“لو كانت المخطوطات مملكةً، لكانت إسطانبول عاصمةً لها”، لم تكن تلك الكلمات التي تضمنها الكتيب التعريفي لدار المخطوطات في إسطنبول التي افتتحها الحكومة التركية العام الماضي، سوى توثيق عملي لمكانة الدار وما تحتضنه من درر تراثية وكنوز أثرية جعلت البلاد في مقدمة خزائن المعرفة الإسلامية خلال العقود الأخيرة.
وتعد تركيا واحدة من أمهات التراث في العالم، إذ تقتني وحدها أكثر من 10% من إجمالي مخطوطات العالم بما يتراوح بين 300 – 500 ألف مخطوطة، فقد أولت السلطات التركية على مدار تاريخها اهتمامًا كبيرًا بالعلم والثقافة والتراث.
ويرجع الخبراء تلك الأهمية التي أولاها سلاطين الدولة العثمانية وعلماؤها للتراث والمخطوطات إلى رغبتهم في منافسة العواصم الإسلامية ذات الصيت الكبير في هذا المسار، حيث كانوا يخططون لجعل إسطنبول متفوقة على دمشق عاصمة الأمويين وبغداد عاصمة العباسيين والقاهرة عاصمة الفاطميين والأمويين، وهو ما يحسب في النهاية إلى الإمبراطورية العثمانية التي سعت لأن تقدم نفسها بصورة متفردة بين أقرانها من الحضارات الإسلامية والعربية الموجودة.
وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن تركيا تضم أكبر عدد من المخطوطات الإسلامية في شتى العلوم وبمختلف اللغات، إذ تمتلك أكثر من 250 ألف مجلد أصلي، غير الملايين من الصور المؤرشفة والمرقمنة، منهم 160 ألف مجلد باللغة العربية وقرابة 70 ألف باللغة التركية و13 ألف بالفارسية، هذا بخلاف آلاف المخطوطات باللغات اليونانية والسريانية والأرمنية.
الوراقة.. صناعة في كنف السلطان
آمن سلاطين الدولة العثمانية أن التوسع في ملكهم لا يكون بالتمدد العسكري فحسب، ولا بد أن يكون العلم والثقافة جنبًا إلى جنب فتوحاتهم التوسعية، وهو ما حرصوا عليه بشكل كبير، منذ أن استقر العثمانيون في الأناضول وبدأوا ملاحمهم في تعزيز نفوذهم التراثي والعلمي.
ورغم أن العثمانيين من أوائل من وضعوا أسس وثوابت الوراقة في المنطقة، فإن معرفتهم بصناعة الورق جاءت مع قدوم عام 1453 حين تم تأسيس دار لصناعة الورق في قرية دار الورق بإسطنبول عام 1453م، وكانت تلك باكورة الدخول إلى عصر صناعة الورق.
وفي بدايات القرن السادس عشر تم تأسيس دار للورق في بورصة (شمال غرب) واستمرت لمدة عقدين تقريبًا، قبل أن يتم غلقها، ليبدأ سلاطين الدولة في نشر دور الورق في أكثر من مدينة، فلا توجد اليوم مدينة تركية إلا وبها دار للوراقة، إما مكتبة وإما مطبعة وإما دار نشر.
ويعد عام 1886 بداية دخول صناعة الورقة عبر الآلات للدولة العثمانية وكان ذلك في مدينة إزمير، وكان يعتمد على البخار كمحرك تشغيل والخرق كمادة خام، لكنه لم يستمر أكثر من 6 أشهر فقط حتى أغلق هو الأخر، وفي عام 1934 بعد تأسيس الجمهورية كان وضع الأساس لأول مصنع لصناعة الورق والكرتون في إزمير.
