ترجمة وتحرير: نون بوست
في سعيك لتحقيق أي هدف مالي، من الجيد أن تتوقف وتفكر فيما إذا كنت ستدّخر أو تستثمر الأموال التي خصصتها لهذا الغرض.
كانت فكرة أنك بحاجة إلى 1000 دولار أو أكثر لبدء الاستثمار في سوق الأسهم صحيحةً، وهذا يعني أنه إذا لم تملك الكثير من المال فإن الخيار الوحيد المتاح أمامك هو الادخار. وفي الوقت الحاضر، يمكنك الاستثمار في صندوق يتتبع عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مقابل دولار واحد فقط، مما يهيّئك لعائد محتمل يتفوّق على التضخم.
تقول أليسا كراسنر مايزز، مؤسسة شركة “آمبليفاي ماي ويلث” للاستشارات الاستثمارية في نيويورك: “في حين أن الاستثمار في محفظة متنوعة تمثل السوق بأكمله من المرجح أن يحقق عائدا أكبر على استثمارك من حساب الادخار عالي العائد بمرور الوقت، إلا أن هناك أيضًا مخاطر مرتبطة بهذه المكاسب المحتملة”. إليك ما يجب أن تعرفه عن مخاطر الادخار والاستثمار وفوائدهما.
الادخار أم الاستثمار، أيهما أفضل؟
غالبًا ما يتم الجمع بين الادخار والاستثمار كبديل وحيد لإنفاق الأموال، ولكن لكل استراتيجية مزاياها وعيوبها.
بشكل عام، يجب عليك الادخار للحفاظ على أموالك والاستثمار لتنميتها. اعتمادًا على أهدافك المحددة وعندما تخطط للوصول إليها، قد تختار القيام بالأمرين معًا. توضح مايزز: “عند اتخاذ قرار بشأن ادخار أو استثمار أموالك، من الضروري إعطاء الأولوية لتحديد متى ستحتاج إليها. وبالنسبة للأهداف قصيرة المدى، من الأفضل ضمان سهولة الوصول إلى أموالك وضمان عدم احتمال تقلب قيمتها بشكل كبير”.
إليك مقارنة رفيعة المستوى بين الادخار والاستثمار:
متى يكون الادخار مهمًّا؟
يكون ادخار الأموال أفضل عندما يكون لديك نفقات مباشرة أو قصيرة الأجل لا يغطيها دخلك الشهري إلى جانب إنفاقك المعتاد. قد تستغرق زيادة المدخرات وقتا مع تغطية النفقات المخصصة ولكن القيام بذلك يعني أنك تتجنب تكبد ديون ذات فائدة مرتفعة بوجود قدر مضمون من السيولة يمكنك السحب منه.
وفق لوري إتكين، المستشار المالي ومدير الثروات في شركة “كوست وايز كابيتال” في سان دييغو: “عندما تدخر أموالك، فأنت تعرف بالضبط ماذا ستكون عوائدك. وبينما ستفقد القوة الشرائية بسبب التضخم، فأنت تعلم أن عائدك لن يكون أقل من ذلك”.
إليك بعض الأسباب لتوفير المال:
–حالات طوارئ غير متوقعة: وفقًا لمسح أجراه موقع “بنك ريت”، فإن أكثر من نصف الأمريكيين غير قادرين على تحمل نفقات طوارئ بقيمة 1000 دولار. والاحتفاظ بالنقد في حساب التوفير مسبقًا يمكن أن يمنعك من اللجوء إلى بطاقات الائتمان أو خيارات الاقتراض باهظة الثمن الأخرى عند حدوث أزمة.
–دفعة أولى لمنزل أو سيارة: عند شراء منزل أو سيارة، يمكن أن تساعدك دفعة أولى أكبر في التأهل للحصول على معدل فائدة أقل وشروط اقتراض أفضل. إذا كنت تخطط لإجراء إحدى عمليات الشراء هذه خلال السنوات الثلاث المقبلة، من الأفضل الحفاظ على أموالك كما هي ومتاحة في حساب الادخار بدلاً من المخاطرة بخسارتها في الاستثمار.
