ترجمة وتحرير: نون بوست
من الصعب أن تكون يهوديًا في الحرم الجامعي لاسيما عندما تكون “إسرائيل” في حالة حرب أو عند تداول أخبار دولية عن ما ترتكبه من عنف أو انتهاكات حقوق الإنسان. وهناك ميل طبيعي لافتراض أن الطلاب اليهود، سواء كانوا صهاينة أم لا، يدعمون كل ما تفعله الدولة اليهودية. لهذا السبب، يلجأ الكثير منهم إلى اتخاذ موقف دفاعي في كل مرة يُطرح موضوع “إسرائيل”.
كان معظم العالم الغربي ينظر إلى “إسرائيل” على أنها دولة ديمقراطية – وإن كانت هشة – لكن الانتخابات الأخيرة التي أُجريت قبل أكثر من شهرين بقليل أوصلت أكثر الحكومات يمينية ورجعية في تاريخ “إسرائيل” إلى السلطة. وتخطط هذه الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو لشن حملات على النظام القضائي وكذلك الحقوق المدنية وحقوق الأقليات الأساسية، مما يقضي على سمعة البلاد كـ “دولة ديمقراطية” مزعومة.
من المؤكد أن الطلاب اليهود في الخارج سيكونون من بين الذين سيتأثرون بهذه الحكومة الجديدة، ليتم محاسبتهم على أفعالها دون أن يكون لهم ذنب فيها. وفي غضون أيام من الانتخابات، أصدر اتحاد الطلاب اليهود في المملكة المتحدة بيانًا قال فيه إنه لن يكون قادرًا على دعم حكومة تضم أمثال إيتمار بن غفير وزيرًا للأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش وزيرًا للمالية، مشيرًا إلى أن هذين الزعيمين المحسوبين على اليمين الإسرائيلي المتطرف “لا يمثلان القيم اليهودية التي نعتز بها”. وأضاف البيان: “إذا كنا مجتمعًا ينتقد حكومة اليمين المتطرف في بريطانيا وأماكن أخرى، فإنه يجدر بنا ألا نغض الطرف عن اليمين المتطرف في إسرائيل”.
أصدر اتحاد الطلاب اليهود في أستراليا، الذي يمثل الطلاب في المدارس في جميع أنحاء أستراليا ونيوزيلندا، بيانًا خاصًا به حتى قبل الانتخابات أعرب فيه عن مخاوفه بشأن التأثير المحتمل لما يحدث في “إسرائيل” بقوله: “بينما لا يمكننا التصويت في الانتخابات الإسرائيلية – كطلاب يهود في الشتات – فإننا ننظر باهتمام إلى التطورات السياسية في الدولة اليهودية ونتأثر بها، شئنا أم أبينا”.
كما أعرب اتحاد الطلاب عن قلقه العميق إزاء حزب الصهيونية الدينية الجديد المعروف بعنصريته ومناهضته لمجتمع الميم – بقيادة سموتريش وبن غفير – الذي يُصنّف كثالث أكبر حزب في البلاد. وأضاف البيان: “لا يمكننا السماح لهؤلاء الرجال بتلطيخ الأيديولوجيات التي نعتز بها لهذا السبب هم لا يمثلونا”.
وفي محادثات مع صحيفة “هآرتس”، شارك 15 طالبًا يهوديًا من الشتات أفكارهم حول الحكومة الجديدة في “إسرائيل”، وما الذي ستعنيه لهم ولخطابهم في الحرم الجامعي.
بيتسي كوهين (21 عاما)، طالبة في السنة الرابعة في جامعة ليدز في إنجلترا
تصف بيتسي كوهين، التي نشأت في شمال لندن في كنف عائلة أرثوذكسية حديثة وهي عضو في حزب العمال البريطاني، نفسها بأنها يسارية و”متدينة ثقافيًا”، رغم كونها غير نشطة بشكل خاص في الحياة اليهودية في جامعتها.
