شارف عام 2022 على النهاية حاملًا في دفتر ذكرياته العديد من الأحداث التي جعلت منه عامًا مفصليًّا لدول العالم على عدّة أصعدة، اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، ولعلّ الغزو الروسي لأوكرانيا كان الحدث الأكبر، حيث جرَّ خلفه تغيرات في مناحي الحياة كافة، وفي هذا التقرير جمعنا أبرز المحطات التي توقف فيها قطار هذا العام حول العالم.
غزو روسيا لأوكرانيا
في 24 فبراير/ شباط 2022، شنّت روسيا غزوًا شاملًا استهدفت فيه الأراضي الأوكرانية، وعلى عكس التوقعات قاومت أوكرانيا الهجوم الروسي ثم بدأت في ردّ القوات الروسية، وتخلت موسكو عن محاولتها للسيطرة على كييف وتحولت إلى الاستيلاء على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وقد شنّ الأوكرانيون هجومًا مضادًّا أدّى إلى تحرير مدينة خاركيف الشمالية الشرقية، ثم تخلت القوات الروسية عن مدينة خيرسون جنوب شرق البلاد.
احتشدت الدول الغربية خلف أوكرانيا، وفرضت الدول هذه عقوبات صارمة على روسيا فيما قدّمت إلى كييف المال والدعم العسكري، ومع انتهاء عام 2022 بدا وقف إطلاق النار بين البلدَين بعيدًا، حيث استهدفت روسيا البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا، وقد أسفر الغزو عن مقتل الآلاف من كلا الجانبَين، فضلًا عن أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث نزح ما يقدَّر بنحو 8 ملايين شخص داخل البلاد بحلول أواخر مايو/ أيار، و7.8 ملايين أوكراني فرّوا من البلاد بحلول 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.
كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن واشنطن قدّمت حتى الآن أكثر من 47 مليار يورو إلى كييف منذ نهاية يناير/ كانون الثاني 2022، بينها حوالي 22.9 مليار يورو عبارة عن مساعدات عسكرية، وأضافت أن دول الاتحاد الأوروبي قدمت دعمًا فرديًّا لأوكرانيا قدّر بنحو 16 مليار يورو (نحو 17 مليار دولار)، فيما بلغ مجموع الدعم المقدّم من صناديق مؤسسة الاتحاد نفسها حوالي 30 مليار يورو.
أما عن استشراف الوضع الذي ستؤول إليه الأمور في العام المقبل، عام 2023، نشر موقع “ناشونال إنترست” أن “أزمة متعددة الأوجه ناجمة عن حرب أوكرانيا، فكيف ومتى ستنتهي الحرب في أوكرانيا يظل لغزًا”. وأضاف الموقع أنه “مع ذلك، فإن حلقة الأزمة المتعددة الأوجه المتتالية من الحرب -الطاقة وانعدام الأمن الغذائي والتضخم والتباطؤ الاقتصادي- قد تولّد إرهاق أوكرانيا في الغرب، ما يهدد الدعم الحيوي”.
وبحسب الموقع، ستولّد الحرب مخاطر متعددة مترابطة من نزاع مستمر ومتوقف وتصعيد، في حال أرسلت الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي أسلحة متقدمة إضافية إلى كييف ردًّا على قصف بوتين، واستخدام روسيا للسلاح النووي، وانقسام بين أمريكا والاتحاد الأوروبي حول كمية ونوعية المساعدة العسكرية لمواصلة تقديمها إلى كييف، واحتمال وقوع الخطر المتوقع هنا -كما يراه الباحثان- أعلى من المتوسط.
أزمة طاقة وغذاء عالمية
بدأت أزمة الطاقة العالمية في أعقاب جائحة كورونا عام 2021، حيث واجه معظم العالم تقلُّبًا في أسعار النفط والغاز وأسواق الكهرباء، وتفاقمت الأزمة أكثر بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا هذا العام، وقد أدّى نقص الغاز على وجه الخصوص إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة استخدام الفحم، وتعدّ هذه الأزمة هي الأقسى على مدى 50 عامًا مضت.
