ترجمة وتحرير: نون بوست
خلّف الزلزال الكارثي الذي بلغت قوته 7.8 درجة آلاف القتلى في تركيا وشمال غرب سوريا ودمّر العديد من المعالم التاريخية التي تعود لعدة قرون.
هذا الزلزال، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 8500 شخص في كلا البلدين، ألحق أضرارا كبيرة بمواقع أثريّة في منطقتي غازي عنتاب وملطية ومحافظة حلب السورية.
وفي أعقاب الزلزال الأولي الذي ضرب الدولتين يوم الإثنين، تعرضت قلعة غازي عنتاب التي يبلغ عمرها 2000 سنة لأضرار جسيمة حيث تحولت العديد من جدرانها وأبراج المراقبة فيها إلى أنقاض.
بُنيت هذه القلعة الحجرية التاريخية، المعروفة محليًا باسم غازي عنتاب كاليسي، لأول مرة لتكون نقطة مراقبة من قبل الإمبراطورية الحيثية خلال الألفية الثانية قبل الميلاد. وتم توسيع القلعة إلى حصن كبير ثم استخدمتها الإمبراطورية الرومانية في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد.
وتُظهر الصور التي يتم تداولها على الإنترنت سقوط درابزين القلعة الحديدي، وانهيار جدران ومئذنة مسجد سيرفاني بجوار القلعة الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر.
مسجد يني
انهارت العديد من جدران مسجد يني كامي (المسجد الجديد) الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، الواقع في مدينة ملطية جنوب شرق تركيا، في أعقاب الزلزال الأول يوم الإثنين.
وأعيد ترميم المسجد المشيد من الحجر على الطراز العثماني التقليدي السنة الماضية وفُتح للمصلين بشكل منتظم. وعندما ضرب الزلزال على الساعة 04:17 فجرًا بالتوقيت المحلي، لم يتّضح ما إذا كان هناك أي شخص داخل المبنى أثناء وقوع الزلزال. تضرر المسجد في الزلازل السابقة وانهار في آذار/ مارس 1894 قبل إعادة بنائه. ثم تضرر مرة أخرى في زلزال مانيسا سنة 1964.
الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية
تعرضت الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، الواقعة في منطقة الإسكندرونة في مقاطعة هاتاي، لأضرار جسيمة وفقًا للصور التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي. وبقيت أقواس الكنيسة وجدرانها فقط قائمة، بينما تحولت المباني المجاورة إلى أنقاض.
كانت الكنيسة ذات أهمية خاصة بالنسبة للمجتمع الكاثوليكي المحلي، الذي كان يحتفل بأسبوع الآلام فيها كل عيد فصح. ووفقًا للسجلات الرسمية، بُنيت الكنيسة ما بين 1858 و1871، وأعيد ترميمها في سنة 1901 بعد تعرضها لأضرار جراء حريق.
قلعة حلب القديمة
تعرضت قلعة حلب القديمة في سوريا، التي تعتبر واحدة من أقدم وأكبر القلاع في المنطقة، لأضرار جسيمة في الزلزال الأول يوم الإثنين. فقد تضرر مدخل القلعة بينما تحولت الجدران العالية لقلعة القرون الوسطى إلى أنقاض. كما سقطت أجزاء من قبة المسجد الأيوبي داخل القلعة.
ويُعتقد أن القلعة قد تم بناؤها في حوالي الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد تم ترميمها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكانت معلمًا سياحيًا رئيسيًا. وتعتبر القلعة جزءا من مدينة حلب القديمة، التي تم إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
كما تأثرت قلعة مارغات، المعروفة أيضًا باسم قلعة المرقب، الواقعة في مدينة بانياس شمال غرب سوريا، بالزلزال. كانت القلعة حصنًا صليبيًا، وقد تسببت الهزات الأرضية في انهيار أبراجها الدائرية.
المصدر: ميدل إيست آي