وهي تعتقد أن صعود اليمين المتطرف في “إسرائيل” أدى إلى إبراز الانقسام الثقافي بين الإسرائيليين ويهود الشتات، حيث تقول: “في نهاية المطاف، صوّت الإسرائيليون لصالح حكومة يمينية متطرفة”. وتضيف: “يتعين علينا التفكير فيما ما يكشفه هذا عن البلد ومواطنيه”. لا تزال كوهين تعترف بأنها صهيونية وتستبعد أن يأتي اليوم الذي ستدير فيه ظهرها بالكامل لإسرائيل، “لكنني لم أعهدها هكذا وأنا التي تربيت على حبها”.
صعود اليمين المتطرف جعل من الصعب على طلاب مثلها الدفاع عن “إسرائيل”، “لأن المؤشرات سيئة للغاية” على حد تعبيرها. وتضيف: “يجب أن نكون قادرين على فصل حكومة إسرائيل عن إسرائيل ككل. لكن هذه ليست حجة قوية للطلاب اليهود لاتخاذ خطوة مماثلة”.
آشر دايانيم (20 عامًا)، طالب في السنة الثالثة بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة
يعتبر آشر ديانيم، وهو ابن لمهاجريْن يهود فرّا من إيران، نفسه صهيونيا تربطه علاقات ثقافية وعاطفية قوية ب”إسرائيل”. ومع أن ولاءه ل”إسرائيل” لم يتضاءل بسبب نتائج الانتخابات، كما يقول، إلا أن الدفاع عنها أصبح “أكثر صعوبة” – خاصة في الحرم الجامعي حيث يميل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إلى أن يكونوا ذوي توجهات يسارية ومن منتقدي “إسرائيل”.
يشير دايانيم إلى أن “نتائج الانتخابات قد بيّنت كل تحيزاتهم”، لكنه يشعر بالرضا لحقيقة أن حكومة إسرائيل السابقة، وإن لم تدم طويلاً، كانت الأكثر تنوعًا في تاريخ البلاد موضحًا: “أعتقد أن هذا يظهر أن الفكر السياسي بين الإسرائيليين لم يشهد تحولا جذريًا، بل بالأحرى أن السياسة الإسرائيلية في حد ذاتها فوضى مطلقة”.
براد غوتشالك (21 عامًا)، طالب في السنة الثالثة بجامعة كيب تاون في جنوب إفريقيا
نشأ جوتشالك في جوهانسبرغ، وكان نشطًا في حركة الشباب الصهيونية اليسارية “هابونيم درور”، وهو الآن عضو في اتحاد الطلاب اليهود في جنوب إفريقيا. تعد الجالية اليهودية في جنوب إفريقيا متحفظة تمامًا فيما يتعلق ب”إسرائيل”، حيث يقول إن معظم أقرانه لا يُظهرون اهتمامًا بنتائج الانتخابات الأخيرة، مؤكدًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معروف على نطاق واسع في مدينته.
ويوضح أنه من الصعب أن تجد في جنوب إفريقيا يهودًا لديهم رؤية دقيقة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ” فأنت إما مؤيد لإسرائيل أو مؤيد لفلسطين”. وهو ما يجعل الحياة صعبة بشكل خاص على شخص مثله: “فكونك صهيونيًا يساريًا ينطوي على الكثير من تبرير الأفعال والمواقف. أشعر وكأنني أمارس تدريبًا صارمًا بشكل خاص”.
بصفته متابعًا عن كثب للسياسة الإسرائيلية، يقول غوتشالك إن نتائج الانتخابات كانت متوقعة، مضيفا: “بعد قولي هذا، أعتقد أن هذه النتائج كانت بالنسبة لأغلب بني جيلي مفاجأة كبيرة وغير مرحب بها. والعديد من الطلاب في جنوب إفريقيا أسميهم “صهاينة عميان”، والفاشية في إسرائيل لا تتناسب مع رواية حديث هرتزل التي نشأنا عليها جميعًا”.
جارون ريكيس (21 عاما)، طالب في السنة الثالثة بجامعة مانيتوبا، كندا
ريكيس، وهو رئيس اتحاد الطلاب في جامعته، يصف نفسه بأنه “صهيوني له تحفظات”.