المخطوطات التركية.. ثقافة الوحدة
يؤمن العثمانيون أن الثقافة الإسلامية كيان يدعو للوحدة ويشكل التماسك بين أطياف الأمة، ويستبعد التفريق كل البعد، لذا حرصوا في فهرستهم للمخطوطات على ألا تكون عنصرية الهوية، فكانوا يفهرسونها على أساس الموضوعات وليس اللغات والجنسيات، وهو ما أكده الباحث التاريخي رمضان ششن الذي لفت أن الكتب في المكتبات التركية كانت ترتب وفق موضوعاتها، فذاك قسم للجغرافيا والأخر للتاريخ والثالث للفلسفة والرابع للشريعة، وكان من النادر أن تجد ترتيبًا حسب اللغة، كمؤلفات اللغة التركية أو الفارسية أو العربية، وإن كان موجودا في بعض المكتبات لكن بصورة متباعدة.
واستشهد الباحث التاريخي في مقال له ببعض المكتبات التركية التي كانت تنتهج هذا الأسلوب ومنها مكتبة جامعة إسطنبول، حتى الفهارس التركية في الجامعات الدولية كانت تعتمد على تلك الأداة الفهرسية كما هو الحال في الفهرس المخصص للمخطوطات التركية في مكتبة Gotha وتم نشره سنة 1864م والأخر في مكتبة الفاتيكان والمتحف البريطاني.
ومع بداية الخمسينات بدأت تركيا في وضع منهجية جديدة لفهرسة المخطوطات ساهمت في حفظها وترتيبها بشكل علمي دقيق، ففي 1940 بدأ ضبط بطاقات المخطوطات على أيدي علماء الفهرسة في البلاد في ذلك الوقت، وكان نتاج ذلك طباعة عدد من الفهارس أبرزها “فهرس المخطوطات التاريخية والجغرافية التركية” و”فهرس مخطوطات الدواوين التركية”، و”فهرس مخطوطات الخمسات التركية” بين سنتي (1943-1969م).
ومن الفهارس الحديثة التي لا تزال حاضرة حتى اليوم داخل المكتبات التركية والتي يعود الفضل في وضعها إلى مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول (إرسيكا): “فهرس مخطوطات الطب الإسلامي” و”فهرس مخطوطات مكتبة كوبريلي” و”فهرس مخطوطات قبرص”‘ إضافة إلى “الفهرس الموحد لمخطوطات تركيا” الصادر عن وزارة الثقافة التركية.
ثلاثية المسار
وفق الباحث المتخصص في التاريخ الإسلامي، مصطفى الستيتي، يمكن تقسيم المخطوطات التركية إلى 3 جهات أساسية كانوا المداد الأبرز لتكوين هذا التراث العظيم، أولها: السلاطين، وهي المخطوطات المملوكة للسلاطين والتي نقلت بعد ذلك إلى دار المخطوطات ومكتبات إسطنبول ومن أبرزها مكتبة السلطان سليم الأول ومكتبات السلطات بايزيد ومحمد الفاتح ومكتبة السليمانية المنسوبة إلى السلطات سليمان القانوني.
أما الجهة الثانية فخاصة بمخطوطات الوزراء والتي كانوا يحتفظون بها في منازلهم ودواوين أعمالهم، كمخطوطات راغب باشا وكوبريلي باشا وشهيد علي باشا، وكلها موجودة في إسطنبول، إضافة إلى المخطوطات التي كانت مملوكة للعلماء والأئمة ذوي الصلة القريبة من الوزراء والمحظيين من الديوان كعبد القادر بن عمر البغدادي صاحب “خزانة الأدب”.
فيما تختص الجهة الثالثة للمخطوطات بمشايخ الإسلام وعلماء الأمة الثقات من أبناء الدولة العثمانية ومنهم: عاشر أفندي، عاطف أفندي، أسعد أفندي، ولي الدين أفندي، وهبي أفندي، علي أميري أفندي، والشيخ مراد أفندي، ومثل مخطوطات الوزراء كانت مخطوطات العلماء هي الأخرى تتخذ من إسطنبول مقرًا لها.
