تستضيف قطر هذه الأيام ملیون زائر على أراضيها لحضور موندیال 2022، يتجولون في مناطق محددة حيث تجري فعاليات المباريات وما يرافقها من مهرجانات احتفالية، لكن ھل تساءلنا یومًا كیف یتمّ الحفاظ على سلامة ھذه الأعداد الكبیرة؟ وكیف تقوم الدول المنظِّمة والمستضیفة بالمراقبة والإشراف ثم السیطرة على أي عارض یمكن أن یسبب كوارث صحیة لحشد كبیر في حیّز زمني ومكاني صغیر؟
الجواب یكمن في قسم خاص من الطب یُعرَف بـ”طبّ الحشود (Mass-gathering medicine)”، في ھذا المقال سنتعرّف إلى نشأته، كیف یُدار وأي البلدان تشتھر بكفاءة منظومة طبّ الحشود لدیھا.
طبّ الحشود
بحسب منظمة الصحة العالمیة (WHO)، فإن طبّ الحشود ھو أي مناسبة (منظَّمة أو عفویة) یكون فیھا “عدد الأشخاص الذین یحضرون كافیًا لإجھاد موارد التخطیط والاستجابة للمجتمع أو المدینة أو الدولة المستضیفة للحدث”.
یختلف البعض في تعریف الحشود، وھل یتعلق الحشد بعدد مثلًا، 1000 شخص أو 10 آلاف شخص، ولإنھاء ھذا الجدل تمَّ الاتفاق على أمر هام لتعریف الحشد، وھو أي عدد یسبّب إرباكًا وإجھادًا لموارد المجتمع.
توفِّر التجمعات الجماھیریة الكبیرة فرصة فریدة لتبادل الثقافات
یھدف طبّ الحشود الحفاظ على أمن وسلامة الجماھیر، والحفاظ على سلامة المجتمع المستضیف، وضمان عودة الجماھیر إلى بلدانھا سلیمة، دون حدوث نقل عدوى أو مرض إلى بلدانھا الأمّ.
تعتبَر استضافة أي حدث جماهيري تحدیًا كبیرًا للأجھزة المستضیفة، والأخطاء البسیطة یمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثیة، حیث تتعاون المؤسسة الصحیة مع الحكومة المحلیة والمنظّمین للاستعداد لسلامة ھذه الحشود (سواء كانت زیارات دینیة، مسابقات ریاضیة، حفلات موسیقیة، تجمعات ثقافیة أو مظاھرات)، عن طریق مراحل تبدأ بالاستكشاف فالتخطیط ووضع البرامج ومن ثم إدارة ھذه البرامج.
تعتبَر مرحلة الاستكشاف المرحلة الأھم لنجاح التخطیط، حیث تقوم المؤسسة الصحیة بالتعاون مع الحكومة المحلیة والجھة المنظمة للحدث بعملیة الاستكشاف والتحرّي عن المخاطر المحتملة، حیث تلعب عدة عوامل دورًا في المخاطر المتوقعة لحدث ما.
مثلًا في المسابقات الریاضیة یتم التحري عن مساحة الملعب، حیث یتوقع حدوث مخاطر التدافع إذا زاد عدد المشجّعین عن 50% من سعة الملعب، دراسة تركیبة وسلوك المشجّعین ومدى التعصُّب والعدوانیة لدیھم، ھل توجد فئات عمریة خاصة كالأطفال وكبار السنّ، ھل ھناك حالات فردیة خاصة كالحوامل ومرضى القلب الذین یكونون عرضة للأزمات القلبیة بسبب الحماس المفرط.
وأیضًا التحري عن حالة الطقس والمناخ، مثلًا في الأجواء الحارّة یتوقع حدوث الإصابة بإجھاد الحرارة وضربات الشمس، الطقس البارد والأمطار یزیدان من عدد الحوادث المروریة.
بعد التحري عن عوامل الخطورة، یتمّ اكتشاف أمور أساسیة لمرحلة التخطیط تشمل مكان الحدث، مدة الحدث، الأعداد المتوقعة والتركیبة السكانیة للمجتمع، ھل الحشود متحركة، عدد المداخل والمخارج، مخارج الطوارئ للأبنیة، توفُّر منظومة الحمایة من الحرائق لیتمَّ بعد ذلك الانتقال إلى مرحلة التخطیط.
