كانت الرياضة دائمًا، ومنذ عقود طويلة، نشاطًا يجمع بين الشعوب ويقرب فيما بينها، ومن أشهر الأمثلة على ذلك ما عُرف بـ”دبلوماسية البينج بونج” التي قادها السياسي الأمريكي المخضرم هاري كسينجر أواخر ستينيات القرن الماضي لكسر الجليد بين الولايات المتحدة والصين.
اليوم، يُطرح السؤال نفسه: هل سيكون لبطولة كأس الخليج العربي، المعروفة بـ”خليجي 25″، التي انطلقت فاعلياتها منذ أيام قليلة في مدينة البصرة العراقية، تأثير مماثل في التقريب بين شعوب الخليج أم أن هذا الحدث الرياضي سيكون حدثًا عابرًا تعود بعده الأمور إلى ما كانت عليه؟
فرصة جديدة للعراق
بعد مرور 44 عامًا على استضافة العراق “خليجي 5” تعود البطولة إلى هذا البلد النفطي، بعد أن استكملت مدينة البصرة، أقصى جنوب العراق، استعداداتها بملعبين متكاملين (البصرة والميناء الدولي)، استطاعت بهما تحقيق أحد أهم شروط استضافة البطولة التي ستنتهي في 19 يناير/كانون الثاني الحاليّ.
كانت المرة الأولى التي استضاف فيها العراق البطولة في النسخة الخامسة عام 1979 ببغداد، العام الذي أصبح فيه صدام حسين رئيسًا للعراق، وتوِّج فيها المنتخب العراقي باللقب، ثم حققه بعد ذلك مرتين عامي 1984 و1988.
يفتح هذا الجانب أفقًا للعراقيين للتأكيد على أن هذا البلد جزء لا يتجزأ من محيطه العربي، وأنه منطقة آمنة للعمل والاستثمار في المستقبل
تلا ذلك الكثير من الحروب التي شهدتها المنطقة، ووضعت حدًا للمشاركة ومن ثم الفوز بالبطولة، فمن الغزو العراقي للكويت وحرب الخليج (1990-1991)، مرورًا بالغزو الأمريكي عام 2003، وصولًا إلى الصراع الطائفي الذي بلغ ذروته بين عامي 2006 و2008، استبعد المنتخب العراقي من البطولة لـ6 نسخ متتالية على مدار 12 عامًا.
كان يُفترض أن ينظم العراق بطولة “خليجي 22” التي فازت بها قطر عام 2014، لكنها نُقلت لاحقًا إلى السعودية بسبب قرار الحظر المفروض على الملاعب العراقية من “فيفا”، والمخاوف الأمنية التي تتعلق بسيطرة تنظيم الدولة “داعش” على مساحات واسعة من الأراضي العراقية، من بينها مدينة الموصل، أكبر مدن الشمال.
لهذه الأسباب، تأتي هذه النسخة من البطولة في ظروف سياسية وأمنية مستقرة نسبيًا إذا ما قورنت بالأحداث الحربية والأوضاع السياسية التي شهدها العراق، وأخرى اقتصادية متعثرة لكنها أخف وطأة من ظروف الحصار الاقتصادي في حقبة التسعينيات، ما شجع الجهات المنظمة والجمهور العراقي على التعهد بأن تكون هذه البطولة مميزة وتبقى عالقة في ذاكرة كل من حضرها.
بعد عقود طويلة انتظرها العراق لاستضافة هذه البطولة، تدفق الجيران العرب إلى العراق والبصرة، خاصة مشجعي الكويت، البلد الذي احتله العراق انطلاقًا من البصرة، المدينة الغنية بالنفط التي ترتفع فيها نسبة البطالة وتعاني من انعكاسات مدمرة للتغير المناخي وتتدنى فيها الخدمات العامة.
البطولة التي ستُلعب مبارياتها في مدينة البصرة يعتبرها العراق فرصةً ملائمةً لاستعادة مكانته الرياضية، ويأمل في أن تكون مبارياته بوابة لرفع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الحظر عن الملاعب العراقية وعودة المنتخب الرياضي للعب المباريات الدولية على أرضه ووسط جمهوره بعد أن توقفت بسبب سوء الوضع السياسي والأمني.
