ترجمة وتحرير نون بوست
هناك مخاوف متزايدة من مراقبة المندوبين في محادثات قمة المناخ بمصر “Cop27″، حيث يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن التطبيق الرسمي للمحادثات يتطلب الوصول إلى موقع المستخدم وصوره الخاصة وحتى رسائل البريد الإلكتروني.
هذا مع وجود أكثر من 25 ألف رئيس دولة ودبلوماسيين ومفاوضين وصحفيين ونشطاء من جميع أنحاء العالم يجتمعون في قمة المناخ التي بدأت يوم الأحد في شرم الشيخ، ما أثار مخاوف من قدرة النظام الاستبدادي في مصر على استخدام المنصة الرسمية الخاصة بحدث الأمم المحتدة لتتبع ومضايقة الحضور والأصوات المحلية الناقدة.
حُمل تطبيق المناخ الرسمي أكثر من 5 آلاف مرة حتى الآن، وهذا التطبيق يتطلب أذونات شاملة من المستخدم قبل تثبيته، مثل قدرة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية على رؤية رسائل البريد الإلكتروني وتصفح الصور وتحديد موقع المستخدم وفقًا لأحد الخبراء.
هذه البيانات قد يستخدمها نظام عبد الفتاح السيسي لقمع المعارضة في البلاد التي تضم بالفعل 65 ألف مسجون سياسي، كانت مصر قد قامت بالفعل باعتقالات جماعية لأفراد متهمين بالتظاهر قبل قمة المناخ وتسعى إلى فحص وعزل أي نشطاء بالقرب من المحادثات التي تشهد محاولة الحكومات للتوصل إلى اتفاق بشأن التعامل مع أزمة المناخ.
تقول جيني جيبهارت مديرة المناصرة بمنظمة “Electronic Frontier Foundation”: “إنه وصف بسيط لمدى سوء التطبيق، أكبر خطر هو عدد الأذونات المطلوبة التي تعد غير ضرورية لتشغيل التطبيق، ما يوحي بمحاولتهم مراقبة الحضور”.
السلطات لم تتحدث عما ستفعله بتلك البيانات، وهم قادرون على جمع قدر ضخم من البيانات بهذا التطبيق من جميع مستخدميه
“لن يرغب شخص عاقل في الموافقة على التعرض للمراقبة من دولة ما، أو أن يقرأ أحد رسائله الإلكترونية، لكن الكثير من الناس يوافقون على الأذونات دون قراءتها أو التفكير فيها”.
أضافت جيبهارت “لا أستطيع أن أجد سببًا واحدًا معقولًا للحاجة إلى هذه الأذونات، وكيفية استخدام تلك المعلومات يثير الكثير من المخاوف المحتملة، قد يكون له تأثير بإسكات الناس عندما يدركون أنهم خاضعون للمراقبة بتلك الطريقة، إنه تأثير مخيف”.
قال حسين بيومي من منظمة العفو الدولية، إن العاملين في مجال التكنولوجيا للمنظمات الحقوقية فحصوا التطبيق وأثاروا عددًا من المخاوف قبل القمة، فالتطبيق يستطيع الوصول إلى كاميرا المستخدم والميكروفون والبلوتوث والموقع بالإضافة إلى إقران تطبيقين مختلفين.
يضيف بيومي “من الممكن استخدامه في المراقبة، المشكلات التي وجدوها تتعلق أولًا بالأذونات المطلوبة، إذا سُمح بها، فإنها تسمح باستخدام التطبيق لمراقبتك، فهو يجمع البيانات ويرسلها إلى خادمين أحدهما في مصر، والسلطات لم تتحدث عما ستفعله بتلك البيانات، وهم قادرون على جمع قدر ضخم من البيانات بهذا التطبيق من جميع مستخدميه”.
قال عمرو مجدي من هيومن رايتس ووتش إن منظمته قيّمت التطبيق ووجدت أنه يفتح الباب أمام سوء الاستخدام، وأضاف مجدي أن المؤتمرات مثل “Cop27” فرصة ممتازة من المنظور الأمني لجمع المعلومات بما في ذلك المعلومات الخاصة بنشطاء معينيين يرغبون في أن يعرفوا المزيد عنهم.