وفي حديثه عن خيبة أمله من الوضع السياسي الجديد في “إسرائيل”، يقول “أحاول أن أكون هادئًا وأن أتخذ نهج الانتظار والترقب، لكن إسرائيل يجب أن توفر مساحة آمنة لجميع مواطنيها – وهو ما يُعد على الأقل المثل الأعلى الذي يجب أن نسعى إليه جميعًا”.
ويُضيف أنه لن يلقي اللوم على الشباب اليهود الذين أداروا ظهورهم ل”إسرائيل”، بالنظر إلى تركيبة الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن العملية قد بدأت بالفعل: “يتمثل جزء من القضية في أن الشتات اليهودي ينشأ على فكرة أن إسرائيل أرض سحرية، ولا تُقدّم لهم رواية مضادة لذلك. وهو ما يجعل مقابلة مؤيدين للفلسطينيين لأول مرة بمجرد وصولهم إلى الحرم الجامعي، تجربة صادمةً”.
ليوناردو شو (20 عامًا)، طالب في السنة الثالثة في جامعة إدنبرة، اسكتلندا
لا يدرك شو، الذي يعرّف نفسه بأنه “يهودي ثقافيًا وعرقيًا”، أن أصدقاءه اليهود يديرون ظهورهم ل”إسرائيل” بسبب الحكومة الجديدة، وهو يفترض أنهم قادرون على التمييز بين الدولة والحكومة. وهو يعتقد أن “امتلاك بريطانيا أيضًا لحكومة يمينية في السلطة، قد يجعل من السهل علينا إجراء مثل هذا التمييز”.
ورغم الوضع السياسي الحرج في “إسرائيل” إلا أن مشاعره تجاه البلد لم تتغير، موضحًا: “كنت آمل أن أزور البلد هذا الصيف، وسأفعل ذلك إذا ما استطعت توفير الأموال. ربما أكون مفرطًا في التفاؤل، ولكن السياسة مؤقتة ويمكن أن تتغير الأمور للأفضل في أي وقت”.
لا يتوقع شو أن يصبح الدفاع عن “إسرائيل” في الحرم الجامعي أكثر صعوبة لسبب بسيط، ألا وهو أن معظم الطلاب يميلون إلى أن يكونوا جاهلين جدًا بالوضع في البلاد. وفي الواقع، يقول شو إنه سيصاب بالصدمة إذا ما عرف الطلاب في حرمه الجامعي أي شيء عن إيتمار بن غفير، الذي يُعتبر على نطاق واسع العضو الأكثر إثارة للجدل في الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
ويُضيف: “معظم الأشخاص غير اليهود الذين قابلتهم في الحرم الجامعي لا يعرفون حتى أن إسرائيل ديمقراطية، ناهيك عن مواكبة سياساتها. وفي حين أننا قمنا بإجراء العديد من المناقشات السياسية في الحرم الجامعي، إلا أننا كيهود ينتهي بنا الأمر إلى قضاء معظم وقتنا في الدفاع عن فكرة أن الشعب اليهودي له الحق في وطن قومي”.
جوش كوهين (21 عامًا)، طالب في السنة الثالثة في جامعة نوتنغهام ترينت، إنجلترا
يعتبر كوهين، رئيس جمعية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي، نفسه من أتباع الأرثوذكسية الحديثة من الناحية الدينية ويسار الوسط من الناحية السياسية. وهو يصف نفسه بأنه “صهيوني فخور”، حيث يعتقد بمدى أهمية أن يستمر الطلاب في التعامل مع “إسرائيل”، ولكن في الوقت نفسه، أن يكونوا “صريحين فيما يتعلق بمعارضتهم للحكومة الجديدة”.
لا يتوقع كوهين ظهور أوقات عصيبة أمام الطلاب اليهود في الحرم الجامعي لأن “الغالبية العظمى من الطلاب، اليهود وغيرهم على حد سواء، لا يهتمون بالشؤون الداخلية لإسرائيل”.
