يتردد صدى مونديال قطر 2022 بقوة في الشمال السوري، في المدن والمخيمات على السواء، فبعد أن غابت عنهم حماسة متابعة البطولة الدولية لموسمين متتاليين (2014-2018) بفعل الحرب الطاحنة التي شنها نظام الأسد عليهم، هاهم يعودون إلى عالم المستديرة في هدنة من القصف والهجمات والمعارك.
ويحاول المجتمع المدني السوري النشط في شمال سوريا، وبدعم من دولة قطر في بعض الأحيان، إحياء روح البهجة وإدخال السرور إلى الشباب واليافعين والأطفال في المنطقة المكتظة بالنازحين والسكان الذي يختبرون منذ سنوات محنة ومأساة عز نظيرها، وذلك عبر إدخال أجواء المونديال إلى مدنهم ومخيماتهم، إن من خلال إقامة أمسيات جماعية لمشاهدة البث الحي للمباريات المقامة في قطر عبر شاشات كبيرة، أو من خلال إقامة مونديال موازٍ في ملاعب مجددة في الشمال السوري.
مونديال المخيمات
وبمشاركة 300 طفل في 32 فريقًا من 25 مخيمًا، افتتحت منظمة بنفسج، وهي منظمة مجتمع مدني تُعنى بالإغاثة والعمل الإنساني، بطولة “كأس العالم للمخيمات” في ملعب إدلب البلدي شمال غرب سوريا بمحافظة إدلب عشية انطلاق مونديال كأس العالم في قطر في مبادرة تهدف لتسليط الضوء على معاناة الأطفال السوريين.
وتخلل افتتاحية المونديال عرضًا لـ 32 فريقًا يرتدون زيًّا يمثل الفرق المشاركة في مونديال قطر وعروضًا فنية ورياضية، بالإضافة إلى مجسمات تمثل الأسلحة التي استخدمت ضدهم، ومن ضمن الفرق المشاركة 7 فرق تمثل الأطفال الذين يعملون في المناطق الصناعية بعيدًا عن مقاعد الدراسة.
جمهور الأطفال المشاركين في مونديال كأس العالم للمخيمات على مدرجات ملعب إدلب البلدي أثناء التحضير لافتتاحية المونديال.
أطفال المخيمات مرتدين الزي الذي يمثل الفرق المشاركة بمونديال كأس العالم في قطر حاملين أسماء الفرق والمخيمات التي يمثلونها ويجوبون محيط الملعب أمام الجمهور الكبير الذي حضر الفعالية.
32 فريقًا يمثلون 25 مخيمًا و7 مناطق صناعية يعمل بها أطفال يستعدون لدخول الملعب ممثلين الفرق المشاركة في مونديال قطر.
يشاهد الحضور والأطفال المشاركين الألعاب النارية التي أطلقت أثناء الفعاليات ضمن كأس العالم للمخيمات.
تدفع متطوعة في منظمة بنفسج عربة طفل من ذوي الهمم، كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، تسببت ملامسته لأسلاك تيار كهربائي مقطوعة نتيجة قصف قوات النظام لبتر 3 من أطرافه.
حاول منظمو الفعالية إرسال رسائل من خلال فعالياتهم، وفي هذه الصورة يستعرض أطفال ومشجعون مجسم طائرة حربية تمثل أحد أشرس الأسلحة التي قصفتهم وكرست محنتهم ومعاناتهم.
صورة جوية لأطفال يشكلون دائرة حول عبارة “حق اللعب” والتي تعد من أهم الحقوق التي يفتقدها أطفال سوريا بسبب النزوح والتهجير وعمالة الكثير منهم في مهن شاقة
خيمة متابعة المونديال
ضمن مبادرة “يلا حيهم ارحبوا”.. المقدمة من دولة قطر، خصصت خمس مراكز في الشمال السوري لمشاهدة فعاليات ومباريات مونديال قطر 2022 مجاناً. كان من بينها خيمة كبيرة أقيمت في مخيم المحمدية بريف عفرين شمال حلب، إذ زود المركز، وهو عبارة عن خيمة واسعة، بشاشة عرض كبيرة ومستلزمات البث والاتصال حيث تهافت العشرات من عشاق كرة القدم ومحبيها الى هذه الخيمة كبارًا وصغارًا لمتابعة المبارايات المقامة في دولة قطر.
ومن داخل مخيمهم الذي يعاني من عدم توفر الكهرباء والأجهزة المخصصة لمشاهدة قنوات الجزيرة بدت السعادة كبيرة على وجوه أهالي المخيم ولا سيما الأطفال الذين كانوا يشاهدون هذه البطولة للمرة الأولى في حياتهم.
حضور كبير لأهالي مخيمي المحمدية ودير بلوط لمشاهدة مباريات كأس العالم المقامة في دولة قطر عبر شاشة عرض كبيرة داخل المخيم الذي يفتقر إلى الكهرباء والانترنت.
يتابع الجمهور بحماس مبارة السنغال وهولندا والتي انتهت بفوز هولندا على السنغال بهدفين مقابل لاشيء، وتزين أعلام الثورة السورية ودولة قطر صالة العرض.
لا يقتصر الجمهور المتابع لمونديال كأس العالم على الشباب وكبار السن، حيث جذبت صالة العرض جمهورًا كبيرًا من اليافعين الذين يشاهدون هذه البطولة لأول مرة في حياتهم.
يقدم منظمو الفعالية والمشرفين على خيمة العرض المجاني لمباريات كأس العالم الضيافة للجمهور، وهنا يجهز العم أو النور الشاي والقهوة للمشجعين.
يحاول هذا الطفل الصغير الذي يحمل صندوقًا به بعض أكياس البطاطا المقرمشة التي صنعتها والدته له بيعها للمتواجدين في الصالة مستغلًا الحضور الكبير، إذ يعيش معظم أطفال شمال سوريا تحت خط الفقر.
ويسعى منظمو الفعاليات المونديالية في الشمال السوري من خلال تلك الفعاليات، بالإضافة إلى امتاع الشباب واليافعين، إلى توصيل رسائل إلى الرأي العام العالمي حول واقع المنطقة ومحنة سكانها.