انتهت أمس الجولة التاسعة من المفاوضات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة وحكومة المؤتمر الوطني بالسودان بعد وساطات من عدة أطراف لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة.
كانت الأطراف الحكومية تعمل من خلال الوسطاء في هذه المفاوضات على نزع سلاح الجيش الشعبي ووقف العمليات العدائية بينه وبين الجيش السوداني دون الحديث عن بقية المطالب السياسية؛ مما أثار حفيظة المعارضة المشاركة في المفاوضات مع تأكيدات الوسطاء أن هذا الاجتماع ما هو إلا اجتماع تحضيري وسيتم استكماله فيما بعد في جلسات حوار أخرى، في إشارة إلى انتهاء هذه الجولة من المفاوضات في صورة شبه قاتمة مع عدم التوصل لأي نتائج إيجابية من الحوار.
كما أعلن “ثابو أمبيكي” رئيس الوساطة الأفريقية عالية المستوى الذي يترأس جلسات الحوار، أن الجولة القادمة ستكون في بداية العام المقبل بحضور الطرفين لمحاولة إنهاء الملفات العالقة والوصول إلى حل مرضٍ.
بينما أعلن ممثل الحكومة أنه لن يأتي إلى الجلسات المقبلة وسينيب عنه من يحضر لارتباطه بموعد الانتخابات في إشارة لتمسك الحكومة بإجرائها، وهو ما اعتبرته المعارضة تحديًا لها، وعلى الرغم من ذلك أكدت الحركة الشعبية على تمسكها بالحوار مع أي شخص سترسله الحكومة السودانية، لتؤكد لقواعدها أنها ما استمرت في هذه الجولات إلا رغبة في فضح أجندة النظام الذي يتمسك بإجراء الانتخابات لفرض سياسة الأمر الواقع.
مضيفين أن النظام غير جاد في الحوار الوطني ويشتري الوقت من أجل إعادة انتخاب رئيسه المطلوب للجنائية الدولية والذي يرى أن حمايته في السلطة وحدها حتى ولو أدى ذلك إلى انهيار السودان حسب تصريحاتهم، مؤكدين أن الحرب هي مبتغى النظام وأجهزته الأمنية وأن وقف الحرب ليس على أجندة النظام، وحسبما صرح “ياسر عرمان” رئيس وفد الحركة الشعبية في مفاوضات أديس أبابا فإن الحركة تدعو الشعب السوداني للوقوف خلف اتفاق “نداء السودان” لمنع أمر الانتخابات والتحضير لانتفاضة شعبية ضد النظام الحاكم بالسودان.
الجدير بالذكر أن الحكومة اعتقلت منذ أيام بعض قادة المعارضة الموقعين على اتفاق “نداء السودان” بين المعارضة السياسية والمعارضة المسلحة.
بينما دخلت المعارضة قبل ذلك في مفاوضات مع النظام برعاية أفريقية في أديس أبابا للوصول لاتقاق ينهي حالة الاحتراب المسلحة بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة لكن آخر جولاتها كانت نتيجتها لا شيء وتم تأجيلها للعام القادم المتخم بالانتخابات التي يصر النظام على إجرائها بينما ترفض المعارضة إقامتها أو المشاركة فيها بأي صورة دون إجراء إصلاحات جذرية بالنظام وهو الأمر محل النزاع بين الأطراف في السودان التي أعلنت بقاء الحال كما هو عليه لحين.