ترجمة وتحرير: نون بوست
مثل العديد من الشركات الأمريكية الحديثة الأخرى؛ تعلن غوغل عن التزام عميق بحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ من القمة: في منشور مدونة في أيلول/ سبتمبر 2020، أشار الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي إلى “مستقبل خال من الكربون” وحدد خطة لمعالجة انبعاثات الشركة الخاصة بإلحاح كبير.
وكتب بيتشاي: “العلم واضح: يجب على العالم التحرك الآن إذا أردنا تجنب أسوأ عواقب تغير المناخ”، وهذا يعني التخلص التدريجي من استخدام غوغل للوقود الأحفوري لصالح الطاقة النظيفة والمتجددة.
بعد شهرين؛ أعلنت غوغل أنها دخلت في شراكة مع أرامكو السعودية؛ حيث أكد عملاق الإنترنت أن المشروع المشترك مع أرامكو – أحد أكثر منتجي النفط والغاز إنتاجًا في تاريخ البشرية – صديق للبيئة تمامًا، لكن النقاد يتساءلون عما إذا كان من الممكن العمل في مركز طاقة للوقود الأحفوري دون أن يكونوا متواطئين في الأعمال القذرة للغاية للوقود الأحفوري.
اضطرت غوغل للدخول في موقف تحسين العلاقات العامة بعد هذا الإعلان؛ حيث سعى توماس كوريان، رئيس قسم الحوسبة السحابية المربحة للغاية، لإنكار مزاعم النفاق المناخي، وقال كوريان لإميلي تشانغ من تلفزيون “بلومبيرغ”: “نعم؛ تعمل غوغل مع شركات النفط الكبرى، ولكن في الأجزاء النظيفة بيئيًّا أو الخضراء في هذه الشركات”. وأضاف: “قلنا مرارًا وتكرارًا إننا لا نعمل مع قسم النفط والغاز داخل أرامكو”.
سيكون المشروع المشترك مربحًا، فهو سيجلب خدمات الحوسبة السحابية المتطورة من غوغل إلى المملكة العربية السعودية، والتي تقدر قيمتها بـ10 مليارات دولار
في غضون أشهر من إنكار كوريان؛ كانت أرامكو تستخدم غوغل السحابية لنقل غاز الميثان بشكل أكثر كفاءة، والذي عند حرقه كوقود، والذي يعد مصدرًا رئيسيًّا لانبعاثات الكربون.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي؛ استضافت غوغل السحابية “ايمشنز هاكاثون” في مكاتب شركة شلمبرجير، وهي شركة خدمات حقول النفط في هيوستن؛ حيث لم يكن الفريق الفائز سوى ستة من علماء بيانات النفط والغاز في أرامكو الذين ابتكروا طريقة لاستخدام ميزات التعلم الآلي من غوغل السحابية للكشف عن التسربات في خطوط أنابيب غاز الميثان وإصلاحها.
وقد وقف تيد لاد، المتحدث باسم غوغل، إلى جانب شراكة أرامكو في تصريحة لصحيفة “إنترسيبت”، مدافعًا عن التعاون كوسيلة لمساعدة أرامكو “على حماية البيئة”، حيث يتطرق هذا الادعاء إلى قلب الجدل الدائر بين دعاة المناخ وصانعي السياسات، في قاعات السلطة ومجالس الإدارة على حد سواء، وهو يتمثل في تساؤلات حول إمكانية جعل استخدام الوقود الأحفوري أنظف بشكل هادف من خلال التكنولوجيا، أم أن الهدف مما يسمى بإزالة الكربون هو مجر “غسيل أخضر” يتم من خلاله مواصلة النهج الذي لا يمكنه إصلاحه لإنتاج الوقود الأحفوري والذي يجب تنحيته جانبًا للحفاظ على الحياة على الأرض؟
وبغض النظر عما يقدمه مشروع غوغل -أرامكو من حيث حماية البيئة، فإن الأمر واضح؛ سيكون المشروع المشترك مربحًا، فهو سيجلب خدمات الحوسبة السحابية المتطورة من غوغل إلى المملكة العربية السعودية، والتي تقدر قيمتها بـ10 مليارات دولار، من خلال بناء مركز بيانات واسع في الدمام، وهو المكان الذي اكتشف فيه النفط السعودي لأول مرة في سنة 1938 والذي لا تزال أرامكو تضخ منه حتى اليوم.
