تسير الأمور في شرم الشيخ عكس ما كان يأمله النظام المصري، فقمة المناخ (كوب27) التي تحتضنها مدينة السلام المصرية (هكذا تلقب شرم الشيخ) وكانت السلطات الحاكمة تعول عليها في تقديم صورة مشرقة للنظام وترميم الشروخات التي تسببت بها الانتهاكات الممارسة طيلة السنوات الماضية، تحولت في النهاية إلى ساحة عالمية لـ”كشف المستور” وتأكيد الانتقادات التي تعرض لها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبينما كانت كاميرات الإعلام المصري داخل قاعة الاجتماعات الكبرى تنقل وقائع جلسات القمة، كانت كاميرات التليفزيونات والصحف العالمية في قاعة صغيرة مجاورة، لنقل المؤتمر الذي عقدته الأمم المتحدة لـ”سناء سيف” شقيقة الناشط السياسي المعتقل في سجون النظام المصري علاء عبد الفتاح.
وخلال المؤتمر تدخل البرلماني المصري عمرو درويش (عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين الداعمة للنظام) وهاجم شقيقة الناشط المعتقل، واتهمها بالهجوم على مصر والاستقواء بالخارج، ما أثار حفيظة الحضور، ودفع الأمن الأممي التابع لحملة العدالة المناخية “DCJ” لطرده من القاعة في مشهد أثار الكثير من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي.
الواقعة التي لم تتجاوز 4 دقائق كشفت بشكل سريع ملامح تعامل النظام ممثلًا في العضو البرلماني مع المعارضة ممثلة في سناء سيف، فلا مجال للانتقاد ولا التعبير عن الرأي، وفق ما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام، منها المصرية كذلك، التي قالت إن ما حدث ربما يعطي صورة سلبية عن الدولة المصرية ونظامها الحاكم ويورطها أمام أكثر من 300 وسيلة إعلامية عالمية.
من الواضح أن ما كان يتخوف منه السيسي قد حدث بالفعل، فالقمة التي أرادها تظاهرة دولية لدعمه وتلميعه والتأكيد على حضوره الإقليمي والدولي، تحولت إلى فضيحة على مرأى ومسمع من الجميع، فيما يقف نظامه مكتوف الأيدي غير قادر على اتخاذ أي ردود فعل آنية لوقف ما يحدث تجنبًا لفضيحة أكبر.. فهل انقلب السحر على الساحر؟
الملف الحقوقي يطغى على القمة
استبقت عشرات المنظمات الحقوقية انعقاد المؤتمر بإصدار العديد من البيانات شديدة اللهجة ضد الانتهاكات التي يمارسها النظام المصري بحق المعتقلين في السجون ومراكز الاحتجاز الذين يتجاوز عددهم 60 ألف معتقل بحسب بعض التقديرات غير الرسمية، هذا بخلاف حملة الاعتقالات الأخيرة التي سبقت القمة ووثقتها منصات التواصل والجمعيات الحقوقية، في محاولة للضغط عليه في ظل هذا الزخم الكبير للقمة التي يشارك فيها زعماء وقادة عشرات الدول.
وبحسب التقرير الذي كتبته الصحفية الإنجليزية ريبيكا فالوكنر ونشره موقع “أكسيوس” فإن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر طغت على قمة المناخ والرقابة على التغيرات المناخية، لافتة أن الجماعات الحقوقية عبرت عن قلقها من مراقبة السلطات المصرية للوفود المشاركة في المؤتمر، فيما نقلت عن منظمة “هيومان رايتس ووتش” قولها إن الحكومة المصرية، الشهر الماضي، أصدرت تطبيقًا للهواتف الذكية لاستخدام المشاركين في قمة المناخ، وتطلب تقديم “معلومات شخصية” بما فيها أرقام جوازات السفر، و”بناء على تحقيق من منظمتي حقوق محليتين، فالتطبيق يتطلب السماح بالوصول إلى كاميرا الهاتف والميكروفون والموقع ورابط بلوتوث”، و”كل المعلومات المجموعة عبر التطبيق يمكن المشاركة بها عبر طرف ثالث”.
