ترجمة وتحرير: نون بوست
في آب/ أغسطس 2020، وجدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نفسها في قلب عاصفة إعلامية عالمية؛ حيث زعمت مجلة “فالور أكتيال” الفرنسية أن المنظمة أصبحت “راعية” للمنظمات الإرهابية التي تسيطر على أجزاء من بوركينا فاسو، غرب إفريقيا.
واستندت القصة إلى تحريف صارخ للمعلومات الحقيقية حول الاتصالات بين منظمة الإغاثة والمنظمات الإرهابية، ولفتت الانتباه على منصات التواصل الاجتماعي. لقد أشعلت النيران في مواقع بوركينا فاسو على الإنترنت، وغطتها وكالة الأنباء الفرنسية وغيرها من المنافذ الإخبارية في فرنسا.
لم يكن بإمكان إدارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر – التي كانت قلقة بالفعل بشأن التحدي المتمثل في حماية موظفيها في البلد الذي مزقته الحرب – أن تتخيّل أبدا أن مجموعة من الإسرائيليين يعملون من مكتب مكيف في ضاحية رمات غان في تل أبيب يقفون وراء هذه العاصفة الإعلامية.
كانت “برسبتو إنترناشيونال”، المملوكة للمستشار الإعلامي ليور تشوريف وروي بورستين (ضابط برتبة مقدم متقاعد من فيلق مخابرات الجيش الإسرائيلي)، إلى حد كبير استمرارا لشركة “بسي غروب” – الشركة التي كان يديرها بورستين. ومن بين الأنشطة الأخرى، أدارت شركة بورستين السابقة نظامًا متطورًا للتضليل الجماعي على منصات التواصل الاجتماعي ولفت انتباه الجمهور بشكل أساسي بشأن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي، وبعد ذلك تم إغلاقه.
حقق مكتب الولايات المتحدة مع شركة “بسي غروب” ومؤسسها جويل زامل والرئيس التنفيذي بورستين للاشتباه في تقديم خدماتهم إلى مقر حملة دونالد ترامب في بداية ترشحه للرئاسة في سنة 2016. واشتُبه في أن لاعبا أجنبيا، وليس ترامب، قد دفع ثمن هذه الخدمات. لم يسفر التحقيق عن لوائح اتهام، لكنه أدى إلى زوال شركة “بسي غروب” – التي كانت تواجه صعوبات مالية حتى قبل التحقيق.
تضمن تقرير سنة 2020 الصادر عن لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي حول التدخل الأجنبي في انتخابات سنة 2016 اقتباسات من رسائل البريد الإلكتروني الداخلية للشركة فيما يتعلق بالمفاوضات بين أشخاص من الشركة وأعضاء من إدارة ترامب. وتضمن التقرير ملاحظات من قبل موظف الشركة، أرنون إبستين، بشأن “معلومات على السيدة وفريقها” – في إشارة إلى هيلاري كلينتون. وأشار التقرير إلى أن جمع المعلومات الاستخبارية بشأن 10 أهداف مرتبطة بكلينتون سيكلف حوالي 250 ألف دولار. وفي بريد إلكتروني آخر، تم تقديم عرض لنشر الصور الرمزية (شخصيات رقمية مزيفة معقدة مع وجود عبر منصات التواصل الاجتماعي) لدعم حملة ترامب الانتخابية.
في أعقاب انهيار شركة “بسي غروب”، أنشأ بورستين وإبستين مؤسسة تضليل جديدة تعتمد بدرجة أقل على التكنولوجيا وأكثر على عمليات التأثير الموجهة نحو الهدف. وعملت المنظمة، التي كانت تسمى في البداية “أثيري”، بالتعاون مع تشوريف. وفي سنة 2021، بدأ الفريق الذي كانت تديره الشركة تحت اسم جديد: “برسبتو إنترناشيونال”. وشغل بورستين منصب الرئيس التنفيذي لشركة “برسبتو”، بينما شغل تشوريف منصب رئيس مجلس إدارة الشركة ويعمل إبستين كمندوب مبيعات أول. وكان أحد أكبر المكاسب الأولية التي حققتها مؤسسة التشهير الجديدة ضد اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
تم الكشف عن التفاصيل الواردة هنا كجزء من مشروع “قتلة القصة” الذي بدأه اتحاد “قصص ممنوعة”، وهي منظمة غير حكومية مكرسة لمتابعة عمل الصحفيين الآخرين الذين يواجهون التهديدات أو السجن أو القتل. تم الحصول على معظم التفاصيل من خلال تحقيق سري باستخدام هويات مزيفة، بقيادة صحيفة “ذا ماركر” و”راديو فرنسا” و”هاآرتس”.
كجزء من التحقيق، تم الاتصال بممثلي شركة “برسبتو” من قبل الأفراد الذين قدموا أنفسهم كمستشارين استراتيجيين كانوا يسعون على ما يبدو لاستخدام خدمات الشركة لمحاربة أحد منافسي عملائها في غرب إفريقيا. في الواقع، كان موظفو شركة “برسبتو” يتحدثون إلى المراسلين السريين الذين سجلوا سلسلة من المكالمات والعروض التقديمية.
