لم تكن ثورة يناير 2011 حدثًا عابرًا يمرّ مرور الكرام، بل كانت علامة فارقة في تاريخ المنطقة العربية والشرق الأوسط، لما ترتّب عليها من إعادة هيكلة لقوى المنطقة ورسم مختلف لخارطة الدول، داخليًّا وخارجيًّا، وكانت إحدى المحطات الرئيسية التي سيتوقف عندها التاريخ طويلًا بالبحث والتأويل.
ومع الذكرى السنوية لهذا الحدث تنتفض الكتابات والتغريدات والمنشورات، حنينًا وتوثيقًا ومراجعات، فيما ينقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى قسمَين، الأول يحوّل تلك الثورة إلى حدث ملائكي شديد الصفاء لا غبار عليه، والثاني إلى تمرد شيطاني أودى بالبلاد إلى أتون الفقر والانهيار، وهي السردية التي طالما يعزف عليها رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي.
ومع الذكرى الثانية عشر للثورة، يبدو أن الأمور تجابه بعض التغيرات الطفيفة، ليس في الشكل فقط كما هو معتاد لكن في المضمون كذلك، حيث حالة النوستالجيا التي زادت من وتيرتها على الشارع المصري لتلك الذكرى التي يعبّر الكثيرون عن افتخارهم بها، رغم محاولات التشويه المتعمَّدة.
آفتنا الأدلجة والرضوخ لإملاءات التوجه، هكذا يتهم خبراء الاجتماع السياسي الحالة المصرية، تلك الحالة التي تعاني من تبايُن الرؤى وتخضع أسيرة الصوت الواحد الذي في الغالب لا يقدم الصورة كاملة، ومن ثم كان من الأهمية بمكان تسليط الضوء على بعض الكتابات والدراسات والأعمال الإبداعية والصحفية التي تناولت الثورة، سلبًا وإيجابًا، من كافة التوجهات، لتقديم صورة متكاملة عن ثورة يناير التي تعاني من استهداف ممنهَج لتشويه الصورة.
كتب
هناك الكثير من الكتب والمؤلفات التي تناولت الثورة المصرية، إما تأريخيًّا وإما توثيقيًّا وإما تحليليًّا، حاولت بقدر الإمكان تفتيت نقاط الاشتباك وفكّ طلاسم المشهد قبيل وأثناء وبعد الثورة، في محاولة لفهم السياق العام وكيف وصلت الأمور إلى ما بات عليه الوضع الآن.
“العسكر والديمقراطية ومستقبل مصر”
الكتاب من تأليف أستاذ الفلسفة بجامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، دكتور جمال نصار، وهو إصدار عام 2022 عن دار نشر الأسرة العربية في إسطنبول، عبارة عن جمع للمقالات التي كتبها المؤلف في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت، والتي تتناول الواقع المصري بعد ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، خاصة الانقلاب على الديمقراطية، وتبعات حكم الجنرالات لمصر طيلة السنوات الماضية، وممارساتهم في تدمير البنية الأساسية لمؤسسات الدولة.
ويشير المؤلف -الذي له باع طويل في تشريح البنية الفكرية والأخلاقية للمجتمعات العربية والإسلامية- إلى أن هذا المؤلَّف هو رصد حقيقي وواقعي لأحداث ما بعد الانقلاب العسكري على التجربة الديمقراطية المدنية الوحيدة في مصر الحديثة، وما قام به العسكر من تجريف للحياة السياسية، وتكميم الأفواه، ومصادرة الحريات العامة، ونشر الفساد والاستبداد بمختلف أشكاله ووسائله.
“العلاقات المدنية-العسكرية والتحول الديمقراطي في مصر بعد ثورة 25 يناير”
الكتاب للباحث هاني سليمان ضمن منشورات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2015، وهو كتاب تاريخي من الدرجة الأولى، يحاول فيه المؤلف تسليط الضوء على الثورات التي شهدتها مصر وعلى رأسها يوليو/ تموز 1952 ويناير/ كانون الثاني 2011.
