اختتمت السبت فعاليات معرض “موصياد إكسبو 19” لعام 2022، الذي فتح أبوابه للزائرين الأربعاء، بمشاركة وفود ورجال أعمال من 124 دولة، حيث نظمت جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية “موصياد” المعرض على مساحة تبلغ 25 ألف متر مربع، في مركز معارض “توياب” بالشطر الأوروبي لمدينة إسطنبول.
انطلق المعرض بعد أيام قليلة من إعلان حزب العدالة والتنمية الحاكم رؤيته التي تحمل اسم “قرن تركيا“، التي بدورها ستحدد ملامح تركيا خلال الأعوام المئة القادمة، وتحجز لها مكانًا بين نادي العشر الأوائل عالميًا في جميع المجالات: العسكرية والعلمية والسياسية، بالإضافة أيضًا إلى الاقتصادية والتجارية.
وفي السياق ذاته، قال رئيس الجمعية محمود أصملي، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لفعاليات المعرض: “موصياد تعمل بشكل كبير في 165 فرعًا لها داخل تركيا وخارجها، بشبكة علاقات واسعة”، مضيفًا “تركيا تهدف حسب خطة الرئيس رجب طيب أردوغان، للوصول إلى حجم تصدير يبلغ 300 مليار دولار العام المقبل، وبالتالي فإن موصياد تسعى إلى أن تكون حلقة مهمة في هذا الصدد”.
الهدف 5 مليارات دولار
طوال الأعوام الـ32 التي تلت تأسيسها في إسطنبول على يد رجال أعمال أتراك ذوي توجه إسلامي ويؤمنون بقدرات تركيا الاقتصادية وضرورة انفتاحها على السوق العالمي، لم تعمل موصياد على زيادة حجم أعمالها وتوسيعها خارج تركيا فحسب، بل عملت مع الحكومات التركية المتعاقبة، لا سيما حكومات العدالة والتنمية التي تتربع على عرش السلطة في البلاد منذ أكثر من عقدين، للنهوض بالصادرات التركية والوصول بها إلى أرقام قياسية لم تسجل من قبل، كان آخرها تجاوز حجم الصادرات حاجز الـ250 مليار دولار في الـ12 شهرًا الأخيرة، ووصولها إلى أكثر من 200 وجهة حول العالم.
ودعمًا لجهود الرئيس التركي بالوصول لصادرات بقيمة 300 مليار دولار في عام الجمهورية المئة الذي يصادف العام المقبل 2023، أعلنت الجمعية قبيل افتتاح معرضها أنها تستعد للتعريف بـ”مكتب دعم الاستثمار الدولي” (MÜSİAD Invest) و”مكتب التجارة”، على هامش معرض “موصياد إكسبو 2022”.
فيما توقع مسؤولو “موصياد” أن يخرج المعرض، الذي استمر لمدة 4 أيام، بحجم أعمال تجارية يبلغ 5 مليارات دولار، وأعلن أصملي أن “2022 هو عام الاستثمار، بما يتماشى مع أهداف تركيا لعام 2023، ستوفر الموصياد قيمة مضافة للاقتصاد التركي على مدار العام، لتسريع عملية التوظيف، وسنوقع مشاريع مهمة من شأنها زيادة حجم الإنتاج والاستثمار”.
وفي إشارة إلى أنهم يمتلكون منظمة عالمية حيث سينفتحون على أسواق جديدة ويقيمون تعاونًا ديناميكيًا في مثلث الإنتاج والاستثمار والتصدير، قال أصملي: “نهدف إلى إنشاء اتصال تجاري يقارب 5 مليارات دولار بالتعاون والاستثمار، هذه هي التوقعات التي يتعين تحقيقها في إطار موصياد إكسبو”.
“دبلوماسية التجارة”
في أثناء الترويج للمعرض في وقت سابق، أوضح أصملي أن معرض “موصياد إكسبو 2022” سيضفي ديناميكية على التجارة الإقليمية من خلال إقامة علاقات مع وفود الدول المشاركة، وأضاف قائلًا: “موصياد إكسبو سيشكل نقطة التقاء للوفود الصناعية والتجارية ورجال الأعمال القادمين من مختلف دول العالم”.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، عاد أصملي ووصف حدث “موصياد إكسبو 2022” بأنه “قلب الدبلوماسية التجارية”، وأكد أن “موصياد إكسبو سيشكل نقطة التقاء للوفود الصناعية والتجارية ورجال الأعمال القادمين من مختلف دول العالم”.