غابرييل غلوسكين براون (23 عامًا)، طالب دراسات عليا في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، الولايات المتحدة
كان غلوسكين براون، ابن حاخام تعميري، نشطًا في حركة الشباب الصهيوني “هابونيم درور” لكنه حاليا مناهض للصهيونية. وهو يتوقع أن يؤدي صعود اليمين المتطرف في “إسرائيل” إلى دفع أعداد متزايدة من الشباب اليهود الأمريكيين إلى معسكره. ويقول مواطن فيلادلفيا، الذي يدرس اللغات والثقافة الشرقية والمتخصص في اللغة العربية: “أعتقد أن فكرة أن إسرائيل تمثل مصالح اليهود في العالم قد تم دحضها إلى حد كبير”.
لطالما تردد الشتات اليهودي في الماضي في انتقاد “إسرائيل” علنًا خوفًا من وصفهم بأنهم “يكرهون أنفسهم” أو حتى “معادون للسامية “. ولكن في الوقت الحالي، وصل الكثير من الشباب اليهود إلى نهاية الطريق متسائلين عن المدة التي يمكنهم فيها الدفاع عن ما لا يمكن الدفاع عنه والتعامل مع بلد لا تتماشى قيمه مع قيمهم. ويصف غلوسكين براون هيمنة المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأنها “قشة أخرى على ظهر البعير”.
جورج أمينوف (23 عامًا)، طالب في السنة الرابعة بجامعة أستون، إنجلترا
نشأ أمينوف، وهو عضو في جمعية الطلاب اليهود في برمنغهام، في لندن وينحدر من خلفية يهودية تقليدية. ومع أنه لا يزال صهيونيًا، إلا أنه يقول إنه سيجد صعوبة أكبر الآن في الاستمرار في الدفاع عن “إسرائيل”: “لا أريد منح البلاد ذرائع حول توجهها نحو اليمين المتشدد”.
في الوقت نفسه، لا يتوقع أمينوف أن يؤدي صعود اليمين المتطرف في “إسرائيل” إلى تغيير جذري في وجهات نظر أصدقائه اليهود: “ينتقد الكثير من الشباب اليهود في الحرم الجامعي إسرائيل بشكل متزايد، لكنني لا أعتقد أن نتائج الانتخابات وحدها ستجعل من الأشخاص مناهضين للصهيونية”.
باريس إنتين (20 عامًا)، طالبة في السنة الثانية في جامعة موناش في ملبورن، أستراليا
تقول إنتين، التي تعمل منسقة للدعوة والاتصالات في الاتحاد الأسترالي للطلاب اليهود، إن هذه المرة الأولى التي ترى فيها الكثير من الشباب اليهود المعارضين للحكومة الإسرائيلية. وهي تصف الوضع بأنه “صعب” لكنها لا تعتقد أن نتائج الانتخابات ستدفع الشباب اليهود الأستراليين إلى الانفصال عن “إسرائيل”، ذلك أن “علاقتنا مع إسرائيل لا تقوم على حكومة معينة، بل على فكرة دعم وطن يهودي”.
نشأتها في وقت تتعرض فيه “إسرائيل” لانتقادات دولية مستمرة – غالبًا بشكل غير عادل من وجهة نظر إنتين – عزز عزمها هي وأمثالها على الدفاع عن الدولة اليهودية لتترسخ معتقداتها الصهيونية أكثر. وحسب إنتين، فإن معظم منتقدي “إسرائيل” الرئيسيين في أستراليا يجهلون نسبيًا سياساتها الداخلية. وتضيف: “النقاشات في حرم جامعتنا لا تحدث على هذا النحو المعقد. يعتقد الناس أن إسرائيل دكتاتورية ويمكن مقارنتها بنظام ثيوقراطي مثل إيران. لذلك، نحن لا نقضي وقتنا في مناقشة الفروق الدقيقة، بل بدلاً من ذلك في تبديد الأكاذيب الأساسية”.