ويقسم المؤلف كتابه إلى 4 فصول، الأول يتحدث فيه عن نظريات العلاقات المدنية العسكرية ثم أبرز المحطات التاريخية التي شهدتها مصر خلال العقود السبعة الأخيرة، ثم ينتقل إلى تحليل أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني، والمراحل التي عبرت فيها مصر خلال الثورة، مختتمًا الكتاب بالحديث عن مستقبل هذه العلاقات وطرح سيناريوهات مختلفة لما قد تكون عليه العلاقة المدنية-العسكرية.
“ثورة 25 يناير والصراع حول السلطة”
الكتاب من تأليف المؤرّخ طارق البشري، وهو من إصدارات دار البشير للثقافة والعلوم عام 2014، ويتناول فيه البشري تحليلًا تفصيليًّا عن ثورة يناير من خلال تشريح القوى السياسية الرئيسية التي فرضت نفسها على المشهد بعد ثورة يناير، وقسمها إلى 3 أقسام؛ الأول القوى الديمقراطية التي أتت بإرادة شعبية حرة، لكنها لم تكن تجيد العمل السياسي والتعامل مع الآخرين في هذا الجانب، نظرًا إلى كونها جماعات دعوية في المقام الأول، ثانيًا القوى الاستبدادية التي لا تؤمن بالديمقراطية ولا تداول السلطة.
أما القوى الثالثة فسمّاها المؤلف بالقوى الليبرالية، ويرى أنها التي لا تملك القدرة على الوصول إلى الحكم، لكنها تلعب دورًا في دعم وصول القوى الأخرى للسلطة أو إبعادها، مستعرضًا المعارك الفكرية والسياسية بين القوى الثلاث وتداعيات ذلك على رسم المشهد المصري خلال السنوات الثلاث الأولى للثورة.
“هل أخطأت الثورة المصرية؟”
تناول مؤلف الكتاب، الأديب علاء الأسواني، الأحداث التي شهدتها مصر خلال العام الأول من الثورة، لافتًا في هذا المؤلف الذي نشرته دار الشروق المصرية عام 2012 أن الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه الثورة هو رحيل الثوار من الميدان بعد تنحّي مبارك في 11 فبراير/شباط 2011، ووضع الثقة في المجلس العسكري لتولّي زمام الأمور.
ويعدّ هذا الكتاب توثيقًا للانتهاكات التي ارتكبها المجلس العسكري خلال المرحلة الانتقالية بحق الثورة والمدنيين من أبناء مصر، ملمّحًا إلى أن الثمن الذي دفعه الثوار كان باهظًا جدًّا عكس كافة التوقعات، إذ خذلهم الجنرالات الذين تبيّن فيما بعد أنهم كانوا يلعبون لحسابهم الشخصي.
“مصر التحرير: ميلاد ثورة”
الكتاب من تأليف الفرنسيَّين كلود جيبال وتانجي سالون، وترجمة عاصم عبد ربه حسين، وهو من إصدارات المركز القومي للترجمة عام 2015، ويتناول محاولة تقديم صورة حية وحقيقية عن الثورة المصرية ونقلها للعالم بشكل حيادي، دون الخضوع لقيود الأدلجة والانتماءات السياسية التي تفسد معظم الكتابات.
ويركّز الكتاب على “قضية التوريث” باعتبارها المحرك والدافع الأساسي لانطلاق شرارة الثورة الأولى، ثم الحديث عن مشاركة جماعة الإخوان المسلمين وكيف أثّرت على الحراك الثوري سلبًا وإيجابًا، كما تحدّثا عن الروح الثورية التي أصابت المصريين، والتي سمّياها نوبة صحيان أو صحوة المصريين، وكيف سقطت كل الحواجز بين طوائف الشعب المختلفة، وتعاونوا جميعًا من أجل هدف واحد: نجاح الثورة المصرية.