تم التحقيق في محتوى المكالمات لاحقًا من قبل اتحاد صحفي شمل المنشورات الأوروبية على صحيفة “الغارديان” و”لو موند” و”شبيغل ” و”دي تسايت”، بالإضافة إلى مجموعة الصحفيين الاستقصائيين “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد.
هذا التحقيق عن”برسبتو” هو جزء من سلسلة من التقارير حول “فريق خورخي” – مجموعة أخرى من الإسرائيليين، برئاسة تال حنان، الذين عرضوا خدماتهم لتعطيل الحملات الانتخابية في مختلف أنحاء العالم. وعلى عكس “فريق خورخي”، لا تخفي شركة “برسبتو” وجودها، ولكن ما تقدمه علنًا على أنه نشاطها لا يتطابق مع ما رأيناه في عروضها التقديمية.
أداة دعاية سرية
كشف لنا بورستين، الرئيس التنفيذي للشركة والمسؤول عن تنسيق عروض “برسبتو” التقديمية، ترسانة شركته، والتي تضمنت إنشاء مقالات تشهيرية؛ واستخدام خدمات مؤثر معادي للسامية على منصات التواصل الاجتماعي والذي حددته وزارة الخارجية الأمريكية على أنه ذراع طويلة للكرملين؛ وإنشاء منظمات غير ربحية وهمية؛ و”وكالة أنباء” كانت في الواقع أداة دعاية سرية.
علاوة على ذلك؛ تفاخرت الشركة بوجود صحفي استقصائي في باريس كان في الواقع صورة رمزية يديرها موظفو الشركة في مدينة رامات غان.
في أحد عروض بورستين؛ عرض الرئيس التنفيذي لشركة “برسبتو” لقطة شاشة لتقرير يربط اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمنظمات الإرهابية في منطقة الساحل؛ حيث تم تقسيم الصورة للحفاظ على سرية التفاصيل، لكنها لم تكن واضحة بشكل جيد.
وأوضح بورستين باللغة الإنجليزية قائلًا: “كان لدى عميلنا مشكلة حقيقية مع منظمة غير حكومية معينة لم تكن حقًا موضوعية بالفعل. لذلك فإن السؤال المطروح هو كيف يمكنك إخراج هذه المنظمة غير الحكومية من اللعبة؟ أول شيء هو الحصول على معلومات استخبارية، ولقد حصلنا على معلومات استخباراتية جيدة حقًا. لقد فهمنا أنه إذا نشرنا هذه المعلومات في وسائل الإعلام المحلية، فلن يتردد صداها، ولهذا تعاونا مع وسائل إعلام فرنسية من الدرجة الأولى، واستغرقت العملية أكثر من شهر للتحقق من صحة المعلومات”.
وتابع برستيان حديثه مستخدمًا عبارة كررها عدة مرات خلال محادثاتنا لوصف شبكة الشخصيات الوهمية والمنافذ التي تسيطر عليها شركة “برسبتو” والتي يُزعم أنها مواقع إخبارية، “بعد أن قاموا بنشرها مباشرة، أخذناها ونشرناها ضمن أصولنا”.
وأضاف قائلا: “لقد انتشرت المعلومات في البلاد كالنار في الهشيم، وتداولته أيضًا الكثير من وسائل الإعلام الأوروبية. هذه منظمة غير حكومية معروفة جدا”.
اعتبارًا من سنة 2020، كان رئيس بوركينا فاسو آنذاك، روش مارك كريستيان كابوري، أحد أهم عملاء “برسبتو”، والذي تعرضت حكومته لانتقادات شديدة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي مطلع تلك السنة؛ أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيان إدانة في أعقاب ورود تقارير عن القتل التعسفي للمدنيين على أيدي القوات الحكومية خلال الاضطرابات في شمال البلاد. وبعد حوالي ستة أشهر؛ أصدرت اللجنة تقريرًا تناول جزئيًا الظروف القاسية في مرافق الاحتجاز في البلاد.
كما لوحظ؛ استندت قصة آب/ أغسطس التي نشرت في مجلة ”فالير إكتيال” الفرنسية إلى حقائق لا جدال فيها. في الواقع؛ كان ممثلو اللجنة الدولية على اتصال بأعضاء الجهاد الإسلامي في منطقة الساحل، حيث اضطر المسؤولون إلى التوضيح لوسائل الإعلام الفرنسية.
إن عرض المعلومات الواردة في التقرير الإخباري، والذي تضمن عبارات مثل “حصان طروادة” في مكافحة الإرهاب، هو ما أثار الجدل حول من المعلومات التي في ظاهرها لم تكن مثيرة بشكل خاص.
ونقلت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية عن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر آنذاك، بيتر ماورير، أن “الحوار مع الجماعات المسلحة ضروري لتقديم المساعدة الإنسانية للسكان الذين يعيشون تحت سيطرة الإرهابيين”. وفي آب/ أغسطس 2020، ذكرت وسائل الإعلام أن حوالي مليون مواطن من بوركينا فاسو قد أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب الصراع مع الإسلاميين المسلحين وتُرك الكثير منهم وراءهم.
