تستعد فرقة “حرقة كرت” الفنية الأردنية، لتنفيذ عروض فنية في الداخل الفلسطيني المحتل، ومدينة رام الله، بعد حصولها على تأشيرة من خلال سفارة الاحتلال في الأردن، لزيارة المناطق المحتلة وإقامة حفلاتها في حيفا، الجولان، الناصرة، عكا، رام الله، على مدى خمسة أيام متتالية.
وأثارت هذه الزيارة غضب حركة المقاطعة الثقافية والأكاديمية (BDS) التي تحركت لفضح الزيارة، فكانت أول ثمار هذا الحراك كشف حقيقة الفرقة أمام مطعم “كلمنتينا” الذي كان من المقرر استضافته لحفل الفرقة في رام الله، ما دفع إدارة المطعم لإلغاء الحفل دون تردد مؤكدة أنها لم تكن على اطلاع سابق بطبيعة الزيارة، ومعلنة رفضها لمثل هذه المشاريع.
لكن إعلان “كلمنتينا” رفضه استقبال الفرقة لنشاطاتها التطبيعية، لم يمنع نقل الحفل إلى مقر آخر، وهو فندق فلسطيني شهير أعلنت الفرقة اسمه عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فيما حاولت قُدس الإخبارية التواصل مع إدارة الفندق للحصول على رد حول الأمر، لكنها لم تنجح في ذلك.
وتوضح حركة المقاطعة الثقافية و الأكاديمية (BDS) أن رفضها للزيارة جاء بسبب خرقها لمعايير المقاطعة الخاصة بالتطبيع وللعزلة المفروضة على دولة الاحتلال، وذلك من خلال حصولها على التأشيرة عبر سفارة الاحتلال في الأردن، وهو ما أعلنت الحركة رفضها له في مرات عديدة، كان منها رفضها لزيارة فرقة “أوتستراد” الأردنية أيضًا.
وتقول منسقة الحركة في فلسطين، فلسطين دويكات إن الفرقة نسقت لإقامة حفلها في حيفا في مقر نادٍ إسرائيلي كان يدعو جنود الاحتلال للسهر لديه مقابل خصومات كبيرة خلال مشاركتهم في العدوان الأخيرة على القطاع، مؤكدة، أن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في إطار التطبيع مع الاحتلال.
ورفضت فلسطين في حديثها لـ قُدس الإخبارية، مبررات أنصار هذا النشاط بأنه يهدف للتواصل مع فلسطيني الداخل المحتل، مؤكدة، أن ذلك لا يجب أن يتم من خلال تأشيرات عبر سفارة الاحتلال، بل بتصاريح تصدر من داخل فلسطين، ومضيفة، أن التواصل مع الفلسطينيين لا يعني إقامة الحفل في نادٍ إسرائيلي.
وتضيف، “حتى لو أرادوا الحضور إلى رام الله دون دخول الأراضي المحتلة، المشكلة الأساسية في حصولهم على تأشيرة من سفارة الاحتلال التي جاءت من خلال معاهدات سلام مذلة، فالمطلوب عدم التعامل مع الاحتلال بشكل طبيعي كدولة مستقلة وقائمة كما يتم التعامل مع بقية دول العالم”.
ولم يكن الموقف الشعبي في الأردن أقل منه في فلسطين، حيث دعا نشطاء من مختلف الحركات الاجتماعية لمقاطعة الفرقة مشددين على رفضهم لهذه الخطوة.
وتقول رند وهبة من الحركة الشعبية الأردنية لمقاطعة الكيان الصهيوني، إن مشاريع التطبيع الثقافية تستهدف بشكل خاص الفنانين الجدد، والباحثين عن فرص للظهور، ما يدفعهم للقبول بهذه الفرص، واصفة هذه المشاريع بالظاهرة الخطيرة.
وأضافت لـ قُدس الإخبارية، أن هذه الظاهرة تكسر عرفًا وموقفًا عربيًا موحدًا على المستويين الشعبي والثقافي برفض شرعية دولة الاحتلال على كامل الأراضي الفلسطينية، مطالبة الفرقة بالتراجع عن جولاتها وداعية المواقع المستضيفة لإلغاء هذه الحفلات.
وأوضحت رند، أن استمرار آثار العدوان على القطاع وصمود المقدسيين ضد مخططات التهويد، يؤكد على ضرورة التمسك بالثوابت ورفض شرعنة الاحتلال أو الاعتراف به، وتابعت، “هذا الاعتراف الذي يراه بعضهم شكليا او بسيطا هو بالنهاية غسل لدمائنا عن أيدي القتلة”.
وبحسب مصادر خاصة، فإن نشطاء ينوون إقامة وقفة احتجاجية أمام الفندق المنوي إقامة حفل رام الله في قاعاته خلال يوم الحفل ذاته، في محاولة لمنع إقامة الحفل وفضح تطبيع الفرقة أمام الشارع الفلسطيني.
ضمن سلسلة تقارير تُنشر بالتعاون مع شبكة قدس الإخبارية