هل أيقن الجميع أن الحوار في ليبيا هو الحل؟

Libyan-Dawn-fighters-in-armoured-truck

نفت السلطات الليبية اليوم الأربعاء الخبر الذي نشره موقع العربية نت حول استقالة رئيس الوزراء الليبي “عمر الحاسي” من رئاسة الحكومة الموجودة في العاصمة طرابلس والتابعة للمؤتمر الوطني العام الذي يعتبر السلطة التشريعية الشرعية الوحيدة في البلاد منذ قرار المحكمة العليا بحل البرلمان المجتمع في مدينة طبرق “شرقي البلاد” بسبب بطلان العملية الانتخابية التي جاءت به.

وفي ظل هذا النفي الرسمي لخبر الاستقالة، يرى متابعون للشأن الليبي أن إشاعة استقالة الحاسي هدفت إلى عرقلة الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة بين مختلف الأطراف المتقاتلة في ليبيا، والتي بدأت تتعزز بعد ما يبدو أنه إيقان من قبل كل الأطراف الداخلية والخارجية الفاعلة في المشهد الليبي بصعوبة تسوية الصراعات عبر قوة السلاح.

جهود أممية:

أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن اعتزامها الدعوة إلى جولة جديدة من الحوار السياسي بين الأطراف المعنية في البلاد، وذلك خلال اجتماع يدور اليوم، الأربعاء، في العاصمة الإثيوبية ويهدف إلى إيجاد حل سريع للوضع المتأزم في ليبيا.

وحسب موقع الجزيرة نت سيعقد الحوار الذي دعت له البعثة الأممية يوم 9 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، حيث قالت البعثة إنها تواصلت مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة التوصل إلى إنهاء الأزمة السياسية والأمنية في البلاد من خلال الحوار.

المؤتمر العام يدعو للحوار:

من جهته أكد المؤتمر الوطني العام مجددًا دعمه للحوار الوطني بين الليبيين باعتباره “خيارًا إستراتيجيًا وحيدًا لحل الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد”، وقال المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام “عمر حميدان” إن المؤتمر يعلن عن استعداده لدعم ورعاية الحوار الوطني الليبي برعاية الأمم المتحدة وكافة المنظمات المحلية والإقليمية ذات العلاقة، داعيًا بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للتشاور مع المؤتمر الوطني لعقد اجتماع تحضيري تحدد فيه أسس وعناصر الحوار.

السفير البريطاني يفضل الحوار:

قال السفير البريطاني في ليبيا “مايكل أرون” إنه لا حل عسكري للأزمة فى ليبيا، مشددًا عبر سلسلة تغريدات عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، على أن “جماعة أنصار الشريعة هم الإرهابيون الحقيقيون”، وأن قيادات “عملية الكرامة” و”فجر ليبيا” يضران ليبيا، لكنهما ليسا إرهابيين.

ودعا السفير البريطانى الليبيين للتركيز على ما يوحد الصف وإلى التوقف عن مهاجمة بعضهم البعض “عسكريًا وكلاميًا”، موضحًا أن توحد الجبهتين سيكون لصالح ليبيا وأنه مقتنع تمامًا بأن معظم أعضاء جبهتي فجر ليبيا والكرامة وطنيون، بمن فيهم “صلاح بادي” القيادي في فجر ليبيا واللواء “خليفة حفتر” قائد عملية الكرامة، حتى وإن تسبب أحدهما أو كلاهما فى مجموعة من الأضرار لليبيا.

حكومة طبرق تتفاعل:

وفي المقابل، أعلن رئيس الحكومة الليبية الفاقدة للشرعية في طبرق، “عبد الله الثني”، يوم الإثنين، موافقته مبدئيًت على “الدخول في حوار مع أطراف مناهضة لحكومته برعاية سودانية وفق أسس” دون أن يذكر تلك الأسس، حيث قال في مؤتمر صحفي عقده بمدينة البيضاء (شرقي ليبيا)، ونقله التلفزيون الليبي، إن “الرئيس السوداني عمر البشير عرض استضافة حوار بين ممثلي الأطراف المتقاتلة في ليبيا، وقد أبدت الحكومة موافقتها بشكل مبدئي علي ذلك وفق أسس معينة (لم يحددها)”.

وأوضح الثني أن العرض الذي طرحه الرئيس السوداني جاء بعد “عدة زيارات لدول الجوار جميعها حققت نجاحًا وسارت بشكل جيد”، غير أنه عاد للتهديد باستخدام القوة وطالب “سكان العاصمة طرابلس بالابتعاد عن أماكن تجمع المتطرفين استعدادًا للتعامل معهم بالقوة”، مشيرًا بذلك إلى الهجمات البرية والجوية التي تشنها قوات من الجيش موالية لحكومته بقيادة الجنرال حفتر ضد قوات “فجر ليبيا” التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ أشهر.

وإذ يعتبر حديث الثني عن المبادرة السودانية إيجابيًا في اتجاه التصالح بين الأطراف الليبية المتقاتلة، فإن حديثه عن استمرار العمليات العسكرية يعتبر خطوة إلى الخلف نظرًا إلى أن هذه العمليات كانت تشن دائمًا تحت ذريعة ضرب الميليشيات المتطرفة ثم تستهدف بشكل مباشر قوات فجر ليبيا الموالية للمؤتمر الوطني وقوات أخرى بعضها تابع للجيش الليبي ومعظمها كان ذا دور مفصلي في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو للحوار:

فيما يبدو أنه توجه جماعي نحو الدعوة للحوار، دعا الدكتور “علي الصلابي”، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أطراف الأزمة الليبية بضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار لحل الخلافات وإلى عدم الارتهان للخارج، مضيفًا في اتصال هاتفي مع قناة النبأ، أن “الحل الوحيد للأزمة الليبية يكمن في الحوار وفي جلوس جميع الأطراف إلى الطاولة، بدون الارتهان إلى الخارج”.

وأدان الصلابي الدور الذي تلعبه “دول إقليمية لعرقلة الحوار الليبي الداخلي”، مرحبًا بالدور الجزائري في رعاية الحوار الوطني الليبي، مشيرًا للدور الإيجابي الذي يمكن للجزائر أن تلعبه في حل الأزمة السياسية.