“نيك غريفين”، الزعيم السابق للحزب القومي البريطاني اليميني المتطرف عاد مرة أخرى في زيارة لسوريا، هذه المرة لحضور مؤتمر لمكافحة الإرهاب، بعد زيارته الأولى التي كانت في بعثة تقصي الحقائق.
غريفين، والذي أعلن مؤخرًا إفلاسه، يعود اليوم إلى سوريا في محاولة منه لإظهار أنه وعلى الرغم من مئات الآلاف الذين قُتلوا في سوريا، فإن الحياة في المناطق التي يسيطر عليها الأسد هادئة نسبيًا.
Damascus today. Normal people enjoying normal peaceful lives. In rebel areas they're busy cutting fingers off smokers pic.twitter.com/ne2pjrWE1e
— Nick Griffin (@NickGriffinBU) November 30, 2014
تغريدة على حساب غريفين في تويتر في الـ 30 من نوفمبر الماضي يقول فيها: “دمشق اليوم، الناس يمارسون حياتهم الهادئة، في مناطق المتمردين مشغولون بقطع أصابع المدخنين”
One for the trolls! Me & a Dervish once he stopped whirling. When in Rome ….. pic.twitter.com/2sMSupwsLp
— Nick Griffin (@NickGriffinBU) December 1, 2014
Dervish dancers would be murdered in sight by 'moderate' Islamists #RobertKagan, Hague & rest of neo-cons want to arm pic.twitter.com/Ua5gpwTYuz
— Nick Griffin (@NickGriffinBU) November 30, 2014
فغريفين ليس أول سياسي أوروبي يميني متطرف يلقي ثقله في دعم نظام الأسد، فقد دافع من قبل الزعيم السابق للجبهة الوطنية الفرنسية “جان ماري لوبان” عن حملة الأسد في أعقاب الاحتجاجات التي انطلقت في 2011.
لوبان قال في مقابلة له على الراديو الفرنسي في 2012 “بشار الأسد هو رئيس الحكومة الذي يواجه تمرد سلمي ومسلح،”، مضيفًا: “أنا لا أجد أنه من غير الطبيعي أن تدافع الحكومة السورية عن نفسها”.
“ديفيد ديوك” القومي الأبيض والزعيم السابق لحزب “كو كلوكس كلان” والذي يطلق على نفسه الآن مناهض الصهيونية” كان مؤيدًا بارزًا لحكومة الأسد، قائلاً في وقت مبكر من عام 2005 للتلفزيون السوري: “صراعكم من أجل الحرية هو ذات كفاحنا من أجل الحرية”، مشيرًا إلى حالة الصراع ما بين سوريا وإسرائيل.
وأضاف: يؤلمني أن أخبركم أن جزءًا من بلدي محتل من قبل الصهاينة تمامًا كما هو محتل جزء من أرضكم، مرتفعات الجولان محتلة من قبل الصهاينة”، هكذا قال في حضور المحتشدين الذين هتفوا: “بالروح بالدم نفديك يا بشار”.
البعض يزعم بأن العلاقة بين اليمين المتطرف والأسد تدار بشكل أعمق، وتعود لعقود.
الإثنين الماضي، أفاد رئيس فريق التحقيق في جرائم الحرب النازية “افرايم زوروف” أن “الويس برونر” ربما قد يكون مات في دمشق منذ 4 أعوام بنسبة 99٪”، مضيفًا لإذاعة “بي بي سي” أنه لا يمكن إثبات ذلك بالطب الشرعي، لكننا على يقين بذلك”.
برونر، والذي غالبًا ما كان يشار إليه على أنه اليد اليمنى لـ “أدولف إيخمان” المسؤول عن قتل مئات الآلاف من اليهود في معسكرات الموت النازية، كان وفقًا لزوروف مستشارًا للرئيس السوري السابق “حافظ الأسد” في الأمن والإرهاب و”سوء معاملة الجالية اليهودية السورية”.
ويضيف زوروف: “كان برونر سيء السمعة معاديًا للسامية ومتعصب للنازية”.
المقابلة الوحيدة المعروفة عن برونر كانت مع مجلة إخبارية ألمانية من عام 1985، والتي سُئل فيها إذا ما كان نادمًا ليقول: “أسفي الوحيد أني لم أقتل المزيد من اليهود”.
مزيد من الصلات تظهر مع الوقت على أن برونر كان على قيد الحياة مع بدء الثورة في سوريا؛ مما حفز وصول دعم اليمين المتطرف الأوروبي إلى الأسد.
واحدة من أبرز التجمعات الأوروبية اليمينية المتطرفة المؤيدة للأسد هي “الجبهة الأوروبية للتضامن مع سوريا”، وهو تحالف من النشطاء الذي ينظمون الوفود لدعم نظام الأسد.