ويأمل العراقيون أن تسلط البطولة الضوء على الوضع الاقتصادي المتأزم في البلاد، ومدينة البصرة بشكل خاص، ما قد يمنح البلاد دفعة إلى الأمام، كما يتطلعون إلى إعطاء صورة إيجابية عن العراق أمنيًا وسياسيًا واجتماعيًا بعيدًا عن الصورة النمطية لبلد مزقته الحروب.
رغم الهواجس الأمنية المحيطة باستضافة البطولة في هذا التوقيت، يفتح هذا الجانب أفقًا للعراقيين للتأكيد على أن هذا البلد جزء لا يتجزأ من محيطه العربي، وأنه منطقة آمنة للعمل والاستثمار في المستقبل، فضلًا عن فتح آفاق ثقافية واجتماعية بين العراقيين وأشقائهم الخليجيين.
لكن الجدل لم يتوقف خلال الأيام الماضية حول البطولة، خصوصًا مع تضارب الأنباء عن رفض بعض الفنانين العراقيين دعوة الاتحاد العراقي لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة لإحياء حفل افتتاح البطولة، في وقت تختلف فيه مواقف العراقيين بشأن التنظيم العراقي لمثل هذه الفعاليات الرياضية في بلادهم.
البعض من الجمهور الخليجي يجد أن البطولة لن تكسر هذه الصورة النمطية بسبب اختلاط أوراق العراق والبصرة على وجه الخصوص، حيث لا تزال بيئة ملغمة بالمخاطر، لكنها قد تخفف حالة الاحتقان بالتفاف العراقيين حول منتخبهم، بينما يشجع رياضيون وشخصيات عامة خليجية وأخرى عراقية إقامة الحدث وحضوره.
عُقدة الخليج العربي
فتح العراق أبوابه لاستضافة مباريات البطولة، فكشفت البصرة عن وجهها العربي المشرق، بيد أن هذا البلد لا تترك له إيران فرصةً لإثبات ذاته، إلا وتتدخل لتنغص عليه، فتفسد ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وتحول كأس الخليج الى أمر سياسي.
هل بحر الخليج – أحد أهم الممرات المائية في العالم – عربي أم فارسي؟ هذا السؤال ليس جديدًا، فكل من الإيرانيين والعرب يدافع عن تسميته التي تدعم طرحه، لكن ما أثار الغضب الإيراني مؤخرًا هو تسميته “الخليج العربي” على بطولة عربية تُقام على أرض عربية.
تخشى إيران أن يعيد هذا التقارب المطالب بالانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي التي تمهد الطريق أكثر للاندماج في البيت الخليجي
بالنسبة لـ”فيفا”، فهي تعتمد تسمية الخليج العربي رسميًا، وليس الخليج الفارسي، على الأقل هذا ما يظهر على موقعها وفي منشوراتها، لكن في بعض منظمات الأمم المتحدة تُعتمد تسمية الخليج الفارسي.
إيران بالطبع تسميه خليجًا فارسيًا، وهي لا تشارك في كأس الخليج الذي يشمل هذه المنطقة التي تضم 8 دول كلها عربية من الشمال والغرب، وهي: العراق والسعودية والإمارات وقطر والبحرين واليمن والكويت وعُمان، وهذه الدول تراه خليجًا عربيًا وليس فارسيًا، وهنا توجد إيران من ناحية الشرق.
أعربت إيران من خلال الاتحاد الإيراني لكرة القدم عن انزعاجها من تسميته بـ”العربي”، وأصدرت بيانًا دافعت فيه عن تسمية الخليج الفارسي، معتبرة أنه الاسم التاريخي والأصلي الذي اُستخدم لسنوات في جميع اللغات والأدب العالمي.