وتابع أصملي “هناك مشاركة كبيرة من أوروبا وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وستأخذ وفود أذربيجان وروسيا وقطر والسعودية والمغرب وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان وإيران والجزائر مكانها في المعرض الذي يعد مركزًا للتجارة العالمية”.
والحقيقة، أنه جرى التخطيط بعناية للمعرض في نسخته الـ19 التي شارك الرئيس رجب طيب أردوغان في فعالياتها الجمعة، وحضر حفل افتتاحه كل من وزير الخزانة والمالية نور الدين نباتي والتجارة محمد موش، إلى جانب مسؤولين ورجال أعمال وصناع أتراك.
فعاليات متنوعة
على هامش المعرض الذي تنظمه كل عامين جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية “موصياد MÜSİAD”، انعقد منتدى الأعمال الدولي هذا العام تحت شعار “الأمن الغذائي والحفاظ على الأجيال”، إذ نوقشت “العناصر التي تهدد الأمن الغذائي وموثوقية الأغذية وتأثيراتها على البشر”، كما عُقدت جلسات نقاشية بشأن “أهمية الغذاء الحلال والنظيف في الحفاظ على الأجيال”، إلى جانب طرح حلول للمشكلات المتعلقة بالأمن الغذائي.
وفي أروقة معرض “موصياد إكسبو”، عُرضت، إلى جانب منتجات الشركات المشاركة من 24 قطاعًا مختلفًا، مختلف منتجات الصناعات الدفاعية المحلية وفي مقدمتها الطائرة المسيرة “بيرقدار تي بي 2” والمركبة الطائرة “جزري”.
ولأول مرة في تاريخ المعرض، استضافت نسخة هذا العام قمة لسفراء مجموعة الدول الثمانية الإسلامية النامية “D 8” (مصر، نيجيريا، باكستان، إيران، إندونيسيا، ماليزيا، تركيا، بنغلاديش)، وفقًا لما نقلته وكالة الأناضول، التي شاركت في المعرض بوصفها شريكًا إعلاميًا.
2022: عام الاستثمار والعزيمة
وعن نجاعة المبادرات التي قامت وتقوم بها الجمعية لرفع أرقام الاستثمارات في تركيا خلال العام الحاليّ 2022، أشار رئيس مكتب دعم الاستثمار محمد علي أوزاكان إلى أن مكتبهم سيقدم خدمة استشارات شاملة عبر بنية تحتية تكنولوجية قوية، ولفت إلى أن المشروع الذي تم التعريف به في “موصياد إكسبو”، لقي اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين الدوليين.
بدوره قال رئيس مكتب التجارة الذي أطلقته موصياد، عبد الله بوزأطلي، إن هذا المشروع يهدف إلى المساهمة في صعود ماركات عالمية جديدة، من مختلف أرجاء منطقة الأناضول، ونوه أن المكتب سيسهم في زيادة أرقام صادرات مدن الأناضول، وسيكون مرشدًا لرجال الأعمال الراغبين في الانفتاح على الأسواق الدولية.
من جهته، قال أصملي: “هذا العام (2022) عام استثمار كبير جدًا، وعام تقوية العزيمة”، مشددًا على أن تركيا ستكون “مركزًا عالميًا للتجارة عام 2023″، وأفاد أيضًا بأن “إجمالي استثمارات رجال الأعمال في “الموصياد” في 2021 بلغ 25 مليار ليرة تركية، ما يعني أننا نستطيع أن نخطو خطوات قوية للمستقبل”.
وعن مساهمة جمعية “الموصياد” في التنمية الإقليمية، ذكر أصملي أنهم طرحوا خطة إستراتيجية من 7 بنود في سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث تم شمل مشاريع مكتب الموصياد التجاري ومكتب ارتباط رجال الأعمال العرب ضمن نطاق هذه الأهداف، مشيرًا إلى أن هذه المكاتب التجارية ستساهم بشكل كبير في التنمية الإقليمية.