ما الذي حققته التقارير الصحفية التي تفاخر “بورستين” بشأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر؟ قال “بورستين” في العرض التقديمي: “سافر قائد المنظمة غير الحكومية إلى بوركينا فاسو، وعقد اجتماعًا مع عميلنا وقال له “لقد ارتكبت خطأ؛ أنا أتراجع””. وأضاف “بورستين” أنه منذ تلك اللحظة امتنعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن انتقاد كابوري.
لدعم مزاعم بورستين بشأن اللقاء، عرضت صفحة كابوري على فيسبوك في 14 أيلول/ سبتمبر 2020 صورة اجتمع فيها كل من الرئيس و مورير.
يبدو أن الخدمات التي تفاخر بورستين بتقديمها قد ساعدت كابوري في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020؛ حيث أُعيد انتخابه مرة أخرى كرئيس. ولكن فوز كابوري كان عابرًا إلى حد ما، حيث استمرت ولايته 14 شهرًا فحسب، وفي كانون الثاني/ يناير 2021، سيطر الجيش على بوركينا فاسو، وأطاح بـ كابوري وعين بول هنري داميبا رئيسًا مؤقتًا مكانه.
الصديق المعادي للسامية
قد تشكل متابعة تشوريف على وسائل التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة انطباعًا بأنه مقاتل شرس نيابة عن الديمقراطية والقيم الليبرالية وضد جميع أشكال الفساد. وبالمثل؛ فإن أي شخص يشاهد ظهوره المتكرر على التلفزيون الإسرائيلي في هذا الوقت يمكن أن يستخلص نفس الاستنتاجات.
بمناسبة عيد ميلاده الحادي والخمسين، كتب تشوريف في منشور على فيس بوك في كانون الثاني/ يناير، وصفه بأنه” البحث عن الذات”: “سنقاتل حتى لا يتحول بلدنا الديمقراطي والليبرالي إلى فرع لمجلس حكماء التوراة، من المتهربين المتسلسلين من الخدمة العسكرية والحنكة السياسية”.
عمل هذا المستشار الإعلامي والمدافع بقوة عن الليبرالية مع كبار السياسيين الإسرائيليين على مر السنين، بما في ذلك رئيسان للوزراء (أرييل شارون وإيهود باراك) وكذلك وزير المالية آنذاك موشيه كحلون. وإلى حين سنة 2017، كان المستشار الإعلامي لقائد الشرطة الإسرائيلية آنذاك روني الشيش، من خلال شركة أخرى “إتصالات غولد فينغر” كان تشوريف رئيس مجلس الإدارة فيها.
من الصعب شرح التباين بين القيم التي تبناها تشوريف وعمل شركته؛ حيث لا تمانع شركة “برسبتو”، كما تعلمنا من العروض التقديمية التي قادها شريكه (لم يشارك تشوريف في العروض التقديمية)، من الاستفادة من خدمات أحد الدعاة المعادين للسامية الرائدين في عصرنا.
إذا كنت ستوقف اليهود الفرنسيين في الشارع وتطلب منهم ذكر خمسة أشخاص معروفين معادين للسامية، فمن العدل أن نفترض أن أحدهم سيكون كيمي سيبا. ولد سيبا، ابن مهاجريْن من بنين، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، وهو مؤسس قبيلة كا، وهي حركة تم حظرها في فرنسا بسبب الأيديولوجية العنصرية لتفوق السود التي تتبناها والشعارات المعادية للسامية التي يهتف بها المشاركين في مسيراتها.
في سنة 2009، أُدين سييا بالتحريض على العنف والعنصرية، وبعد ذلك استقر في السنغال؛ حيث أعاد تعريف نفسه كمدافع عن الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي. وهو مؤثر على الإنترنت، وخصم مُعلن للثقافة الغربية والولايات المتحدة وأي وجود فرنسي على الإطلاق في إفريقيا، كما أنه أيضًا من أشد المؤيدين لإيران وحماس وحزب الله، بعد أن صرح سابقًا: “نحن بحاجة إلى المزيد من وجود حماس وحزب الله هنا”. وقد سبق وأن أقام علاقات مع محمود أحمدي نجاد، الذي كان رئيسًا لإيران بين سنتي 2005 و2013.
لا يعد سيبا علامة حمراء لليهود فحسب؛ ففي تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا يشير إلى علاقاته بمجموعة فاغنر؛ مجموعة الأعمال المملوكة للأوليغارشية يفغيني بريغوزين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تزود مجموعة فاغنر الكرملين بجيش من المرتزقة، فضلًا عن إنتاج دعاية ومعلومات مضللة لخدمة بوتين، حتى أنه تمت دعوة سيبًا إلى مؤتمرات نظمها “فيلسوف بوتين” ألكسندر دوجين. وأشارت وزارة الخارجية إلى أن سيبا كان أيضًا صوتًا بارزًا في دعم جهود بوتين الدعائية لتبرير غزو أوكرانيا السنة الماضية.