-الإنفاق على السفر: عطلتك المقبلة التي ستنفق فيها أكثر مما تنفق عادة في المنزل هي سبب وجيه لبناء احتياطيات نقدية في حساب الادخار.
–نفقات امتلاك منزل: لا تنتهي تكلفة امتلاك منزل عندما تحصل على المفاتيح فقط، بل يجب التخطيط للضرائب على الممتلكات والتأمين وتكاليف الصيانة.
كيف تبدأ الادخار؟
أهمية المبلغ الذي توفره قد لا تقل عن أهمية اختيار الحساب الذي تريد فتحه لمدخراتك. قال إتكين: “أنصح عملائي بأن أي أموال سيحتاجون إلى إنفاقها في العامين أو الثلاثة أعوام القادمة لا ينبغي استثمارها في الأسهم”. وأضاف “لا ترغب أن تبيع خلال سوق هابطة وتخاطر بخسارة رأس مالك”.
يمكن أن توفر الخدمات المالية المختلفة، من حساب التوفير عالي العائد إلى شهادة الإيداع، مرونة مماثلة للحساب الجاري ولكن مع معدل عائد أعلى بكثير. عندما لا تحتاج إلى الاستفادة من أموالك قريبًا ولكنك لا تزال ترغب في تجنب مخاطر الاستثمار في سوق الأوراق المالية، فقد تكون السندات الحكومية مناسبة لك.
فيما يلي أفضل وسائل الادخار التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
– حسابات التوفير عالية العائد: كما في الحساب الجاري، لديك حرية مطلقة في إيداع وسحب أموالك عند استخدام حساب توفير عالي العائد، مما يجعله خيارًا جيدًا إذا كنت بحاجة إلى وصول مستمر لأموالك. تقدم البنوك عبر الإنترنت والاتحادات الائتمانية حسابات ادخار عالية العائد بدلاً من حسابات الادخار التقليدية، والتي تدفع في المتوسط 10 أضعاف الفائدة على رصيدك.
– حسابات سوق المال: على غرار حسابات الادخار عالية العائد، توفر حسابات سوق المال طرقا إضافية للاستفادة من رصيدك، مثل بطاقة الصراف الآلي أو دفتر الشيكات.
– شهادات الإيداع: هي وسيلة ادخار توفر معدل فائدة أعلى من حساب الادخار المصرفي لأن الأموال تبقى محجوزة لفترة زمنية تختارها، عادة ما تكون سنة أو ثلاث أو خمس سنوات. ولا تكون نسبة الفائدة السنوية أعلى فحسب، بل هي ثابتة عادةً. وهذا يعني أنك ستربح نفس المبلغ مقابل مدة شهادة الإيداع بالكامل بدلاً من الخضوع للتقلب كما هو الحال مع حساب التوفير القياسي.
– سندات الخزانة: هي سندات حكومية منخفضة المخاطر وقصيرة الأجل. يمكنك شراء سندات الخزانة بزيادات قدرها 1000 دولار وأخذ قيمتها نقداً، مع الفائدة، خلال وقت قصير. تتراوح الشروط من بضعة أيام إلى سنة واحدة.
– السندات المرتبطة بمؤشر التضخم: نوع آخر من السندات الحكومية منخفضة المخاطر التي تربط سعر الفائدة بالتضخم ويمكن أن تستمر حتى 30 سنة. يمكنك استردادها بعد 12 شهرًا، لكنك ستفقد بعض الفائدة إذا استردتها قبل خمس سنوات. يمكنك شراء السندات المرتبطة بمؤشر التضخم على موقع تراجيري دايركت.غوف مقابل أقل من 25 دولارًا وصولا إلى 15 ألف دولار سنويًا.
– سندات الادخار: هي سندات حكومية مصممة للادخار طويل الأجل، تجعلك تستفيد من فائدة شهرية مع ضمان تضاعف رصيدك في غضون 20 سنة. وهي تتمتع بحدود الشراء ذاتها مثل السندات المرتبطة بمؤشر التضخم.
