ترجمة وتحرير: نون بوست
خلال أربع سنوات فقط يتجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة، ومجددًا لا يتضح الفائز مباشرة.
في وقت مبكر من يوم الأربعاء؛ أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية تقدمًا طفيفًا لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وحلفائه القوميين والدينيين، لكن الحصيلة النهائية قد تتغير مع الفرز الرسمي.
وبينت النتائج أنه هناك بالفعل حديث عن حزب قومي عربي صغير قد يقلب النتائج، مما يترك نتنياهو وخصومه منقسمين بالتساوي في الكنيست أو البرلمان الإسرائيلي، ومؤديًا إلى انتخابات جديدة في أوائل السنة المقبلة. وفي الوقت نفسه؛ من المتوقع أن يتحول فصيل يهودي قومي متطرف إلى ثالث أكبر حزب في الكنيست، مكتسبًا نفوذاً غير مسبوق في حكومة نتنياهو، وذلك فقط إذا أمكن تشكيلها. فيما يلي نظرة على نتائج الانتخابات
ما هي نتائج الانتخابات الإسرائيلية؟
سيتم نشر النتائج الرسمية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لكن تشير استطلاعات الرأي التي أجرتها القنوات التلفزيونية الإسرائيلية الرئيسية الثلاث إلى توقعات بفوز نتنياهو وحلفائه بـ 61 إلى 62 مقعدًا في الكنيست المؤلف من 120 عضوًا، وهو فقط ما يكفي لتشكيل الحكومة. وفي المقابل؛ هناك مجموعة من الأحزاب من مختلف الأطياف السياسية بقيادة رئيس الوزراء المؤقت يائير لابيد الذي يتبنى سياسة معتدلة، ويتوقع حصولهم على بـ 54 مقعدًا.
وبحسب ما ورد؛ اقترب حزب وطني عربي صغير، وهو التجمع الوطني الديمقراطي، من الحد الأدنى الانتخابي البالغ 3.25 بالمئة من الأصوات، وإذا استطاع تجاوزه فسيحصل على أربعة مقاعد مما يمحو تفوق نتنياهو، وفي حال فشله ستضيع هذه الأصوات مما يعزز فريق نتنياهو.
ولم يسبق أن فاز أي حزب سياسي بأغلبية مطلقة في إسرائيل، مما يدفع الأحزاب الأكبر مثل الليكود بزعامة نتنياهو إلى تشكيل تحالفات الأغلبية مع التحالفات الأصغر، والذي قد يستغرق أسابيع من المفاوضات، ولا يمكن أن تبدأ هذه العملية إلا بعد ظهور النتائج الرسمية.
ما هي المشكلة الرئيسية في انتخابات “إسرائيل”؟
مثل الانتخابات الأربعة السابقة التي تعود إلى سنة 2019؛ تركزت هذه الانتخابات بشكل كبير على نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد خطيرة وهو صاحب نهج استقطابي شديد.
وكان نتنياهو صاحب أطول مدة كرئيس وزراء “إسرائيل”؛ حيث شغل المنصب لمدة 12 سنة متتالية، بعد ثلاث سنوات أولية في التسعينيات، قبل أن يطيح به ائتلاف واسع ولكن هش في السنة الماضية.
وينظر إليه أنصاره على أنه بطل لليمين القومي الإسرائيلي ورجل دولة بارع بالإضافة إلى الضحية التي تواجه الهجوم المستمر من المعارضين السياسيين في القضاء الإسرائيلي وجهات إنفاذ القانون ووسائل الإعلام. وعلى الجانب الآخر؛ ينظر إليه منتقدوه على أنه محتال يهدد المؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية من خلال وضع مشاكله القانونية فوق المصلحة الوطنية.
وأدى التركيز على نتنياهو إلى إهمال الصراع الإسرائيلي المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين ليصبح آخر أولويات الانتخابات الأخيرة، حتى مع تصاعد العنف بشكل مطرد وتزايد شعبية المتشددين من كلا الجانبين.
