ترجمة وتحرير: نون بوست
لما يقرب من عقد من الزمان، كافح مجتمع الصحراء للحفاظ على حدائقهم ومزارعهم التي ضربها الجفاف. ثم عادت الأمطار مجددا.
مركز محمية سانت كاترين بجنوب سيناء بمصر، وتعتبر المنطقة مقدسة لأنها موقع دير القديسة كاترين القديم وجبل سيناء، حيث تلقى موسى، بحسب التعاليم اليهودية والمسيحية والإسلامية، الوصايا العشر من الله.
منذ ما يقرب من عقد من الزمان، كافح مجتمع البدو، الذي يعتبر نفسه وصيًْا على الأرض، من أجل الحفاظ على حدائقهم ومزارعهم. فقد جفت الوديان التي كانت ذات يوم خضراء مورقة ومليئة بالأعشاب والمنتجات الزراعية، بعد سنوات من الجفاف. ولكن في آذار/ مارس 2020؛ أعاد فيضان كبير الحياة إلى الأرض، فقد كان عشب البعثران البري، الذي يُعتقد أنه يعزز المناعة، من بين النباتات التي عادت للظهور منذ الفيضان. وبعد جمع العشب؛ يوضع على ملاءات ويضرب بالعصي لفصل الأوراق عن الساق. ثم تُترك الأوراق حتى تجف.
موسى الجبالي، 25 سنة، يرقد تحت نبتة أزهار الشاي بعد رعايته لحديقته في الطرفة، جنوب سيناء.
يقوم البدو بغلي الزهور واستخدامها للمساعدة في تخفيف آلام الدورة الشهرية والولادة. وعندما بدأت مياه الفيضان في الانحسار، سارع الناس لاستخدام أكبر قدر ممكن من المياه وحفظه وإعادة تدويره، فلقد زرعوا البذور وحفروا الآبار وأقاموا نظامًا جديدًا للري حتى يكون هناك تدفق مستمر للمياه في حدائقهم. ويقوم حاليًا كثير من الأشخاص الذين شغلوا وظائف في قطاع السياحة لأنهم لم يتمكنوا من الاعتماد على الأرض لفترة طويلة في كسب عيشهم؛ بتنمية زراعاتهم ويبيعون المنتجات مرة أخرى.
سليمان عبد الرحمن، 35 سنة، يحمل ورقة من نبات الخدري في حديقة عائلته بوادي الغربية. نبات الخدري هو تبغ طبيعي يدخّنه البدو عبر سيناء، ويُعتقد أنه أكثر أمانًا من تدخين السجائر التجارية لأنه لا يحتوي على مواد كيميائية. كما يُعتقد أنه يساعد في تنظيف الجيوب الأنفية وعلاج التهابات الأذن والعين. وقد اعتاد عبد الرحمن على إدارة نزل بيئي مع أبناء عمومته في الوادي، لكن جائحة كوفيد أدت إلى توقف الأعمال، وقد أدى نمو وبيع نبات الخدري إلى فتح مصدر دخل جديد للعائلة.
يوسف إبراهيم في حديقة عائلته بوادي الغربية.
ويرى أهالي جنوب سيناء الفيضان على أنه معجزة، فالأرض ترد الجميل لمن يحافظ عليها في زمن الأزمات.
شجرة الأكاسيا محمية من قبل المجتمع. ويحظر قطع أي فرع من فروع هذه الشجرة المقدسة التي توفر الظل في الأيام المشمسة الحارة في الجبال.
قطعة مطرزة توضح الوادي بعد الفيضانات
زاد الطلب على البعثران – الذي يجفف وينقع في الماء ثم يُشرب – أثناء الوباء. وينمو حاليِا بكثرة في الجبال ويبيعه البدو في جميع أنحاء البلاد.
عودا الدقوني في الفناء الخلفي لمنزله حيث يقوم بزراعة الأعشاب لعائلته.
عمر إبراهيم، 33 سنة، يوزع أوراق الخدري على ورقة بلاستيكية لتجفيفها. عمل مترجمًا للغة الإنجليزية ومرشدًا سياحيًا في دير سانت كاترين حتى جاء الوباء. وهو يركز حاليا على العمل في الأرض.
قطعة مطرزة للشيخ إبراهيم، 54 سنة، في حديقته بوادي الغربية، وطرزتها زوجته الحاجة أم محمد، البالغة من العمر 53 سنة، فلمدة 10 سنوات، اعتمد الزوجان على السياحة كمصدر دخل. لكن بإمكانهما حاليا أكل وبيع الطماطم والفلفل والنعناع والملوخية (على غرار السبانخ أو اللفت) والزيتون والخيار والخدري التي تنمو في مزرعتهما.
بدأ نبات إكليل الجبل بالظهور من جديد بعد الفيضانات، وهو يُستخدم غالبا في طبخ الطعام، ويضيفه المجتمع البدوي إلى المشروبات الساخنة عندما يكون يعانون آلامًا في المعدة.
على اليسار، زينة إبراهيم (26 سنة) وعلى اليمين، سليمة محمد (42 سنة)، يسيرون عائدين إلى قريتهم الطرفة مع قطيع الماعز.
ينمو هنا أيضًا نبات صبار الكباث، وتستخدم النساء السائل الموجود داخل السيقان من أجل فطام أطفالهن.
صورة مطرزة للحاجة أم محمد في حديقتها
ياسمين أم محمد، 32 سنة، تقطف أعشابًا برية وهي تمشي في الوادي بالقرب من منزلها في قرية الشيخ عوضَ
وضع أعضاء المجتمع البدوي الأكبر سنًا دليلاً لجميع النباتات والأعشاب المحلية في المنطقة على أمل الحفاظ على ثراء الأرض وتراثها لجيل الشباب. ويتضمن الدليل صورًا فوتوغرافية ومعلومات عن مكان وزمان نمو النباتات وكيفية قطفها واستخدامها وفوائدها.
المصدر: الغارديان