أذاعت قناة مكملين الفضائية تسريبًا من داخل مكتب قائد الانقلاب “عبد الفتاح السيسي” يوضح كيف يتم فبركة أي أوراق تحتاجها الدولة، فطبقًا لما تم إذاعته يقوم النائب العام بتنسيق الأمور قانونيًا، ينفذ الأمر بعد التنسيق وزير الداخلية ومساعدوه، بالطبع بعد أومر “عباس” مدير مكتب القائد الزعيم.
وإسقاط ما حدث في قضية محاكمة الرئيس مرسي فقط هو تقليص واضح لأهمية الفعل، فالقلق الواضح لأجهزة الدولة بشأن وقائع محاكمة مرسي أمر مخجل في الحقيقة! انقلاب على رئيس منتخب، قتل للمئات من المصريين العُزّل، واعتقال للآلاف، ومع ذلك تخشي القيادة من خطأ في واقعة إثبات لقضية من عشرات القضايا الملفقة!
كيف تدار مصر
بعد الانقلاب على الرئيس مرسي كان الحديث عن كيف أنّ جماعة بحجم الإخوان يتم خداعها من مجموعة عسكريين، وكيف خُدعت الجماعة بـ “رقة قلب” السيسي، و”حوَل” محمد إبراهيم! لكن وبعد التسريب الذي تمت إذاعته يبدو أن “إخواننا إللي فوق” (قادة الإخوان) كانوا أكثر سذاجةً مما كُنّا نعتقد وأن مجموعة من “اللصوص الهواة الأغبياء” قامت بخداعهم والنصب عليهم.
والنائم العام الذي استيقظ من سُباته العميق يصدر قرارًا بمنع بث وإذاعة أية تسريبات، يا سيادة النائب لو كنت في دولة محترمة لتمت محاكمتك ومقاضاتك على ما تقوم به من تزوير وتلفيق اتهامات وبراءات لقتلة معلومين!
أما ألسنة السيسي في الإعلام قامت بإشاعة خبر وفاة مبارك، ومداخلة للسيسي عبر فضائية خاصة بشأن “اليوم العالمي للمعاقين”، أي معاقين وأنت تقتل وتعتقل وتغتصب مواطنيك المعارضين لك؟ يا سيدي هناك 4 معاقين تم قتلهم في التظاهرات الرافضة لحكم سيادتكم!
واختصارًا فإن مصر الآن يحكمها عسكر أغبياء، موظفون قضائيون، ألسنة إعلامية فاشلة، وعلى الدنيا السلامة.
الأمن القومي
يروى أنه في إحدى بلاد العالم الرابع حكم مجموعة من العساكر بلدًا لمدة ستين عامًا، ومع كل حركة تحررية أو أي مطالبة برحيلهم يتم التعامل معها بعنف بحجة الأمن القومي، وبعد عقود وصل إلى الحكم أقوى رجل فيهم “هكذا وصفوه”، ولم يُتم الرجل عامه الأول في الحكم حتى بدأ تسريب لقاءاته وحواراته، إلى أن وصلت إحدى القنوات الفضائية لمكتب الرجل الأقوى في البلاد وقامت بتسريب اجتماع سري لرجاله وإذاعته للعالم كله، فهل مكتب وزارة الدفاع في دولة ما لا يعُد أمنًا قوميًا؟ وهل تسريب لمساعدي الرجل الأقوى في مكتب الوزارة الأقوى في البلاد لا يُعد فضيحة؟! لا أعلم.
وإن كانت قناة فضائية قد وصلت لمكتب وزارة الدفاع فما الذي يمكن لجهاز الاستخبارات الأمريكية أن يصل إليه؟ وما الذي يمكن لجهاز الموساد أن يحصل عليه؟! لا أعلم أيضًا.
أوامر سعادتك يا فندم
لا يجوز إغفال ما ورد في التسريب من كوارث، لكن اجتماع من المفترض أنه سري بحضور الشخصيات الأكثر نفوذًا وسطوة، ويتم تسجيل ما دار بالكامل داخل الاجتماع وبيعه لإحدى القنوات الفضائية هو مربع جديد للعب لم نشهده من قبل.
أعلم أن تسجيل اللقاءات شيء عادي بالنسبة للخونة، لكن تسريب في هذا الوقت الحرِج له ما له من تلازمات، لإلهاء الشعب عن شيء ما؟! لَي ذراع القيادة وزبانيتها؟ إرسال رسالة معينة من خصم لخصم؟! لا أعلم، لكن من المؤكد أنه تم رفض الأوراق المقدمة من الفريق “سامي عنان” لهيئة الأحزاب لإنشاء حزب سياسي والسبب “عقد إيحار الشقة غير موثّق”، فلربما يعتقد سامي عنان أن توثيق عقد إيجار لشقة ما أسهل من بناء سجن ونقل مساجين وعربات أمن مركزي ومكالمات هنا وهناك! ربما.