بعيدًا عن الاتهامات التي وُجِّهت لإيران بأنها وراء الفوضى التي حصلت في حفل الافتتاح، زاد عليها إعلان وزير الرياضة الإيراني أن بلاده تعتزم تقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم اعتراضًا على تسمية الكأس بـ”كأس الخليج العربي”.
أمَّا ما زاد إيران غضبًا واستياءً عندما فوجئت بما قام به أبناء البصرة من استقبال شعبي حافل للضيوف العرب القادمين من دول الخليج، فقد ملأت شعارات الترحيب شوراع البصرة، كما دعا أهالي المدينة العراقية العريقة القادمين لاستضافتهم في منازلهم دون أي مقابل.
هذا الاستياء الإيراني أثار حيرة البعض لأن هذه البطولة تُسمى “كأس الخليج العربي” منذ فترة طويلة، ما جعل البعض يرجح أن السبب يعود لتصريح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي استخدم كلمة الخليج العربي في ديباجة بيان رحب فيه بمن أسماهم “الضيوف العرب الأكارم”.
كما أن نائبًا في البرلمان الإيراني طالب الصدر بالاعتذار، وهاجم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي قال إنه ذكر الخليج العربي في كلمته بحفل الافتتاح، لكن السوداني لم يرد، بينما قال الصدر إنه لم يهن أي طرف باستخدامه للخليج العربي، فكلامه يخص بطولة عربية، وليس كلامًا عن الخرائط الدولية حسب قوله.
يبدو الانزعاج الإيراني من تقارب العراق نحو محيطه الخليجي والعربي واضحًا في هذا التوقيت أكثر من أي وقت مضى، فهي تخشى على نفوذها السياسي والتجاري في العراق، خاصة أن دائرة الرياضة ربما تتسع لاحقًا إلى الاقتصاد والسياسة وغيرها من القضايا، ولهذا وجدت تعريب الخليج حجةً لشن هذه الحملة.
بغداد لا تملك مقعدًا في مجلس التعاون الخليجي، ربما لهذا السبب تخشى إيران أن يعيد هذا التقارب المطالب بالانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم الاستفادة من المميزات التي يتمتع بها الدول الأعضاء، فضلاً عن المزيد من الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعيدًا عن إيران.
مطالبات العراق بالانضمام للمجلس الخليجي قديمة قدم المجلس نفسه الذي تأسس عام 1981، وسبق أن تقدم بطلب للانضمام إليه بعد سقوط النظام السابق، لكن حتى الآن لم يبادر المجلس بقبوله، رغم أنه كان في أوج علاقاته مع دول الخليج في الثمانينيات.
ورغم مشاركة العراق في الفعاليات الرياضة الخليجية وما يربطه من مشتركات عدة مع دول المجلس، منها اشتراكه في الخليج العربي، بالإضافة إلى كونه أحد البلاد النفطية، ظل انضمامه إلى المجلس مستبعدًا، ويكتفي المجلس حتى اليوم بمنحه عضوية في بعض اللجان مثل الثقافة والرياضة.
في المقابل، كانت دول مجلس التعاون الخليجي قد رحَّبت بفكرة انضمام اليمن والأردن وحتى المغرب، ما يجعل من البطولة الرياضية التي يتجاوز عمرها حتى عمر مجلس التعاون الخليجي بوابة لتمهيد الطريق للاندماج في البيت الخليجي.
دبلوماسية كرة القدم
رغم الحديث عن الرياضة في المقام الأول، يرى البعض أن الأمر يتعدى مسألة كرة القدم إلى توجه عربي لدعم العراق، ويُتوقع أن تكون البطولة بداية لتقارب عراقي خليجي على أكثر من جهة.
سياسيًا، ربما تلفت البطولة النظر إلى المسائل السياسية العالقة بين العراق وأكثر من بلد خليجي، ومنها تسوية الخلاف الحدودي بين العراق والكويت، وموقف بعض دول الخليج من التقارب العراقي مع إيران، واقتصاديًا، من خلال جذب الاستثمارات الخليجية إلى المدن العراقية، ورياضيًا في استضافة العراق لبطولات قادمة مثل كأس آسيا.
