضع الاقتصادي للأسرة وغيرها، وفق الباحثة مناصرة.
ولأن التراث امتداد للحضارات التي مرّت، يشير الدكتور اليافاوي إلى أن الفلسطينيات ورثن تراث وحضارة جداتهن العموريات والآراميات والعناقيات، وارتدين قلائد تذكّرهن بتجذّرهن بأرض التاريخ والحضارة، أرض فلسطين التاريخية، والناظر إلى حلي وزينة المرأة الفلسطينية الحديثة والمعاصرة يرى درجة التشابه بين الحلي الكنعانية وما واكبها من حضارات قديمة، والحلي التي تلبسها الفلسطينيات الآن في كافة أماكن تواجدهن.
ومن الجدير بالذكر أن ارتداء الحلي ارتبط لدى النساء الفلسطينيات عبر التاريخ أيضًا بمفاهيم دينية عقائدية، سواء في الحقبة الوثنية حيث كانت تصوِّر بعض الآلهة مثل أوغاريت وعشيرة وعشتارة وشاليم “نجمة المساء” وشهار “نجمة الصباح” وعنات ومعات آلهة الخصب والنماء والجمال.
يضيف اليافاوي لـ”نون بوست” أنه كان للمرأة مكانة خاصة في تاريخ وحضارة أجدادنا الكنعانيين، الذين كانوا من أوائل الشعوب التي وضعت القوانين والأصول المدنية التي ساوت بين المرأة والرجل، وكانوا أول من حرر المرأة وساواها بالرجل، فكانت المرأة الكنعانية كاهنة وقائدة جيوش وسياسية، بدءًا بعشتار مرورًا بالأميرة ألبسا وانتهاء بالسيدة مريم العذراء، وجميعهن كانت لهن رموز وحلي وشارات خاصة.
وتطور شكل الحلي وأماكن لبسه في جسم المرأة في زمن أمّنا هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام، ولا تزال المرأة الفلسطينية الحديثة والمعاصرة تلبسه، وفي عصور الحضارات والثقافات الفلسطينية الإسلامية حافظت المرأة الفلسطينية على إرثها، وأقرَّ الإسلام لبس الحلي واعتبرها جزءًا من مهر وصداق المرأة، ولا تزال الأساور والأقراط والعقود والخلاخل تأخذ نفس الشكل والهدف حتى يومنا هذا.
لكل منطقة تراثها الخاص
يمكن تفسير أسباب تعدد أشكال الحلي التراثية تبعًا للجغرافيا الفلسطينية المتنوعة، فكُلّ ثوب يمثل جزءًا من الثقافة الفلسطينية المتنوعة، فجغرافيا فلسطين الممتدة وتنوع مناخها أثّر في شكل الزي وتطريزه سواء كان في المدنية أو الريف أو البادية.
كذلك تمثل الأزياء النسائية في بعض الأحيان مدنًا فلسطينية محددة عن سواها من المدن الأخرى، ويرتبط تراث فلسطين بتنوع جغرافيتها، فالتراث في المناطق الجبلية يختلف عنه في المناطق الساحلية والصحراوية، فكل منطقة لها تراث خاص بها وعادات وتقاليد تميزها عن غيرها.
كذلك يرجع الأمر إلى طبيعة عمل المرأة، فكلما كان عملها قليلًا كان الثوب أكثر جمالًا وتعقيدًا في مطرزاته، خاصة أن المرأة البدوية كان عملها يرتكز على عمل خبز الصاج وحلب الماعز وإعداد الطعام الملائم للبيئة الصحراوية، وتقضي باقي نهارها بتطريز دقيق وكثيف ومعقد، عكس السيدة الفلّاحة أو الساحلية التي كانت تشارك زوجها في العمل بالحقل والبحر وصناعة الأنسجة وغيرها، بحسب المؤرخ اليافاوي.
أبرز الحلي ومناطق تصنيعها
الصمادة أو الوقاية أو الصفّة: غطاء الرأس عند الفلسطينيات قديمًا وتحديدًا في قضاء رام الله، وسُمّيت بذلك لما يصفّونه عليها من الدراهم الفضية أو الذهبية، وقد تكون هذه الدراهم حصّة المرأة من مهرها ويحقّ لها التصرف بها، وتربَط الصمادة بما يحيط بأسفل الذقن وتعلّق برباطها قطعة نقود ذهبية للزينة، ويندر أن تلبس العذراء الصمادة.