“سقوط الفرعون.. ثمانية عشر يومًا غيّرت وجه مصر”
الكتاب للمؤرخ الفرنسي روبير سوليه وترجمة ناهد الطناني ضمن منشورات الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2013، ويتناول فترة الـ 18 يومًا الأولى من الثورة، منذ 25 يناير/ كانون الثاني وحتى 11 فبراير/ شباط 2011 حين تنحّى الرئيس المخلوع حسني مبارك عن الحكم.
واستند سوليه في هذا الكتاب إلى الشهادات الحية والمعلومات التي جمعها خلال زيارته لمصر في مارس/ آذار 2011، فهي شهادات موثقة ومن مصادر مقرّبة من المؤلف وبالتالي تتمتع بمصداقية عالية وأمانة كبيرة، ومن هنا يعتبر البعض هذا الكتاب من أفضل ما كُتب في أيام الثورة الأولى.
وثائقيات
ليس هناك أصدق من شهادات شخوص الحدث والمشاركين فيه، ممّن عايشوا تفاصيله وعاينوا سردياته بالصوت والصورة، لذا زخرت المنصات الإعلامية بالعديد من الأعمال الوثائقية التي تطرّقت إلى ثورة يناير لما تمثله من زخم كبير وتباين في الرؤى بشأن أحداثها وسيناريوهاتها.
“تحت المجهر… الطريق إلى 25 يناير”
يعدّ هذا العمل الوثائقي هو الأول من نوعه الذي تطرّق إلى ثورة يناير، وكيف قامت واشتعلت والأسباب التي قادت الشعب المصري إلى النزول إلى الشارع، حيث رصدت الزحف الافتراضي للمحتجّين بمصر على شبكة الإنترنت وحوّلوه إلى نقطة التقاء ومشاركة لكشف جرائم الرئيس المخلوع مبارك، بدءًا من تأسيس حركة “كفاية” عام 2004، مرورًا بإضرابات غزل المحلة عام 2008، والدعوة للعصيان المدني التي أطلقها شباب مصريون في 6 أبريل/ نيسان من العام ذاته في استلهام لنضالات المهاتما غاندي بالهند.
“تحت المجهر.. التغريدة المصرية”
تمَّ بثّ تلك الحلقة في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2013 وكان الضيوف رموز من الثورة المصرية (وائل الفخراني – حسام السكري – محمد مرعي – أنس حسن – حازم عبد العظيم – أيمن الصياد)، وتناولت دور منصة تويتر كإحدى الساحات التي أشعلت الثورة المصرية، بما فضحته من انتهاكات إبّان فترة حسني مبارك، وكيف تحولت إلى ساحة للشد والجذب كما الميدان في الواقع، وأصبح تويتر يؤرخ النجاحات والكبوات.
“ما لا يُقال… يوميات ثورة”
الفيلم الوثائقي “يوميات ثورة” من إنتاج شبكة “بي بي سي عربي” تمَّ بثّه في 16 أبريل/ نيسان 2011، وفيه يحاول المراسل الإعلامي خالد عز العرب، معدّ الفيلم، إلقاء الضوء على الثورة كما عاشها مع صنّاعها، ويرافقها منذ بداية تشكُّلها يوم 25 يناير/ كانون الثاني وحتى سقوط النظام وتنحي حسني مبارك يوم 11 فبراير/ شباط، ويسلّط الضوء على أساليبها المبتكرة وأيامها العصيبة ولحظاتها المفصلية، ويتساءل عن تمسُّك الثوار بمسارهم وتأثير الثورة على البلدان المجاورة التي تعيش الظروف نفسها التي عاشتها مصر من قبل.
“سلمية… 25 يناير يوم بيوم”
يعدّ هذا الفيلم الوثائقي هو الوحيد الذي قدّمته قناة مصرية عن الثورة المصرية بشكل عملي، وإن حُذف من معظم المنصات فيما بعد، وهو يرصد أحداث الثورة والظروف التي أدّت إليها، ويشرح معاناة المصريين وكفرهم بنظام مبارك وحالة الاحتقان التي سيطرت على المشهد، كما يضمّ شهادات عدد من الشباب ذوي الاتجاهات الليبرالية واليسارية ممّن شاركوا في الثورة.
