في دعوات للمشاركة في مظاهرة احتجاجية ضخمة ضد معرض “دي أس اي أي” لبيع الأسلحة المقام في بريطانيا، كشف نشطاء من معارضي الحروب ودعاة السلام عن خبر تناولته صحيفة الاندبندنت قيام الكنيسة البريطانية باستثمار أكثر من 15 مليون دولار في واحدة من أهم شركات تصنيع الأسلحة وتكنولوجيات الحربية، الأمر الذي أثار غضب مسيحيي بريطانيا وخاصة الملتزمين منهم وجعلهم يتهمون قيادات الكنيسة بالاستفادة من ساحات الحروب.
وفي رد أول للكنيسة، دافع متحدث باسمها عن توجه الكنيسة للاستثمار في شركة “جينرال الكترونيك” قائلا أن الشركة لها صناعات الكترونيات أخرى ذات استخدامات منزلية مثل غسالات الملابس والثلاجات في حين لا تمثل صناعاتها الموجهة للاستخدامات العسكرية سوى 3 بالمائة من اجمالي انتاجها العام.
ورغم أن الشركة تعتبر رائدة في مجال صناعة الالكترونيات المنزلية، فإنها رائدة أيضا في مجال الالكترونية الحربية، فالشركة مصنفة ضمن أهم 20 شركة عاملة في مجال الصناعات الحربية، وتصنف أيضا في طليعة الشركات المنتجة للنظم الالكترونية والتكنولوجيات المشغلة للطائرات الحربية خاصة منها الطائرات بدون طيار كثيفة الاستخدام في ساحات الحروب في السنوات الأخيرة.
مع العلم بأن قوانين الكنيسة لا تمنعها من الاستثمار في هكذا شركات ما لم تتجاوز نسبة الانتاج الحربي للشركة من إجمالي انتاجها نسبة ال10 بالمائة، الأمر الذي علق عليه سيمون هيل، أحد مؤسسي جمعية مناهضة الضريبة المقتطعة من قبل الكنيسة من رواتب كل المسيحيين في بريطانيا، قائلا: “الاستثمار في شركة جينرال الكتريك يتماشى مع نصوص الكنيسة ولكنه يتعارض مع روح الكنيسة ومبادئها”.
كما ندد منظمو المظاهرة التي ستقام اليوم بتبريرات الكنيسة لتوجهها للاستثمار في شركة جينرال الكتريك، مشيرين إلى أن “شركة جينرال الكتريك هي شركة أسلحة بالتأكيد، وإن لم تكن كذلك فلماذا تأتي للمشاركة في معرض “دي أس اي أي” وهو من أضخم المعارض الدولية لبيع الأسلحة”.