أسطورة إزالة الكربون
إن فكرة أن شركة غوغل ذات التأثير الهائل يمكن أن تعمل مع مصدر تاريخي عالمي للوقود الهيدروكربوني بينما تدافع عن “مستقبل خال من الكربون” أمر مثير للجدل.
ويقول بعض المراقبين عن مثل هذه الصفقات إنه إذا كانت غوغل تجني أموالًا لمساعدة شركة مثل أرامكو على خفض انبعاثاتها بشكل طفيف، فإن المجتمع سيستفيد. وقالت جوانا نيومان، مديرة كبيرة في مجموعة الدفاع عن الطاقة المتجددة “إنفستمنت أمريكا” لـ”إنترسيبت”: “كلما أسرع العالم في التخلص من الغاز وأصبح متجددًا بنسبة 100 في المائة، كان ذلك أفضل للبيئة والصحة العامة، لكن الانتقال لن يحدث بين عشية وضحاها”، وتابعت: “على المدى القريب؛ يجب محاسبة شركات النفط والغاز على تلوث الميثان، وكلما أسرعت في العثور على تسرب الميثان وإغلاقه، كان ذلك أفضل”.
هناك آخرون أقل تفاؤلًا في هذا الشأن؛ حيث قال غريغوري ترينشر، أستاذ الدراسات البيئية في جامعة كيوتو: “تبدو هذه الجهود بالتأكيد وكأنها مدفوعة بالربح وليس بالرغبة في مواءمة الشركات مع الاستثمارات الخالية من الكربون”، مضيفًا: “من المتوقع عمومًا عدم الاقتراب من الوقود الأحفوري بأي شكل من قبل العديد من اللاعبين من خلال سحب الاستثمارات؛ لذا فإن المساعدة في خفض كثافة الكربون في النقل لا يعتبر إجراء مؤثرًا للغاية، إلا أن تسرب الميثان في البنية التحتية الحالية تعتبر مصدرًا كبيرًا جدًا لانبعاثات الميثان البشرية المنشأ؛ لهذا يعتبر هذا نقاشًا صعبًا”.
إن مزاعم غوغل بأنها تساعد أرامكو على إزالة الكربون معقدة بسبب حقيقة أن الشركة المملوكة للسعودية ليس لديها مصلحة واضحة في القيام بذلك؛ حيث ينتقد علماء المناخ بشكل روتيني خطاب أرامكو للطاقة الخضراء باعتباره أكثر من مجرد حديث، وهو عبارة سحابة دخان للعلاقات العامة تحجب دور الشركة في إدامة تغير المناخ، وهو الدور الذي جعل أرامكو شركة تبلغ قيمتها 6.7 تريليونات دولار.
ووجد تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا بشأن أرامكو أن مبادرات الشركة الصديقة للبيئة ليست سوى جزء من إستراتيجية أوسع لإبقاء الكوكب مدمنًا على الوقود الأحفوري السعودي لعقود قادمة؛ حيث أشار التقرير إلى أنه من خلال الحد من الانبعاثات الطرفية، مثل تسرب الميثان، تكتسب أرامكو المصداقية اللازمة للتعهد علنًا بأنها ستتوقف عن انبعاث غازات الاحتباس الحراري بحلول سنة 2050، وكما تقول النظرية إنه سيتم تجاهل المنتجات الرئيسية – من النفط والغاز – للانبعاثات الهائلة الناجمة عن الاستهلاك العالمي المستمر، وهو ما عبر عنه أمين ناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو لصحيفة التايمز، قائلًا: “يود الناس أن نتخلى عن الاستثمار في الهيدروكربون، لكن لا يمكن ذلك”.
قد تجعل غوغل عمليات أرامكو أكثر استدامة من حيث تحمل ضغوط العلاقات العامة، وليس الانبعاثات.
يبدو أن أرامكو تسرع عملها في مجال النفط والغاز، ولا تبتعد عنها؛ حيث سلطت الشركة السعودية الضوء الأخضر على مشاريع الغاز والنفط الجديدة أكثر من أي شركة طاقة أخرى العام الماضي، كما تسعى إلى أن تحتل المرتبة الثالثة في العالم في توسيع عملياتها للنفط والغاز حتى عام 2025، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منظمة “أويل تشينج” الدولية لسنة 2022.
في حين أن برامج غوغل السحابية قد تفعل ما يقوله كوريان، رئيس القسم، وتساعد أرامكو على تسريب كميات أقل من الميثان في الغلاف الجوي، إلا أنها قد تساعد الشركة أيضًا على التراجع عن الإجماع العلمي العالمي على ضرورة التخلص من خطوط أنابيب الوقود، وليس تصحيحها، لتجنب كارثة مناخية.
