لم يتمكن الأمريكيون من الإفراج عن الصحفي الأمريكي “لوك سومرز” من أيادي القاعدة إلا جثة هامدة، رغم التدابير العسكرية التي قامت بها القوات الخاصة اليمنية لمكافحة الإرهاب وفريق من المارينز الأمريكي يصل عددهم إلى 70 جنديًا، حسب المصادر.
سومرز الذي اختطفته القاعدة قبل عام وشهرين، حسب ما أشارت إليه تقارير صحفية، تم اختطافه بالعاصمة صنعاء في سبتمبر من العام 2013م.
وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد نشر الأربعاء الماضي – قبل مقتل سومرز بيومين – تسجيلاً مصورًا تم بثه على مواقع التنظيم بالإنترنت، يظهر فيه رهينة أمريكي مهددًا بالقتل، وقال الرجل الذي يحمل تاريخ ديسمبر 2014م إنه أمريكيًا يدعى “لوك سومرز” وعمره 33 عامًا.
في التسجيل ذاته هدد القيادي في التنظيم “نصر الأنسي” بإعدام الرهينة مالم تلبي الولايات المتحدة مطالب التنظيم، ولم يورد الأنسي تفاصيل المطالب، إلا أنه أكد بأن واشنطن “تعلمها جيدًا”، وتابع الأنسي “وإلا فإن الرهينة الأمريكي المحتجز لدينا سيلاقي مصيره المحتوم”.
هذا وحول حادثة مقتل سومر، تحدث مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا اليمنية لوكالة الأنباء اليمنية سبأ بالقول: “بعد توفر معلومات لدى الأجهزة الأمنية عن مكان تواجد الصحفي الأمريكي ومواطن آخر يحمل جنسية جنوب أفريقيا في منزل الإرهابي سعيد الدغاري بقرية عبدان بمحافظة شبوة – جنوب اليمن -، واللذان تم اختطافهما من قبل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، فقد تمكنت قوات مكافحة الإرهاب في الساعات الأولى من فجر أمس الأول، السبت، وفي حملة أمنية بالتنسيق مع الأصدقاء الأمريكيين، من تنفيذ عملية نوعية لتحرير الرهينتين المختطفتين”.
وأوضح المصدر بأن الحملة الأمنية في البدء طلبت من العناصر الإرهابية تسليم أنفسهم والإفراج عن الرهينتين، إلا أن تلك العناصر رفضت ذلك وقامت على الفور بإطلاق النار على الرهينتين لتصفيتهما؛ الأمر الذي اضطر الحملة الأمنية لمهاجمة المنزل الذي كانت تتواجد فيه العناصر الإرهابية مع الرهينتين، ولفت المصدر إلى إنه تم تحرير الرهينتين وإسعافهما في المستشفى الميداني المرافق للحملة، غير أنهما توفيا في وقت لاحق بعد إسعافهما.
وأشار المصدر العسكري إلى أنه أُصيب في العملية أربعة من قوات مكافحة الإرهاب، ومصرع تسعة من “الإرهابيين” معظمهم من عائلة واحدة.
هذا وقالت مصادر محلية بأن سكان وادي عبدان بمحافظة شبوة – جنوب اليمن – إنهم سمعوا دوي انفجارات واشتباكات هي الأعنف من نوعها، مع تحليق مكثف للطيران.
ونقلت مصادر إعلامية بأن العملية استمرت سبع ساعات بدأت في الواحدة بعد منتصف الليلة قبل الماضية واستمرت حتى الثامنة صباحًا من يوم السبت، وأضافت المصادر أن العملية تضمنت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة وتحليقًا مكثفًا لمروحيات حربية استنفرت عناصر التنظيم المتمركزة في المكان.
وقد أقرت الولايات المتحدة الأمريكية الخميس الماضي، بفشل محاولة إنقاذ الصحفي “سومرز”، الأمريكي الوحيد من بين 12 من الرهائن المحتجزين من قبل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقال الأميرال جون السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية في بيان له إن “المهمة فشلت لأنه لم يكن موجودًا أثناء الغارة “.
وأدان الرئيس الأمريكي “بارك أوباما” قتل الصحفي سومرز بوصفه عملاً همجيًا، وقال في بيان أصدره البيت الأبيض بعد تقديمه العزاء لأسرة القتيل: “من مسؤوليتي أن أفعل كل ما هو ممكن لحماية المواطنين الأمريكيين”، وتابع: كان سومرز مصورًا صحفيًا، وجاء إلى اليمن في سلام، وهُدد من قبل منظمة إرهابية خسيسة، مضيفًا أن الاستخفاف القاسي بحياة لوك هو دليل على عمق فساد تنظيم القاعدة ووحشيته وسبب آخر يجب أن يدفع العالم إلى السعي دائمًا لهزيمة أيدلوجيته الشريرة”.
هذا ويرى محللون بأن هذه الحادثة ستعمل على تدخل أمريكا بشكل أكثر مما كانت عليه في الشأن اليمني، وربما ستعمل على تغيير سياستها تجاه اليمن وتجاه الأحداث الجارية فيها، ومن المقرر انعقاد مؤتمر صحفي للسفير الأمريكي بصنعاء يوم غد، الثلاثاء، يتحدث فيه عن مستجدات القضية ومدى تأثير ذلك على العلاقة بين البلدين.