مملكة حمير
لم تتمتّع مملكة بنفوذ عسكري وسياسي في اليمن كما كانت عليه مملكة حمير، فعلى مدار أكثر من 5 قرون كاملة ظلت القوة المهيمنة في شبه الجزيرة العربية القديمة، كما كانت أكثر الشعوب العربية عددًا وأشهرها لدى الكتّاب العرب والمستشرقين على حد سواء.
وقد تمكّن فريق أثري سعودي فرنسي عام 2014 من اكتشاف نقش عربي طويل على صخرة مستطيلة تحكي عن الملك اليمني يوسف اليهودي، الذي قاد جيشًا جرارًا تجاوز عدده 25 ألفًا، متجهًا إلى شمال اليمن لحماية مملكته من الإثيوبيين، لكنه فشل في ذلك، وقد توصّل المكتشفون إلى أن هذا النقش يعدّ أقدم نقش بالأبجدية العربية في التاريخ، ويعود تاريخه المقدَّر إلى عامَي 469 و470م، وهو منسوب إلى عصر مملكة حمير الشهيرة.
ويرجّح الباحثون أن مملكة حمير التي استمرت قرابة أكثر من 600 عام (115ق.م-525م) قامت على أطلال ممالك اليمن القديمة (سبأ وحضرموت ويمنت) وضمّتها جميعها إليها في مملكة واحدة، ونجحت في توسيع رقعتها لتهيمن على شرق أفريقيا وعالم الأبيض المتوسط حتى أوائل القرن السادس الميلادي، حين سقطت على أيدي غزاة أكسوم الإثيوبيين بدايات العقد الثالث من القرن السادس.
وبينما كان السبئيون يتخذون من مأرب عاصمة مملكتهم القديمة سبأ، فإن سكان حمير اتخذوا من ظفار في الجهة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية (غرب صنعاء حاليًّا) عاصمة لهم، وكانت تُسمّى في السابق ريدان، واستطاعوا أن يحولوها مع مرور الوقت إلى واحدة من أهم العواصم العربية على مدار سنين طويلة، حيث كانت تتمتع بثقل سياسي وعسكري واقتصادي وديني كبير.
على أطلال ممالك اليمن
الحميريون فرع من قبائل سبأ، كانوا يقطنون ريدان قديمًا، حتى سنحت لهم الفرصة وتغلبوا على إخوانهم السابئيين أو اتحدوا معهم في نهاية دولتهم، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى ظفار بمحافظة إب لاحقًا، والتي اتخذوها عاصمة لهم فيما بعد، وبدأوا من هناك في بناء مملكتهم الجديدة التي سمّوها حمير.
وعن سبب تسميتها بهذا الاسم، يشير الباحثون إلى أن ذلك يرجع إلى الملك حمير نفسه (ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، أول من توِّج بالذهب وحكم قرابة 50 عامًا، وأنجب 6 أبناء، ومنهم تفرّعت قبائل مملكة حمير)، حيث كان يرتدي حلة ذات لون أحمر، وقد لاقت شهرة كبيرة بين أبناء القبائل فأطقلوا على المملكة “حمير”، وهناك روايات أخرى تشير إلى أن لفظة حمير جاءت في الكتابات المسندية وتعني التحالف القَبَلي أو التجمع، في إشارة إلى أن ملوك حمير كانت تتم تسميتهم بـ”تبع” أي يتبعون بعضهم بعضًا.
رسم تخيلي للملك حمير ابن سبأ
وقبيل إنشاء مملكة حمير كانت ممالك اليمن القديمة تعاني من حالة ضعف شديد وتدهور في الحكم والسلطة والنفوذ، حيث ظهر الإقطاعيون الذين سحبوا بساط الهيمنة على تجارة البحر الأحمر من تحت السبئيين، ما تسبّب في إضعاف المملكة القوية.