اجتماعيًا، عاد العراق إلى الواجهة من جديد، فأثبت انتماءه العربي، وأثبتت كرة القدم أنها توحد الشعوب، فقد كسرت البطولة آخر حاجز نفسي بين العراقيين وأشقائهم العرب، وفي مقدمتهم أبناء الخليج العربي الذين توافدوا خلال الفترة الأخيرة إلى مدينة البصرة، الجنوبية المتاخمة والحدودية مع دولة الكويت والغنية بالبترول، خاصة بعد إلغاء رسوم تأشيرات الدخول أمام المشجعين، وإعفاء سيارات الكويتيين من الرسوم.
ذكر تقرير لصحيفة الشرق الأوسط أن أعدادًا من الجماهير الخليجية لم تكتف بزيارة البصرة فقط، حيث تُقام البطولة، بل تجوَّلوا في باقي المدن العراقية، خاصة العاصمة بغداد، حيث وُجدت أعداد كبيرة من دول الخليج في بعض شوارعها مثل الرشيد والمتنبي.
ويعكس “خليجي 25” الارتباط بين العراق وعمقه العربي بعد أن فشلت سياسيات التمييز الطائفي خلال الفترة الماضية في الحيلولة دون أن يعيش العراقيون والخليجيون لحظة التواصل بينهم بعد قطيعة قسرية استمرت أكثر من عقد من الزمان.
استنادًا إلى نظرية “دبلوماسية الرياضة” الرائجة في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، تبدو هذه المشاهد مغرية لتأريخها كبداية لتقارب شعوب الخليج من جديد وكسرها جدار الكراهية الذي شُيِد على امتداد مراحل الأزمات السياسة في المنابر الإعلامية أو على منصات التواصل الاجتماعي.
وقد لا يتردد المولعون بهذه النظرة في استحضار الاختراق الذي حصل عام 1971، بفضل مباراة كرة الطاولة بين الولايات المتحدة والصين، لكن غيرهم يستشهدون بالأحداث التي عكَّرت صفو التنظيم، لا سيما بين بلدين فرقتهما الخلافات كثيرًا، وهما الكويت والعراق، فما حدث مع الوفد الكويتي بعيدًا عن شاشات التلفاز من سوء تنظيم أثار الجدل، وأبقى النقاش قائمًا.
في التفاصيل، شهد ملعب “جذع النخلة” تدافعًا بالأيدي في قاعة كبار الضيوف بين عناصر حماية بعض المسؤولين، ولم يتمكن فهد ناصر الصباح ممثل أمير الكويت من الدخول إلى جناح الشخصيات الرسمية بسبب الفوضى وتدافع الجماهير بحسب ما نقلت وسائل الإعلام، فحمل الوفد الكويتي نفسه عائدًا إلى الكويت، بينما بقي المنتخب الكويتي في العراق.
فشيلة …. pic.twitter.com/DKGyP817xR
— عبد العزيز الخميس (@alkhames) January 6, 2023
في تأويل هذه الواقعة، لم يخل الأمر من الحديث عن الأبعاد السياسية لهذه الأزمة، آخذين في الاعتبار حساسية العلاقات بين الكويت والعراق، لكن رغم كل هذا الجدل، امتدح الكثيرون حفل افتتاح البطولة في ملعب البصرة الدولي، فقد اعتبروه حفلاً مبهرًا، وحظي بإشادة كبيرة من الجماهير، وحضره مسؤولون من الدول المشاركة ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الوزراء العراقي.
بطولة لم تخل من السياسة
منذ انطلاق النسخة الأولى من بطولة كأس الخليج قبل أكثر من نصف قرن، ألقت العديد من التوترات والأزمات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية بظلالها على هذه البطولة عبر التاريخ.
منذ أكثر من عقدين، شهدت دورة “خليجي 10” الاستثنائية، التي استضافتها الكويت للمرة الثانية بعدما احتضنت البطولة عام 1974، انسحاب منتخبين لأول مرة في تاريخ البطولة، ولُعبت بمشاركة 5 منتخبات فقط (عمان والبحرين والإمارات والكويت وقطر).
