الدمار الناجم عن الأزمة السورية لا يمكن فهمه من حيث عدد القتلى وحسب، حتى أرقام القتلى التي تصلنا إما مبهمة أو غير دقيقة، منذ يومين فقط أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن عدد القتلى وصل إلى 200 ألف قتيلاً نتيجة الصراع المستمر منذ 3 أعوام ونصف العام.
هذه الأرقام تأتي من المرصد السوري، وهو مكان في منطقة “كوفنتري” من المملكة المتحدة قالت عنه “واشنطن بوست” إنه لا يشارك بياناته ولا حتى منهجية الوصول إلى أرقامه، وفي وقت مبكر من هذا العام، حتى الأمم المتحدة توقفت عن إحصاء أعداد القتلى.
هذا الخريف، قام باحثون في جامعة “وهان” في الصين بنقل تصوير غير تقليدي للدمار، وذلك بنقل صور بالأقمار الاصطناعية من على ارتفاع 500 ميلاً فوق الأرض لنقل منظر سوريا أثناء الليل.
وفي تقييم لصور الأقمار الاصطناعية القادمة، فإن أضواء سوريا ليلاً انخفضت بنسبة 74٪ في جميع أنحاء سوريا ما بين مارس 2011 وفبراير 2014، حيث كانت الاستثناءات في دمشق العاصمة، والقنيطرة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، التي انخفضت فيهما الإضاءة بنسبة 35٪، وبكلمات أخرى، فإن سوريا تضئ بربع الإضاءة التي كانت قبل الثورة.
حلب كانت الأكثر خسارة للإنارة، إذ خسرت 88٪ من ضوءها ليلاً، حيث توضح الصور كيف خفتت الإضاءة بشكل كبير في حلب بشكل خاص، وفي جميع أنحاء البلاد بشكل عام، خاصة عند مقارنة المناطق السورية بالدول المجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن وفلسطين المحتلة.
الرسم البياني التالي يوضح التغييرات التي مرت بها إنارة سوريا ليلاً خلال الفترة الماضية من يناير 2008 إلى فبراير 2014:
الظلام في تلك الخرائط لا يعني فقط الموت والدمار، وإنما يعني أيضًا نضوبًا في إمدادات الطاقة، وهدمًا للمباني وتشرد المدنيين.
قرابة نص سكان سوريا تعرضوا للنزوح منذ 2011 لتتلاشى أضواء منازلهم التي غادروها، الباحثون وجدوا ثمة علاقة بين النازحين داخليًا ومقدار خسارة الإنارة ليلاً.
الأزمة السورية حالة طوارئ إنسانية، وجهة جديدة لقصف الطيران الأمريكي ضد “الإرهاب”، وهي أيضًا واحدة من البقع المظلمة في هذا العالم، بعدد قليل جدًا من الصحفيين، إذ عرضت الأقمار الاصطناعية، بديلاً عن ذلك من نقل للأسلحة الكيميائية حتى نمو أعداد اللاجئين إلى الأضرار التي لحقت المعالم التاريخية.
المصدر: The Atlantic