أكدت مصادر طبية فلسطينية ظهر اليوم، الأربعاء، استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، “زياد أبو عين” وذلك إثر اعتداء قوات الاحتلال عليه.
وقال مدير مستشفى رام الله “أحمد البيتاوي” في تصريحات صحفية إن استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان “زياد أبو عين” جاء بعد استنشاقه للغاز والاعتداء عليه بالضرب من قبل الاحتلال خلال مسيرة في بلدة ترمسعيا شمال رام الله قبل قليل.
وأضافت مصادر طبية فلسطينية أن أبو عين دخل في حالة إغماء إثر اعتداء جنود الاحتلال عليه بالضرب وبالغاز المسيل للدموع، خلال المسيرة، ونُقل على إثر ذلك للمستشفى، بينما أُعلن عن استشهاده بعد لحظات من وصوله مستشفى رام الله الحكومي.
https://www.youtube.com/watch?v=cUaw_AlPZvY
لحظات قبل استشهاد القيادي في فتح زياد أبو عين على أيدي جنود الاحتلال
وعباس يواصل التعاون الامني pic.twitter.com/tNrZJlh02v
— د.صالح النعامي (@salehelnaami) December 10, 2014
ويعتبر أبو عين أحد قيادات الثورة الفلسطينية التاريخيين وكان يشغل عضو المجلس الثوري لحركة فتح وكذلك منصب وكيل وزارة الأسرى منذ العام 2003، وقبلها شغل منصب مدير عام هيئة الرقابة العامة التي أُنيط بها محاربة الفساد وتقييم أداء السلطة الوطنية الفلسطينية، كذلك اُنتخب رئيسًا لرابطة المقاتلين في المحافظات الشمالية وعضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح، ورئيس اتحاد الصناعيين الفلسطينيين ومسؤول ملف الرقابة الحركية بحركة فتح، والآن ملف الرقابة الحركية بالمجلس الثوري.
الشهيد أبو عين كان قد اُعتقل في العام 1977 أثناء ترؤسه اتحاد شباب فلسطين داخل فلسطين، وفي العام 79 أُعيد اعتقاله في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مطاردة ساخنة من قبل الموساد والمخابرات الأمريكية بتهمة القيام بعمليات مسلحة أدت إلى قتل وجرح العشرات من الإسرائيليين، حيث تم اعتقاله في سجن شيكاغو لمدة ثلاثة أعوام وذلك حتى يتم تسليمه لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث اُستدعي السفير الأمريكي في عدد من دول العالم وذلك للضغط على بلادهم من أجل عدم تسليمه، وخلال ذلك خاض أبو عين مجموعة من الإضرابات عن الطعام، حيث رفضت السلطات الأمريكية السماح لطبيب من الصليب الأحمر الأمريكي بزيارته، فصمم أبو عين على مواصلة الإضراب المفتوح على الطعام مطالبًا بحضور طبيب من الهلال الأحمر الفلسطيني من بيروت، وهذا ما كان تحت ضغوط الإضراب عن الطعام والخوف على حياته بعدما تحولت قضيته إلى قضية رأي عام دولي، حيث أُحضر طبيب بناء على طلب أمريكا من مستشفى عكا ببيروت أرسله الرئيس الشهيد أبو عمار خصيصًا لمعاينة أبو عين.
إلا أن الولايات المتحدة عمدت إلى تسليم أبو عين إلى إسرائيل حيث اُقتيد وسط حراسات مشددة للتحقيق، واعتبر أبو عين أول فلسطيني في التاريخ يسلم لإسرائيل، تلك التي حكمت عليه بالسجن المؤبد وذلك من دون أي اعترافات وذلك تبعًا لما كان يسمى قانون تامير، حيث تطوع عدد كبير من المحاميين الدوليين والعرب والفلسطينيين للدفاع عنه، ورأس الفريق “رامسي كلارك” وزير العدل الأمريكي السابق.
وفي عملية تبادل الأسرى في العام 83 لحركة فتح، كان أبو عين على رأس أسماء المحررين ولكن وخلال عملية التحرير تم اختطافه من مطار اللد حيث كان يشرع بترحيله إلى القاهرة ومن ثم للجزائر مع عشرات الأسرى، حيث اُختطف على يد المخابرات الإسرائيلية أثناء عملية التبادل؛ مما أوجد أزمة كبيرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي والصليب الأحمر الدولي، بحيث حضر رئيس الصليب الأحمر الدولي للقاء إسحق شامير آنذاك للمطالبة بالإفراج الفوري عن أبو عين والتوجه معه إلى جنيف، فكان رد شامير: “ليس هناك أخلاق بيننا وبين المخربين ونحن قمنا بتبديل زياد بسجين آخر”؛ مما حدا بالصليب الأحمر إلى التوجه لجنيف واستصدار قرار من مجلس حقوق الإنسان بإجماع دولي شامل ماعدا أمريكا وإسرائيل لإلزام قوات الاحتلال بالإفراج الفوري عن أبو عين، حيث تعطلت صفقة تبادل الأسرى – أحمد جبريل – لمدة عام ونصف بسبب تصميم جبريل على الإفراج عن أبو عين.
وفي العام 85، كان أبو عين من ضمن الـ 36 اسمًا المرفوض تحريرهم، إلا أن في صفقة عقدت مع المبعوث النمساوي نصت على أن يتم اختيار 18 أسيرًا منهم من قبل القيادة العامة، وكان زياد أبو عين من أولهم، حينها صمم أبو عين على الخروج من الأسر إلى داخل الأرض المحتلة رغم تحذيرات القيادة له نتيجة التهديدات المستمرة على حياته، ونصحه بالخروج للخارج إلا أنه صمم على البقاء في الداخل.
المصدر: دنيا الوطن