“صناعة الكذب”
العمل من إنتاج “الجزيرة” وتمَّ بثه في 5 يناير/ كانون الثاني 2011، ويتحدث عن الحرب الإعلامية التي أقامها إعلام نظام مبارك لتشويه الثورة وتضليل الرأي العام، ولذا يعدّ أول وثيقة سينمائية يتم إنجازها خلال الثورة، تكشف الوجه الحقيقي لإعلام -كان وما زال- يمارس دوره في تشويه الثورة ومحاولة إجهاضها، فيه محاولة لرصد دور الإعلام المصري وكيفية تعامله مع ثورة 25 يناير.
بودكاست
الأريحية التي توفّرها منصة البودكاست في الحديث عن أي قضية تجعلها واحدة من المنصات المفضّلة للبعض، فضلًا عن سهولة استخدامها وقلة الإمكانات المطلوبة وانتشارها السريع، ومن ثم كانت مشاركة وبشكل واضح في تسليط الضوء على أحداث يناير/ كانون الثاني من خلال العديد من الحلقات والنقاشات الحية.
ثورة 25 يناير.. أحلام مؤجلة ودروس مستفادة (الجزيرة)
استضافت إعلامية قناة “الجزيرة”، خديجة بن قنة، في 25 يناير/ كانون الثاني 2022، وفي الذكرى الحادية عشر للثورة المصرية، مجموعة من شباب الثورة والحقوقيين والإعلاميين، لتناقش معهم الدروس المستفادة من الثورة المصرية، ومستقبل حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر، وكذلك الأثر المتبقّي للثورة المصرية، وتمحوَر النقاش حول محورَين اثنين، الأول: الدروس المستفادة من الثورة، الثاني: ثورة يناير هل هناك أمل؟
حوار مع المؤرخ خالد فهمي في الذكرى العاشرة للثورة المصرية (بودكاست 11)
في هذا البودكاست يستضيف الصحفي محمد أبو الغيط في 4 فبراير/ شباط 2021 المؤرخ خالد فهمي للحديث عن الثورة من خلال بعض التساؤلات: هل كانت هناك علامات لحراك قادم؟ هل نطلق وصف ثورة أم انتفاضة؟ انطلاقًا من دراسته للتاريخ هل صحيح وصف الشعب المصري بأنه خانع و”شعب عبيد”؟ هل يمكن إرجاع جوانب من بنية السلطة الحالية لعصر عبد الناصر أو لعصر محمد علي؟ هل أدّت أسباب من طرف قوى الثورة إلى المسار الذي وصلنا إليه؟ هل كانت دعوات توحُّد هذه القوى واقعية؟ هل كانت هناك حتمية تاريخية لهزيمة الثورة؟ هل هناك أسباب تدعو للتفاؤل بالمستقبل؟
خمسة أعوام على ثورة يناير: هل حققت الثورة آمال الشباب في التغيير؟ (أس بي أس عربي 24)
بُثّت تلك الحلقة في 25 يناير/ كانون الثاني 2016 في ذكرى الثورة الخامسة، طارحة بعض الأسئلة التي حاولت الإجابة عنها، وهي: ثورة 25 يناير، انتفاضة مجيدة أم انتكاسة جديدة؟ ماذا حققت الثورة المصرية بعد 5 أعوام؟ هل من إنجازات لهذه الثورة وما هي؟ هل أصبحت مصر أفضل ممّا كانت عليه في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك؟ هل تحققت طموحات الملايين بالحرية والعدل والمساواة؟ هل تبيّن أن العسكر هم في نهاية المطاف الوحيدون القادرون على الحكم وضبط الشارع في مصر؟ وماذا عن الأوطان العربية التي تشهد اضطرابات وحروبًا؟ هل الحل بتولي الجيش الحكم؟ ما هي انعكاسات النموذج المصري لثورات الشارع العربي على المنطقة؟ ما هي الدروس التي يمكن لدول الجوار أن تأخذها من الثورة المصرية؟
ثورة 25 يناير.. هل تعود للميدان؟ (الجزيرة)
بُثّت تلك الحلقة في 25 يناير/ كانون الثاني 2021، حيث حاولت الإعلامية خديجة بن قنة قراءة المشهد السياسي المصري بعد 10 سنوات على الثورة، محاولةً الإجابة عن سؤال هام: هل من الممكن أن يعود الشعب للميدان مرة أخرى في ظل تنامي التشظي في صفوف المعارضة المصرية وغياب الاستراتيجية طويلة الأمد، لإكمال المسار الديمقراطي ما يعقّد مسار الثورة المصرية؟ لكن يبقى الأمل في النهاية في الجيل الجديد للثورة.