على الرغم من هذا؛ عندما أخبر عميل محتمل بورستين عن اهتمامه بالإضرار بسمعة منافس تجاري – سلسلة بيع بالتجزئة تتنافس على حصتها في السوق في إفريقيا الناطقة بالفرنسية – كان أحد اقتراحاته الأولية الإستعانة بخدمات سيبا.
في أحد العروض التقديمية، قال بورستين: “يندرج ما ذكرته للتو، هذه الرواية المحددة فيما يتعلق بالشركة الخصم التي تدفع أجورًا منخفضة للغاية، ضمن إطار السرد واسع النطاق للاستعمار الفرنسي…. وأحد المناهضين الرئيسيين للاستعمار الفرنسي: ماذا كان اسمه؟ كيمي سيبا؟ نعم؛ يمكننا أن نطلب منه أن يكون جزءًا من حملتنا بأكملها”.
اقترح بورستين أن تقوم إحدى موظفي الشركة، ليا أبرامسكي – التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية – بالاتصال بسيبا لترتيب الأمر، وقد كانت أبرامسكي واحدة من ثلاثة مزدوجي الجنسية الإسرائيليين – الفرنسيين الذين حضروا العروض، إلى جانب جورجينا بنعيم، التي عملت سابقًا كممثلة لجيش الدفاع الإسرائيلي “لوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية في الوحدة الإعلامية”، ونينا كوهين، والتي قالت إنها تدربت في الوفد الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة وعملت في محطة التلفزيون “إي 24 نيوز” المملوكة للملياردير الفرنسي باتريك دراهي.
عندما قدم اقتراحًا لتوظيف سيبا؛ كان بورستين يتحدث بالفعل إلى المراسل الفرنسي فريديريك ميتيزو الذي قال له: “كيمي سيبا معاد للسامية للغاية، وهو مثل لويس فراخان“؛ في إشارة منه إلى زعيم جماعة أمة الإسلام – التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا لها – والمعادي للسامية.
أجاب بورستين: “أتمنى أن يدفع لي شخص ما للقيام بحملة ضد كيمي سيبا، لكن عدو عدوي هو صديقي. لا علاقة للأمر باليهود أو “إسرائيل”. هذه بيئة تجارية وأوصي باستخدام أي قصص ذات صلة بعملائنا”.
وصلنا إلى الاجتماعات مع بورستين عبر إبستين – مندوب المبيعات سريع الكلام الذي كان يعمل مع بورستين منذ أن كانت مجموعة “بسي غروب” قيد التشغيل. وفي العديد من المحادثات؛ تم تقديم إبستين كشريك في شركة “برسبتو”، جنبًا إلى جنب مع تشيروف وبورستين. ومع ذلك، فهو غير مسجل كمساهم في “برسبتو إنترناشيونال” (الاسم الرسمي لـ برسبتو)، والتي يمتلك كل من تشيروف وبورستين نصف الأسهم. (برسبتو ليست تابعة لشركة الطائرات المسيرة الإسرائيلية Percepto Autonomous Solutions).
في عروضهم التقديمية، سلط كل من إبستين وبورستين الضوء مرارًا وتكرارًا على الإجراءات الأمنية الصارمة لشركتهما، زاعمين أن لديهم تقنية تسمح لعملائهم بالاتصال بهم بشكل آمن. وقد ادعى بورستين أن الإجراءات الأمنية كانت مماثلة لتلك الخاصة بجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”.
قال بورستين في أحد العروض التقديمية: “يخضع جميع موظفيَّ لفحص أمني ويقومون باختبارات كشف الكذب. أشك في ما إذا كان العميل يفعل ذلك لدائرته المغلقة”. وهي تصريحات قد تبدو سخيفة عندما يعتبر المرء أنه في المحادثة نفسها، تطوع بورستين لإعطائنا معلومات حول مجموعة من “حملات التأثير”. بعبارة أخرى؛ عمليات الاحتيال التي نُفّذت باستخدام “الشخصيات الوهمية العميقة”، والتي عرّفها على أنها “كيان يبدو حقيقيًا، ولكنه ليس كذلك”.
يصبح تفاخر بورستين أكثر إثارة للضحك عندما تفكر في أن هذه المرة هي المرة الثانية التي يتم فيها اختراق مشروعه وتسجيل أفراده وتسريب معلوماته. وقد حدثت المرة الأولى في سنة 2020، على الرغم من أنه تم الإبلاغ عن ذلك لأول مرة هنا، حيث تمكن مصدر معروف هويته للصحفيين من الوصول إلى أحد عمال الإنتاج في “برسبتو”، الذي قام ببناء مواقع ويب وإدارة ملفات تعريف وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أعطى المراسل جولة موجهة ومسجلة في محفظة الشركة فيما يتعلق بعمليات الاحتيال على الويب.
تؤكد التعليقات التي تم الاستماع إليها في تلك التسجيلات مزاعم بورستين، حيث قام الموظف السابق بتسمية شخصيات وهمية عميقة ووكالة أنباء وهمية واثنين من عملاء الشركة.