هددت التعزيزات العسكرية الروسية خارج أوكرانيا وما تلاها من غزو إمدادات الطاقة من روسيا إلى أوروبا، وساهمت العقوبات الدولية على روسيا بتعميق أزمة الطاقة حيث قلّصت روسيا شحنات الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1″، ولاحقًا أوقفتها بالكامل في أوائل أيلول/سبتمبر.
إضافة إلى ما سبق، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 خفضت منظمة أوبك إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًّا، زاعمة أنها تحاول منع تقلب الأسعار.
أدّت أزمة الطاقة إلى أزمة غذاء عالمية، حيث أدّى ارتفاع أسعار الطاقة إلى ارتفاع التكاليف الزراعية، ما ساهم في زيادة أسعار المواد الغذائية عالميًّا، وبحسب موقع “ناشونال إنترست” فقد سلّط برنامج الأغذية العالمي الضوء على “حلقة نار” من الجوع وسوء التغذية تمتدّ عبر العالم من أمريكا الوسطى وهاييتي إلى شمال أفريقيا والساحل وغانا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ثم شرقًا إلى القرن الأفريقي وسوريا واليمن وتمتدّ إلى باكستان وأفغانستان، واحتمال المخاطر هنا عالٍ وكل ذلك في سياق الأزمات الطاقاوية والغذائية العالمية.
التضخم
شهد عام 2022 ارتفاعًا في منسوب التضخم الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، نتيجة الإغلاقات بسبب كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تعطلت سلاسل التوريد العالمية، ما أدّى إلى ندرة في مجموعة واسعة من السلع، وقد تسبّب ارتفاع الأسعار بزعزعة السياسة في الدول.
احتجاجات إيران
شهدت إيران عام 2022 التحدي الأكبر لنظام الحكم القائم في البلاد منذ وصوله إلى السلطة عام 1979، وبدأت الاحتجاجات في سبتمبر/ أيلول عندما اعتقلت شرطة الأخلاق في طهران مهسا أميني، البالغة من العمر 20 عامًا، بتهمة عدم تغطية شعرها بشكل صحيح، وقد توفيت أميني في سجون الشرطة، وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”.
كما العادة، ألقى القادة الإيرانيون باللّوم على الولايات المتحدة و”إسرائيل” في هندسة هذه الاحتجاجات، وتحاول الحكومة قمع الاحتجاجات بالقوة ونتيجة لذلك قُتل أكثر من 450 متظاهرًا، كما بدأت السلطات بإعدام بعض المساجين الذين اُعتقلوا على خلفية هذه الاحتجاجات بتهمة ارتكاب جرائم ضد الدولة.
أمراض وأوبئة
بعد 3 سنوات من ظهور جائحة كورونا على الساحة العالمية، أعلن رئيس منظمة الصحة العالمية أن نهاية الوباء “وشيكة”، وهذا العام أنهت معظم دول العالم عمليات الإغلاق، كما تخلّت عن التدابير الوقائية التي رافقت عامَي 2021 و2020 من أجل هذه الجائحة، لكن الاستثناء الوحيد كان في الصين التي خرج منها هذا الفيروس.
بدأت الصين فرض إجراءات صارمة بعد وجود حالات تدلّ على تفشي المرض مجددًا، لكن الصينيين لم يقبلوا بالإغلاق الجديد وبدأوا باحتجاجات، ما دفع الحكومة إلى تخفيف الإجراءات، فيما تقول مصادر صحية إن هناك مخاوف من ارتفاع الوفيات نتيجة وباء كورونا في الصين عام 2023.
بعيدًا عن كورونا، انتشر وباء جديد أثار المخاوف عالميًّا، فمنذ أوائل مايو/ أيار 2022 تمَّ الإبلاغ عن حالات بمرض جدري القردة في 110 دولة، وقد سجّلت منظمة الصحة العالمية ما يقرب من 83 ألف إصابة مؤكدة بهذا الفيروس، ورغم أن تقييم المخاطر من قبل منظمة الصحة يصنّف الفيروس على أنه معتدل، فقد تمَّ إعلانه على أنه حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا.
التغيُّر المناخي
شهد العام 2022 زيادة في الكوارث المرتبطة بالتغير المناخي، حيث قال الخبراء إن صيف عام 2022 كان الأكثر حرًّا على الإطلاق في أوروبا، وسُجّلت درجات حرارة قياسية وموجات حرّ تسبّبت في جفاف وحرائق هائلة، وذكرت المراصد أن أكثر من 660 ألف هكتار من الغابات احترقت بين يناير/ كانون الثاني ومنتصف أغسطس/ آب في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعدّ رقمًا قياسيًّا، كما سجّلت الأنهار الجليدية في جبال الألب خسارة قياسية في الكتلة الجليدية.