لغرض نجاح التخطیط یتمّ في الغالب وضع خطة مرنة لضمان سھولة التعدیل علیھا، وتقوم خطة صحة وسلامة الحشود على أساس تقدیم نوعَین من الخدمة: الوقایة والعلاج.
تشمل الخدمات الوقائیة منع الإصابات وتقلیلھا، منع تفشّي الأمراض المعدیة، زیادة مستویات السلامة، ضمان استدامة المنشآت الصحیة والتدریب العالي للموظفین.
أما الخدمات العلاجیة تقتضي توفُّر بنى تحتیة رصینة، مثل إعداد مستشفیات كافیة عالیة التجھیز، أسرّة العنایة المركّزة، سیارات إسعاف ومھابط الإخلاء الطبي، مسعفین راجلين یمكنھم الوصول إلى الأماكن التي یصعب وصول سیارة الإسعاف إلیھا، ھذه الإمكانات عند توفرھا تضمن خدمة علاجیة عالیة الكفاءة، بإمكانھا الوصول السریع إلى المریض أو المصاب وتقدیم الخدمة اللازمة دون تلكُّؤ.
بعد التخطیط یتم رصد میزانیة للحدث وتسخیر الموارد لذلك، ویتم تشكیل لجان مشرفة على تنفیذ الخطط الموضوعة، وإنشاء مركز إدارة للحدث قریب من مكان الحدث لضمان المراقبة والتدخل السریع في حالات الطوارئ.
التجربة السعودیة
تصدّرت المملكة العربیة السعودیة مقام المرجعیة في كل ما یتعلق بصحة وسلامة الحشود، حيث یعدّ الدكتور زیاد میمش الأب الروحي وواضع حجر أساس ھذا المجال، وتعتبَر المملكة العربیة السعودیة الرائدة في إدارة طبّ الحشود عالمیًّا.
الفكرة الأساسیة بدأت من مواسم الحج والعمرة، حیث تستقبل المملكة العربیة السعودیة في موسم الحج ما یقارب الـ 3 ملایین حاج، وتستقبل سنویًّا ما یقارب 15 ملیون معتمر من أصل 184 دولة، لأجل الحفاظ على كل ھذه الأعداد عند تواجدھا في وقت واحد وحیز مكاني صغیر نسبیًّا.
نشأ ھذا الفرع من الطب على ید العالم السعودي د. زیاد میمش، الحاصل على الاختصاص من جامعة أوتاوا الكندیة، وزمالة المجلس الأمریكي للأمراض المعدیة، وزمالة الكلیة الملكیة للأطباء والأستاذیة الفخریة للأمراض المعدیة من كلیة لیفربول للطب الاستوائي، ھذا الرصید الأكادیمي الكبیر منحه القدرة على إنشاء المركز العالمي لطب الحشود بالتعاون مع منظمة الصحة العالمیة.
بدأ اسم الدكتور میمش یتصدّر ھذا المجال، وتركزت أبحاثه على المخاطر الصحیة ومكافحة العدوى في مواسم الحج والعمرة، وله أكثر من 580 ورقة بحثیة ومئات الملخصات العلمیة، ویرأس تحریر مجلتَین هما مجلة “علم الأوبئة والصحة العالمیة”، ومجلة “التخصصات الصحیة” للھیئة السعودیة للتخصصات الصحیة.
ولأجل مشاركة ھذه الخبرات العلمیة في ما یتعلق بطب الحشود، قام د. میمش بتنظیم المؤتمرات الأولى في العالم حول طب الحشود في جدة بالمملكة العربیة السعودیة، وأصبحت المملكة العربیة السعودیة والمركز العالمي الذي أنشأه الدكتور میمش مرجعًا عالمیًّا في طب الحشود وإدارة التجمعات الجماھیریة.
یمتلك الدكتور زیاد میمش رؤیة في الصحة العامة العالمیة، وكان في الخطوط الأمامیة للتصدي لفیروس كورونا، حیث قاد تطویر المركز السعودي للسیطرة على الأمراض، وأنشأ نظامًا إلكترونیًّا لمراقبة الأمراض على مستوى المملكة یعدّ الأول من نوعه في المنطقة، وفي عام 2020 اختير كأحد أكثر الباحثین تأثیرًا على مستوى العالم.
