في إطار محاولة “المؤتمر العام الليبي” لتغيير الرأي العام الأمريكي تجاه ليببا، كشفت وثائق أمريكية عن استئجار شركة كندية تعمل في مجالات مجموعات الضغط “lobbies ” للتأثير العام على السياسة الأمريكية.
الوثائق كشفت أن شبكة مرتبطة بالمؤتمر الوطني العام والذي يسيطر عليه الثوار أن شركة “أنيورت ليبيا” دفعت مبلغاً قدره 2 مليون دولار، لشركة “Dickens & Madson” الواقعة في مونتريال من كندا.
الشركة المملوكة من قبل رجل الأعمال الكندي الإسرائيلي “أرى بن مناشي” والمتخصصة في الاستشارات كانت قد كشفت لوزارة العدل الأمريكية على أن شركة “أنيورت” مسجلة كمعيل لدى الشركة.
وحسب وثائق قانون المؤسسات الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية فإن “أنيورت” شركة يشرف عليها “المؤتمر الوطني العام” في طرابس كانت قد دفعت لـ “Dickens & Madson” في إطار الضغط على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحكومات أخرى بما فيهم روسيا.
وحسب ما جاء في الوثيقة فإن “الشركة المسجلة “Dickens & Madson” سوف تحاول استهداف واضعي السياسات باتجاه ليبيا على أن المحكمة الدستورية في ليبيا أعلنت مجلس النواب في طبرق غير دستوري”.
وعلى ما يبدو فإن المؤتمر الوطني العام يضغط على الولايات المتحدة في إطار تعزيز موقفه، الأمر الذي نفته الشركة “Dickens & Madson” التي ردت بقولها: عملاؤنا مجموعة من الليبيين الذين يرغبون بجمع المؤتمر الوطني العام و مجلس النواب في طبرق في جسم تشريعي واحد”، مضيفة: بعض العملاء كان في المؤتمر العام وبعضهم ما زال هنالك.
وأضاف مانشيه مالك الشركة: “نحن نحاول جمع الفرقاء، هنالك حوار يجري داخل ليبيا وخارجها، نحاول دفعها بأكبر قدر مما نستطيع وهنالك اتصالات مع عدد كبير من المجموعات في ليبيا”.
مانشيه الإيراني المولد كان عضواً سابقاً في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وشارك في كشف العديد من الفضائح الدولية بما في ذلك بيع غير مشروح للأسلحة إلى إيران والمؤامرة المزعومة من قبل السياسي الزيمبابوي “مرجان تسفانجيراي”.
وتقول وثائق قانون المؤسسات الخارجية الأمريكي أن “أنيورت” مملوكة بالكامل لـ “الشركة الليبية للتطوير والاستثمار” والتي تعد أكبر شركة إنشاءات ليبية، المملوكة لـ”عبد الحميد ادبيبة”، المعروف بتمويله للثورة الليبية منذ 2011، والذي حوكم عام 2013 لتورطه مع نظام القذافي.
إلا أن “كلوديا جازاني” العاملة في مجموعة الأزمات الدولية تقول أنه إذا ما أردت شركة ما أن تعمل في ليبيا فإنه عليها أن تتشارك مع “الشركة الليبية للتطوير والاستثمار”، لذا بدا الأمر وكأن “أنيورت” شركة تابعة لها، وانما هي شركة تركية”
وفي تركيا، تدرج شركة “براق” التركية للانشاءات شركة “أنيورت” على أنها تحت ملكيتها على موقعها الالكتروني، في بيان صادر “براق ماسليلار”، وهو رجل أعمال تركي فاز بمليارات الدولارت من الأعمال في لييبا.
في الوقت ذاته، كانت السجلات القانونية قد كشفت على أن ذات شركة “Dickens & Madson” حصلت على 400 ألف دولار العام الماضي في عقد مدته عام للمساعدة في بيع النفط نيابة عن السطات في برقة شرق ليبيا.
“إبراهيم الجضران” زعيم الميليشات هناك كان جزءاً من هذه الصفقة، حيث أنه نفذ حصاراً مدته 8 أشهر على عدد من موانئ النفط الأمر الذي كلف ليبيا مليارات الدولارات من الخسارات.