التخوف ذاته عبر عنه رئيس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، الناشط حسام بهجت، حين كتب تغريدة الشهر الماضي، قال فيها إن تحميل تطبيق قمة المناخ يتطلب منك “تقديم اسمك الكامل وبريدك الإلكتروني ورقم هاتفك وجنسيتك ورقم الجواز وعليك تفعيل تحديد المكان” على الهاتف، فيما أكدت صحيفة “الغارديان” تلك المخاوف حين أشارت إلى إمكانية استخدام المسؤولين المصريين البيانات المجموعة لملاحقة المعارضين في البلد الذي يسجن فيه 65.000 شخص على حد قول الصحيفة.
من جانبه تعهد رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، بالضغط لأجل الإفراج عن الناشط المصري الذي يحمل الجنسية البريطانية، علاء عبد الفتاح، إذ نقل “أكسيوس” عنه قوله “سأواصل التأكيد للرئيس السيسي على أهمية بحثنا عن حل سريع لحالة علاء ووقف معاملته غير المقبولة”.
وأشار الموقع إلى تعهد ريشي سوناك، رئيس وزراء بريطانيا، بطرح موضوع الناشط البريطاني-المصري علاء عبد الفتاح مع السيسي، حيث كتب رسالة لشقيقتيه اللتين بدأتا اعتصامًا أمام مقر الحكومة للضغط عليها والعمل على إنقاذ حياة عبد الفتاح الذي أصبح أشهر سجين سياسي في مصر.
نقاش حقوق الإنسان والعدالة المناخية في #كوب27 مع @sana2 و @hossambahga و @AgnesCallamard و @TiranaHassan ووزيرة الدولة والمبعوثة الألمانية للمناخ @climatemorgan
اليوم، 6:30 مساء بتوقيت القاهرة
رابط البث: https://t.co/XZkRtJfM2g pic.twitter.com/HuCcE4yklW
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) November 8, 2022
وفي السياق ذاته، وبمناسبة مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتس في القمة، دعت مفوَّضة الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان لويز أمتسبرغ، إلى الإفراج عن علاء ومحاميه محمد الباقر، مضيفة في بيان لها “وضع حقوق الإنسان في مصر لا يرقى إلى مستوى المسؤولية الخاصة التي يحظى بها بلد يستضيف مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27)”، وتابعت “لن ننجح في السيطرة على أزمة المناخ إلا من خلال تبادل منفتح للأفكار والأساليب”.
ومن جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبوزيد، أن الوزير سامح شكري تلقى اتصالًا هاتفيًا، صباح الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، من نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، تناول موضوعات حقوق الإنسان والانتقادات التي تتعرض لها القاهرة في هذا الملف، مشيرًا إلى أن الوزير المصري حرص على استعراض جهود بلاده في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والقرارات الأخيرة الخاصة بلجنة العفو الرئاسي، بالإضافة إلى أهم نتائج الحوار الوطني.
وعلى المستوى الأممي، طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بالإفراج عن عبد الفتاح الذي امتنع عن الأكل والشرب منذ أيام، وتابع “مكتبي وآليات أخرى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أثاروا قضية عبد الفتاح وحالات أشخاص آخرين محرومين تعسفًا من حريتهم ومسجونين بعد محاكمات غير عادلة عدة مرات”، فيما قالت الناطقة باسم المفوضية العليا رافينا شمدساني في تصريح صحافي في جنيف إن تورك “يأسف بشدة لأن السلطات المصرية لم تفرج بعد عن المدون والناشط المعرضة حياته لخطر كبير”، مضيفة “نحن قلقون جدًا على صحته” خصوصًا أن عائلة الناشط “لم تتمكن من الاتصال به في اليومين الماضيين”.