یعد إنشاء المركز العالمي لطب الحشود GCMGM عام 2014 النقلة النوعیة في ھذا المجال، وھو مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمیة لطب وإدارة الحشود والتجمعات البشریة، وھو واحد من 3 مراكز عالمیة تختصّ بإدارة الحشود والتجمعات البشریة في مجالات مختلفة.
كما ساعد ظھور المركز العالمي لطب الحشود GCMGM في إنشاء مراكز أخرى متعاونة مع منظمة الصحة العالمیة، لزیادة الخبرة في إدارة صحة الحشود للأحداث الریاضیة والثقافیة والمناسبات الدینیة.
منذ ذلك الحین لعب المركز دورًا رائدًا في تنظیم واستضافة المؤتمر الدولي لطب الحشود، وبناء تعاون مع منظمات التجمع الجماھیري الأخرى والمجامیع التابعة لمنظمة الصحة العالمیة، وتنسیق السیاسات والإجراءات وإدارة حملات التوعیة فیما یخص ھذا المجال.
كما أقام المركز 3 مؤتمرات عالمیة لطب الحشود، وقدّم عدّة توصیات عالمیة، بالإضافة إلى قیامه بالعدید من البحوث العلمیة التي تمَّ نشرھا في مجلّات علمیة عالمیة، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمیة یقیم المركز ورشات تدریبیة لمساعدة الدول الأخرى على إدارة الحشود وسلامتھا.
لم یقف دور المركز عند ھذا الحدّ، بل بدأ بتطویر أدوات جدیدة خلّاقة لحفظ سلامة الحشود، حیث جرى تطویر “أداة جدة” (Jeddah Tool) لتعزیز التأھُّب والاستجابة والتعافي من حالات الطوارئ الصحیة المستمدة من إطار H-EDRM، كأداة لتقییم المخاطر، والتي أثبتت فاعلیتھا في التخفیف من مخاطر الأمراض.
ثم تمَّ استحداث “أداة سالم” (Salem Tool) في مارس/ آذار 2020 خلال ذروة انتشار كوفيد-19 لتقییم المخاطر الصحیة في التجمعات والأماكن العامة، بالإضافة إلى تقدیم توصیات لتعزیز السلامة الصحیة والوقایة من تفشي الفيروس.
تقُیِّم “أداة سالم” 17 عاملًا یمكن أن یؤدي إلى مخاطر صحیة، وفقًا لتقییمها یتم تصنیف الحدث وفقًا لدرجة المخاطر إلى أحداث عالیة، متوسطة أو منخفضة الخطورة، وعلى ضوء ھذا التصنیف یتمّ اقتراح التوصیات لصانعي القرار وواضعي الخطط، مثل ھذه الأدوات تدعم الخطط بشكل ھائل وتضمن التنفیذ الفاعل للخطط.
استطاعت المملكة العربیة السعودیة من خلال “أداة سالم” ضمان الحجّ الآمن، خلال الجائحة علّقت المملكة جمیع الأحداث الدینیة لاحتواء انتشار كوفيد-19، حیث أظھرت “أداة سالم” أن خطر انتقال الفيروس خلال موسم الحج 2020 كبیر محليًّا وعالميًّا، لأن الإصابة ستزداد في تجمعات الحجاج الأجانب ثم ینشرون العدوى في بلدانھم الأصلیة، وبالتالي سوف تتطور سلالات جدیدة غیر متوقعة.
لم یتوقف المركز عند ھذا الحد، بل أطلق نظام الإنذار المبكر للأمراض (HEWS)، وھو نظام ترصُّد قائم على شبكة من المرافق الصحیة تغطي البلد بأكمله لجمع البیانات حول ما یقارب 30 مرضًا، للمساعدة على سرعة تحدید فاشیات الأمراض المعدیة ذات الأولویة والاستجابة لھا، والاستعداد لجمیع الجوائح التي من الممكن أن تحدث مستقبلًا.
وأخیرًا في حجّ ھذا العام 2022، استُثمر الذكاء الاصطناعي لخدمة الحشود بتطبیق نظام “التفویج الذكي”، الذي یستخدم تقنیات الذكاء الاصطناعي لتحلیل حركة الحشود على جسر الجمرات والمسارات الرئیسیة الأخرى، لضمان سلاسة السیر وحفظ الحجاج من الاكتظاظ والتدافع وتقلیل زمن الانتظار.
