ترجمة حفصة جودة
انتشرت آلاف الصور ومقاطع الفيديو المليئة بالنصائح منذ وقوع الزلزال المدمر في سوريا وتركيا الذي أثر على حياة 23 مليون شخص منذ 6 فبراير/شباط الحاليّ، حتى الآن وصل عدد الوفيات إلى 11 ألف شخص، ليصبح الزلزال هو الأسوأ منذ زلزال 1999.
ومع محاولة الناس الوصول إلى معلومات عما يجب أن يفعلوه في أثناء الزلازل وقلقهم بشأن الهزات الارتدادية وكيف يمكن التنبوء بالزلازل المستقبلية، نوضح لكم أشهر الخرافات الشائعة التي كشفها لنا الخبراء.
الحيوانات تستطيع أن تستشعر الزلازل القادمة
عندما تقع الزلازل، تنتشر على الإنترنت بشكل واسع صورًا ومقاطع فيديو لحيوانات تتصرف بطريقة غير طبيعية أو تفر من موقع الكارثة، وبمرور الوقت، بدأ الناس يعتقدون أن الحيوانات تستطيع أن تشعر بالكوارث الطبيعية القادمة.
في أثناء زلزال وتسونامي المحيط الهندي عام 2004 الذي كان مركزه الساحل الغربي لشمال إندونيسيا، ظهرت الكثير من الصور لحيوانات تفر إلى مناطق أعلى.
قالت شهادات أخرى إن الأفيال كانت تجري ناحية الأمان، والخفافيش تطير في حالية هياج، بينما قال شهود عيان إنهم رأوا العناكب تزحف فوق الأشجار والكلاب تنبح في خوف.
في تركيا شارك الكثير من الناس مقطع فيديو لعصافير تتصرف بطريقة غريبة وتطير في قلق قبل الزلزال الأخير، شارك الناس المقطع أكثر من 15 ألف مرة، ويقولون إنه سلوك تحذيري لما هو قادم.
يعتقد الكثيرون أن الحيوانات تمتلك حاسة سادسة تسمح لهم بالشعور بالكوارث الطبيعية وشيكة الحدوث، لكن الخبراء يعتقدون أن أمرًا مختلفًا تمامًا يحدث، فوفقًا لعالمة الزلازل والجيولوجيا جوديث هوبارد فإن الحيوانات لا يمكنها أن تتنبأ بالزلازل.
تقول هوبارد: “أول نوعين من موجات الزلازل يبدأ بهما الزلزال هما موجات “S” و”P” وهما أقل عنفًا من الموجات السطحية اللاحقة، تستجيب بعض الحيوانات لتلك المستويات الصغيرة من الاهتزازات التي تصل مبكرًا عشرات الثواني قبل الاهتزاز السطحي المدمر”.
ترى هوبارد أن هذا هو السبب الذي يدفع الناس للاعتقاد بأن الحيوانات تتنبأ بالزلازل، بينما هو في الواقع رد فعلها على شيء لم يشعر به البشر لأنهم أقل حساسية له، وتقول: “هذا الفهم الخاطئ ربما يأتي من أشخاص يبحثون عن المعنى بعد الكارثة”.
وتضيف “تنبح الكلاب عادة في الأيام الطبيعية وتقفز الضفادع عبر الطرق، لكن عندما يحدث زلزال أو كارثة ما نبدأ بمنح هذا الفعل الطبيعي تفسيرات خاصة”.
نظرية مثلث الحياة
نظرية “مثلث الحياة” للنجاة من الزلازل هي اعتقاد بضرورة وضع الناس لأثاثهم بشكل معين أو الوقوف بجانب الأثاث الكبير في أثناء الزلزال، وهكذا عندما ينهار السقف ينكسر هذا الأساس ويترك فجوة بجانبه حيث يكون الشخص بأمان.
رغم أنه ليس واضحًا أين نشأت هذه النظرية، فإنها كانت منتشرة في تركيا بشدة في بداية الألفينيات، في أعقاب الزلازل، يزعم الناس أنهم وجدوا فجوات تركها الأثاث الثقيل وهي تشبه شكل المثلث.
تقول هوبارد: “نظرًا لأن المباني تُبنى بشكل مختلف، فلا توجد نظرية واحدة هي الأفضل للبقاء آمنًا في أثناء الزلزال، في الولايات المتحدة مثلًا، لا يُوصى بنظرية مثلث الحياة لأن تقنيات البناء تجعل المباني أقل عرضة للانهيار، وفي تلك الحالة فالخطر الأكبر هو سقوط الأشياء الضخمة مثل المصابيح أو بعض قطع البناء”.