بعد اختيار نوع الحساب الملائم لمدخراتك، حان الوقت للتسوق من أجل الحساب نفسه. فيما يلي بعض الأمور التي يجب البحث عنها للتأكد من أنك تحقق أقصى عائد وتحافظ على أموالك في مأمن:
– الرسوم: يمكن أن تستنزف رسوم الصيانة الشهرية رصيدك، لكن لم تعد معظم البنوك عبر الإنترنت تفرض هذه الرسوم المتكررة.
– الحد الأدنى لمتطلبات الإيداع أو الرصيد: تسمح لك العديد من البنوك بفتح حساب توفير بمبلغ 5 دولارات أو أقل، لكن البعض قد يطلب رصيدًا أعلى لكسب أعلى نسبة مئوية سنوية للربح أو تحصيل رسوم إذا لم تستوف الحد الأدنى للرصيد اليومي.
– النسبة المئوية السنوية للربح: تشير النسبة المئوية السنوية للربح إلى مقدار نمو رصيدك بمرور الوقت، يأخذ ذلك في الاعتبار عدد المرات التي تربح فيها الفوائد المركبة.
– المدة القصوى: تختلف المدة القصوى لمبادلات الائتمان الافتراضي والسندات على عكس حسابات الادخار وهذا ما يمكّن البنوك والاتحادات الائتمانية ووزارة الخزانة من تقديم معدل فائدة أعلى، حيث يمكنها الاحتفاظ بأموالك لفترة أطول.
– عقوبات السحب المبكر: نظرًا لأن مبادلات الائتمان الافتراضي والسندات لها مدة قصوى محددة، فستكون هناك عقوبات على السحب في وقت مبكر. في كثير من الحالات، ستخسر الفائدة الخاصة بالأشهر الثلاثة الأخيرة.
– العواقب الضريبية المحتملة: عادة ما تكون الفائدة التي تربحها على المدخرات خاضعة للضريبة، لكن مقدارها يعتمد على الأداة المالية التي تستخدمها. وتعد الفوائد المكتسبة على السندات الحكومية معفاة من الضرائب الحكومية والمحلية.
– التأمين: تأكد من اختيار بنك مؤمن من وكالة تأمين الودائع الفيدرالية أو اتحاد ائتماني مؤمن من إدارة الاتحاد الائتماني الوطني للحصول على حماية في حالة حدوث فشل مؤسسي.
متى يكون الاستثمار مهمًا؟
بالنسبة للأهداف المالية التي لا تقل عن ثلاث إلى خمس سنوات، تتفوق فوائد الاستثمار على المخاطر بشكل عام. تقول مايزز: “عند تخصيص الأموال لتحقيق هدف طويل الأجل، هناك احتمال أكبر أنه إذا انخفضت قيمة الاستثمار، سيظل هناك متسع من الوقت لاستعادته”.
وفيما يلي بعض المواقف التي يكون من المنطقي فيها الاستثمار:
– تأمين تقاعدك: تعوض مزايا الضمان الاجتماعي 37 بالمائة فقط من متوسط الدخل السابق للمتقاعدين، ولم يعد بإمكان سوى عدد قليل جدًا من الأمريكيين الوصول إلى خطط التقاعد. استثمار أموالك في الأسهم والسندات في أقرب وقت ممكن يمنح أموالك الفرصة للنمو وتخطي المعدلات المتدنية للنسب المئوية السنوية للربح الذي يمكنك كسبه في حساب الادخار.
– بناء ثروة للأجيال: إذا كان أحد أهدافك هو بناء ثروة للأجيال القادمة، فإن الاستثمار يمكن أن يساعدك على تنمية أموالك والحفاظ في النهاية على قيمة ثروتك على مدى سنوات عديدة.
– توليد الدخل: يمكن أن ينتج عن الاستثمار في السندات أو الأسهم أو العقارات تدفق دخل متكرر، ناهيك عن تنمية استثماراتك الرئيسية.
– امتلاك فائض نقدي: إذا كانت أرصدة حسابات الادخار الخاصة بك كبيرة وكان دخلك يغطي نفقاتك الحالية، ففكر في استثمار بعض النقود الإضافية حتى لا تتآكل قوتك الشرائية بسبب التضخم.