تزامن ذلك مع تفتُّت قوى حضرموت ويمنت، وهو ما شجّع عدد من القبائل إلى الفرار إلى ظفار للمكوث فيها، وكانت لا تزال تتمسّك بقوتها وثقلها، بسبب القوة التي كانت تتمتع بها قبائل حمير التي دخلت في نزاع ضد همدان وحضرموت لقرابة قرن ونصف تقريبًا، واستطاعت بعد معارك ضارية أن تهيمن على تلك الممالك وتخضعها لإمرتها في النهاية، لتدشّن واحدة من أقوى الممالك في اليمن.
ملوك حمير
اختلف الباحثون في تحديد هوية الملوك الذين تناوبوا على حكم حمير، فالأسماء التي عُثر عليها في الآثار المنقوشة تتجاوز الـ 100 ملك، إلا أن كثيرًا منهم لم يستدل على فترة حكمه ولا الإسهامات التي تمّت في عصره، وهو ما دفع بعض المؤرخين في النهاية إلى تقسيم ملوك حمير إلى قسمَين، كما ذكر جورجي زيدان في موسوعته “العرب قبل الإسلام”.
القسم الأول يُسمّى “ملوك الطبقة الأولى”، وهم ملوك سبأ وذو ريدان الذين حكموا من عام 115ق.م حتى 275م، وأبرزهم علهان نعفان (115-80ق.م)، شعرا وتارا بن علهان (80-50ق.م)، بريم أيمن بن علهان (50-35ق.م)، كرب إيل وتار (30-75م) وهل أيل يحز (145-170م).
أما القسم الثاني فيُسمّى “ملوك الطبقة الثانية”، وهم ملوك سبأ وريدان وحضرموت وغيرها، والذين حكموا فترة 275-525م، وأبرزهم شمر يهرعش (275-300م)، ذو القرنين (300-320م)، بلقيس (330-345م)، أبو كرب أسعد (385-420م)، شرحبيل يعفر (425-455م) وذر نواس (515-525م).
ويعدّ الملك شمر يهرعش أقوى الملوك الذين حكموا حمير بحسب الباحثين، فرغم أن حكمه لم يدُم أكثر من 25 عامًا إلا أنه حقق فتوحات كبيرة، حيث وطأ أرض العجم وفارس وخراسان وافتتح مدائنها، وهو من أسّس مدينة سمرقند الشهيرة، والتي كانت تُسمّى قديمًا شمركند نسبة إليه، مع الوضع في الاعتبار أن بعض المؤرخين يشكّك في تلك الرواية، ويرى أن هناك مبالغة في سرد الفتوحات التي قام بها شمر يهرعش.
ومن مشاهير الحكم كذلك أفريقس ذو القرنين، وكان العرب يسمّونه “الصعب”، وهو بحسب الروايات التاريخية فاتح بلاد المغرب في الشمال الأفريقي، وهو من نقل قبائل العرب إلى هناك، كذلك أبو كرب أسعد الذي ينسَب إليه غزو أذربيجان وهزيمة الترك، ويقال إن ملوك الهند كانوا يهابونه بشكل كبير وتقرّبوا منه عبر المنح والعطايا.
وفق بعض المؤرخين، فإن ملوك حمير كان يوصفون بـ”التبابعة” نسبة إلى “تُبَّع”، وهو لقب يوصف به الحاكم في القرون القديمة، إلا أنه لم ترِد في النقوش التاريخية أي لفظة تشير إلى ذلك، بل كان يلقّب الحاكم بالملك أسوة بالممالك المجاورة.
وكانت أقرب مفردة لتلك الكلمة هي “ذي بتع” التي وردت في النصوص القديمة، وتشير إلى جزء من قبيلة همدان وليس الحميريين، وربما تمَّ تحريفها لتصبح “تُبَّع”، أما القول الراجح في هذا الاسم أن الملوك كانوا يتبعون بعضهم بعضًا ولذا سُمُّوا بالتبابعة.
