“كان دايمًا فاشل في الثانوية .. يادوب جاب خمسين في المية” كان هذا هتاف خاص بالأولتراس في بداية الأمر، لكن سرعان ما انتقل إلى كافة المسيرات والمظاهرات – ولا يكاد يخلو من أي منهم – وهو يشير إلى ضباط الداخلية بمصر ويصفهم بالفشل، لكن هل هم كذلك بالفعل؟
يؤسفني أن أخبرك أن الوضع ليس كما نتخيل، فصاحب الخمسين بالمئة هذا كان قادرًا على حشد وتحريك الملايين كيفما ووقتما شاء، بالإضافة إلى أنه كان قادرًا على إقناعهم بأمور ما كان يخطر ببال أحدنا أن يصدقها أحد، كما أنه كان قادرًا على التغلب – في هذه المرحلة على الأقل – على أحد أكبر التيارات وأكثرها شعبية، ألا وهو – كما نعلم – التيار الإسلامي وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين.
فلماذا إذن لا نفكر ونخطط كما يفكر هذا “الفاشل”؟ إن الشرطة المصرية عقب جمعة الغضب كانت في وضع أشبه باللص الذي يلاحقه شارعًا بأكمله، فكيف عادت بكل هذا الجبروت والقوة بتأييد أهل هذا الشارع نفسه؟!
“الزن على الودان أمر من السحر”، هذا هو ما طبقه النظام حرفيًا، فقد اتخذ من هذا المثل الشعبي خطة، فصور للناس الأبيض أسود والأسود أبيض والخير شر والشر خير؛ وفي النهاية وصل النظام إلى مراده وأصبح هو الحاكم بصورة رسمية من جديد.
إذن لماذا لا يسلك المعارضون للنظام هذا الطريق بدلاً من المهاترات والمناوشات التي نراها ليل نهار على شبكات التواصل الاجتماعي فيما بينهم، ولماذا لا يتعلم المعارضون وعلى رأسهم الإخوان من هذا “الفاشل” بدلاً من الإصرار على السير في طريق لا فائدة منه، ولماذا لا يتحدوا سويًا على الأقل لنيل الحرية ويختلفوا ويسب بعضهم بعضًا فيما بعد.
ختامًا يؤسفني أن أقول لك عزيزي القارئ إننا نحن أصحاب الخمسين بالمئة.