من هم سياسيو اليمين المتطرف الذين يكتسبون نفوذًا في “إسرائيل”؟
الفائز الوحيد الواضح من الانتخابات حتى الآن هو إيتمار بن غفير، وهو سياسي يميني متطرف انتقل من حافة القومية المتطرفة في “إسرائيل” إلى التيار الرئيسي مع اتجاه “إسرائيل” إلى اليمين السياسي على مدى العقدين الماضيين، ويقود فصيله الصهيوني الديني شخصية يمينية متطرفة أخرى هي بتسلإيل سموتريش، ومن المتوقع فوز الفصيل بـ 14 إلى 15 مقعدًا ليصعد إلى مرتبة ثالث أكبر حزب في الكنيست. وإذا شكل نتنياهو حكومة، فمن المتوقع أن يطلب بن غفير منصبًا وزاريًا ليصبح المسؤول عن الشرطة.
وبن غفير هو تلميذ الحاخام مائير كاهانا، وهو حاخام عنصري مناهض للعرب دعا إلى الترحيل الجماعي للفلسطينيين وتجريد العرب من الجنسية الإسرائيلية، وتم حظر حزبه “كاخ” في “إسرائيل” كذلك حُظِر كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة، وفي النهاية قُتِل كاهانا بالرصاص في سنة 1990.
وبن غفير الذي أدين بالتحريض ودعم الإرهاب منذ سنوات، ومثل متطرفين يهود يواجهون اتهامات مماثلة، كان حريصًا على أن ينأى بنفسه علنًا عن معتقدات كهانا شديدة التطرف، لكنه ما زال يدعو إلى ترحيل المشرعين العرب، وإصدار أحكام الإعدام على من يتم إدانتهم بالإرهاب، بالإضافة إلى الدعوة لحصانة أكبر لقوات الأمن الإسرائيلية التي تقاتل الفلسطينيين.
ويظهر بن غفير أيضًا بشكل متكرر واستفزازي في المناطق التي تتصاعد فيها التوترات الإسرائيلية الفلسطينية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفاقمها أمام كاميرات التلفزيون، وكان قد لوح الشهر الماضي بمسدس في حي متوتر بالقدس المحتلة بينما كان يصيح في الشرطة لإطلاق النار على فلسطينيين يلقون الحجارة.
كيف ستبدو حكومة يقودها نتنياهو؟
وإذا صدقت استطلاعات الرأي وتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة مع حلفائه، فسيكون التحالف اليميني الأكثر تطرفًا في تاريخ “إسرائيل”، وستنعدم فرصة أي مفاوضات سلام مع الفلسطينيين، والتي سبق أن انهارت بعد فترة وجيزة من وصول نتنياهو إلى رئاسة الوزراء في سنة 2009، كما قد يؤدي ذلك إلى تصعيد التوترات مع إدارة بايدن التي تدعم حل الدولتين، وكذلك مع حلفاء “إسرائيل” في الولايات المتحدة، ولا سيما الجالية اليهودية الأمريكية التي تميل أكثر إلى الليبرالية.
ويمكن لحكومة بقيادة نتنياهو أن تسن تعديلات من شأنها أن تخفي مشاكله القانونية، ويزعم النقاد أن ذلك سيقوض ديمقراطية “إسرائيل” وسيادة القانون. بالرغم من سعى أنصار نتنياهو إلى تهدئة مثل هذه المخاوف؛ قائلين إن أي تغييرات في القانون لن تنطبق في حالته وأنه يستطيع كبح جماح شركاء تحالفه الأكثر تطرفًا مثل بن غفير، لكن قد يصعب ذلك إذا شكلت الصهيونية الدينية ربع مقاعد الائتلاف في البرلمان كما تتوقع استطلاعات الرأي.
وإذا فشل نتنياهو في تشكيل حكومة ، فمن المرجح أن تتجه إسرائيل إلى الانتخابات مرة أخرى في مارس مما يمنحه فرصة أخرى للعودة إلى السلطة.
المصدر: واشنطن بوست