ولم يغفل الستيتي في تأريخه لمنابع المخطوطات التركية دور المرأة التراثي في هذا المسار، حيث عنين بجمع المخطوطات وتنقيحها وبعضهن كانت له مكتبات خاصة نسبت إليهن مثل مكتبة طرخان ، وصالحة خاتون، وأسماء خان، وجلنوش، وبرتونيال، وبعض المكتبات كانت تعنون بأسماء أمهات السلاطين وكانت معرفة باسم “والدة باشا” ثم تُضاف إلى ابنها السلطان.
مكتبة السليمانية.. أكبر مجمع مخطوطات في العالم
بداية من النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي كانت نهضة تركيا في الحفاظ على التراث والمخطوطات وذلك عبر إنشاء عشرات المكتبات التي كانت معنية في الأساس لجمع المخطوطات وحمايتها، كانت البداية في إسطنبول التي احتضنت لوحدها عشرات المكتبات أبرزها مكتبة السليمانية التي تحولت إلى صرح تراثي لا نظير له في العالم، كذلك مكتبة إسميخان سلطان، بجانب مكتبات أخرى في مغنيسة وأماسيا حيث كان يعيش أبناء السلاطين، ومع النصف الثاني من القرن السابع عشر ماكانت هناك مدينة في الدولة العثمانية دون مكتبات وخزائن معرفة.
واحتضنت مكتبات إسطنبول وحدها أكثر من 146 ألف مجلد وقرابة 350 ألف مخطوط، وبعض المؤرخين يشيرون إلى أن إسطنبول هي المدينة الأولى عالميًا من حيث عدد وحجم ونوعية المخطوطات الإسلامية التي تضمنها، لذا كان اختيارها لتكون مقر دار المخطوطات التي أفتتحت بها مؤخرًا، وهو ما أهلها لأن تكون قبلة الباحثين والمهتمين بالتراث وظلت متربعة على عرش هذا المجال حتى اليوم، ولم يكن اختيار المدينة لتكون مقر دار المخطوطات التركية من فراغ، بل هو تكريم مستحق لمدينة ظلت لسنوات علمًا ثقافيًا يشار له بالبنان.
وتأسست المكتبة السليمانية خلال الفترة من 1545- 1557م بأمر مباشر من السلطان القانوني الذي كان مولع بالعلم والثقافة وكان يقدم العلماء على غيرهم من الساسة والعسكريين، وأراد لتلك المكتبة أن تكون واحدة من نفائس العالم والخزانة الأكبر للمخطوطات الإسلامية والعربية.
كانت المكتبة في البداية تابعة لجامع السليمانية الصغير وبنيت داخل الجامع لكنها مرت بمراحل تطوير عدة حتى وصلت إلى صورتها الحالية بعدما اُضيف إليهما مكتب الصبيان المجاور للمدرسة الأولى، ثم أعيد ترميمها عام 1957م مع استحداث جزء منها خاص بالأطفال وصغار السن يعُرف باسم “مكتبة السليمانية للأطفال”.
وقد شهدت المكتبة عقودًا طويلة من الإهمال بداية الأمر، حيث كانت تحفظ المخطوطات بطرق غير علمية مما عرضها للتلف والضرر، هذا بجانب عدم وجود منهجية للفهرسة، فكانت توضع على الأرفف الخشبية وتعد بشكل يدوي دون إحصاء رسمي موثق، وهو ما تسبب في النهاية إلى فقدانها للكثير من محتواها.
ومع بدايات 1922 تنبهت الحكومة إلى خطورة ما يحدث، وأن هذا الصرح العظيم معرض للاغتيال والتدمير بسبب هذا الإهمال والجهل، فبدأوا في تبني سياسة جديدة تعتمد على تدريب الكوادر البشرية بصورة علمية على أسس الفهرسة وأبجديات العمل المكتبي، كما استحدثوا ماكينات وأدوات للحفاظ على المخطوطات، وفي عام 1950 تم تأسيس وترميم غرفتي الميكروفيلم والطبع، ورممت مكتبة الأطفال، كما أنشئ قسم التجليد وترميم المخطوطات للحفاظ عليها من الأمراض والحشرات عام 1962، ثم أسس قسم خاص بأجهزة الحاسوب لتسهيل عملية الفهرسة والتصنيف.