وقد أخبرنا بورستين عن “صحفية استقصائية” من باريس متخصص في “التقارير الاستقصائية” عن إفريقيا الناطقة بالفرنسية وتقارير بناءً على ما يطلبه العميل؛ حيث بورستين: “لقد كنا نشغّل صحفية استقصائية خاصة منذ سنة 2019، وهي فرنسية تعيش في باريس، وهي شخصية وهمية بالطبع. لقد عملت هذه الصحفية بالفعل في ثلاثة بلدان مختلفة وثلاثة مشاريع مختلفة، ويمكن أن تكون ذات صلة بهذا المشروع”.
هناك تسجيل يوثّق أحد موظفي بورستين في سنة 2020 وهو يشغّل “الصحفية الاستقصائية”، حتى أنه ذكر اسمها في التسجيل الذي حصلنا عليه، حيث قال الموظف: “هناك مدونة للمراسلة، التي كانت في الأصل تعمل على مشروع مختلف تمامًا.. أنيتا بيتيت، المراسلة الاستقصائية”.
عملت الشخصية الوهمية لأنيتا بيتيت كناشر لموقع استقصائي بعنوان “من أجل الحقيقة“، ويُزعم أنها متخصصة في التحقيقات المتعلقة بالمال ونفوذ الحكومات في إفريقيا؛ حيث يضم الموقع مئات المقالات من بوركينا فاسو والكاميرون وساحل العاج وغانا وغينيا ومدغشقر ومالي والسنغال، ومن بين أولئك الذين فضحتهم المراسلة الوهمية كان هناك زعيم المعارضة في بوركينا فاسو، زفيرين ديابري.
ترشح ديابري للرئاسة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2020 لكنه خسر أمام عميل بورستين، كابوري. قبل الانتخابات؛ وجهت أنيتا بيتيت عددًا من المزاعم ضد ديابري، بما في ذلك اتهامه بصلات مشبوهة مع شركة فرنسية معروفة، وقال مصدران منفصلان تحدثا مع تحالف التحقيقات إنهما سمعا من بورستين أنه تم القبض عليه خلال أحد الانقلابات؛ على ما يبدو في إشارة إلى الانقلاب الذي وقع في كانون الثاني/يناير 2021 والذي أُطيح فيه بكابوري. (حدث انقلاب آخر في تشرين الأول/أكتوبر، أدى إلى استقالة داميبا). ووفقًا للمصادر؛ قال بورستين إنه قد أطلق سراح داميبا لاحقًا من قبل الحكومة العسكرية المؤقتة وسُمح له بالعودة إلى إسرائيل. (وكما هو مفصل أدناه، رفض بورستين مناقشة الأمر).
ومن بين طرق الخداع التي خدمت حملة كابوري الانتخابية الناجحة لعام 2020 كانت وكالة أنباء مزيفة تديرها مكاتب برسبتو؛ ففي سلسلة من العروض التقديمية، قال بورستين إن المراسلين “الحقيقيين” قد تم توظيفهم في وكالة الأنباء، لكن من المشكوك أنهم يعرفون الأهداف التي كانوا يخدمونها في عملهم.
ووصف بورستين حقيقة الوضع خلال أحد العروض التقديمية قائلا: “تمثّلت المشكلة الرئيسية في [بوركينا فاسو] في أن جميع وسائل الإعلام الخاضعة للرقابة كانت متحيزة، لذلك قال العميل: “أحتاج إلى ما يسمى بمنصة موضوعية حيث يمكنني نشر المعلومات التي تهاجم المعارضة وتدعمني”.
وأضاف بورستين: “لقد أنشأنا وكالة أنباء على الإنترنت، وهي وكالة أنباء … تحولت في غضون ستة أشهر إلى واحدة من أكبر خمس وكالات أنباء في البلاد؛ حيث تعمل وكالة الأنباء وتتعامل مع مراسلين حقيقيين… كانوا يعملون لصالح شخصية وهمية … ولقد شغلنا، على ما أعتقد، ما بين 15 و 17 صحفيًا وكانت المنصة فائقة التأثير”.
في تسجيلات عام 2020؛ وصف موظف الشركة عملية مماثلة قال إنه متورط فيها وصرّح في إحدى المحادثات: “لدينا فريق متكون من 10 كتاب محتوى في هذا البلد قمنا بتجنيدهم، وندفع لهم من خلال باي بال”. وفي تسجيل آخر؛ كشف موظف الشركة عن قائمة “بالأصول الرقمية” التي يديرها في بوركينا فاسو والتي كانت ذات لفائدة كابوري؛ بما في ذلك وكالة أنباء مزيفة تسمى بوركينيوز.
وقال موظف بورستين أثناء مراجعته لوثيقة الشركة الداخلية: “كل هذا يمثّل جزءا من مشروع واحد، و[يشكل] كل هذه المنصات”. وتابع وهو يذكر قوائم بالملفات الشخصية والمواقع؛ “الشتات”ـ و”الدعم المحلي الوطني”، و”تيك غاي”، و”جوشوا”. وأوضح أن “الوطني” كانت تمثّل “شخصية وطني محلي يشارك في مجموعات وحوارات على الإنترنت. … وبوركينيوز هو الموقع الذي أنشأته في ذلك الوقت.. وأنا من أشغّل الشخصيات والمواقع”.