التجربة القطریة
تملك قطر رصیدًا لیس بالقلیل في تنظیم المسابقات الریاضیة العالمیة (دورة الألعاب الآسیویة 2006، بطولة العالم لألعاب القوى 2010، كأس آسیا لكرة القدم 2011، كأس العرب 2021 وآخرھا كأس العالم لكرة القدم 2022)، حيث أبھرت قطر العالمَ في تنظیمھا للموندیال، لكن ما سیبھرك أكثر إدارتھا للحشود وما یتعلق بصحّة الجماھیر.
الاستثمار في البنى التحتیة
لغرض الاستعداد لمثل ھذه المناسبات الریاضیة، عملت الحكومة القطریة على توفیر بنیة تحتیة قویة ومتطوّرة لتوفیر خدمات صحیة عالیة الجودة، حیث تعاونت وزارة الصحة القطریة مع المؤسسات المحلیة والدولیة لتطویر الخطط الصحیة اللازمة لصحة وسلامة الحشود، في إطار شراكة “الریاضة من أجل الصحة” بین وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمیة.
فقد تمَّ افتتاح 10 مستشفیات حدیثة، 16 مركز رعایة صحیة أولیة وأكثر من 100 عیادة طبیة في ملاعب كرة القدم ومناطق المشجعین ومواقع الإقامة الرئیسیة، لضمان الدعم الطبي للحالات الطارئة، وتخصیص 4 مستشفیات تابعة لمؤسسة حمد الطبیة كمستشفیات داعمة تقدم الخدمات الطبیة لحاملي “بطاقة ھیا” بالمجّان (مستشفى حمد العام، مستشفى الوكرة، مستشفى حزم مبیریك العام ومستشفى عائشة بنت حمد العطیة)، وإضافة أكثر من 200 سیارة إسعاف إلى أسطول سیارات الإسعاف الـ 612 الذي تملكه قطر من طراز مرسیدس وبرادو.
التنظیم الرقمي
الحفاظ على النظام بالتأكید ھو أحد أسباب الحفاظ على سلامة الحشود، وللوصول إلى أعلى درجات التنظیم استعانت قطر بالمنظومات الرقمیة لإدارة الحشود التي تھدف إلى تقلیل الاحتكاك الجسدي وجمع البیانات بشكل یساعد على تحسین التخطیط لاحقًا.
ومن هذه المنظومات تطبیق احتراز، وھو تطبیق للھواتف یعمل على منع تفشي فیروس كورونا، حیث یعطي المستخدم المعلومات اللازمة في حالة الإصابة أو مخالطة المصابین، كما یوفّر دعم الفرق الطبیة المختصة عند الحاجة.
“بطاقة ھیا” الرقمیة، وھي بطاقة ذكیة إلزامیة لجمیع المشجّعین من حاملي تذاكر مباریات كأس العالم، تمكّنھم من الدخول إلى الملاعب، استخدام المواصلات العامة مجانًا والحصول على الخدمات الطبیة العاجلة بالمجان أیضًا.
ولتسھیل الوصول إلى الخدمة الطبیة، أطلقت وزارة الصحة القطریة موقعًا إلكترونیًّا یزوّد الزوار بمجموعة واسعة من النصائح والمعلومات الطبیة والوقائیة، المتعلقة بخدمات الرعایة الصحیة التي سیتم تقدیمھا خلال البطولة.
سرعة الوصول إلى الخدمة الطبیة
لدى قطر قدرة مميزة على توفیر إمكانیة الوصول إلى الخدمة الطبیة بوقت قیاسي مبھر، حیث تعمل خطتھا الصحیة على توفیر 4 أنواع من الخدمة، تبدأ من تخصیص خط ساخن للاستشارات الصحیة (الرقم 16000) الذي یوفر استجابة عاجلة لأي استفسار صحّي، تلیه شبكة من المستوصفات والعیادات الطبیة المجھّزة بشكل متكامل لتغطي كافة المناطق التي یتواجد بھا المشجّعون، حیث تمَّ إنشاء ھذه الوحدات الطبیة عند الملاعب، خیم المشجّعین، الفنادق وأماكن التجمھر، بالإضافة إلى إمكانیة إنشاء مستشفى میداني بالقرب من الملاعب تحسبًا لأي طارئ.