ويبلغ عدد المخطوطات داخل المكتبة السليمانية اليوم أكثر من 100 ألف مخطوط، و200 ألف كتاب، مقسمين إلى 106 مجموعة في شتى المجالات والعلوم، ويذكر أن من بين الأسباب الرئيسية التي أسهمت في زيادة عدد مخطوطات المكتبة أنه قد نقل إليها محتوى عشرات المكتبات الأخرى التي كانت في إسطنبول.
ومن أبرز المكتبات التي نقل محتواها إلى السلميانية: مجموعة أياصوفيا (5119 مجلد)، مجموعة وهبي البغدادي (1639 مجلد)، مجموعة جار الله أفندي (2194 مجلد)، مجموعة الحاج بشير آغا (631 مجلد)، أيوب الحاج بشير (139 مجلد)، مجموعة علي نهاد طرلان (192 مجلد)، مجموعة داماد إبراهيم (1171 مجلد)، مجموعة الحاج محمود (4487 مجلد)، )، مجموعة قاضي زاده محمد (567 مجلد)، مجموعة قره جلبي زاده (357 مجلد)، مجموعة قصيدة جى زاده (445 مجلد)، مجموعة قليج علي باشا (998 مجلد)، مجموعة لالا إسماعيل (754 مجلد).
إسطنبول.. مدينة التراث الذي لا ينفذ
لم تكن السليمانية وحدها عنوان إسطنبول التراثي ومنارته الوحيدة، فهناك العديد من المكتبات الأخرى التي ساهمت ولو بجزء بسيط في إشعاع المدينة وحولتها إلى مصدر نور ثقافي وعلمي غير مسبوق، من أشهرها “مكتبة عاطف أفندي” التي تأسست عام 1741 م، وتضم 2826 مجلداً من المخطوطات، كذلك ” مكتبة كوبريلي” التي أسسها الصدر الأعظم كوبرولي فاضل أحمد باشا عام 1670 م، وتحتوي على 2593 مجلد من المخطوطات.
هناك أيضًا ” مكتبة نور عثمانية” التي تأسست عام 1756 م، وتحتوي على 5052 مجلداً من المخطوطات، و “مكتبة راغب باشا” التي أسسها الصدر الأعظم عام 1762 – 1763 م وتضم 1275 مجلد من المخطوطات، و”مكتبة سليم آغا” التي تحتوي على 2952 مخطوطا وتأسست عام 1782م، و”مكتبة بايزيد العامة و”ولي الدين أفندي” وأنشئتا عام 1770م ويبلغ إجمالي ما يحتويان عليه من مخطوطات أكثر من 11098 مجلدًا، ثم أضيفت لهما بعد ذلك “مجموعة قره مصطفى باشا”.
ومن أشهر المكتبات التي تزيد شوارع وميادين إسطنبول، “مجموعتا فيض الله أفندي وعلي أميري” وتضمان 2162 مجلد للاولى و4424 مجلد للثانية، ثم “مكتبة مراد ملاّ” المؤسسة عام 1775م وتحتوي على 1831 مجلد من المخطوطات، و “مكتبة البلدية” التي تأسست عام 1929 من قبل بلدية إسطنبول وتوجد اليوم في مكتبة أتاتورك في منقطة التقسيم، وتضم 6543 مجلد من المخطوطات.
خزائن المخطوطات الإسطنبولية لا تقف عند حاجز المكتبات الرسمية فحسب، فهناك عشرات المتاحف التي تحتضن كنوز تراثية فريدة، منها: “مكتبة متحف طوب قابي”، التي تأسست في عهد السلطان محمد الثاني (الفاتح) ويصل عدد المخطوطات التي تقتينها باللغات العربية والفارسية والتركية المحفوظة حوالي13070 مجلد، وهناك أيضًا “متحف الآثار التركية الإسلامية” وبه 2251 مجلد، و”مكتبة متحف الأركيولوجي” ويحتوي على 1689 مجلد من المخطوطات.