يبدو أن بوركينيوز، التي اشتراها العميل في النهاية وفقًا لبورستين، قد أصبحت مهملة تمامًا – على الرغم من أنها لا تزال تعمل على ما يبدو بتنسيق أكثر محدودية. يتعامل الموقع جزئيًّا مع الرئيس المخلوع كابوري، ضمن الحدود التي وضعها النظام العسكري. وأفاد الموقع مؤخرًا أن الرئيس المخلوع “يعيش الآن حياة خاصة في منزله في [العاصمة] واغادوغو، بينما يواصل إبداء الاهتمام بالتطورات في وطنه”.
جمعية هدفها تلميع السمعة
كان رجل الأعمال الإسرائيلي البريطاني، المولود في الأرجنتين، والتر سوريانو موضوع سلسلة من التقارير غير السارة في السنوات الأخيرة، فسوريانو هو صاحب شركة يو إس جي سكيوريتي لاستخبارات الأعمال، وظهر اسمه في عدد من التقارير الاستقصائية الإسرائيلية – وعلى الأخص من قبل الصحفي التلفزيوني رافيف دراكر – في إشارة إلى مختلف الخدمات التي قدمها لعائلة نتنياهو، والتي تشمل جهودا لتسوية الديون التي لم يتم تغطيتها في الوقت المناسب بعد احتفال عائلي، وكان المحامي إسحاق مولهو، وهو أحد المقربين من نتنياهو، في وقت من الأوقات مساهمًا في شركة سوريانو للاستخبارات.
احتل اسم سوريانو عناوين الأخبار مرة أخرى في سنة 2018 بعد مقابلة التقاعد التي أجراها مفوض الشرطة المنتهية ولايته، روني الشيخ، مع البرنامج التلفزيوني الاستقصائي “الحقيقة”. في المقابلة، ادعى الشيخ أنه تم إرسال محققين خاصين لمراقبة محققي شرطة نتنياهو في القضايا التي وجهت إليه فيها اتهامات.
أكد دراكر بعد ذلك أن الشرطة أوضحت للعديد من المراسلين – على أساس عدم الإسناد – أن الشيخ كان يشير على وجه التحديد إلى سوريانو. نتيجة لذلك أثار هذا التأكيد سلسلة من الدعاوى القضائية التي رفعها سوريانو ضد دراكر وذا سيفينث أي– وهي وكالة إعلامية إسرائيلية مستقلة قامت بتغطية مجريات الدعوى ضد دراكر. ولا تزال القضايا جارية لحد الآن.
في نفس الفترة تقريبًا، بدأ موقع “فورينسيك نيوز” الأمريكي الاستقصائي – وصحفي متحمس يدعى سكوت ستيدمان على وجه الخصوص – بالتركيز على سوريانو، حيث سلّطت التقارير الضوء، من بين أمور أخرى، على صلات سوريانو بأوليغ ديريباسكا – أحد الأوليغارشيين الذي له علاقات وثيقة مع الكرملين. ومن المؤكد أن سوريانو قد رفع دعوى قضائية ضد ستيدمان في بريطانيا، بينما تستمر القضايا.
أشار تقرير صدر في آب/أغسطس 2020 عن لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي أيضًا إلى وجود علاقات مباشرة بين ديريباسكا وعميل سوريانو وساي غروب (الشركة التي اعتاد بورستين إدارتها).
وذكر التقرير أنه “وفقًا لبورستين، انطلقت شركة بسي غروب بتنفيذ “مشروع استخباراتي” (يُطلق عليه اسم”مشروع ستارباكس”) في سنة 2015 على الأرجح لفائدة أوليغ ديريباسكا، وهو مشروع ينطوي على نزاع تجاري مع شركة نمساوية كبيرة، ربما تكون مرتبطة بالعقارات. … كان ديريباسكا “غاضبًا بسبب ذلك” وأراد العثور على معلومات مهينة عن الشركة النمساوية”. وأشار التقرير أيضًا إلى أن سوريانو هو من جعل ديريباسكا على اتصال مع ساي غروب.
ووفقًا للتقرير، قام سوريانو أيضًا بجعل واحد آخر من الأوليغارشيين، وهو دميتري ريبولوفليف، على اتصال مع ساي غروب. وذكر التقرير أن “ساي غروب قامت بتنفيذ “مشروع استخباراتي” منفصل في سنة 2016 لصالح دميتري ريبولوفليف فيما يتعلق بنزاع مع تاجر الأعمال الفنية إيف بوفير. وقد مكن والتر سوريانو ريبولوفليف من التواصل مع بسي غروب للعثور على معلومات مهينة عن بوفير، على الأغلب من خلال الإشارة إلى أن أنه كان يستخدم تجارة الفن لسرقة الأموال من العملاء”.