البرقع: ويسمّى في بعض الأحيان الشناف، وهو قطعة نقد تعلَّق بالأنف، ولا تتشنّفها في المعتاد سوى البدويات، وهو نقاب وجه المرأة، تغطي به الوجه ما عدا العينَين، في منطقة بئر السبع وأريحا، وهي علامة الحشمة والوقار في البداوة، وهي من القطع التي تبرز جمال العيون العربية الأصيلة، ترتدي النساء البدويات البراقع عند الرحيل من مكان لآخر، وإذا دخل رجل غريب إلى خيمتهن.
الشطوة: وهي قبّعة أسطوانية صلبة تغطى من الخارج بقماش أحمر أو أخضر، وتصفّ في مقدمتها أيضًا نقودًا ذهبية وفضية، فيما تزيَّن مؤخرتها بنقود فضية فقط، وتربط الشطوة إلى الرأس بحزام يمرَّر تحت الذقن، ويتدلى الزناق من جانبيها، وكنّ يصففن فوق الدراهم صفّ مرجان، وقد زيدت الصفوف إلى 5 في العشرينيات، والشطوة تحديدًا تخصّ نساء بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور.
كانت المرأة الفلسطينية تزيّن الأيدي بأساور من الذهب والفضة أو الزجاج.
الطواقي: ومنها ما يصنَع من قماش الثوب ويطرز تطريزًا زخرفيًّا، ويربَط بشريط أو خيط من تحت الذقن، ومنها الطاقية المخروطية المصنوعة من المخمل الأرجواني والمزيَّنة بالنقود الذهبية، وقلّما تطرّز إلا عند حافتها، ومنها طاقية القماش، وهي للأعياد والاحتفالات، تصنَع من قماش الثوب ويوضَع فوقها غطاء شاش غير مطرّز، ومنها طاقية الشبكة، تُلبس تحت الشاش أيضًا وهي خيوط سود تنسجها الفتاة بالسنارة، ثم تزيّنها بالخرز البرّاق وتلبسها الفتيات.
الحزام أو الزنار: يسمّى “الشملة” أو “الشداد”، وهو سلسلة من الفضة أو طوق فضي يحيط بخصر المرأة الفلسطينية في المدينة والقرى، وخاصة بمناسبات الأفراح، والأيام العادية كانت الفلسطينية تلبس زنارًا من القماش، وهو عبارة عن قطعة قماش حريرية مربّعة يتمّ ثنيها عدة مرات ولفّها حول خصر المرأة.
الأساور: كانت المرأة الفلسطينية تزيّن الأيدي بأساور من الذهب والفضة أو الزجاج، وقد كان من ضمن تقاليد العرس الفلسطيني، أن العروس تختار من ضمن مهرها زوجًا من الأساور المتشابه تلبَس كل واحدة منه في يد أو الاثنتَين معًا، وعادة ما يكون عليها الحرف الأول من اسم صائغها، والأساور هي حلية لرسغ اليد، والزجاج منها يسمّى غويشات، ومن أنواع الأساور سليتات، دقة حنا، وهي نسبة إلى أشهر صائغ فضة مقدسي في أوائل العشرين، وهناك أشكال مختلفة من الأساور ما بين رفيعة وعريضة عليها نقوش مختلفة.
الخلخال: عبارة عن إسوارة توضع في الساق، تأخذها الفتاة من والدَيها عندما تكون في سن المراهقة، غالبًا ما يكون زوج من الخلاخيل، يُلبَس كل خلخال في ساق، وهناك أشكال متعددة منها الخفيف ومنها الثقيل والذي يصدر عنه صوت كلّما دقت المرأة رجلها بالأرض.
القرامل: مفردها قرمول، وهي عبارة عن وصلة من حبل أسود توضع في نهاية الجديلة تنتهي بشراشيب ذات نهايات متعددة في آخرها كرات معدنية غالبًا من الفضة أو الذهب، والقصد من هذه القرامل هو إطالة الجديلة وكشكل من أشكال تجميل الشعر، ومن العادة يفَكّ القرمول عند النوم.
مدلولات الزخارف في الحُليّ التقليدية الفلسطينية
في السياق، تشير مصادر تاريخية إلى أن بعضًا من ضروب الزينة قد بدأت في استعمالاتها الأولى كطلاسم سحرية ترمي إلى استمالة قلوب ومشاعر المقرّبين من الأهل والزوج أو المحب، أو كطلاسم وتعاويذ سحرية تحمي من يلبسها من الشر والحسد، فهذا الاعتقاد كان سائدًا بين النساء لفترة ليست بقصيرة ما زالت آثاره تشكّل قناعة عند بعضهن في المناطق النائية.