كيف تبدأ الاستثمار؟
كما هو الحال مع الادخار، تكون بعض أدوات الاستثمار أكثر ملاءمة لأهداف محددة من غيرها. وإذا كنت تخطط للتقاعد أو بناء الثروة لتنتقل إلى أطفالك أو أحفادك، على سبيل المثال، فلا يزال أمامك عقود من الاستثمار. يمكن للحساب المصمم للاستخدام طويل الأجل أن يقلل الضرائب على أرباحك.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الحسابات يمكنك استخدامها للاستثمار:
– حساب الوساطة: غالبًا ما يشار إليها على أنها حسابات خاضعة للضريبة، لأن الأرباح تخضع للضرائب عند تحصيلها. يمكنك فتح حساب وساطة من خلال مستشار آلي أو في شركة استثمارية مثل فيديليتي أو تشارلز شواب.
– حساب التقاعد: بينما يمكنك الاستثمار لأي هدف في حساب وساطة، هناك حسابات محددة مصممة لأهداف التقاعد تتيح لك تخصيص جزء من دخلك قبل فرض ضرائب عليه وتأجيل أي ضرائب لاحقة على أرباح الاستثمار، ما لم تحصل على المال قبل أن تتقاعد. وتتضمن الحسابات الشائعة ترتيبات التقاعد الفردية وخطة 401 (ك) س.
– التعليم: يمكن أن تساعدك خطة الادخار 529 على تنمية الأموال التي تخطط لاستخدامها في نفقات المدرسة الثانوية أو الكلية المستقبلية لطفلك دون دفع ضرائب على أرباح الاستثمار. تقدم بعض خطط الدولة إعفاءات ضريبية عندما يساهم المستثمرون. يمكنك فتح خطة 529 في شركة بيع بالتجزئة واختيار كيفية استثمار أموالك في الأسهم أو السندات أو الصناديق.
كما هو الحال مع حسابات الادخار، هناك عدد من العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار حساب استثماري. عليك البحث عن رسوم الإدارة والحد الأدنى للاستثمار وعروض الاستثمار وقواعد السحب والمساهمة.
من جهتها، تقول مايزو: “عند اختيار الاستثمار، لا تتجاهل المصاريف المرتبطة التي ستؤثر على قدرتك على الوصول إلى أهدافك عاجلاً وليس آجلاً”. وتضيف أن اختيار محفظة متنوعة على نطاق واسع بدءا من من صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة وصناديق الاستثمار المتداولة هو أفضل طريقة لتقليل تكاليف الاستثمار – بما في ذلك المخاطر – والاستفادة من أموالك.
أسئلة مكررة
فيما يلي إجابات لبعض الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الادخار والاستثمار.
كم ينبغي أن تخصص من راتبك للادخار والاستثمار؟
يعتمد المبلغ الذي يجب أن تخصصه للمدخرات والاستثمار على احتياجاتك الحالية وأهدافك المستقبلية. إذا كنت غير قادر على تغطية ما قيمته ثلاثة إلى ستة أشهر من نفقاتك من المدخرات، فمن الأفضل إعطاء الأولوية للادخار قبل البدء في الاستثمار لتحقيق أهداف طويلة الأجل مثل التقاعد.
ما هي الاختلافات الثلاثة بين الادخار والاستثمار؟
يتعلق الادخار بالحفاظ على أموالك، بينما يتعلق الاستثمار بتنميتها. عندما تقوم بادخار المال في حساب مصرفي أو مبادلات الائتمان الافتراضي، فإنك تكسب قدرًا ثابتًا من الفائدة وتحافظ على رأس المال الخاص بك على حاله. وعندما تستثمر في سوق الأوراق المالية أو العقارات، تكون عائداتك عرضة إلى التقلبات. يمكنك سحب المدخرات من حساب مصرفي تقريبًا في أي وقت تريد، في حين أن الأموال التي تستثمرها من خلال حساب الوساطة أو التقاعد يكون الوصول إليها مقيدًا.
المصدر: فورتشين