حوار مع شادي لويس في الذكرى العاشرة للثورة المصرية (بودكاست 11)
حوار أجراه الصحفي الراحل محمد أبو الغيط في 31 يناير/ كانون الثاني 2021 مع الناشط السياسي المصري شادي لويس، عضو حركة كفاية المعارضة، عن ثورة يناير وذكرياته بشأنها، وذلك من خلال بعض الأسئلة عن سبب اندلاعها، ودور الفقر في الإسراع بها، بجانب الحديث عن سيكولوجية الأجيال السابقة وعدم قدرتها على القيام بثورات ضد النظام رغم انتهاكاته المستمرة، والحديث عن أسباب فشل الثورة وما إذا كانت عوامل داخلية أو خارجية وراء ذلك، وصولًا إلى الحديث عن رؤيته لما هو قادم.
دراسات عن الثورة
حدث عظيم كثورة يناير لا بدَّ أن تصحبه مئات الدراسات والتحقيقات التي تتناوله بكل تفاصيله، وقد زخرت مراكز الأبحاث والمواقع الإلكترونية بمكتبات كاملة من الأعمال البحثية التي تطرّقت إلى الثورة وخيوطها وتفاعلاتها وتداعياتها، مع تقديم رؤية استشرافية لما يمكن أن يكون عليه الوضع مستقبلًا.
الدوافع السياسية والاقتصادية لثورة 25 يناير في مصر (بحث منشور في مجلة “السياسة الدولية”)
يحاول الباحث سعد عبد القادر حميد من خلال تلك الورقة البحثية فهم وتحليل العوامل الداخلية لاندلاع ثورة يناير في مصر، سياسيًّا واقتصاديًّا، ومحاولة الوقوف على طبيعة وظروف وأدوات تلك الثورة، ويهدف الباحث من خلال تلك الدراسة إلى محاولة معالجة الظروف المشابهة التي أدّت إلى الثورة قبل أن تصل إلى مرحلة الثورة الفعلية.
واستعرض البحث مظاهر الانتهاكات السياسية والاقتصادية وتغوُّل سلطة مبارك على الشارع المصري، وإفقاده حضوره وانتهاكه لكرامته وإجهاضه لأي أمل في مستقبل أفضل، ما أدّى في الآخر إلى تكوين أرضية مؤهّلة تمامًا لإنماء بذرة الثروة.
مصر: 11 عامًا بعد ثورة يناير ـ ويتجدد الأمل (المعهد المصري للدراسات)
يضمّ هذا الملف كل ما نشره المعهد المصري للدراسات حول أهم التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وانقلاب 3 يوليو/ تموز 2013، مقسمًا إلى عدة ملفات، الأول: البحوث والدراسات وتضم 24 بحثًا منها كيف تصنع انقلابًا عسكريًّا ناجحًا؟ الاقتصاد المصري بعد الانقلاب العسكري، تحولات السلطة القضائية بعد انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013، اتجاهات التغيير داخل المؤسسة العسكرية المصرية.
ثانيًا: البحوث والتقارير وتضم أكثر من 30 ملفًا، منها تداعيات انقلاب 2013 على الآثار المصرية، عسكرة التعليم في مصر بعد انقلاب 2013، السياسة المصرية تجاه حماس بعد انقلاب 2013، التنسيق الأمني بين مصر و”إسرائيل” بعد الانقلاب، فضلًا عن عشرات المقالات والتحليلات والتراجم.
