عقد في مدينة أنطاليا التركية الاجتماع التشاوري السنوي لوزارة التعليم بحضور وزير التعليم “نابي أفجي” لبحث عدد من المسائل المتعلقة بتطوير النظام التعليمي في تركيا وجعله أكثر فائدة للتلميذ.
ومن أهم التوصيات التي خرج بها الاجتماع التشاوري والتي سيتم عرضها على الحكومة وربما على البرلمان حتى يتم إقرارها وبدء العمل بها، توصية بإقرار دروس دينية يتلقاها التلاميذ منذ الصف الأول الابتدائي عوضًا عن تلك التي تدرس الآن في الصف الرابع الابتدائي، وتوصية أخرى بإقرار دروس لتعلم اللغة “التركية العثمانية” في المرحلة الثانوية، وكذلك تشجيع دورات تحفيظ القرآن وتمكين التلاميذ من الانقطاع عن حضور الدروس والاكتفاء بحضور الامتحانات فقط لمدة سنتين يقوم خلالها التلميذ بتلقي دروس موازية لحفظ القرآن.
الاجتماع استمر لمدة ثلاثة أيام ناقش خلالها مسائل أخرى متعلقة بجداول وبرامج الدروس التعليمية في المدارسة الابتدائية والثانوية، وكذلك سبل رفع كفاءة المعلمين ومديري المدارس، وتطوير المؤسسات التعليمية والتربوية وزيادة أمن المدارس.
وجاء في بيان الاجتماع التشاوري انتقاد تجاهل اللغة “التركية العثمانية”، حيث قال البيان: “إن الأتراك هم الشعب الوحيد الذي ليس لدية إمكانية قراءة الكلمات المكتوبة على قبور أجدادهم العثمانيين، وهذا يعتبر عيبًا كبيرًا لا يمكن التغاضي عنه”.
وفور صدور التوصيات، أعلن حزب الشعب الجمهوري المعارض (أسسه مصطفى كمال أتاتورك) عن رفضه لهذه التوصيات، وقال رئيس كتلته البرلمانية “عاكف حمزة تشابي”: “هناك حاجة لتكييف اللغة التركية مع الآثار العثمانية، لا أجد تعليم اللغة العثمانية قرارًا صائبًا .. مع الأسف، أطفالنا ليسوا بأفضل حال في مادة الرياضيات، فتركيا تحتل المرتبة الـ 44 ضمن 65 دولة، اتركوا اللغة العثمانية، واتجهوا نحو الرياضيات والمواد العلمية”.
واللغة التركية العثمانية التي تسمى في تركيا بـ “لسانِ عثمانِی”، هي نوع من اللغة التركية وكانت تستخدم في الإدارة العثمانية كلغة رسمية لدولة الخلافة، وهي كذلك اللغة الأدبية للإمبراطورية العثمانية، ويصفها المختصون في اللغات بأنها لغة كثيرة “الاقتراض” من اللغات الأخرى (تتضمن كلمات كثيرة من اللغات الأخرى) وخاصة من اللغة العربية ثم الفارسية بدرجة أقل.
وبعد قيام “مصطفى كمال أتاتورك” بتأسيس الجمهورية التركية في سنة 1923، قام الرجل بإصدار قرار بمنع كتابة اللغة التركية عبر الحروف العثمانية عربية الأصل واستبدالها بحروف جديدة مطابقة للحروف اللاتينية مع تغييرات قليلة، وبالكتابة من اليسار إلى اليمين عوضًا عن الكتابة من اليمين إلى اليسار.
وفي سنة 1932، كلف مجموعة من كبار المختصين في اللغات بإنشاء جمعية اللغة التركية، وطلب منهم القيام بأبحاث حول اللغة التركية وإعادة تشكليها عبر استبدال ما أمكن من الكلمات ذات الأصل العربي والفارسي بما يُقابلها من التركية؛ مما أدى إلى استبدال عدة مئات من الكلمات ذات الأصول الأجنبية بأخرى تركية، ومنع جميع الصحف والجرائد من استخدام تلك المصطلحات وإجبارها على استخدام ما استحدث من عبارات وكلمات جديدة.