حظرت الحكومة المصرية الوصول إلى أكثر من 500 موقع إلكتروني بينهم الموقع الإخباري الوحيد المستقل بالبلاد “مدى مصر”
أعرب نشطاء حقوقيون في مصر عن قلقهم بشأن تطبيق “Cop27” فور إتاحته، فقد قال حسام بهجت رئيس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية: “يمكنك الآن تحميل تطبيق “Cop27″ الرسمي على هاتفك، لكن يجب أن تقدم اسمك بالكامل وعنوان بريدك الإلكتروني ورقم هاتفك وجنسيتك ورقم جواز سفرك، ويجب أن تسمح لهم بتتبع موقعك، بعد ذلك سيكون أول ما تراه صورة للسيسي”.
أضاف بهجت لقطة شاشة لشروط وأحكام التطبيق التي تقول: “يحتفظ تطبيقنا بالحق في الوصول إلى حسابات العملاء لأغراض تقنية وإدارية ولأسباب أمنية”.
تأتي المراقبة الرقمية للحاضرين في المؤتمر على قمة بنية تحتية متطورة للغاية لوسائل مراقبة المواطنين المصريين، التي يعززها بشكل كبير مخاوف المسؤولين في مصر من قوة وسائل التواصل الرقمية وعلاقتها بثورة 2011 الشعبية.
يتضمن ذلك تكنولوجيا الفحص العميق للحزم مقدمة من شركة أمريكية في 2013، التي تسمح للسلطات بمراقبة حركة الويب التي تمر عبر الشبكة، حظرت الحكومة المصرية الوصول إلى أكثر من 500 موقع إلكتروني بينهم الموقع الإخباري الوحيد المستقل بالبلاد “مدى مصر” باستخدام تكنولوجيا قدمتها شركة “Sandvine” الكندية.
أما المراقبة من خلال كبريات شركات الاتصالات مثل فودافون، فتسمح للسلطات المصرية بالوصول المباشر إلى جميع المكالمات الهاتفية للمستخدمين والرسائل النصية والمعلومات، قال أحد حضور المؤتمر إن فوادفون توزع خطوط هاتف مجانية على حضور المؤتمر فور وصولهم مطار شرم الشيخ.
تعرض النشطاء الحقوقيون وأفراد المجتمع المدني المصري المنتقدون للحكومة إلى المراقبة المستهدفة لسنوات من السلطات المصرية، ما يثير مخاوف بشأن المخاطر التي قد يتعرض لها النشطاء المشهورون في قمة المناخ
يقول بيومي: “هذا التطبيق حقًا جزء من بنية مراقبة أوسع في مصر، إنه يأتي من دولة تقوم بالمراقبة الجماعية لمواطنيها دون علمهم، من المنطقي بالطبع أن يُستخدم تطبيق الحكومة المصرية للمراقبة وجمع البيانات وأهداف غير مرتبطة بقمة المناخ، إنه أمر محزن لكنه متوقع من مصر”.
تعرض النشطاء الحقوقيون وأفراد المجتمع المدني المصري المنتقدون للحكومة إلى المراقبة المستهدفة لسنوات من السلطات المصرية، ما يثير مخاوف بشأن المخاطر التي قد يتعرض لها النشطاء المشهورون في قمة المناخ.
حددت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومختبر البرامج “Citizen Lab” حملة مستمرة ومتصيدة ضد المجتمع المدني المصري في 2017 استهدفت منظمات عاملة في قضايا حقوق الإنسان والحريات السياسية والجندر، بالإضافة إلى استهداف الأفراد مثل المحامين والصحفيين والنشطاء، بعد 4 سنوات حددت “Citizen Lab” محاولات اختراق حديثة لهاتف معارض مصري بارز سابق يعيش خارج البلاد.
تباهى محافظ جنوب سيناء خالد فودة مؤخرًا أمام قناة تليفزيونية محلية بمستوى المراقبة في “Cop27” بما في ذلك كاميرات في مؤخرة كل سيارة أجرة تنقل الصور إلى مرصد أمني محلي، قال مجدي معلقًا على ذلك “فكرة السيسي بشأن الأمن أن يكون تجسسًا جماعيًا على كل شخص”.
المصدر: الغارديان