بدورها قالت منظمة الصحة العالمية إن ما لا يقلّ عن 15 ألف وفاة مرتبطة مباشرة بموجات الحرّ هذه في أوروبا، كذلك سجّلت الصين حرارة قياسية في أغسطس/ آب، فيما يهدّد الجفاف بحدوث مجاعة في القرن الأفريقي، وسجّلت الحرائق وإزالة الغابات أرقامًا قياسية في منطقة الأمازون البرازيلية، أما في باكستان تسبّبت الفيضانات غير المسبوقة في مقتل أكثر من 1700 شخص وتشريد 8 ملايين آخرين، فيما غرق ثُلث البلاد تحت المياه.
وقد قررت دول العالم الأول دفع ثمن الضرر الذي يلحقه العالم بالدول الفقيرة من خلال إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، وقد تمَّ اتخاذ القرار الذي وُصف بأنه “تاريخي” في قمة المناخ للأمم المتحدة في شرم الشيخ في مصر، التي انعقدت في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ووافق المؤتمر على تشكيل “لجنة انتقالية” لتقرير كيفية تقديم الأموال ومن سيساهم في الصندوق، وستتم مناقشة توصياتها في COP 28 العام المقبل، ومع ذلك يبقى أن نرى مقدار ما تمَّ إنجازه على أرض الواقع.
الصين وأمريكا
أوضحت استراتيجية الأمن القومي لإدارة جو بايدن أن “الصين لديها النية وبشكل متزايد القدرة على إعادة تشكيل النظام الدولي لصالح نظام يميل بميدان اللعب العالمي إلى صالحها”، وتعتزم الولايات المتحدة “الفوز بالمنافسة”، وأشارت الإدارة إلى عسكرة بكين لبحر الصين الجنوبي، ودعمها للغزو الروسي لأوكرانيا، وجهودها لترهيب تايوان.
وأوضح الردّ الصيني على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان في أغسطس/ آب، مدى توتر العلاقات بين البلديَن، حيث كادت الزيارة تؤدي إلى حرب في المنطقة بعد تهديدات صينية كبيرة، وقد اتخذ بايدن خطوات للحدّ من صعود الصين من خلال حرمانها من الوصول إلى رقائق أشباه الموصلات المتقدمة والتكنولوجيا الضرورية للسيطرة على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي.
لكن في إطار المساعي للوصول إلى حلول، التقى الرئيس الأمريكي، بايدن، بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، على هامش قمة العشرين في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، ووعدا بالعمل على تقليل التوترات المتبادلة، وتعهّدا بالتعاون في مجالات مثل تغير المناخ والصحة العامة.
أحوال اللاجئين
ارتفعت أعداد اللاجئين حول العالم بسبب الحروب والنزاعات بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث أدّت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى أسرع وأكبر حركة نزوح خلال العقود الماضية، حيث فرَّ حوالي 14 مليون شخص من منازلهم مع بداية الحرب، وفي ميانمار نزح أكثر من 500 ألف حتى منتصف عام 2022، ولا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى هؤلاء يمثّل تحديًا كبيرًا.
وازدادت وتيرة هجرة الناس من جنسيات مختلفة باتجاه أوروبا، خاصة من تركيا، حيث شهد هذا العام أكبر نسبة من اللاجئين من تركيا إلى أوروبا عبر الطرق المختلفة منذ عام 2015، بسبب الأوضاع الصعبة التي يعاني منها اللاجئون في تركيا.
وحتى أكتوبر/ تشرين الأول وثّقت المنظمة الدولية للهجرة وفاة ما لا يقلّ عن 5684 شخصًا على طول مسارات الهجرة إلى أوروبا وداخلها منذ بداية عام 2021، ودعت الدول في أوروبا وخارجها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لإنقاذ الأرواح وتقليل الوفيات أثناء رحلات الهجرة.