ازوداجية غربية
رغم البيانات شديدة اللهجة الصادرة عن المنظمات الحقوقية والضغوط الممارسة على قادة وزعماء الدول المشاركة لا سيما أنصار الحريات والحقوق ودعاة المساواة والعدالة، للضغط على نظام السيسي، خلال تلك القمة العالمية، من أجل تحسين السجل الحقوقي والإفراج عن المعتقلين كأقل تحرك يبدي به النظام المصري حسن نواياه إزاء هذا الملف، فإن حقوقيين اتهموا حكومات الغرب بما أسموه “الانتقائية” في التعامل مع القاهرة.
المتحدث باسم الجمعية المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، سعيد عباسي، علق على موقف حكومات الغرب من الملف الحقوقي المصري قائلًا: “كان في مقدور الدول الغربية ربط مشاركتها في مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ بتحسين أوضاع حقوق الإنسان والإفراج عن المعتقلين السياسيين”، واصفًا في تصريحاته لـ”عربي21″ ما حدث بـ”النفاق السياسي، حيث تتحكم في القرار الأمريكي “إسرائيل”، فبعد أن اعتذر بايدن عن المشاركة، إذ به يعدل عن قراره ويعلن المشاركة بعد لقائه بالرئيس الإسرائيلي، وكذلك الحديث على استحياء بالإفراج عن الناشط علاء عبد الفتاح ومحاميه محمد الباقر، الذي نتمنى الإفراج عنهما عاجلًا”.
واتهم الناشط الحقوقي المصري الدول الغربية بالكيل بمكيالين في التعامل مع الدول بشأن ملفها الحقوقي، فبينما تواجه قطر انتقادات حادة بسبب ادعاءات الانتهاكات بحق عدد من العاملين، يغض العالم الطرف عن الممارسات الإجرامية التي تمارسها السلطات المصرية ضد المعارضين والنشطاء، كذلك ما يحدث في فلسطين حيث الإجرام الإسرائيلي اليومي دون أن يحرك ذلك ساكنًا لدى حكومات الغرب.
أما مدير المرصد العربي لحرية الإعلام، قطب العربي، فعلق بقوله: “انتقائية العرب والكيل بمكيالين أو أكثر هي سياسة ليست جديدة على الغرب، هو يتعامل بالديمقراطية داخل حدوده فقط، ويصدرها عند اللزوم لتحقيق مكاسب خاصة به”، وأضاف “بالنسبة لقضية علاء عبد الفتاح، فهو يستحق الحرية دون ضغوط الغرب أو الشرق، وهذه الضغوط التي نراها الآن تركز بشكل خاص على قضية علاء، وتتجاهل عشرات الآلاف الآخرين من المعتقلين، نجاح تلك الضغوط في حالة فردية مثل حالة علاء قد يفتح الباب لحالات أخرى، وربما لأن علاء يحمل جنسية بريطانية، ولأن أسرته قادت معركة محلية ودولية صعبة لشرح قضيته، لكن الصورة واضحة، بأن الضغوط الغربية عمومًا ليست نزيهة، وتكيل بأكثر من مكيال”.
سفير بريطانيا السابق بمصر “جون كاسون” ينشر مقالا عنيفا في التايمز يقول أن علاء عبد الفتاح مسجون بتهم وهمية، وأن العساكر الذين يحكمون مصر الآن متوحشون لا يحترمون قانونا ولا إنسانية، ولا يحترمون أنفسهم إلا بأن تظهر لهم العين الحمرا، ويدعو رئيس وزراء بريطانيا الجديد أن يعرفهم حجمهم! pic.twitter.com/nB5o1mwbsM
— جمال سلطان (@GamalSultan1) November 7, 2022
السحر ينقلب على الساحر
الأزمة الحقيقية التي وقع فيها النظام المصري أنه تعامل مع قمة المناخ على أنها مناسبة محلية خالصة، لا تختلف كثيرًا عن مؤتمرات الشباب والندوات التثقيفية التي يعقدها السيسي ويتعامل معها كـ”مكملات موسمية” يلجأ إليها كلما “استشعر حاجة لاستعمار الوعي العام وتلغيمه بحزام من الأوهام القومية العملاقة عن الرخاء والتنمية ومصر التي “قد الدنيا”.. هكذا علق الكاتب الصحفي وائل قنديل على الأجواء العامة في شرم الشيخ.