كايلا ليور فاردي (22 عامًا)، طالبة في السنة الثالثة بجامعة كيب تاون، جنوب إفريقيا
وُلدت فاردي في لندن ونشأت في جوهانسبرغ وهي تعتبر نفسها صهيونية علمانية، لكنها تنشط في حركة توعية أرثوذكسية تدعى “تشاباد”. وبصفتها مدافعة منذ فترة طويلة عن “إسرائيل” في الحرم الجامعي فهي تتوقع صعوبات أكبر في المستقبل: “كانت معاداة السامية التي واجهتها في جنوب أفريقيا نابعة دائمًا من معاداة الصهيونية، ومن المؤكد أن تشكيل الحكومة الجديدة سيفاقم من ذلك”.
تقول فاردي إنه مع ابتعاد “إسرائيل” عن الديمقراطية، سيصبح من الصعب على الطلاب مثلها الدفاع عنها: “سأضطر للدفاع عن حكومة لا أتفق معها في كل شيء تقريبًا”. وهي لا تعتقد أن العديد من يهود جنوب أفريقيا الشباب سيتوقفون عن دعم إسرائيل بسبب الحكومة الجديدة.
حتى المدارس اليهودية الأكثر ليبرالية في جنوب أفريقيا صهيونية بشدة، لذلك لا تعتقد فاردي أن الاتجاه الذي نراه في جميع أنحاء العالم مناسب لليهود الشباب. وهي تقول أن “انتخابات واحدة – وإن كانت غير مسبوقة من حيث النتائج المتطرفة – من غير المرجح أن تجعلنا ندير ظهورنا لإسرائيل”.
وقد فكرت فاردي في الهجرة إلى “إسرائيل” لكنها تقول إنها كانت مترددة دائمًا خوفًا من رد فعل عنيف من أصدقائها غير اليهود. وإذا كانت ستنتقل الآن فإنها تؤكد أنها ستحذف حساباتها على وسائط التواصل الاجتماعي وتنتقل إلى “إسرائيل” بهدوء شديد، لأنها قلقة بشأن حذف زملائها لها.
جوش فيلدمان (22 عامًا)، طالب في السنة الرابعة بجامعة موناش في ملبورن، أستراليا
يدير فيلدمان، الذي يصف نفسه بأنه صهيوني وسطي، مدونة لجمعية الطلاب اليهود في جامعته ويتابع الأحداث في “إسرائيل” عن كثب. وهو يعتقد أنه سيكون من “قصر النظر ومن الخطأ” أن يتخلى اليهود عن “إسرائيل”، مشيرا إلى أن معظم أقرانه في أستراليا يشاركونه وجهة نظره. وعلى حد قوله يعتبر “اليهود الأستراليون الشباب صهيونيين للغاية حتى أكثر مما كان عليه آباؤنا وأجدادنا، وأشك بشدة في أن هذه الانتخابات ستغير مشاعر الناس تجاه إسرائيل”.
ويضيف: “أعتقد أن الكثير من الطلاب اليهود مهتمون بمعرفة سبب تمكن شخص مثل بن عفير في اكتساب هذه الشعبية الكبيرة، بدلاً من إبعاد أنفسهم. ومن هذه الناحية، هناك فهم غير منطقي للاهتمام المتجدد في البلاد”.
روز زيلزنياك (21 عامًا)، طالبة في السنة الثالثة في جامعة كيب تاون، جنوب أفريقيا
تقول زيلزنياك، التي تعتبر نفسها صهيونية يسارية: “أشعر ببعض اليأس تجاه إسرائيل هذه الأيام، لكنني قبلت حقيقة أنه ليس هناك الكثير مما يمكنني فعله بصفتي يهودية في الشتات”. وبدلاً من تغذية الأجواء المناهضة لإسرائيل في حرمها الجامعي، تقول زيلزنياك إنها عقدت العزم على الاحتفاظ بأفكارها لنفسها. وهي تؤكد “ما زلت أدافع بحماس عن إسرائيل في الحرم الجامعي كما فعلت قبل الانتخابات” .
تتوقع زيليزنياك أن تصبح الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للطلاب اليهود أمثالها بسبب توجهات الحكومة الإسرائيلية. وهي تضيف: “علينا الآن أن نتعامل مع فكرة أن حزبًا فاشيًا سيكون جزءًا من الحكومة الجديدة وهذا آخر ما نريده. إذا كنت سألخص الوضع لقلت إن الانتخابات الإسرائيلية جعلت الوضع اليائس أصلاً أكثر تأزمًا”.