قال كولين ريس، أحد كبار النشطاء في مجموعة مكافحة الوقود الأحفوري، بمنظمة “أويل تشينج” الدولية لـ”إنترسيبت”: “تصريح كوريان بأن فريقه يساعد شركات النفط والغاز على إزالة الكربون بطرق متنوعة يثير القلق على مستويين: أولا؛ إذا كان الأمر كذلك، فهم سيئون جدًا في وظائفهم – لأننا لم نشهد تقريبًا أي إزالة الكربون ذات مغزى في القطاع – وثانيًا؛ فهذا يعني استمرار وجود القطاع أو مستوى “مقبول” من الانبعاثات، وذلك على الرغم من علمنا بأن هذا المستوى يجب أن يكون قريبًا من الصفر”.
ولفتت كيلي تراوت، المديرة المشاركة للأبحاث في “أويل تشينج” الدولية، إلى أن العمل على مشاريع “خضراء” ظاهريًّا لعملاق نفط مثل أرامكو يسمح للشركة بالتظاهر بوجود شيء مثل الوقود الأحفوري الصديق للبيئة، في حين أن غوغل قد تساعد أرامكو في سد التسريبات، إلا أنها تساعد أرامكو أيضًا في إخفاء دورها في تدمير المناخ، وتابعت قائلة: “يكمن خطر ما تفعله غوغل في تضليل الشركة للجمهور بأن التكنولوجيا يمكن أن تجعل النفط والغاز “آمنين” للمناخ عندما يتم التخلص التدريجي منه فقط”.
وبعبارة أخرى؛ قد تجعل غوغل عمليات أرامكو أكثر استدامة من حيث تحمل ضغوط العلاقات العامة، وليس الانبعاثات.
هناك المزيد من الدلائل على أن المشروع السحابي لشركة غوغل يغازل قطاع النفط والغاز على نطاق واسع؛ وهو ما يقولونه بأنفسهم؛ حيث تًباع غوغل السحابية إلى السوق السعودية عبر سي إن تي إكس تي، وهي وسيط إقليمي أسسته أرامكو بالإشتراك مع شركة برمجيات نرويجية تعمل إلى حد كبير مع شركات النفط والغاز، وقد أعلن موقع سي إن تي أكس تي مباشرة عن “حلول التحول الرقمي القائمة على السحابة للقطاعين العام والخاص وحلول التحول الرقمي الصناعي للصناعات الثقيلة بما في ذلك: النفط والغاز”.
ودافع لاد، المتحدث باسم غوغل في بيانه لـ”إنترسيبت” عن مجمل عمل الشركة لأرامكو، بما في ذلك مشروع خط الأنابيب؛ حيث قال: “هذا يتفق تمامًا مع نوع العمل الذي تقوم به غوغل السحابية مع شركات الطاقة – في هذه الحالة، مساعدتهم على تتبع الانبعاثات وتسرب الغاز لحماية البيئة؛ فنحن لا نقوم بعمل في مجال الاستكشاف والإنتاج مع شركات الطاقة”.
يعتبر هذا تغييرًا مزعومًا عن إستراتيجية الأعمال السابقة لشركة غوغل المتمثلة في المشاركة مباشرة مع جزء استخراج السلسلة؛ وقد اتهم تحقيق تاريخي لمنظمة السلام الأخضر لسنة 2020 غوغل بـ”مساعدة شركات النفط الكبيرة على تحقيق أرباح من تدمير المناخ”، مشيرًا إلى تودد الشركة المفتوح لأعمال التنقيب والإنتاج؛ وقبل سنة 2019، كان قسم محذوف الآن من موقع غوغل على شبكة الإنترنت قد روج لمجموعة متنوعة من الطرق التي ساعدت بها الشركة شركات النفط على ضخ المزيد من النفط، مثل شيفرون وذلك باستخدام “أدوات رؤية غوغل الآلية لتحليل مجموعات بيانات شيفرون الهائلة وإعادة النظر في الرواسب الجوفية المحتملة التي تم تجاوزها مسبقًا بسبب بيانات غير حاسمة أو يصعب تحليلها”.