الزخم الذي أحدثته الانتقادات الحقوقية والتعاطي الإعلامي الدولي مع مؤتمر سناء سيف والتفاصيل الدقيقية التي شهدها، والضغوط الممارسة على حكومات الدول وقادتها من أجل الحديث عن الملف الحقوقي المصري، كل هذا أصاب ممثلي الدولة المصرية بالصدمة وهو ما بدا واضحًا في تصريحاتهم الدفاعية التي زادت الأمر تعقيدًا لما تضمنته من مؤشرات ساخرة.
#قمة_المناخ أصبحت بجدارة قمة #علاء_عبدالفتاح ومعظم تغطيات الإعلام العالمي أصبحت عن حقوق الإنسان الضائعة والمنتهكة فى #مصر pic.twitter.com/FF1xFgjjZx
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) November 8, 2022
فها هو وزير الخارجية سامح شكري، الذي يعتبر رأس هرم الدبلوماسية المصرية، تحول بين لحظة وأخرى إلى رئيس “لجنة إلكترونية تعني بالنشاط الخارجي”، بحسب وصف قنديل، حين أجاب عن تساؤل لإحدى المذيعات الأمريكيات المشاركات في القمة عن اعتقال عبد الفتاح والإفراج عن معتقلي الرأي في مصر، حيث حملت ردوده الكثير من الأكاذيب التي وضعته وبلاده في موقف حرج.
شكري ادعى أن عبد الفتاح لم يحصل على الجنسية البريطانية، وهو ما فندته شقيقته بنشر صورة الخطاب المرسل من عائلته إلى وزير الداخلية تخبره بحصوله على الجنسية بالفعل، ثم نفى إضرابه عن الطعام، رغم تأكيد شقيقته ووالدته أكثر من مرة ذلك وهو بنفسه عبر عن ذلك في خطابات من داخل السجن، الغريب أن وزير الخارجية المصري لم يجد حرجًا بالمرة حين أشار إلى أن السجين لو أضرب عن الطعام فسيتم إطعامه “عنوة”، رغم أن هذه في حد ذاتها جريمة إنسانية أخرى يجهلها الوزير الذي تناسى أنه دبلوماسي وتعامل مع الموقف من موقع منصات التواصل الاجتماعي.
انتهى الشق الرئاسي من قمة المناخ #COP27 وغادر اغلب الرؤساء. على مدى يومين التقى رئيس الجمهورية ٤ رؤساء هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاربعة خرجوا يقولوا انهم كلموا الرئيس عن السجناء السياسيين وطالبوه بالافراج عنهم وخصوصا علاء. هل ينتصر صوت العقل لأجل إنقاذ باقي المؤتمر؟
— hossam bahgat حسام بهجت (@hossambahgat) November 9, 2022
الكاتب الصحفي جمال سلطان، علق على المشهد في تغريدة له قال فيها: “لم ينتبه كثيرون إلى خطورة الرسالة الضمنية التي حملتها إجابة سامح شكري وزير خارجية مصر على سؤال تليفزيوني أمس عن إضراب علاء عبد الفتاح ومفادها أن: الضمان الوحيد لتنال حريتك وكرامتك في مصر أن تثبت حملك جنسية دولة أخرى غير مصر!”.