فمن هذه الحلي كان يستخدم للحمایة ضد القرینة، منها قطع تحتوي على مربعات مليئة بالرموز السحرية، وأخرى كحمایة عامة، منها ما هو على شكل حجب، منها ما كان لتسهیل الولادة، ومنها ما كان على شكل نذر، وحفظ من الروح الشریرة وعین الحسود، وزخارف للأطفال ضد القرینة والجن.
كما كان لبعض أنواع الخرز ارتباط ببعض المعتقدات، حيث مثّل خرز المرجان اعتقادًا قديمًا بحفظه من الأرواح والأنفس ويساعد في منع الحسد، وخرز العنبر یجعل الصحة جیدة، والعنبر لونان؛ لون أحمر ولون آخر أصفر (الكهرمان)، العنبر الأحمر یتم قطعه من شجر النخیل، والعنبر الأصفر (الكهرمان) یأتي من البحر، وشاع استخدام هذا النوع من الحجارة في مناطق جنوب فلسطین.
الأثواب والحليّ أمام تعاقب الحروب
يقول الدكتور ناصر اليافاوي إن المرأة الفلسطينية أدت دورًا مهمًّا في الحفاظ على الهوية والتاريخ الفلسطيني لدحض رواية الأعداء الصهاينة ومحاولة استبدال الرواية الفلسطينية، وبالتالي طمس الهوية وبعثرة الذاكرة الوطنية الجمعية التي يحرص كل فلسطيني على التمسك بها، لأن الذاكرة هي محور أساسي للتاريخ الشفوي، ذلك أن المرأة لها دور في حفظ الذاكرة والتدقيق في التفاصيل من خلال الحكاية الشفوية، لأن لها القدرة على الإفصاح عمّا كان يدور من أحداث عبر الزمان والتاريخ.
فمن ناحية التراث والفن كانت المرأة الفلسطينية تُتقن فنَّ التطريز اليدوي، وخاصة للثوب الفلسطيني الذي يحاكي حضارتنا الكنعانية، والأثواب الفلسطينية السبعة التي كانت تلبس بالأعراس، وأيضًا الحياكة، ولذلك تتميز فلسطين بالتطريز على الأثواب، ولكل ثوب فلسطيني حكاية خاصة مستلهمة من الماضي العتيق، كذلك تطريز علَم فلسطين، وتطريز شكل المفتاح الذي يُعبِّر عن التمسُّك بحق العودة، وأيضًا الزيتونة والأرض للتعبير عن معاني ومكان الأرض في وجدان الشعب الفلسطيني، وكلها رموز تراثية شعبية من المطرزات.
واستطاعت المرأة من خلال هذا الفن أن تحافظ على الهوية والموروث الثقافي الإبداعي المميز الذي يميز الشعب الفلسطيني عن غيره من الشعوب العربية، تأكيدًا منها على التراث، والتصدي للمحاولات الممنهجة التي يقوم بها الاحتلال لسرقة التراث الشعبي الفلسطيني.
وتشير الباحثة مناصرة إلى أن بعد نكبة العام 1948، وما تلاها من تعاقب الحروب، ومحاولات “أسرلة” الأرض وتهويدها وتغريب الإنسان، وطمس هويته وتهجيره، أصبحت الأثواب والحلي وسيلة أساسية لتعبير الفلسطينيات عن هويتهن، وتمسّكهن بقضيتهن العادلة، إذ تحرص الفلسطينيات على ارتداء الأزياء الشعبية في كل المناسبات الخاصة والعامة، وتراهنّ يتناقلن فن التطريز ويصنعن منه الحلي والقلائد والحقائب والأحذية.
هذا فضلًا عن إقامة أيام التراث والثوب الفلسطيني سنويًّا لإحياء والتأكيد على ثقافة ارتداء النساء أثوابهن وزينتهن والتجول على مرأى أعين المحتل وفي مخيمات الشتات، كذلك المشاركة ضمن المعارض والمتاحف على نطاق واسع تشمل المحلّي والعالمي، للتعريف بكل أنواع اللباس النسائي التراثي، وبعض الحملات الإعلامية التي تقودها فلسطينيات على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاريع إعادة تدوير المقتنيات القديمة ومحاكاة قطع مثلها، التي تهدف جميعها إلى تعزيز الانتماء للقضية الفلسطينية.
