ترجمة حفصة جودة
ضرب زلزال ضخم قوته 7.8 ريختر جنوب شرق تركيا وشمال سوريا في الساعات المبكرة من صباح الإثنين 6 فبراير/شباط، ليقتل ما لا يقل عن 2300 شخص ويخلّف آلاف الجرحى.
وقع الزلزال في الساعة الرابعة و17 دقيقة صباحًا بالتوقيت المحلي قرب مدينة غازي عنتاب، تبعته مجموعة من الهزات الارتدادية من بينها هزة قوتها 7.5 ريختر في نفس المنطقة، وذلك وفقًا لتقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
قضى الزلزال الأول – الأكبر الذي يضرب تركيا منذ عقود – على مناطق كاملة من المدن الكبيرة في المنطقة التي تضم ملايين السكان ممن فروا من الحرب في سوريا وصراعات أخرى.
توفي على الأقل 1498 شخصًا في تركيا وهناك أكثر من 8533 مصابًا وفقًا لما قاله المسؤولون الأتراك، أما في سوريا، فقد توفي أكثر من 810 أشخاص وأُصيب أكثر من 2315 وفقًا لمسؤولي الصحة في الحكومة السورية ومجموعة إنقاذ الدفاع المدني السوري التطوعية “الخوذ البيضاء”، حيث ضرب الزلزال محافظات إدلب وحلب واللاذقية وطرطوس وحماة.
شعرت مصر وقبرص ولبنان والعراق أيضًا ببعض الهزات، وفي تركيا وقع أكثر من 2818 مبنى، حيث وقعت غالبية هذه الخسائر في محافظة هاتاي الجنوبية.
تركيا على مفترق طريق الصفائح
يرجع تعرض تركيا الكثير للزلازل إلى موقعها على مفترق الطرق بين 3 صفائح تكتونية مختلفة، هذه الكتل الأرضية التي تشكل القشرة الخارجية للأرض تتحرك وتصطدم ببعضها البعض باستمرار، تقع الزلازل عند خطوط الصدع في تلك الصفائح التي هي عبارة عن شقوق كبيرة في سطح الكوكب.
تقع معظم تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية التي تقع بين الصفيحتين الإفريقية والأوراسية الضخمتين، وأخرى صغيرة وهي الصفيحة العربية.
عندما تصطدم الصفائح ببعضها البعض أو تحت بعضها البعض، قد تعلق صفيحتان نتيجة الاحتكاك، وعندما تتمكن الصفيحتان أخيرًا من الابتعاد عن بعضهما البعض نتيجة تراكم الضغط، تنطلق كمية ضخمة من الطاقة نشعر بها على هيئة زلازل أو تسونامي إذا تقاربت هذه الصفائح تحت الماء.
تاريخ الزلازل
نظرًا لوقوع تركيا بالقرب من 3 صفائح تكتونية، فقد أدى ذلك إلى تكرر الزلازل الكبرى بها خلال القرن الماضي، ففي ديسمبر/كانون الأول 1939، ضرب زلزال قوته 7.8 ريختر مدينة أرزينجان شرق تركيا وتسبب في مقتل 30 ألف شخص.
وقعت عدة زلازل أخرى في العقود التالية من بينها زلزال تشالدران مرادي عام 1976 في محافظة فان الشرقية الذي أسفر عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص.
وقع الزلزال الأعنف منذ كارثة 1939 في أغسطس/آب 1999، عندما ضرب زلزال قوته 7.4 ريختر مدينة إزميت الغربية في منطقة مرمرة، ما تسبب في مقتل أكثر من 17 ألف شخص ووقوع أكثر من 43 ألف مصاب.
وفقًا لهيئة إدارة الطوارئ والكوارث في البلاد “AFAD“، فقد سجلت تركيا أكثر من 22 ألف زلزال في عام 2022، لكن زلزال يوم الإثنين كان الأعنف الذي يضرب البلاد منذ عام 1999، وقد جاء بينما تواجه المنطقة عاصفة ثلجية من المتوقع أن تستمر حتى يوم الخميس.
المصدر: ميدل إيست آي