إيجوز.. الوحدة الأكثر خبرة في حرب العصابات

يسعى الاحتلال الإسرائيلي بكل ما لديه من أدوات ونفوذ للترويج على أنه “الجيش الذي لا يقهر”، ليس في مواجهة الفلسطنيين فحسب، وإنما على من يعتبرهم الأعداء على الحدود في الشمال والجنوب مثل: الحدود اللبنانية والسورية والمصرية وغيرها، فقد سعى منذ تأسيس كيانه إلى اختيار وحدات خاصة من “نخبة الجيش” لحماية حدوده.
سنتعرف معكم في “نون بوست” من خلال سلسلة “أجهزة القمع الإسرائيلية” على وحدة “إيجوز” أو “النواة”، وهي من الوحدات الاستخبارية الخاصة التابعة للواء جولاني، المتخصص في حرب العصابات بمرافقة جيش الاحتلال، والمعروف بسمعته السيئة، إذ يعتبر أفراد كتيبته بمثابة نخبة الجنود والعسكريين، وهو مسؤول عن جرائم حرب كثيرة ضد الإنسانية.
ما هي وحدة إيجوز؟
تعرف الوحدة اختصارًا لـ”مكافحة حرب العصابات والحرب الصغرى”، تأسست أول خلية لها عام 1956، بعد تأسيس “إسرائيل” بـ8 سنوات، بناءً على أوامر قائد المنطقة الشمالية حينها إسحاق رابين، وانتشرت هذه الوحدة في شمال الدولة، بالتحديد شرق “القنيطرة” وغرب مرتفعات الجولان، وكان دورها الرئيس يتمثل في نصب كمائن تستهدف عمليات تسلل الفدائيين الفلسطينيين والعرب.
هدفت الوحدة للعمل على الحدود، بين كل من سوريا ومصر، تحسبًا لأي هجوم مباغت على حدود دولة الاحتلال، فتمركز جنود الوحدة خلف خطوط الجيش السوري في الشمال وقطعوا عمليات الدعم والإنفاذ لهم وفعلوا ذات الشيء مع الجيش المصري بعد احتلال سيناء عام 1956.
أعيد إنشاء الوحدة عام 1964، وكانت وظيفتها الرئيسية تأمين شركات النقل الوطني، وبعد النكسة عام 1967، أصبحت الكتيبة ضمن قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
يحصل جنود الوحدة على تدريب على مدار سنة وأربعة أشهر، وفق نظام وحدات الكوماندوز، إذ يخضع الجندي لأنواع مختلفة من التدريب منها: مكافحة الخطف والقفز بالمظلات والكمائن والتمويه والإخفاء، بالإضافة إلى دورة مكافحة الإرهاب والقتال الخاص في المناطق المدنية بالمدن والتجمعات السكانية.
إيجوز في مواجهة حزب الله
في العام 1993 أصبحت الكتيبة رأس الحربة في مواجهة حزب الله بجنوب لبنان، وهي جزء من الصراع الطويل بين “إسرائيل” ولبنان، وقد كان من المهم لشعبة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي الاجتهاد وتقديم الإمكانيات لتشكيل هذه الوحدة التي كان هدفها إعادة الاحترام لجيش الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب سلسلة إخفاقاته أمام مقاتلي حزب الله.
وبعد انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان، في 25 مايو/أيار 2000 تحت تأثير ضربات المقاومة اللبنانية، كُلفت وحدة إيجوز بعمليات حراسة مشددة على الحدود مع لبنان، إلا أنه وفي شهر مارس/آذار من العام 2001 أعلن جيش الاحتلال أن الوحدة تم استيعابها للعمل الميداني في الضفة الغربية وذلك بعد عام من انتفاضة الأقصى الثانية 2000، وعلى وجه التحديد نقل عمل الوحدة إلى وسط وجنوب الضفة الغربية.
عمل الوحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة
يقوم عناصر الوحدة ومن لحظة انتشارهم في مدن الضفة الغربية على نصب كمائن مسلحة وحواجز طيارة على الشوارع الرئيسية في مسعى لإلقاء القبض على مطلوبين للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بالطبع إلى جانب قيامها بعمليات الاختطاف والتصفية طبقًا لتوجيهات الشاباك (جهاز الاستخبارات العامة).
كما عملت عناصر الوحدة على تسيير دوريات على مدار الساعة بالقرب من التجمعات السكنية الفلسطينية في الضفة الغربية، في محاولة منهم للاصطدام بمجموعات المقاومة الفلسطينية التي تتجه لتنفيذ عمليات إطلاق نار على المستوطنات اليهودية أو الأهداف العسكرية الإسرائيلية الأخرى القريبة من المدن والقرى الفلسطينية، خاصة أنها تتمتع بمهارات قتالية عالية ضد النشاطات الفدائية.
هذه الوحدة كانت مسؤولة عن اغتيال إياد صوالحة “28 عامًا”، قائد الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية، إذ اتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عدة عمليات عسكرية وقعت داخل “إسرائيل” أسفرت عن مقتل 32 إسرائيليًا وجرح ما لا يقل عن 200 آخرين، ومن بين القتلى 25 عسكريًا، وقال جيش الاحتلال حينها على موقعه الإلكتروني: “العثور على صوالحة تم بفضل معلومات استخبارية قدمها جهاز الأمن العام (الشاباك) للجيش الذي استخدم وحدات خاصة من المستعربين ووحدة إيجوز”.
في يناير/كانون الثاني 2008، توغلت الوحدة مع سلاح المدرعات في جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة وقتلت بمساعدة سلاح الجو الصهيوني 18 فلسطينيًا بينهم حسام الزهار نجل القيادي الكبير في حركة حماس الدكتور محمود الزهار.
شاركت وحدة إيجوز ضمن لواء غولاني في الحرب على غزة عام 2014، وقد أسمت العملية “الجرف الصامد”، أما فلسطينيًا فسميت “العصف المأكول”، وفيها ارتكب جيش الاحتلال مجازر كبيرة، راح ضحيتها 1030 شهيدًا، أما بالنسبة لوحدة إيجوز، فقد قتلت كتائب القسام العديد من أفرادها في حين اعترف الجيش الإسرائيلي أن قائد الوحدة أصيب بجراح خطيرة خلال اشتباكات بغزة في أثناء العدوان.
مشاركتها مع الوحدات الخاصة الأخرى
تولت الوحدات الخاصة الإسرائيلية التي تخصصت فيما أطلق عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي “عمليات جراحية” خلف الخطوط الفلسطينية، فشاركت وحدة المستعربين “دوفيديفان” ووحدة “إيجوز” في مداهمة العديد من الأحياء السكنية واختطاف الفلسطينيين في ساعات الفجر الأولى.
وتتكون عملية الاختطاف من مرحلتين: الأولى: التسلل حتى الوصول إلى بيت المستهدف لاعتقاله، حيث تحاصره ثم تخطفه، أما الثانية: تدخل قوات الجيش لحماية الوحدة التي شاركت في عملية الاختطاف، وقد تكون في بعض عمليات الاعتقال مشاركة لعملاء المخابرات الإسرائيلية من الفلسطينيين، بحيث يرافق العملاء – وهم ملثمون – عناصر الوحدات الخاصة في عمليات الاعتقال ليرشدوهم إلى بيت المستهدفين بالاعتقال.
لا تحدث عمليات الاعتقال عبر مداهمة البيوت فقط، فقد تتوافر معلومات استخبارية عن مطلوبين موجودين في سيارة ما، فيتم نصب كمين لها، وبعد ذلك الانقضاض عليها واعتقال من فيها.