بعد تقرير السلام الأخضر؛ زعمت غوغل أنها لن تبني بعد الآن أدوات ذكاء اصطناعي مخصصة للمساعدة في الحفر والضخ، إلا أن الشركة لا تزال مدرجة كعضو حالي في منتدى العالم المفتوح للبيانات الجوفية “أو. إس. دي. يو”، وهو اتحاد لشركات النفط والتكنولوجيا التي تتعاون باستخدام البيانات لتحسين استخراج النفط والغاز، واعتبارًا من سنة 2020، احتفظت غوغل بعنوان بريد إلكتروني للشركة خصيصًا لتقديم الطلبات الميدانية من أعضاء الاتحاد، وفقًا للنشرة الإخبارية الرسمية للمنتدى، “قيد التنفيذ”.
المنبع مقابل المصب
يعتمد دفاع غوغل على التمييز الدقيق بين ما يسمى بعمليات المنبع – ضخ النفط والغاز من الأرض – والعمل المتوسط أو المصب؛ حيث يتم نقل النفط والغاز إلى نهاية سلسلة التوريد، وتكريرهما وبيعهما وحرقهما في النهاية كوقود. بعد شهر واحد فقط من واقعة إيمشنز هاكاثون في هيوستن؛ قدم عبد الله جروان الرئيس التنفيذي لشركة سي إن تي إكس تي عرضًا لشركة غوغل السحابية في حفل توزيع جوائز أرامكو 2022 للتكنولوجيا والتميز الرقمي، وفقًا لموقع لينكد إن.
إن ادعاء غوغل بأن المساعدة فقط في نقل الوقود الأحفوري تحافظ على نظافة أيديهم من فعل ضخها هو مغالطة، وفقًا لجوش أيزنفيلد من مجموعة “إيرث وركس” للدفاع عن البيئة. بعد كل شيء، كل أوقية (الأونصة) من غاز الميثان قد توفرها غوغل من التسرب في الغلاف الجوي لا تزال مقدرًا لها أن تحرق من أجل الوقود.
وقال آيزنفيلد في مقابلة لصحيفة “إنترسيبت”: “أي شيء ينظر إلى جزء معين من سلسلة التوريد الإنتاجية دون النظر إلى السلسلة بأكملها يديم هذا الانفصال الذي يسمح للسلسلة بأن تبدو أنظف مما هي عليه، وهو مثل القول إننا لا ندعم بيع التبغ ولكن نساعد في نقله، فإننا نساعد هذه الصناعة للظهور بشكل أفضل من أجل وجودها لفترة أطول مما ينبغي”.
ووافق زويينغ وو، ناشط منظمة السلام الأخضر، على ذلك؛ حيث قال لـ”إنترسبت”: “إن تعاون غوغل مع أرامكو يعمل ضد التزامات الشركة المتعلقة بالمناخ؛ حيث لا يزال من غير الواضح كيف سيكون هذا الجهد منفصلًا عن أعمال النفط والغاز في أرامكو؛ فهو مثل تناول الطعام العضوي في المنزل أثناء جمع الأرباح من أعمال مبيدات الآفات، فهناك تناقض يستحيل تجاهله”.
هناك مؤشرات أخرى على أن رفض غوغل لمساعدة سلسلة التوريد الأولية ليست صارمة تمامًا، وهو ما أكدته كيرا غوترو، المديرة البارزة في اتحاد نفطي مقره هيوستن ساعد في الحكم على إيمشنز هاكاثون، حيث قالت في منشور لها على لينكد إن: “الفرق المشاركة استخدمت موقع بلوسكاي ريسورسز، ومجموعات البيانات من إل. إل سي، والتحليلات الجغرافية المكانية من غوغل وخطوط أنابيب التعلم الآلي لحل تحديات إزالة الكربون الكبيرة في مجال النفط والغاز”.
في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، استضافت “سي إن تي إكس تي” فعالية إعلامية لـ “الشركات التابعة لأرامكو” بهدف معلن هو “بقائنا في السحابة من خلال اعتماد سحابة غوغل”، وعلى الرغم من ادعاءات كوريان بأن قسم السحابة الخاص به لن يتعامل مع جانب “الاستكشاف والإنتاج” في شركة أرامكو، إلا أنه يبدو أن الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل كانوا حاضرين؛ حيث كان أول تعليق لمظهر سعيد صديقي – الذي يعرف نفسه في ملفه الشخصي على لينكد إن كمتخصص في نظام الاستكشاف في أرامكو السعودية – على “سي إن تي إكس تي” في منشور له؛ حيث قال: “الفعالية كانت مفيدة للغاية”، كما حضر الاجتماع عاصم رضوي، الذي قضى 16 سنة كمحلل لأنظمة هندسة البترول في أرامكو.