أول مملكة يهودية في الجزيرة العربية
في القرن الميلادي الأول، بدأت هجرة اليهود الفلسطينيين الفارّين من البطش الروماني إلى شبه الجزيرة العربية، حيث اتخذوا من حمير مستقرًّا لهم، ليكونوا فيما بعد أول مملكة يهودية في المنطقة العربية، وآخر مملكة كذلك، فيما انتشروا بعد ذلك في بقاع أخرى مثل خيبر ويثرب.
لم يكن اختيار اليهود لليمن اختيارًا عشوائيًّا، فالثقل الإقليمي الذي كانت تتمتّع به حمير تحديدًا، تلك المملكة صاحبة النفوذ الكبير والحضور الاقتصادي الرائع كونها تقع على ممرّ طريق التجارة الشهير بين الشرق والغرب، أسال لعاب اليهود الذين هرولوا إليها للاستفادة من تلك المميزات في توطين أقدامهم في تلك الأرض الجديدة.
تاريخيًّا، يسعى اليهود إلى السيطرة على منافذ العالم الاقتصادية، مؤمنين أن الاقتصاد بوابتهم الكبرى لتوسيع نفوذهم وإجبار العالم على الاعتراف بهم، وهو ما كان حين اختاروا اليمن مستقرًّا لهم، فمن خلال هذا الوطن الجديد، الذي يشرف على طرق التجارة العالمية سواء البحرية المارّة بالبحر الأحمر والخليج الفارسي والمحيط الهندي، أو طرق القوافل الممتدة عبر الصحاري العربية، يمكنهم أن يبنوا مركزًا تجاريًّا رائعًا بين دول الحضارات القديمة في الهند ومصر والشام وبلاد اليونان والرومان على حد سواء.
المؤرخ العراقي الشهير، جواد علي، استعرض في موسوعته “المفصل في تاريخ العرب” إحدى الروايات الخاصة بدخول اليهودية لليمن، لافتًا أن شخصًا من حمير كان يُدعى “تبع” وكان في حرب في الشمال، وخلال مروره على مدينة يثرب التقى بشخصَين من يهود بني قريظة، فعلّماه اليهودية فاقتنع بها، وعلى الفور حملها إلى أهل اليمن، وإن قوبلت تلك الرواية ببعض التشكيك، إذ إنه من الصعب انتشار اليهودية في بلد شاسع كاليمن من خلال لقاء عابر كهذا.
وبعد استقرارهم في حمير نجح اليهود في تكوين شبكة علاقات قوية مع شتات اليهود في ممالك الجزيرة العربية، اليمن والشام والحجاز، حيث تبادلوا الزيارات لتزداد الهجرات اليهودية لحمير فيما بعد والتي تحولت إلى مملكة يهودية بامتياز، حيث نجح اليهود فيها في غرس وجودهم في الجزيرة، مستفيدين من الأجواء السمحة دينيًّا ودنيويًّا التي كانت تخيّم على المملكة، فلم يعترضهم أحد ولم يقف أمام تمددهم الاقتصادي أبناء المعتقدات الأخرى.
ويثمّن الكثير من الباحثين الإسرائيليين تلك الأجواء السمحة في بلاد اليمن القديم، فلم تكن العصبية الدينية هي المسيطرة، ومن ثم وجد اليهود البيئة الخصبة للتمدد والانتشار، حيث حقّقوا نجاحات كبيرة على مستوى الاقتصاد والتجارة، وباتوا يهيمنون على خط التجارة الأبرز بين الشرق والغرب، ويسيطرون على منافذ العبور البرّي والبحري في قلب العالم.
ومع بدايات عام 380م أصبحت حمير بلدًا يهوديًّا، قيادة وشعبًا، وقد ظهرت بعض الروايات التي تشير إلى أن حمير واليمن بصفة عامة هي أرض الميعاد التي عاش فيها بنو إسرائيل وليس فلسطين، وأن القدس تقع في اليمن وليس في الشام، كما ذهب الباحث اللبناني كمال الصليبي في كتابه “التوراة جاءت من جزيرة العرب“، والذي اعتبر أن إسقاط المرويات التوراتية على فلسطين قراءة خاطئة للتوراة، إذ إن بلاد اليمن هي المقصود بتلك المرويات.