أما في أفريقيا، فقد نزح أكثر من 850 ألف شخصًا في إثيوبيا، بينما أدّت الهجمات الوحشية والعنف الجنسي ضد النساء في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى زيادة عدد النازحين بأكثر من 200 ألف شخص، والذي يبلغ أصلًا 5.5 ملايين نازح.
شهد عام 2022 أوضاعًا صعبة للاجئين السوريين بالتحديد، إذ عانوا وما زالوا يعانون من الترحيل القسري من بلدان الاستضافة وبالذات تركيا ولبنان، دون وجود حلول أو حفظ لحقوق الإنسان.
مونديال قطر
لأول مرة في تاريخ كرة القدم، حطَّ كأس العالم على أرض قطر، وقد نجحت قطر في التحدي فدخل مونديال 2022 التاريخ، وشهد المونديال مفاجآت كثيرة كان أهمها على الصعيد العربي، وهو وصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي البطولة، حيث قدّم أداءً مبهرًا لكنه خسر مباراته.
وقد حازت الأرجنتين على الكأس بعد فوزها على فرنسا بركلات الترجيح، وتصدّرت صورة أمير قطر تميم بن حمد وهو يقلّد اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد فوز فريقه، العباءة “البشت العربي” وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام العالمي.
عدد البشر أصبح 8 مليارات
في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، قالت الأمم المتحدة إن عدد سكان العالم وصل إلى 8 مليارات نسمة لأول مرة، وقالت الأمم المتحدة في بيان لها: “هذا النمو غير المسبوق يرجع إلى الارتفاع التدريجي في عمر الإنسان بسبب تحسُّن مستوى الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والطب. كما أنه نتيجة لمستويات الخصوبة العالية والمستمرة في بعض البلدان”.
لكن الأمم المتحدة تقول إنه رغم أن ارتفاع عدد سكان العالم من 7 مليارات إلى 8 مليارات استغرق 12 عامًا، إلا أنه سيستغرق 15 عامًا على الأقل حتى يصل إلى 9 مليارات، حيث يبدو أن معدلات الولادة آخذة بالتباطؤ بشكل عام.
تلسكوب “جيمس ويب”
إن الصور التي التقطها تلسكوب “جيمس ويب” من أبرز الأمور التي لفتت الأنظار العالمية هذا العام، وقد بدأ تشغيله في يوليو/ تموز، حيث قدّم صورًا مذهلة للكون، وكانت إحدى هذه الصور أبعد لقطة لكوننا حتى الآن، بما في ذلك مجرة JADES-GS-z13-0، وهي مجرة عمرها أكثر من 13 مليار عام ويعود تاريخها إلى “الفترة الزمنية الأولى” بعد الانفجار العظيم، ما يبدو أنه مجرّد بقعة ضوئية خافتة ليس إلّا “المجرة الأبعد” التي أكّدتها الحسابات الكونية.
أبرز وفيات عام 2022
عربيًّا
رئيس اتحاد علماء المسلمين السابق، العلّامة المجدد يوسف القرضاوي، عن 96 عامًا.
رئيس الإمارات العربية المتحدة السابق، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
الصحفية شيرين أبو عاقلة، قتلها الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها للأحداث في جنين.
الصحفي الشاب محمد أبو الغيط، الذي توفي في مقرّ إقامته بلندن بعد صراع مع مرض السرطان.
إبراهيم النابلسي، القائد في مجموعة “عرين الأسود”، استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد مطاردة طويلة.
العالم الإسلامي جودت سعيد، الذي عمل لأكثر من 6 عقود على نشر نظرية “اللاعنف” في العالم الإسلامي.
الشاعر الشهير مظفر النواب، الذي توفي في الإمارات عن عمر ناهز 88 عامًا.
عالم الفلك صالح العجيري، وهو من أوائل علماء الفلك في منطقة الخليج.
الناشط السياسي التونسي أحمد الحفناوي، صاحب المقولة الشهيرة “هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية” خلال أحداث ثورة 2011 التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي.
عالميًّا
وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عامًا، بعدما حكمت البلاد 75 عامًا.
آخر رئيس للاتحاد السوفيتي، ميخائيل غورباتشوف.
رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي، حيث اغتيل بالرصاص خلال إلقائه خطابًا عامًّا.
الشابة الإيرانية مهسا أميني، بعد إيقافها من قبل شرطة الأخلاق.