ترجمة حفصة جودة
وفقًا لمارك زوكربيرغ، فإن “ميتافيرس” – الذي يصفه مؤسس ميتا بأنه إنترنت مجسم حيث لا تستعرض المحتوى فيه فقط بل تكون بداخله – سيغير حياتي بشكل جذري.
حتى الآن، فمنتج ميتا الرئيسي “ميتافيرس” عبارة عن ملعب واقع افتراضي يُسمى “Horizon Worlds” (الأكوان الأفقية)، عندما أعلن زوكربيرغ عن ترويج شركته لميتافيرس في أكتوبر/تشرين الأول 2021، كان الرأي السائد حينها أنه شيء لم يطلبه أحد ولا يرغب فيه أحد.
والعديد منا يتساءل ما الذي قد يفعله الناس بالضبط في هذا العالم الإلكتروني الجديد؟ في الأسبوع الماضي وسط إعلانات عن أجهزة وبرامج جديدة وصفقات تجارية، قدم زوكربيرغ الإجابة: ما سيفعله الناس في “ميتافيرس” هو العمل.
لكن لمن هذا؟ ما تداعيات استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة في مكان العمل؟ وهل ستكون وردية مثل وعود ميتا؟
مستقبل العمل؟
كان الخبر الرئيسي في حدث “Meta Connect” الأسبوع الماضي، الإعلان عن سماعات “Quest Pro” للواقع الافتراضي والمعزز، تبلغ تكلفة المنتج 1499 دولارًا أمريكيًا، ويمتلك المنتج مميزات جديدة من بينها القدرة على تعقب عين المستخدم ووجهه، ستسمح هذه السماعات أيضًا باستخدام الكاميرا الأمامية ليرى المستخدمون العالم الحقيقي من حولهم مع بعض المميزات الرقمية الإضافية.
بالنسبة لميتا، فإن مشروعها قد يحظى بالمصداقية بشراكتها مع مايكروسوفت التي تحظى بتاريخ طويل موثوق في مجال برامج الأعمال
كشف عرض ميتا عن استخدام تلك الميزة في العمل، فقد صور مستخدمًا يجلس بين العديد من الشاشات الافتراضية الضخمة الذي سُمي سابقًا بـ”المكتب اللانهائي”، وكما قال الرئيس التقني لشركة ميتا أندرو بوسورث: “في النهاية، نعتقد أن “Quest” سيكون الشاشة الوحيدة التي تحتاج إليها”.
أعلنت ميتا أيضًا أنها تعمل مع مايكروسوفت لإتاحة نسخ افتراضية من برامج العمل مثل “Office” و”Teams”، سيُدمج ذلك في منصة المكتب الافتراضي “Horizon Workrooms” التي سخر منها الناس على نطاق واسع بسبب رسومها منخفضة الجودة والمجسمات العائمة بلا أرجل.
منهجية مايكروسوفت
قد تقدم هذه الشراكة فوائد بارزة لكلتا الشركتين، لم يكن لسماعات مايكروسوفت ذات الواقع المختلط “HoloLens” سوى انتشار محدود، فشركة ميتا تهيمن على سوق الواقع المعزز والافتراضي، لذا من المنطقي أن تحاول مايكروسوفت الاستفادة من جهود ميتا.
بالنسبة لميتا، فإن مشروعها قد يحظى بالمصداقية بشراكتها مع مايكروسوفت التي تحظى بتاريخ طويل موثوق في مجال برامج الأعمال، والشراكة مع الشركات التكنولوجية الأخرى وغيرها طريق كبير تسلكه “ميتا” سعيًا وراء تحقيق طموحها في “ميتافيرس”.
تمثل مايكروسوفت أيضًا طريقةً بديلةً لتحقيق نجاح المنتج، فبينما حققت عقود من جهود بيع تكنولوجيا الواقع الافتراضي للمستهلكين نجاحًا محدودًا، أصبحت مايكروسوفت اسمًا مألوفًا في البيع للشركات والمشروعات الأخرى.
بالتركيز على سوق المشروعات، يمكن للشركات أن تطبع التكنولوجيا الناشئة في المجتمع، ربما لا تكون أشياء يرغب المستهلكون في استخدامها، لكنها أشياء يُجبر العاملون على استخدامها.
تحسين برامج “bossware”
يتصور مناصرو العمل باستخدام “ميتافيرس” مستقبلًا تندمج فيه تقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز دون احتكاك في حياتنا العملية، بما يجلب الازدهار والكفاءة، إلا أن هناك عددًا من المخاوف.
فمثلًا، تهدد تقنيات مثل الواقع لافتراضي والواقع المعزز تأسيس أشكال جديدة من برامج مراقبة العاملين والتحكم فيهم، فقد أدى العمل عن بعد في أثناء جائحة كوفيد-19 إلى ازدهار برامج “bossware” لأصحاب العمل من أجل مراقبة كل خطوة يتخذها موظفوهم عن بُعد.
وتقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز – التي تعتمد على التقاط ومعالجة كمية هائلة من البيانات عن المستخدمين والبيئة التي يعملون بها – قد تعزز هذه الآلية.
تقول شركة “ميتا” إن هذه البيانات ستظل على الجهاز، ومع ذلك أظهر بحث حديث تطبيقات خارجية في “Quest” يمكنها الوصول للبيانات واستخدامها أكثر مما تحتاج إليه.
الخصوصية والأمان
يتعلم المبرمجون ويقلقون بشأن عواقب الخصوصية والأمان لأجهزة ومنصات الواقع الافتراضي والمعزز، في الإعدادات التجريبية، تُستخدم بيانات الواقع الافتراضي لتعقب وقياس المعلومات الحيوية للمستخدمين بدرجة عالية من الدقة، كما استُخدمت بيانات الواقع الافتراضي أيضًا لقياس أشياء مثل الانتباه.
دخول “Microsoft’s 365” إلى مجال الواقع الافتراضي سيقدم المزيد من البيانات الجديدة لتحليلها لوصف عاداتك في العمل
في المستقبل، عندما يصبح العمل باستخدام تقنيات “ميتافيرس” فلن يكون من الصعب أن نتخيل أشياء مثل استخدام بيانات تتبع النظر لتحديد نتائج الترقية التالية، أو تخيل مساحات العمل حيث تُبرمج للتخلص من أنشطة معينة، مثل أي شيء غير منتج أو أشياء مثل تنظيم النقابات.
تراقب منصة “Microsoft’s 365” بالفعل أشياء مماثلة عن عمليات العمل الرقمية، لذا فدخول “Microsoft’s 365” إلى مجال الواقع الافتراضي سيقدم المزيد من البيانات الجديدة لتحليلها لوصف عاداتك في العمل.
قد يسبب تعديل المحتوى والسلوك في المساحات الافتراضية مشكلةً أيضًا، فقد يؤدي إلى التمييز والظلم، فلم تقدم ميتا إلا القليل من الحماية الحقيقية لمستخدميها وسط تزايد دعاوى الإساءات.
في بداية هذا العام، وجد تقرير لمجموعة “SumOfUs” للدفاع عن المستهلك، أن العديد من المستخدمين في “Horizon Worlds” قد تم تشجيعهم لإغلاق خصائص الأمان مثل “فقاعات الأمان الشخصي” من مستخدمين آخرين.
قد يبدو استخدام خصائص الأمان الشخصي في مكان العمل كفعل غير اجتماعي أو أنك لست جزءًا من الفريق، وسيكون لذلك تأثيرات سلبية على الموظفين المهمشين بالفعل.
المصدر: ذي كونفرسايشن