هذا التمدد اليهودي أثار حفيظة “نصارى الحبشة” والدولة البيزنطية (الروم)، والتي كانت تنصّب نفسها في ذلك الوقت حامية للكنيسة الشرقية والمسيحيين في بلاد العرب، خاصة بعد تشريع حمل السلاح للدفاع عن حمير في مواجهة الدول المسيحية وحلفائها في المنطقة، ما حوّل الأزمة من صراع ديني إلى صراع نفوذ اقتصادي وسياسي.
ووصل تغوُّل اليهودية في حمير إلى استعداء المسيحيين، ما دفع الملك اليمني حينها، والذي كان يُدعى يوسف أثأر يثأر وشهرته “يوسف اليهودي”، إلى شنّ حملة استهداف واسعة ضد المسيحيين، فأحرق كنيسة ظفار وقتل قساوستها، ثم أحرق كنيسة بلدة المخا الساحلية في تهامة، ثم توجّه بعدها إلى حصن مادبان، والذي منه سُمّي مضيق باب المندب، كما أمر بعض جنوده بالتوجه إلى نجران عام 522م وقتل ما بين 2000 و20 ألف مسيحي، فيما أوقد الناس في أخدود عميق هناك وهدّد بإلقاء أي مسيحي لا يرتدّ عن دينه ويدين باليهودية.
وعقب ورود تلك الأنباء إلى إمبراطور بيزنطة، أمر على الفور بتجييش جيش قوامه 70 ألف مقاتل والتوجُّه فورًا إلى اليمن، وحين وجد يوسف اليهودي هذا الجيش الجرار لم يستطع المقاومة فانتحر بفرسه في البحر، لتسقط اليمن في أيدي الرومان مرة أخرى ويفرض الأحباش سيطرتهم على الممرّات التجارية في البحر الأحمر، معلنين سقوط آخر ممالك اليمن عام 525-526م.
الاقتصاد والفنون والعمارة
تتميز مملكة حمير كبقية ممالك اليمن بالطرز المعمارية الفريدة، وهو ما توثّقه النقوش والرسومات الموجودة على الجدران حتى اليوم، إذ لا تزال الكثير من المعالم المتواجدة في مدينة تلا بمحافظة عمران شمال غرب صنعاء، شاهدة على ما كانت تتمتّع به تلك الحضارة من رقي وتقدُّم.
وكما قال المؤرخ العظيم ابن خلدون في “مقدمته”، إن “العنصر الرئيس للحضارة هو إنشاء المدن وبناء البلدان والأمصار..”، فإن القصور والمعابد والحصون والقلاع التي شهدتها مملكة حمير، والنمط المعماري المتفرد الذي كانت عليه، أكبر دليل على أن تلك البقعة الجغرافية كانت حضارة مكتملة الأركان.
وكشفت الرسوم الجدارية والنقوش التي عُثر عليها، أن بعض الطوابق في ممالك اليمن القديمة كان تتعدى 20 طابقًا، هذا بخلاف انتشار القصور كما هو حال قصر سلحين في مأرب وغمدان في صنعاء، وهي القصور التي خضعت في النهاية لمملكة حمير وأُدخلت عليها الطرز المعمارية المتفردة في ذلك الوقت.
ورافق التقدم العمراني تقدم آخر في مجال الفنون والإبداع، حيث تميز الحميريون بنحت التماثيل والنقوش، بجانب اشتهارهم بالرقص الذي كان سمة حضارية في ذلك الوقت، وكانت كل مملكة تتميز برقصة خاصة بها كأحد معالمها الثقافية، فهناك الرقصة التهامية والرقصة الهمدانية والحارثية واليافعية والمأربية والظفارية، وكانت كل منها تختلف في الحركات والموسيقى المستخدمة وتعبّر عن قبيلة بعينها، ففي المناطق الجنوبية مثلًا كانت رقصات الشبواني والشرح والزفين، بينما انتشرت رقصة البرع في المناطق الحضرية في حضرموت وعدن.
