حثت منظمات إغاثية وحقوقية وإنسانية دولية الدول الغنية على استقبال 5٪ على الأقل من مجمل اللاجئين السوريين بحلول نهاية عام 2015 مع تزايد الضغوط على البلدان المضيفة والمجاورة لسوريا، قبيل انعقاد مؤتمر كبير بخصوص الأزمة.
ودعا تحالف مكون من 36 منظمة دولية الدول “الغنية” لإعادة توطين عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، قائلين إن الجيران المباشرين للبلد الذي مزقته الحروب لم تعد قادرة على تحمل عبء واحدة من أسوأ أزمات النازحين منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكدت المنظمات أنه وبحلول 2015 فإن على الدول اتخاذ قرار بإعادة توطين 5% من 3.6 مليون سوريًا أجبرتهم الظروف على مغادرة ديارهم، أي ما يعني 160 ألف لاجئًا.
وضمت المنظمات كلاً من منظمة أوكسفام، العفو الدولية، آكشن، أنقذوا الأطفال، الإغاثة الإسلامية، وغيرها.
وفي ذلك قال “مارك غولدرينغ” من منظمة أوكسفام إن “هذه من أسوأ أزمات اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، نحن نعول على الحكومات المجتمعة في جنيف التحرك بسرعة لإظهار نوع من التضامن الدولي مع الحاجة الماسة لتغيير حياة اللاجئين الأكثر ضعفًا”.
وينعقد اليوم الثلاثاء مؤتمر عالمي حول أزمة اللاجئين في جنيف بسويسرا وسط مخاوف من أن البلدان التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين مثل تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر بدأت في فرض قيود على دخول الفارين من الحرب في سوريا.
لبنان على سبيل المثال أغلقت الحدود بشكل شبه كامل في وجه القادمين إليها برًا وتطلب من القادمين عبر المطار حجز تذكرة ذهاب وعودة، أما الأردن فأغلقت المطار بشكل كامل في وجه سوريين، إذا تطلب إصدار “موافقة” بشكل مسبق على “تأشيرة” أعطيت حتى الآن للطلاب ومن لديه استثمار أو أقارب على نطاق صغير جدًا وضمن استثناءات، تمامًا كما فعلت مصر في فرض “موافقة أمنية” على السوريين.
وغادر 3.2 مليون سوريًا على الأقل هربًا من البلاد منذ اندلاع الثورة عام 2011؛ مما وضع الدول المجاورة تحت ضغوط هائلة.
وقالت “آنا فونتال” المتحدثة باسم المجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين:”يتعين على الدول الأوروبية أن تشارك في تحمل المسؤولية، من الصعب أن نستمر في القول (للدول المضيفة) إنها يجب ألا تغلق حدودها إذا لم نفعل المزيد لجلب لاجئين إلى هنا”.
وقالت فونتال “إعادة التوطين يمكن أن تعني الفارق بين الحياة والموت، يجب على دول الاتحاد الأوروبي أن تغتنم الفرصة للتعبير عن تضامن أكبر وتعزيز دورها بشكل ملموس في توفير الحماية”.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة دعت الدول للتعهد بإعادة توطين 130 ألف لاجئًا تضرروا جراء “أسوأ كارثة إنسانية في عصرنا”، مضيفة أن العروض التي تقدمت بها الدول لاستضافة لاجئين منذ عام 2013 وصلت تقريبًا إلى نصف العدد المنشود وهو 130 ألف لاجئًا، إذ تعهدت ألمانيا وحدها باستقبال 30 ألف لاجئًا سوريًا.
وانتقدت منظمة العفو الدولية دول الخليج بشدة الأسبوع الماضي لإخفاقها “المشين” في استضافة أي لاجئ سوري.
وانتقدت المنظمات المشاركة في الحملة بريطانيا على وجه الخصوص بعد أن وافقت على استقبال 90 سوريًا فقط بحلول سبتمبر الماضي، إذ وصفت “آنا ماسجريف” من مجلس اللاجئين العدد بأنه هزيل وقالت “إنه يكفي بالكاد لشغل مقاعد حافلة ذات طابقين، إنه أمر صادم حقًا”.
وفي الشهر الماضي دعا ائتلاف من المنظمات الخيرية رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون” لاستقبال عشرة آلاف سوريًا.
وكانت بعض الدول قد ألمحت إلى استقبال عدد من اللاجئين السوريين في عام 2015، وصفه البعض بأنه قليل جدًا ومخيب للآمال، إذ ألمحت النرويج لاستقبال 1500 لاجئًا وفرنسا 500 لاجئًا وهولندا 250 لاجئًا، أما بلجيكا فقالت إنها ستستقبل 150 لاجئًا من سوريا والعراق مع التركيز على الأقليات الدينية، فيما لم تحدد بريطانيا عددًا لعام 2015، إذ قالت إنها تتوقع أن تستقبل عدة مئات من السوريين المعرضين للخطر على مدى ثلاث سنوات.
وكانت كل من ألمانيا والسويد قد قبلت طلبات 100 ألف من اللاجئين، بينما تقاسمت كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا 2000 لاجئ فقط.
وكانت بريطانيا قد رفضت برنامج إعادة التوطين التابع للولايات المتحدة لتضع برنامج تقييم خاص بها للاجئين السوريين، إذ قامت بإعادة توطين 90 سورياً فقط كانوا قد وصلوا إلى المملكة المتحدة.
ولجأ السواد الأعظم من اللاجئين السوريين إلى دول تركيا، العراق، لبنان ، الأردن، مصر، بينما استضافت الدول الأوربية ما نسبته 1.7 ٪ من اللاجئين، فيما أغلقت الدول الخليجية أبوابها في وجه اللاجئين بشكل تام، مع بعض الأرقام القليلة التي وصلت الولايات المتحدة وكندا.
ويعيش اللاجئون السوريون في الشرق الأوسط – الذين يقضي بعضهم الشتاء الرابع لهم خارج بلادهم – في أجواء تصل فيها درجة الحرارة إلى التجمد ويعانون الجوع وعداءً متزايدًا من السكان المحليين في الوقت الذي تلاقي فيه الحكومات صعوبات في التعامل مع الوضع.