لم يكن سوريانو سعيدًا بظهوره على الرادار الإعلامي والسياسي، وبكونه هدفًا للدعاية غير المرغوب فيها. ووفقًا لأحد موظفي الشركة الذي ظهر في التسجيل، تقرّب سوريانو كجزء من جهوده للحد من التغطية السلبية، من أثيري (وهي شركة برسبتو في حلتها السابقة). وقال الموظف إن سوريانو فعل ذلك من أجل الحصول على خدمات لتبرئة اسمه، ولكن أيضًا للحصول على معلومات من شأنها إلحاق الضرر بخصمه؛ وربما يعني بذلك الصحفي المتطفل ستيدمان.
قال الموظف؛ مبالغا في الحديث عن ثروة سوريانو “والتر سيريانو هو ملياردير مقيم في لندن، ويعد أحد أكبر مؤيدي بيبي”. سُئل الموظف عن الغرض من الحملة: هل كان ذلك للتشهير بأي شخص خرج لنشر معلومات سلبية عن سوريانو، أو الثناء على سوريانو. أجاب بأن الشركة كانت تعمل في كلا المجالين: ” فهي تسعى لتعزيز سمعة سوريانو، وتحاول معالجة المشاكل القائمة، مثل تلك المتعلقة بأحد المحامٍين الذي شعر بالاستياء للغاية وانتقد والتر في الصحافة”. وكان ستيدمان هو متخصص معتمد في مكافحة غسيل الأموال، وربما كان الموظف يشير إلى هذا عندما وصف خصم سوريانو بأنه “محام”.
وعندما سئل الموظف”حسنًا، ولكن كيف يمكن أن تسكت المحامي؟” أجاب: “كانت لدينا مقالات خاصة بنا أكثر إيجابية. … والاستراتيجية الثانية هي محاولة معرفة ما يمكننا العثور عليه بشأن الشخص الذي فعل ذلك. … وكيف يمكن الطعن في مصداقية المقال دون التأثير على حياته ككل “.
في سنة 2020، تبادل موظفو شركة أثيري التابعة لبورستين لقطات شاشة لما يشبه مجموعة من الملفات الشخصية على تويتر، والتي أثارت جدلا كبيرا ضد ستيدمان وخدمت مصالح سوريانو.
وشملت المرحلة الأخرى في “المشروع” إنشاء جمعية غير ربحية برئاسة سوريانو، كان الغرض منها هو الحصول على تغطية إيجابية على المواقع الإخبارية. قال الموظف: “أنشأنا له جمعية لمكافحة التسلط عبر الإنترنت”. وأضاف موضحًا الروابط المختلفة للمتحدث عنه: “هذا حساب تويتر الخاص به، هذا هو الموقع”. واصل الموظف شرح كيفية استخدام منظمة غير ربحية لتببيض الصورة: عن طريق نشر مقالات حول نشاط المنظمة غير الربحية في وسائل الإعلام المعروفة مثل فوربس. لا تزال “جمعية مكافحة التسلط عبر الإنترنت التي أسسها والتر سوريانو” موجودة على تويتر؛ ولايزال الموقع الإلكتروني anticyberbullying.org في حالة إهمال.
“لا معنى له”
عشية نشر هذا المقال، وقبل فترة وجيزة من الاتصال بموقع برسبتو للحصول على ردود، وافق تشوريف وبورستين على إجراء مقابلة مع أحد الصحفيين الذين شاركوا في التحقيق الأوسع: وهو مكسيم تيلير من إذاعة راديو فرنسا. لم يكن الشخصان يتوقعان على ما يبدو هذا النوع من الأسئلة.
تيلير: حسب معلوماتنا، قامت شركة برسبتو بحملة ضد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بوركينا فاسو.
تشوريف: “لا، هذا غير منطقي، لأننا في الساحل عملنا بشكل أقل مع السياسيين وأكثر فيما يتعلق بالنضال ضد الجهاد الإسلامي في الساحل”.
تيلير: لدي مستندات تُظهر أن برسبتو قدمت لعملائها حالة سابقة كانت متورطة فيها ظاهريًا، بعنوان “الحد من تدخل المنظمات غير الحكومية البارزة”.
تشوريف:”ربما كانت هذه حالة سابقة غير مرتبطة مباشرة ببرسبتو. مجرد مثال عام لحالة سابقة”.
تيلير: إذن أنت لا تؤكد أن الجمعية في هذه الحالة هي اللجنة الدولية للصليب الأحمر؟
في هذه المرحلة، تدخل بيرستين وحاول تغيير الاستراتيجية: “لن نعلق على الموظفين أو العملاء أو مشاريع معينة. نظرًا لأنك تطرح سؤالاً متعلقا بمشروع أو عميل معين، فلن ننكر أو نؤكد “.
تشوريف: “فقط لتوضيح ذلك،”نحن لا نهاجم أبدًا منظمة معينة كهدف”؛ متناقضا تمامًا مع الملاحظات المسجلة التي أدلى بها بورستين في سلسلة العروض التقديمية، مشيرا إلى أنه “إذا كان لدينا مشروع لمحاربة الجهاد الإسلامي في الساحل… إذا كان لدينا أي معلومات عن تنظيم معين، فلا نجعل المنظمة بحد ذاتها هي الهدف”.