ثورة 25 يناير المصرية (مركز دراسات الشرق الأوسط)
يقدّم مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن من خلال هذا التقرير الذي أعدّه كل من إبراهيم عبد الكريم وخيري عمر ومروان الأسمر عن الثورة المصرية، قراءة تحليلية تستشرف الاتجاهات المستقبلية لمواقف الأطراف الفاعلة والمتأثرة بالتحولات الجارية في مصر، ومن أبرزها موقف السلطة، والنخب السياسية، والفئات الاجتماعية المصرية، والمواقف الدولية، إضافة إلى الموقف الإسرائيلي بوصفه أبرز المتخوفين من التحول المصري، ونضع هذه القراءة، التي أسهم فيها عدد من المختصين، بين أيدي المهتمين من صنّاع القرار والنخب السياسية والثقافية العربية.
10 سنوات بعد ثورة يناير (المعهد المصري للدراسات)
يحاول الدكتور عصام عبد الشافي من خلال تلك الدراسة المقسمة إلى 4 أجزاء، إلقاء الضوء على ملامح المشهد المصري بعد عقد على الثورة، مقسمًا إياها إلى 4 مباحث؛ المبحث الأول: جدل المفاهيم.. الثورة وأبعاد التغيير السياسي، المبحث الثاني: المؤسسة العسكرية وسياسات ترسيخ الهيمنة، المبحث الثالث: القوى الثورية في مواجهة القمع، المبحث الرابع: المسار الثوري بعد 10 سنوات.
وتحاول الدراسة الإجابة عن 4 تساؤلات رئيسية: ما هي الأطر المفاهيمية الحاكمة للتحولات السياسية في مصر بعد ثورة يناير 2011؟ ما هي السياسات والممارسات الي تبنّاها النظام العسكري الحاكم في مصر لترسيخ الهيمنة والسلطوية في مواجهة القوى الثورية؟ ما هي السياسات والممارسات التي تبنّتها القوى الثورية، حفاظًا على قيم الثورة وسعيًا نحو تحقيق أهدافها؟ إلى أي مدى نجحت ثورة يناير في تحقيق أهدافها؟ وما هي المعايير التي يمكن الاستناد إليها في عملية التقييم؟
تحوّلات الثورة المصرية في خمس سنوات (بحث منشور في مجلة “سياسات عربية”)
يحاول الباحث بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، عبد الفتاح ماضي، من خلال تلك الدراسة المنشورة في مجلة “سياسات عربية” (مجلة محكمة تُعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية) الإجابة عن سؤال محوري هو: لماذا تغيّرَ مسار ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 في مصر من النضال من أجل الكرامة والحرية والعدالة إلى هجوم مضاد على كل من ينادي بهذه الأهداف بحجّة الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب؟
الدراسة تهتم كذلك بالتغيرات التي طرأت على ثورة يناير فحوّلتها من “ثورة ديمقراطية” تنشد الديمقراطية وتغيير نمط ممارسة السلطة وحماية الحريات وإقرار العدالة الاجتماعية، إلى ما يطلق عليه في أدبيات تغيير نظم الحكم “ثورة انتخابية” تدور حول إجراء الانتخابات لملء المناصب التنفيذية والتشريعية بعد انهيار رأس النظام في 11 شباط/ فبراير، من دون اهتمام بأركان الديمقراطية الأخرى، ومن “ثورة انتخابية” إلى “ثورة مضادة” تحارب أهداف ثورة يناير.
في ضوء ما سبق، فإن الحكم على ثورة يناير من خلال كتاب واحد أو صوت واحد فيه نوع من التضليل وسوء الفهم لما جرى، فما شهدته مصر منذ عام 2011 وحتى اليوم يحتاج إلى قراءات متباينة ورؤى مختلفة تشرح الوضع بكل تفاصيله، للخروج بصورة عامة تجيب عن الكثير من التساؤلات الحرجة حول دور الثورة ومحوريتها في الحالة المصرية، وكيف غُدر بها من مدّعي الحفاظ عليها.