ترجمة حفصة جودة
أعلنت الأمم المتحدة ارتفاع أعداد اللاجئين الروهينغا الذي يغامرون برحلات خطيرة في البحر أملًا في الوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا بنسبة 360%، وذلك بعد أن ضاق الحال بالمئات منهم في نهاية العام الماضي.
حذر الروهينغا في مخيمات اللاجئين ببنغلاديش من تزايد عمليات مهربي البشر، إذ يبحثون باستمرار عن أشخاص لملء قواربهم من ميانمار وبنغلاديش متجهين إلى ماليزيا، حيث يعتقد اللاجئون أن باستطاعتهم العيش هناك بحرية أكبر.
صعد أكثر من 3500 من الروهينغا على متن القوارب في 2022 مقارنة بـ700 في 2021، لينتعش الطريق بين خليج البنغال وجنوب شرق آسيا الذي استُخدم لنقل آلاف الروهينغا حتى 2015، حيث أدى اكتشاف مقابر جماعية في تايلاند إلى حملة قمع قسرية.
قالت شابيا مانتو – المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – إن المهربين يستخدمون وعودًا وآمالًا كاذبة لإغراء البائسين، ويجب على الحكومات الإقليمية العمل لمنع الاتجار بالبشر وحماية الروهينغا الذين يصلون إلى شواطئهم.
مع تجاهل الحكومات لنداءات الاستغاثة، أنقذ الصيادون الإندونيسيون 450 شخصًا، وأنقذت البحرية السريلانكية قاربًا آخر يضم 100 لاجئ من الروهينغا
وأضافت “طالبت المفوضية السلطات البحرية في المنطقة بإنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر وإنزالهم من القوارب، لكن يبدو أن هذه المطالبات ذهبت أدراج الريح حيث تبحر العديد من القوارب لأسابيع دون هدف”.
منذ 2017 عاش أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا في مخيمات اللاجئين ببنغلاديش بعد فرارهم من مذابح جيش ميانمار، أما الذين ظلوا في ميانمار فيتعرضون باستمرار للاعتقال إذا حاولوا السفر للخارج.
تُركت العديد من القوارب في البحر تبحر بلا هدف في آخر شهرين من عام 2022 مع تجاهل الحكومات لنداءات الاستغاثة، بينما أنقذ الصيادون الإندونيسيون 450 شخصًا، وأنقذت البحرية السريلانكية قاربًا آخر يضم 100 لاجئ من الروهينغا.
قال زاهد حسين – معلم من الروهينغا – إن اثنين من أصدقائه كانا على متن قارب يضم 180 شخصًا، وتعتقد الأمم المتحدة أنه انقلب الشهر الماضي، كان صديقاه مثله قد قضيا معظم حياتهما في بنغلاديش بعد أن فرّت عائلاتهما من ميانمار في أوائل التسعينيات، وكانا يتطوعان باستمرار في المنظمات غير الحكومية.
يقول حسين: “لقد غادرا المخيم بحثًا عن حياة أفضل، وأملًا في الحصول على فرصة في ماليزيا لهما ولعائلاتهما لبناء مستقبل أفضل لأطفالهما، فحياة اللجوء الطويلة المستمرة من 31 عامًا أصبحت سامة ولا تُحتمل”.
ويضيف “لقد اكتشفت غرقهما عندما سمعت رسائل صوتية أٌرسلت إلينا من قارب آخر قريب وصل إلى إندونيسيا بعد عاصفة شديدة”.
يقول علي كبير أحد الناشطين في مكافحة الاتجار بالبشر الذي يعيش قرب المخيمات، إن هذه المشكلة لا تُؤخذ على محمل الجد، فالمهربون يستطيعون تجنيد ونقل اللاجئين بحرية دون أي ردة فعل من الشرطة.
إن انتهاكات الشرطة في مخيمات كوكس بازار قد تركت اللاجئين الروهينغا يعانون على أيدي القوات المكلفة بحمايتهم
ويكمل “لقد نُقل الكثير من الناس، وعندما نخبر الشرطة بذلك لا يهتمون حقًا، بل يقولون إن هؤلاء الناس أصبحوا عبئًا عليهم”.
قال كبير إن اللاجئين غالبًا ما يُحتجزون على القوارب بينما يطلب المهربون الفدية من عائلاتهم، متبنيين بذلك الإستراتيجية السابقة لاحتجاز الناس في مخيمات بالغابة التي استمرت حتى اكتشفت تايلاند مقابر جماعية للروهينغا في 2015.
ويضيف “لقد تغيرت الأنظمة والطرق، الآن لم يعد هناك مقابر جماعية، فهم يموتون في البحر، لقد أصبح البحر مقبرتهم”.
اشتكى الروهينغا كثيرًا من عنف العصابات المسلحة التي ازدادت قوتها داخل المخيمات، واتهم تقرير لهيومن رايتس ووتش كتائب الشرطة المسلحة في بنغلاديش والمكلفة بالتعامل مع مشكلة انعدام الأمن في المخيمات، بالاعتقال التعسفي والمضايقات والابتزاز.
قالت شاينا باوشنر، الباحثة بالقسم الآسيوي في هيومن رايتس ووتش: “انتهاكات الشرطة في مخيمات كوكس بازار قد تركت اللاجئين الروهينغا يعانون على أيدي القوات المكلفة بحمايتهم”.
المصدر: الغارديان