الجبهة قالت في بيان لها من عام 2013 إن “جبهة التضامن الأوروبية مفتوحة لجميع أولئك الذي يحبون سوريا، ويدعمون التضامن مع الرئيس الأسد والشعب والجيش السوري”.
وأضاف البيان “إن المؤسسين الرئيسيين لهذا المشروع هم من إيطاليا واليونان وقبرص وبلجيكا وهولندا وفنلندا وإسبانيا، إلا أنه سرعان ما وجدنا دعمًا حماسيًا من المزيد من عناصر الميليشيات في بولندا وفرنسا والتشيك ورومانيا وإيرلندا وصربيا وبريطانيا وإسكتلندا ومالطا وأوكرانيا والدنمارك والسويد وكندا والأرجنتين”.
ومن بين الداعمين مجموعة تدعى “كيس باوند”، وهو منظمة إيطالية فاشية شابة، والتي عقدت مؤتمرًا خاصًا بها في إيطاليا وأصبحت سيئة السمعة منذ هاجمت المهاجرين واليساريين في البلاد.
في سبتمبر 2013 سافر وفد إيطالي من “الجبهة الأوروبية للتضامن مع سوريا” إلى سوريا لـ “دعم الحكومة الشرعية لبشار الأسد والشعب السوري”، حيث عقدوا اجتماعًا مع رئيس الوزراء السوري ونائب وزير الخارجية وأعضاء الحزب القومي الاجتماعي السوري.
مؤيد آخر من “الجبهة الأوروبية للتضامن مع سوريا” هو حزب الولادة الجديدة القومي في بولندا سيء السمعة، الذين هاجموا اليهود والغجر والمثليين في بولندا وطبعوا على شعار حملة لهم: “الفاشية؟ نحن أسوأ”.
ولعل أبرز الداعمين للأسد من اليمين المتطرف في اليونان هم النازيون الجدد، “الليل الأسود” والذي قال عنهم إنهم يقاتلون إلى جانب الجيش السوري وحزب الله اللبناني.
وبالنسبة لـ “الليل الأسود” فإن القتال ضد أعداء الأسد، الذين يرونه “أسد سوريا”، هو قتال ضد حكومة الاحتلال الصهويني، في تمثيل لنظرية المعاداة للسامية التي يعتقدون من خلالها أن اليهودي يسيطرون على اليونان والعديد من البلدان الأخرى.
وتقول “الليل الأسود” في مقابلة مع صحيفة يونانية: “ندعو كل هؤلاء الناس بعقول مفتوحة لدعم القوى الوطنية السورية بكل الوسائل، والفهم بأن عليهم إعداد أنفسهم للعاصفة القادمة بسرعة تجاههم من خطط حكومة الاحتلال الصهيوني”.
وحسب “ليلى شرومز” وهي ناشطة أناركية ومؤسسة مشاركة في مدونة تركز على “النضال ضد الاستبدادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا”، فإن دعم اليمين المتطرف للأسد يتوقف على العديد من العوامل:
- مناهضة الإمبريالية، والمشاعر المناهضة للعولمة، إذ إنهم يشعرون بأن الأسد يحمي الدولة السورية ضد الإمبريالية الأمريكية.
- الإسلاموفوبيا، إذ إنهم يعتقد أن نظام الأسد يحارب المتطرفين
- معاداة السامية، والتي يعتقد أن نظام الأسد يعمل على مقاومة إسرائيل.
وتضيف شرومز بأن الأسد يُنظر إليه من قبل اليمين المتطرف على أنه الحصن ضد العولمة والليبيرالية والتعددية الثقافية.
قناة أخرى على اليوتيوب يمينية متطرفة تدعى “آيرون مارش” تصف بشار الأسد بأنه “المخلص من الجنس الأبيض”.
وحسب المدونة ذاتها، فإن “سيرج أيوب” الزعيم السابق لحزب الطرف الثالث – الفاشيين الجدد – عندما سُئل في فبراير 2013 عن دعم النظام السوري أجاب أنه “من الواجب دعم قضيتهم”.
وأضاف: “سوريا هي أمة، وطن، بلد اشتراكي ذو سيادة وطنية، إنهم يقاتلون من أجل العلمانية، حيث إن سوريا تخضع لهجوم من قبل الإمبريالية الأمريكية والعولمة والسلفية والمرتزقة القطرية والسعودية، التي غرضها تدمير الدولة”.
وعلى الرغم من أن “الليل الأسود” اليميني المتطرف عبّر عن تضامنه مع الأسد ومعارضته للصهيونية، إلا أنهم في الوقت ذاته هاجموا اللاجئين السوريين في اليونان.
كما أن الحكومة السورية على الرغم من أنها حاولت أن تنأى بنفسها من زيارة نيك غريفن الأخيرة، إلا أنها تستمر في الحفاظ على قاعدة جماهيرية قوية في اليمين المتطرف من أوروبا.
المصدر: ميدل إيست آي