بينما كان انسحاب المنتخب العراقي بسبب قرارات تحكيمية، كان انسحاب المنتخب السعودي لأسباب سياسية، فقبل انطلاق البطولة اعترض السعوديون على تميمة البطولة التي تضمنت جوادين، ورأوا أن هذا النوع من الأحصنة استخدمه الكويتيون في معركة الجهراء، التي اندلعت عام 1920 بين قوات فيصل الدويش مدعومة من الملك عبد العزيز آل سعود وقوات الشيخ سالم الصباح، نتيجة خلاف حدودي.
كانت السياسة حاضرة في معظم المسابقات الرياضية الخليجية، ومنها “خليجي 23″، التي نُقلت إلى الكويت بعد رفض دول الحصار تنظيمها في الدوحة
واقعة الانسحاب هذه تكررت أكثر مرة أخرى مع منتخبات أخرى، ففي نسخة “خليجي 6” في الإمارات عام 1982، انسحب المنتخب العراقي لأسباب غير واضحة، وتكررت الواقعة عام 1990، وسبق ذلك انسحاب المنتخب البحريني من النسخة الثانية من البطولة التي أُقيمت في السعودية عام 1972، بسبب الاعتراض على هدف سعودي سجله سعيد مذكور الغراب.
واستمر الزج بالسياسة في بطولات الخليج، فقد حرمت حرب الخليج الثانية المنتخب العراقي من المشاركة خلال الفترة بين عامي 1992 و2004، وبعد عودته في نسخة “خليجي 17” في قطر، تغير نظام البطولة بتقسيم المنتخبات الثماني المشاركة إلى مجموعتين، مع دخول اليمن للبطولة في نسخة “خليجي 16” بالكويت عام 2003، وشارك منذ ذلك الوقت في 9 نسخ، ولم ينجح حتى اليوم في عبور دور المجموعات.
كانت آخر الأزمات السياسية التي شهدتها بطولة “خليجي” الأزمة الخليجية التي اندلعت يوم 6 يونيو/حزيران 2017، بعد قطع دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
في ظل الحصار الذي فرضته هذه الدول على جارتهم الخليجية، ارتدت البطولة بنسختها رقم 24 التي استضافتها قطر، وفازت بها البحرين للمرة الأولى في تاريخها، زي السياسة حتى قبل انطلاقها، فقد اعتذرت الدول الخليجية الثلاثة عن المشاركة قبل أن تعود وتعلن المشاركة في هذه النسخة من البطولة وإجراء قرعة أخرى للبطولة.
عمليًا، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا، قد سبق وزُج بالرياضة أيضًا في قلب الأزمات السياسية، فكانت السياسة حاضرة في معظم المسابقات الرياضية الخليجية، ومنها “خليجي 23″، التي نُقلت إلى الكويت بعد رفض دول الحصار تنظيمها في الدوحة.
لم تنقل قنوات دول الحصار حينها مباريات منتخب قطر، بل قامت أبوظبي مثلاً بإزالة اللون العنابي الذي يرمز لمنتخب قطر من الشعار الرسمي للبطولة في إستديوهاتها، ومنعت دبي حتى ذكر اسم قطر في برامجها الحية والمسجلة.
وفي أثناء منافسات دوري أبطال آسيا، رفضت دول الحصار اللعب أمام الأندية القطرية على أراض محايدة، وهددت الإمارات بالانسحاب من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي تعرض لهجوم عبر وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي لرفضه طلباتها التي حولت البطولة إلى لعبة سياسية.
وفي غيرها من المواقف، كانت الرياضة أبعد ما تكون عن إصلاح ما أفسدته السياسة، فهل ستنجح هذه البطولة الأخيرة فيما فشلت فيه سابقاتها وتلم الشمل الخليجي؟ وهل كرم العراقيين مع ضيوف “خليجي 25” مؤشرًا كافيًا على أن اليوم التالي لانتهاء البطولة سيكون مختلفًا في حياة الخليجيين؟