شعبة فانتوم
اعتمد جزء من محاولة كوريان لإبعاد غوغل عن صور حقول النفط السوداء على ادعائه أنه بينما كانوا يتعاملون مع أرامكو، لم يكن ذلك الجزء الذي يدمر الكوكب؛ حيث قال لـ”بلومبيرغ”: “نحن نعمل مع قسم تكامل أنظمة أرامكو، وليس مع قسم النفط والغاز، ولقد قلنا مرارًا وتكرارًا أننا لا نعمل مع قسم النفط والغاز داخل أرامكو”، إن هذا الادعاء غريب، ومزيف لحقيقة أنه لا يوجد دليل على وجود قسم لتكامل نظام أرامكو على الإطلاق؛ حيث لا يظهر هذا المصطلح في أي مكان على موقع الشركة، ولم يتم ذكره في بياناتها الصحفية.
وعندما سئل لاد، المتحدث باسم غوغل، عن معلومات محددة حول هذا القسم، قال لـ “إنترسبت”: “كان توماس يشير إلى قسم داخل أرامكو السعودية”، بينما لم يشر لاد إلى أي شيء محدد، كما لم يقدم مكتب العلاقات الإعلامية في أرامكو، من خلال متحدث رسمي لم يذكر اسمه، سوى رابط إلى صفحة “التحول الرقمي” الخاصة بالشركة، والتي توفر نظرة عامة فضفاضة عن كيفية استخدام الشركة لتقنيات مختلفة لمساعدة أعمالها في مجال النفط والغاز. وبقدر ما يكون لأرامكو أي عمليات تجارية على الإطلاق خارج الضخ المباشر للوقود الأحفوري ونقله وبيعه، يبدو أنها تقنيات مصممة بالكامل تقريبًا للمساعدة في ضخ الوقود الأحفوري ونقله وبيعه، مثل تطوير مواد خطوط أنابيب مقاومة للتآكل.
وفي إعلانها الأصلي عن المشروع المشترك، أشارت أرامكو إلى أن الصفقة أبرمت “بين شركة أرامكو السعودية للتطوير، وهي شركة تابعة لأرامكو، وغوغل السحابية”، وحتى لو كان هذا التمييز ذا مغزى، فإنه لا يساعد في تأييد كوريان، وذلك عندما منحت المفوضية الأوروبية موافقتها على شركة كوجنايت، وهي شركة برمجيات نرويجية شاركت في تأسيس سي إن تي إكس تي، للمشاركة في صفقة السحابة السعودية، وهو ما وصفته شركة أرامكو السعودية للتطوير بأنها “تعمل في استكشاف وإنتاج وتسويق النفط الخام وفي إنتاج وتسويق المنتجات المكررة والبتروكيماويات”.
تتطلب مبررات أرامكو لشركة غوغل التفكير في شركة الطاقة كشيء آخر غير ما هي عليه: فهي آلة مصممة لاستخراج وصقل وبيع الوقود الهيدروكربوني في جميع أنحاء العالم، بينما يجادل دعاة حماية البيئة بأن تلميع جزء من هذه الآلة قد يجعلها تبدو أكثر نظافة، لكنه يحجب الغرض الكامل من هذه الأداة.
وفي حين أنه قد يكون من الصعب الابتعاد عن مليارات الدولارات البترولية في إيرادات الخدمات السحابية المفقودة؛ يقول المدافعون مثل آيزنفيلد من شركة إيرثوركس إنه لا يمكن أن يكون هناك حل وسط عندما يتعلق الأمر بتجنب أسوأ كارثة مناخية؛ حيث قالت: “من الصعب طرح حجة بأنه يمكن لأي شركة نفط وغاز أن تكون جزءًا من الحل”.
وأوضحت أيزنفيلد أن الأعمال الأساسية لكيان مثل أرامكو لا تتوافق مع الإجماع العلمي للمناخ، وإذا أرادت أرامكو توفير”مستقبل خال من الكربون” لكوكب الأرض من النوع الذي تحاول غوغل تحقيقه داخليًا، فسيتعين عليها تفكيك خطوط الأنابيب الخاصة بها، وليس مجرد منعها من التسرب.
وقالت آيزنفيلد: “إذا كنت تتحدث عن ازالة الكربون ولا تتحدث عن إيقاف التشغيل، فأنت تقول “سأقوم بإخراج المناخ من الهاوية”.
وكما قالت روث بورات، المديرة المالية لشركة غوغل في سنة 2019، ” يجب أن يكون هدف كل عمل هو حماية كوكبنا”.
المصدر: انترسيبت