كتب الصحفي مارتن شولوف من صحيفة الجارديان والذي يقيم في حلب عن استعدادات كل من الكتائب التابعة للقاعدة من مواجهة الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا على عكس الكتائب المقاتلة التابعة للجيش الحر والتي تحمل توجهاً معتدلاً أخذت على عاتقها الاستفادة من الضربة وكسر جمود او بطئ التقدم للجيش الحر للتقدم باتجاه مواقع أعمق وتوسيع سيطرتهم.
في اللحظة التي تعهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما بضربة عسكرية للنظام السوري رداً على استخدامه للسلاح الكيماوي بدأت الكتائب التابعة للقاعدة والتي تنطوي تحت ما يسمّى دولة العراق والشام الاسلامية باخفاء القيادين والاسلحة الثقيلة، اضافة الى صف السيارات في أماكن بعيدة عن نظر المارة او الطائرات و اعادة نشر مقاتيلهم بين المزارع والمجتمعات التي تستضيفهم على مضض.
فينما تتحدث كتائب الجيش الحر بحماس عن الضربة العسكرية، تتعامل الكتائب التابعة لدولة العراق والشام الاسلامية مع الموضوع من منظور مختلف جداً بالقول : أن عدو عدوي ليس بالضرورة أن يكون صديقي، يتمثل ذلك في تجربة كثير من مقاتلي الدولة الذي جاؤوا من عدة دول منها العراق والتي يقول عنها أبو اسماعيل وهو قيادي في دولة العراق والشام الاسلامية: ” لقد تعلّمنا من العراق كثيراً مما جعلنا مقاتلين أفضل”.
ويضيف: ” القتال هنا أصعب من العراق بكثير، نحن نقاتل النظام السوري وحزب الله والجيش اللبناني والشبيحة والميليشيات الشيعية وايران .. والآن ربما أمريكا، ولكن نحن نعرف كيف ننوارهم ونختبى منهم ونتصدى لقواتهم الجوية، الأمريكان هدفهم الأول عدم وصول المجاهدين الى الأسلحة الاستراتيجية ويستخدمون الأسد ذريعة لمهاجمتنا” .
أبو أحمد أحد سكان المناطق التي اتخذت منها دولة العراق والشام الاسلامية مقراً لها قال وهو يشير الى أحد المدارس التي تم طلائها ببعض شعارات القاعدة باللون الأسود على نحو لافت : ” نحن صدقاً لا نحب أن تكون المدارس على هذه الشاكلة، ولكن من يريد أن يفتح معهم جبهة جديدة ونحن لدينا معركة أكبر مع النظام ؟”، ففي تلك المناطق التي فرضت الدولة شعبيتها بقوة السلاح استخدامت بعض المباني الحكومية والمدارس كمقار لها وتم طلائها باللون الأسود و رفع أعلام القاعدة الشهيرة.
دولة العراق والشام الاسلامية لديها رؤية خاصة للحكم حسب الشريعة وتعتبر أياً من المخالفين لها كافر ويجب معاقبته، فبعد تفجير مقر لما يسمّى أحفاد الرسول في الرقة الشهر الماضي تعود الدولة لاستهداف مقر للجيش الحر قبل أيام في منطقة سرمدا، فضلاً عن اقرارها بعضاً من القوانين القمعية كما حدث في منطقة الدانة بريف ادلب بمنع التدخين وفرض عقوبة الحبس بشهرين بالاضافة الى غرامة مالية لمن يضبط وهو يدخن.
مماراسات دولة العراق والشام الاسلامية أدت الى تراجع شعبيتها وخروج مظاهرات عدة ضدها تدعوها الى ترك شؤون المواطنين والتواجد على الجبهات، فضلاً على أن ليس لأي من كتائب الجيش الحر توجه لفتح جبهة معها لقوة العدة والعتاد الذي يمتلكون ومنعاً لتشتيت الجهود خاصة في ظل استمرار وجود النظام السوري الحاليّ.