تيلير: هل قابلت يومًا امرأة تدعى أنيتا بيتيت؟
تشوريف: “لا”.
بورستين: “لأنك تسأل عن مشاريع معينة، فنحن لن نعلق”.
تيلير: لدينا معلومات تفيد بأن الصحفية الاستقصائية أنيتا بيتيت هي في الواقع شخصية وهمية أنشأتها برسبتو، وقد استخدمتها لنشر معلومات سلبية عن خصم لعميلك.
تشوريف: “لم أقابلها قط. لا أعرف.”
عندما سئل عن وكالة الأنباء المزيفة بوركينيوز، أجاب تشوريف: “لن نعلق على أي سؤال محدد عن العملاء”.
تيلير: سيد بورستين، لديّ معلومات تفيد بأن السلطات في بوركينا فاسو قد ألقت القبض عليك.
أجاب بورستين؛ مشيرًا إلى حق المشتبه به في الصمت: “في الولايات المتحدة يقولون” سألتزم الصمت”، وردًا على هذه القصة، قالت برسبتو إن بورستين “لم يُسجن خلال انقلاب في بوركينا فاسو”.
على الرغم من ارتباك تشوريف وبورستين، وعدم الارتياح الذي أظهروه في مواجهة الاستجواب المباشر، كان الجزء الأكثر إثارة للاهتمام من المقابلة في الواقع لم يبدأ بعد. خلال الأسئلة الأولى، أتيحت الفرصة لتشوريف لتقديم خدمات الشركة بكلماته الخاصة. وعلى عكس الصورة التي ظهرت من سلسلة العروض التقديمية، قال إن برسبتو يركز على “تحديد ومراقبة ومكافحة حملات “التأثير”. بعبارة أخرى، نسف حملات من النوع الذي تقوم به الشركة نفسها، والتي تتضمن عناصر مزيفة مثل الصور الرمزية والروبوتات.
وشرح تشوريف سبب أهمية مراقبة حملات المظلل\ة قائلا:”نحن نشهد عصر تنامي الأيديولوجية الشعبوية و”التأثير” كأحد أكبر التحديات التي تواجه الديمقراطيات؛ وربما حتى أحد أكبر المخاطر على الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم”.
استجابات
في بيان مشترك؛ ردت شركة برسبتو إنترناشيونال وأثيري وتشوريف وبورستين قائلين: “في حين أننا لا نعلق على الأنشطة المزعومة التي تقوم بها الشركة أو هوية عملائنا، وعند النظر في نشر [المقالة المتعلقة باللجنة الدولية للصليب الأحمر) ]، يبدو أن هذا الكشف كان له تأثير كبير في فضح ما يمكن اعتباره علاقات مثيرة للقلق بين منظمة إنسانية عالمية والإرهابيين المتشددين”.
وقالوا: “نحن لا نؤكد أن أنيتا بيتيت هي شخصية وهمية تديرها شركتنا، كما أن بوركينيوز ليس موقعًا إلكترونيًا أنشأته شركتنا. نحن أيضًا لا نؤكد أن أرنون إبشتاين ينتمي إلى فريقنا”.
وتابعوا: “تم التحقيق مع مجموعة بسي غروب كجزء من تحقيق مولر، وتبين أنها لم تشارك بأي شكل أو طريقة في حملة ترامب 2016. وتبيّن أن جميع الادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
وبخصوص كيمي سيبا، أوضحت شركة برسبتو: “تعمل الشركة مع الحكومات في جهودها لمواجهة العناصر المحرضة والعناصر الإرهابية التي تقوض الأمن القومي. كان سيبا هدفًا لجمع المعلومات الاستخبارية عبر الإنترنت للشركة كجزء من شبكة من وكلاء التأثير الأجانب الذين عملوا على نزع الشرعية عن الحكومات في منطقة الساحل، واستفادوا من جهود روسيا – وربما جهود مجموعة فاغنر – لتقويض الحكومات الديمقراطية في إفريقيا. يعرف قسم المعلومات في الشركة سيبا فقط كهدف لجمع المعلومات الاستخبارية. أي إجراء اتُخذ يتعلق بالهدف كان لهذا الغرض فقط وليس لعملاء الشركة، في الماضي أو الحاضر “.
من جانبهم رد ممثلو والتر سوريانو: “كالعادة، تأتي هذه المعلومات المضللة من المدون (والذي أعلن نفسه صحفيا) سكوت ستيدمان.” وفقًا للرد، اعترف “المؤلفون المشاركون في بعض مقالات ستيدمان استنادا إلى بعض الإجراءات القانونية بأنهم لا يقفون وراء التقارير، واعتذروا عنها”.
أما فيما يتعلق ببرسبتو وأثيري، جاء في الرد، لم يوظف سوريانو أيًا من هذه الشركات أبدًا؛ حيث تعد جمعية مكافحة التسلط عبر الإنترنت بمثابة مبادرة خيرية وغير ربحية، أنشأها ومولها السيد سوريانو في سنة 2020″.
المصدر: هاآرتس