شيلي كوهين (22 عامًا)، تخرجت مؤخرًا من جامعة كانساس بالولايات المتحدة الأمريكية
إن كوهين، التي نشأت على متابعة الوضع عن كثب في “إسرائيل”، تصف نفسها بأنها “ذات ثقافة يهودية” مع آراء سياسية من يسار الوسط. بعد تخرجها هذا الصيف، انتقلت إلى تل أبيب حيث تعمل في صناعة السينما. ورغم ترددها بين البقاء والمغادرة من شدة اليأس بسبب الحكومة الجديدة، فهي ترى أن “القرار الأكثر شجاعة هو البقاء والكفاح”.
تعتقد كوهين أنه من المحبط أن يكون معظم اليهود الأمريكيين الذين قابلتهم مؤخرًا والذين انتقلوا إلى “إسرائيل” يميلون إلى التقارب مع الحكومة الجديدة. وهي ترى أنهم “يغيرون التركيبة السكانية للبلاد ومن الصعب علي التعامل معهم”. وتذكّرها الأوضاغ في “إسرائيل” اليوم بما شعرت به الولايات المتحدة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا، حيث قالت: “لقد مكّن المتطرفين من أن يصبحوا أكثر تطرفًا ويجذبوا المزيد إلى صفهم”.
آدم ليفي (23 عامًا)، طالب في السنة الرابعة بجامعة سيدني، أستراليا
إن ليفي، الذي يصف نفسه بأنه يساري، قلقٌ بشأن جعل حياة الطلاب اليهود في الحرم الجامعي أكثر صعوبة في حال شرعت الحكومة الإسرائيلية الجديدة في التصرف وفقًا لبعض تصريحاتها. وحسب رأيه، “هذا من شأنه أن يزيد من غضب الناشطين المناهضين لإسرائيل في الحرم الجامعي ويجعل البيئة أكثر عداء لنا”.
ويضيف : “كل هذه القوانين المروعة ستؤدي في نهاية المطاف إلى خلق المزيد من العنف ضد الفلسطينيين، وهذا يزيد من غضب النشطاء المناهضين لإسرائيل في الحرم الجامعي ويجعل البيئة أكثر عداء لنا” .
يعتقد ليفي، الذي يخطط للهجرة إلى “إسرائيل” في غضون السنوات القليلة المقبلة، أنه من الأسهل عليه بصفته يهوديًا في الشتات التمييز بين مشاعره تجاه الدولة وشعوره تجاه الحكومة. ويقول حيال ذلك: “أفهم أن هذا امتياز لا يُمنح للإسرائيليين”.
بيتا ميلنر (20 عامًا)، طالبة في السنة الثانية في جامعة ويتواترسراند، جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا
أقرت ميلنر، الرئيسة الوطنية لاتحاد الطلاب اليهود في جنوب أفريقيا، بأنها غير منزعجة من التطورات السياسية الأخيرة في “إسرائيل” موضحة: “ليست لي روابط وثيقة الصلة بالسياسة الإسرائيلية، وما يجمعني بهذه الأرض روابط تاريخية وثقافية ودينية”. وهي لا تتوقع أن تصبح الحياة أكثر صعوبة للطلاب اليهود في حرم الجامعات في جنوب أفريقيا، لأن “الطلاب المؤيدين لدعوات المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل في جنوب أفريقيا لم يهتموا يوما بمن يتولى السلطة في إسرائيل ولا صلة لهم بالانتخابات، وأشك في أنهم يعرفون حتى بإجراء انتخابات”. ومع أنها تهتم بشدة ب”إسرائيل”، إلا أن ميلنر صرحت بأنها لن تتحدث علنًا ضد الحكومة الجديدة: “من يختاره الإسرائيليون ليس من شأني، فأنا لست مقيمة فيها، ولا أدفع الضرائب هناك”.
المصدر: هاآرتس