“في مثل هذه المباني يُنصح الناس بنظرية “الانحناء والاختباء” تحت قطعة أثات كبيرة لحماية أنفسهم من خطر التعرض لوقوع شيء عليهم”.
تقول هوبارد إن الممارسة الأفضل هي الحد من مخاطر سقوط الأشياء وذلك بالاستعداد المسبق بتأمين القطع غير الثابتة، وبينما من المحتمل أن نجد مساحات فارغة في أثناء انهيار المباني قرب قطع الأثاث الكبيرة، فإن هذه النظرية غير موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها لأنه قد تشكل خطرًا.
يعتقد الخبراء أنه لا بد من بناء المباني بالمعايير المناسبة للزلازل لتجنب خطر الانهيار واحتمالية سقوط الأشياء.
اجرِ خارجًا عند وقوع الزلزال
هناك اعتقاد شائع آخر بأن أفضل ما تفعله عند وقوع الزلزال هو الجري خارج المكان، ورغم أن هوبارد وغيرها من الخبراء يعتقدون أن أفضل مكان للوجود خلال الزلزال هو في الأماكن المفتوحة بعيدًا عن احتمالية سقوط أي شيء، فإن الجري في أثناء الحدث نفسه أمر خطير.
تقول هوبارد: “أفضل ما يمكنك فعله أن تنحني على ركبتيك ويديك وتغطي رأسك وعنقك بذراعيك، والزحف إن أمكن تحت جسم متين للاحتماء به”.
يرى خبراء آخرون من بينهم رونغ جونغ لين المراسل المتخصص في قضايا السلامة في أثناء الزلازل والمقيم في سان فرانسسكو، أن البقاء داخل المنزل خلال الزلزال قد يكون في بعض الأحيان الخيار الأكثر أمانًا، فهو يعني ابتعادك عن سقوط خطوط الطاقة والأشجار والمباني المنهارة التي قد تسحقك جميعها.
رغم أن المباني عادة ما تضرر جرّاء الزلازل، فإنها على الأغلب تظل سليمة، ما يجعل خيار البقاء في الداخل أحيانًا أكثر أمانًا من الجري خارجًا، تقول هوبارد: “ومع ذلك فبعد انتهاء الاهتزازات من الأفضل إخلاء المبنى والوصول إلى مكان مفتوح، فقد يكون المبنى متضررًا نتيجة الزلزال وربما ينهار في الهزات الارتدادية، ولا تقف بجوار واجهات المباني أو الزجاج أو أي قطع غير متينة”.
ربما تستمر الهزات الارتدادية أيامًا أو شهورًا بعد الزلزال، لذا ينصح الخبراء باتباع الإرشادات الرسمية للسلطات والمسؤولين بشأن ما يجب فعله في المناطق المتضررة من الزلزال.
الزلازل تقع في أثناء الطقس السيئ
لا علاقة للزلازل بسوء الطقس، فهي تقع نتيجة حركة الصفائح التكتونية، فهذه الكتل الأرضية التي تشكل القشرة الخارجية للأرض تتحرك باستمرار وتحتك ببعضها البعض، ويحدث الزلزال عادة عند خطوط الصدع في تلك الصفائح وهي عبارة عن شقوق كبيرة على سطح الكوكب.
عندما تندفع تلك الصفائح فوق بعضها البعض، قد تلتصق صفيحتان نتيجة الاحتكاك، وعندما ينفك هذا الالتصاق أخيرًا يتحرر الضغط المتراكم وتنطلق كمية هائلة من الطاقة نشعر بها على هيئة زلازل أو تسونامي عندما تكون هذه الصفائح التكتونية تحت سطح البحر.
الزلازل نادرة الحدوث
هناك مفهوم خاطئ آخر شائع يقول إن الزلازل نادرة الحدوث، لكنها ليست كذلك، فرغم أن الزلازل الضخمة مثل زلزال تركيا وسوريا الأخير أقل حدوثًا، فإن الزلازل الأصغر تحدث باستمرار.
تقول هوبارد: “تقع الزلازل باستمرار في جميع أنحاء العالم طوال الوقت، لكن معظمها زلازل صغيرة لا نلاحظها من الأساس، فعلى سبيل المثال، في اليوم الماضي وقعت زلازل في إندونيسيا والأرجنتين وتايوان واليابان وهاواي وجمهورية الدومينيك وبنما وكاليفورنيا وأماكن أخرى”.
وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ففي المتوسط يقع نحو 20 ألف زلزال على سطح الأرض كل عام، ومع ذلك تكشف البيانات أنه كل عام تشهد الأرض نحو 15 زلزالًا كبيرًا واسع النطاق بقوة 7.0 درجات.
المصدر: ميدل إيست آي