على المستوى الاقتصادي، فشأن حمير كشأن سبأ وغيرها من ممالك اليمن القديم، حيث الموقع الحيوي على خطوط الاتصال بين تجارة الشرق والغرب، وهو ما منحها قوة اقتصادية ومكانة استراتيجية كبيرة بين الحضارات المتواجدة في ذلك الوقت، وبحسب المدوَّن في كتاباتهم القديمة كان الحميريون يتاجرون بالبخور واللبان والصمغ، ولعلّ هذا كان السبب الرئيسي في استيطان اليهود للمملكة وإسالة لعاب الممالك الأخرى.
سقوط آخر ممالك اليمن قبل الإسلام
يُجمع الباحثون على أن سقوط حمير كان على أيدي الرومان والحبشيين، ردًّا على تغوُّل اليهودية في المملكة والانتهاكات المرتكبة بحقّ المسيحيين، حيث كانت الدولة البيزنطية في ذلك الوقت هي ممثل الكنيسة الشرقية وحامية المسيحيين العرب، لكن لم يكن ذلك هو السبب الوحيد لهذا السقوط المدوي، إذ إن مملكة بتلك القوة والعتاد والثقل من الصعب أن تنتهي بهذه الطريقة.
وهنا يرجّح المؤرخون وجود أسباب أخرى وراء انهيار المملكة، بعضها إداري والآخر بيئي، الأول يتعلق بضعف الحكّام وتفتُّت القبائل وانتشار النزاعات بينهم، وتمدد رقعة الصراعات على مناطق النفوذ والموارد، ما تسبّب في النهاية في إضعاف المملكة بشكل كبير، ما أعطى الممالك الأخرى الضوء الأخضر للانتقام.
وعلى الجانب الآخر هناك عامل بيئي لا يقلّ أهمية عن العوامل السابقة، فوفقًا للدراسة التي أعدّها أستاذ جيولوجية الزمن الرابع في جامعة بازل السويسرية، دومينيك فليتمان، ونُشرت في مجلة “Science” في 16 يونيو/ حزيران 2022، فإن التغيرات المناخية التي شهدتها شبه الجزيرة العربية، لا سيما الجفاف الشديد، كانت سببًا رئيسيًّا في سقوط حمير.
الدراسة تستند في مضمونها على سجلّ هطول الأمطار ودرجات الحرارة في جنوب شبه الجزيرة العربية خلال القرن السادس الميلادي، لافتة إلى أن الجفاف الذي تعرّضت له في ذلك الوقت أفقد حمير مقوماتها الاقتصادية، خاصة أنها بلاد قائمة على الزراعة والرعي والتجارة، وأن حبس المياه عنها وتعرضها للجفاف يعني هدم تلك المرتكزات الاقتصادية المهمة، ما ساهم في النهاية في انتشار النزاعات القَبَلية والصراعات للحصول على الموارد الشحيحة، ووقوع السكّان بين ثنائية الجوع والحرب، حيث ربط معدّ الدراسة بين موجات الجفاف التي تعرضت لها المنطقة والتغيرات الاجتماعية والسياسية التي حدثت لها، ما أدّى في النهاية إلى انهيار تلك المملكة.
وهكذا استمرت مملكة حمير طيلة 5 قرون كاملة متربّعة على عرش الجزيرة العربية، سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، نجحت خلالها في تقديم نفسها كنموذج دولة متكاملة الأركان، ولها إسهامات حضارية شهد بها الجميع، ومع سقوطها تسقط آخر ممالك اليمن قبل الإسلام، مسطرة تاريخًا لا يمكن تجاوزه أو تجاهله أيًّا كانت المبررات.