وقد نظمت بطاقات المخطوطات بشكل علمي، إضافة إلى المتحف العسكري الذي يضم 200 مجلد، ومتحف البحرية ويضم 123 مجلد، ومتحف ديوان أدبياتي وبه 194 مجلد، ومتحف الأوقاف لفن الخط ويحتوي على 200 مجلد، ومتحف سادبرك خانم ويحتضن أكثر من 200 مجلد من المخطوطات.
مداد لا يتوقف
الزخم الذي تزخر به إسطنبول كمنارة للتراث الإسلامي لا يعني أن بقية المدن التركية غائبة عن هذا الشرف العظيم، حيث تنتشر المكتبات التي تتخذ من المخطوطات ضلعها الأساسي في الكثير من المناطق التركية شمالا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، ومن بينها “المكتبة القومية” التي تأسست في العهد الجمهوري ومقرها أنقرة وتحتوي على 2000 مجلد من المخطوطات و5000 مجلد ميكروفيلم.
ومن مكتبات أنقرة أيضًا “مكتبة كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا” التي تحتوي على 10 ألاف مجلد مخطوطي، و” المكتبة العامة” في جَبَه جِي، وبها 3731 مجلد من المخطوطات، و”مكتبة بروسه” التي تعود مخطوطاتها البالغ عددها 7892 مجلد إلى عام 1794م، وهناك كذلك “مكتبة متحف قويون أوغلى” وبها 3500 مجلد من المخطوطات، وتتميز بثراءها بالمخطوطات العربية والفارسية.
كما أن هناك “مكتبة السليمية” وهي واحدة من أقدم المكتبات في آدِرْنَه، تأسست عام 1570 على يد السلطان سليم الثاني وبها بعض المخطوطات النادرة والنفيسة، كذلك فهي تحتوي على وقفية السلطان سليم الثاني وتضم 3291 مجلد من المخطوطات، وتنضم إليها من حيث العراقة “مكتبة مولانا” في المولويخانة التي يوجد فيها قبر مولانا جلال الدين الرومي، ويعود تأسيسها إلى العصر السلجوقي، وتحتوي على 2000 مخطوطة.
وقد أولت الحكومة التركية مؤخرًا اهتمامًا كبيرًا بحفظ تلك المخطوطات التي تنظر إليها على أنها أحد أضلاع الدولة التركية التي يجب حمايتها والزود عنها لما توثقه من مآثر الدولة العثمانية التي تنافس بها عواصم الثقافة العربية والإسلامية، فكان إدخال أحدث طرق الفهرسة والأرشفة مع إفساح المجال أمام الرقمنة تيسيرًا على الجمهور والباحثين وهو ما تحول في النهاية إلى نهج عام يلتزم به كل من يتقلد أي منصب في البلاد بصرف النظر عن خلفيته الثقافية أو السياسية.
فمن أبرز المشروعات التي أعلنت عنها دار المخطوطات بإسطنبول مؤخرًا استحداث خزانة مخطوطات رقمية مدعومة بقاعدة بيانات تحتوي على نصف مليون مخطوط عربي، بجانب خزانة ورقية أخرى تضم المجلدات ذات الصلة بعلم المخطوط العربي وفروعه (فهرسة وتحقيق ورقمنة وتشريعات)، بجانب مشروعات أخرى خاصة بالنشر التراثي وإنشاء موسوعة للخط العربي وإصدار دوريات متخصصة وإقامة مؤتمرات سنوية مع تدشين أكاديمية علمية لمنح إجازات في علوم المخطوط.
ويحاول الأتراك التعامل مع المخطوطات على أنها كائن حي بالغ الخصوبة في محاولة لاستعادة حضورة في الثقافة العربية والإسلامية وانتشاله من أزمة الجمود التي يحياها منذ عقود طويلة، كما يحاولون الربط بين تلك المخطوطات والتاريخ العربي والإسلامي من جانب وواقعهم الحالي من جانب أخر، على أمل أن يستلهم الجيل الحالي معاني السمو والرقي والعظمة مما كان عليه الأجداد قديمًا.