أما الناشط حسام بهجت فوجه شكره العميق للبرلماني المصري المطرود من مؤتمر سناء سيف قائلًا: “خالص الشكر للنائب عمرو درويش عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب الذي حضر المؤتمر الصحفي لسناء سيف ليدافع عن سمعة النظام المصري فعرض أمام 300 صحفي أجنبي لمحة بسيطة عن أداء النظام في وجه معارضيه واضطر أمن الأمم المتحدة للتدخل وطرده من القاعة”.
ويتفق معه في هذا الرأي الصحفي سليم عزوز الذي غرد بقوله “لما تكلف مؤتمر المليارات.. وتيجي بنت تركب المؤتمر، وكأنك أنفقت كل هذه المليارات والمعازيم والعالم والكاميرات من أجل نصب تشريفة لها! دي ولا مانديلا يا رجل! السجان في خدمة المسجون” .
صاحب فكرة استضافة #قمة_المناخ_مصر_2022
مادرسش الفكرة كويس
ولا تداعياتها ولا عواقبها
لقد تم تسليط الضوء وتذكير العالم بانتهاكات حقوق الإنسان بشكلٍ ماحصلش من أيام مجازر فض اعتصامي رابعة والنهضة يمكن
— Nadia El-Magd ناديا (@Nadiaglory) November 8, 2022
الحديث هنا عن علاء عبد الفتاح ليس حديثًا شخصيًا كما يحاول أنصار النظام الترويج له، إذ جاءت كل الردود الرسمية في هذا الإطار، دون التطرق إلى أنه تحول إلى رمز يعبر عن آلاف المعتقلين داخل السجون بشتى انتماءاتهم، في ظل الجهود التي تبذلها أسرته لأجل الإفراج عنه، فالأمر لم يكن بطبيعة الحال خاص بشخص واحد فقط، إن أفرج عنه سيتم غلق الملف بأكمله، لكنها البداية نحو إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي.
مأزق جديد وجد فيه السيسي ونظامه نفسه، إذ يبدو أن السحر الذي مارسه طويلًا ربما ينقلب عليه بين ليلة وضحاها، فإما الاستجابة للمناشدات الدولية بالإفراج عن علاء عبد الفتاح والمعتقلين بصفة عامة، وهنا قد يواجه انتقادات بالرضوخ للضغوط الخارجية، أو العناد والإبقاء عليهم داخل المعتقلات وهنا سيؤكد على الانتهاكات التي تمارسها سلطاته بحق المعارضين والنشطاء، إلا أن الصحفي والناشط عمرو مجدي وجه رسالة إلى السيسي قال فيها: “أمام الرئيس السيسي فرصة لا تتكرر كثيرًا لإبداء حسن النوايا بشأن ما قاله إن الخلاف لا يفسد للوطن قضية: أطلق سراح المساجين السياسين جماعات وأفواجًا. أطلق سراح علاء عبد الفتاح، الباقر، عزت غنيم، أبو الفتوح، هدى عبد المنعم، محمد عادل وغيرهم كثير. الباب أمامكم مفتوح”.
وفي الأخير.. إن كان هناك عنوان أكثر دقة في التعبير عن قمة المناخ فهو “قمة علاء ورفاقه المعتقلين”، هذا العنوان المختلف تمامًا عما كان يخطط له النظام المصري الذي كان يؤمل نفسه في منحة جديدة من الدعم الدولي وتجميل الصورة المشوهة، فالمليارات المنفقة لأجل إخراج المشهد بصورته المأمولة تناثرت في الهواء الطلق مع أول كلمة قالتها سناء سيف في مؤتمرها الذي تفاعل معه أكثر مما تفاعل مع القضايا المناخية التي عُقد المؤتمر لأجلها، ليثبت للجميع أن الجرائم الحقوقية لا تسقط بالتقادم مهما علاها غبار التسييس والمصالح ومهما شوهت بالإنفاق والمغريات المادية، وهو الدرس الأبرز الذي وعاه الجميع.. فهل يعيه السيسي ونظامه؟