الخدمة الثالثة التي تطرحھا قطر ھي خدمة الطوارئ (الرقم 999)، حیث تسجّل دولة قطر وقتًا قیاسيًّا عالميًّا في سرعة الاستجابة وإیصال المریض إلى قسم الطوارئ، في داخل الدوحة لا یستغرق الوصول أكثر من 8 دقائق ومن خارج الدوحة قد یصل إلى 15 دقیقة.
الخدمة القیاسیة هذه مبنیة على 4 وحدات إسعافیة، وحدة إسعاف ألفا لنقل الحالات الطارئة، وحدة تشارلي وتستخدَم فیھا سیارة رباعیة الدفع للتدخلات الطبیة المتقدمة، تحمل مسعفًا متخصصًا بالحالات الحرجة، وحدة دلتا التي تضم فریقًا من المسعفین بإمكانھم علاج الحالات میدانیًّا، ووحدة الإسعاف الطائر وھي وحدة إسعافیة مخصصة للنقل السریع.
منع تفشي الأمراض المعدیة
بعد جائحة كورونا، ومخاوف معاودة تفشي أي مرض معدٍ في أماكن التجمعات، عملت قطر على عدة محاور للحفاظ على صحة الجماھیر، أولھا اختیار توقیت الموندیال حیث یعتدل الطقس نسبیًّا في شھرَي نوفمبر/ تشرين الثاني ودیسمبر/ كانون الأول، وزوّدت الملاعب بأنظمة تكییف تعمل على الطاقة الشمسیة للحفاظ على درجات حرارة تناسب اللاعبین والمشجّعین.
كما قللت الاحتكاك في المطارات، ومنعت الازدحامات في محطات المترو والمواصلات العامة، حیث استعانت قطر بشركة ترافیك تیكنولوجي لإدارة برنامج “المدینة الذكیة (Smart City)” الذي یمنع الازدحام والجمھرة في شبكة الطرق الموجودة في قطر، ومنعت تناول الكحول في الملاعب، ووفّرت خیارات الوجبات الصحیة لطلبھا وتناولھا، كما وفّرت اللقاحات في مؤسساتھا الصحیة للراغبین في تلقیه.
التقنیات الحدیثة
التقنیات الحدیثة المبھرة التي تمَّ العمل بھا ھي مستشعرات إلكترونیة یتم ربطھا على ملابس المشجعین لقیاس النبض والفعالیات الحیویة لهم، ترسل ھذه المستشعرات رسالة تحذیریة إلى مركز المراقبة المتصل بها لاتخاذ الإجراء اللازم.
كما استعانت قطر بالتقنیة الحدیثة لإنشاء غرف مشاھدة حسیة (Sensory viewing rooms) في الملاعب، توفیر أماكن ھادئة لمرضى التوحد ومرضى الحالات الخاصة، تعرض المباریات بشكل تفاعلي، ونِسَب إضاءة معیّنة دون صخب أو ضوضاء.
زیادة وعي المجتمع
عملت قطر على زیادة وعي المجتمع القطري حول الخطوات الواجب اتباعھا عند الحالات الطارئة، باتّباع “قواعد إنقاذ الحیاة الخمس” التي تشمل الاتصال فورًا على الرقم 999، معرفة الموقع الذي یوجد فیه المتصل، الإجابة عن كافة الأسئلة، اتّباع جمیع التعلیمات والإرشادات، وإفساح الطریق لسیارات الإسعاف.
بعد حدیثنا عن طب وسلامة الحشود و المرور على تجارب السعودیة وقطر الناجحة، لا بدَّ من القول إن إدارة صحة الجماھیر والحشود مجال جدید نسبیًّا للبحث العلمي، وھو في حالة تطور مستمر حیث یتمّ إجراء البحوث بشكل متزاید للوصول الى الأدلة التي تساعد لاحقًا على التخطیط والإدارة بشكل صحیح وناجح، وتطویر ھذا المجال یحتاج إلى إجماع دولي حول المفاھیم الأساسیة وتوحید أنظمة الإبلاغ، بما یساعد على إنشاء قاعدة معلوماتیة عالمیة یشترك فیھا العالم للوصول إلى تجمھرات ومناسبات عالمیة آمنة.