“فضة زمان”.. عبق الجدات بأيدٍ شابة
واحد من المشاريع التي تقوم على حفظ التراث وإعادة تدويره، مشروع “فضة زمان”، كمحاولة للحفاظ على الهوية والتراث بأيدي يافعات تربّين في أحضان أثواب الجدّات وعبقهن.
يهدف المشروع كذلك إلى إحياء كل التفاصيل التي وُثِّقت من الفلسطينيين الذين عاشوا قبل النكبة، “أي شيء عن فلسطين نريد أن نوثقه في مواجهة ما يسرقه الاحتلال من تراثنا يوميًّا”، تقول المصممة والباحثة في مؤسسة “الرواة”، هالة الخفش.
وتضيف: “معظم القطع التي صمّمتها اُستوحيت من مقتنيات لفلسطينيات عاصرن النكبة، رغم أن القليل من اللاجئات بعد تهجيرهن استطعن الحفاظ بحليّهن بسبب اضطرارهن بيعها مع تشرد عائلاتهن في ظروف صعبة بمخيمات اللجوء”.
وتستند تصاميم “فضة زمان” إلى صور التقطتها باحثات “الرواة” لأية حلي امتلكتها النساء الفلسطينيات قديمًا، أو لروايتهن عمّا اقتنينه من مصاغ أو حلي عند زواجهن، مثل أساور “المباريم” أو أقراط معروفة باسم “كف فاطمة” أو قلادة “اللوزة”، ويتم بناءً على وصفهن تصميم حلي فضية مطابقة أو محدّثة أحيانًا، لكن تقول هالة إن بعض السيدات كنّ يمتلكن “فردة واحدة من قرط فضي أو ذهبي” بسبب بيع الأخرى، أو سوارًا واحدًا من مجموعة.
وتشير الباحثة إلى محاولات إسرائيلية لنسبة بعض الحلي الفلسطينية القديمة، مثل “السوار المجدول”، إلى ما يسمّى “التراث الإسرائيلي”، وتقول بأسف إن هذه التصاميم لم تعد موجودة، “لذلك نقدمها للأجيال الجديدة من الفلسطينيات مع تعريف بهوية كل قطعة”.
وعلى موقع “فضة زمان”، يظهر “عقد الأحجبة” كواحد من القلائد التي كانت تستخدمها نساء منطقة الخليل وجنوب فلسطين “للحفظ من الحسد والشرّ”، وتعرض نسخة فضية حديثة منه يعود تصميمها لعام 1940، إلى جانب أقراط وقلائد مستوحاة من “عقد السبع أرواح” في مناطق بيت لحم، والذي كان جزءًا من مهر العروس، وكذلك “علّاقات” مفاتيح مأخوذة من قطع كانت تسمّى “صفّافات”، وتتدلّى من قبعة (تسمّى شطوة أيضًا) كانت تلبسها النساء مع الثوب الفلسطيني المطرّز.
أيضًا “سوار حبّة العدس”، المستوحى من أساور نساء منطقتَي بيت لحم ورام الله وسط فلسطين المحتلة، و”دبوس السمكة” أو “بروش السمكة” المستوحى من حلي عُلّقت على صدور النساء، وصُنعت نسخته الأولى في منطقة الجليل أواسط الثلاثينيات.
وتشارك تصاميم المشروع أيضًا في معارض نسوية فلسطينية في عمّان والقاهرة، وترافق كل قطعة حين بيعها بطاقة تعريفية بأصلها والمنطقة التي اشتهرت بلبسها وفي أي زمن، وباللغات العربية والإنجليزية والإسبانية، كمحاولة لترسيخ الثقافة والتراث الفلسطيني الأصيل بصورة عصرية أنيقة.
وبالمحصلة، فقد مثّلت الحلي الفلسطينية قديمًا أسلوبًا للتزين والتبرّج من جهة، ولمقاومة الاجتثاث وإثبات الهوية من جهة أخرى. وما المشاريع التي تقودها نساء، لحفظ الإرث والذاكرة عبر إعادة تقديم تلك الحلي وتصاميمها وتقديمها كموضة للفتيات وبنات الجيل المعاصر، إلا استمرارًا لمواجهة نهب إرث فلسطين الثقافي.