الملكة ماوية
كانت الصحاري التابعة للقبائل العربية يحكمها العديد من الملوك والملكات المجهولين، لكن قصص هؤلاء القادة ضاعت بين حبات الرمل، لم يكن من الممكن تسجيل حكاياتهم، فالكثير من الناس كانوا أميين، ومع ذلك، نجت بعض ذكرياتهم من خلال الأغاني والأساطير الشعبية التي دُوِّنت لاحقًا.
إحدى هذه القصص تتحدث عن ملكة نجد قصتها فقط في التقاليد الغنائية والشفوية، لكن مع تناثر هذه المعلومات تمكن الباحثون من إعادة بناء نسخة محتملة من سيرة امرأة دارت حياتها في الغالب على ظهور الخيل وفي ساحات المعارك.
اسمها لدى العرب “ماوية” وعُرفت في المصادر الأجنبية باسم “مافيا”، وكان لسلاحها قوة مرعبة، وامتلكت حنكة سياسية وقدرات عسكرية أهلتها لتشكل قوة لا يستهان بها في البحر الأبيض المتوسط، وصنعت مجدها الخاص حتى تحولت إلى شخصية ملهمة للمرأة العربية القديمة، وأُطلق عليها صراحة لقب “ملكة العرب”.
هي أيضًا واحدة من بطلات رمال الصحراء، قادت جيشها بنفسها ولم تعش في ظل زوجها الملك، وأثارت الخوف والرعب في قلوب الحكام، ونالت من الإمبراطورية الرومانية، ولم تخسر معركة أمامها قط، وأجبرتها على الاستسلام والانصياع لشروطها، فكيف تمكنت بمفردها من هزيمة أقوى الإمبراطوريات في التاريخ؟
من هي الملكة ماوية ؟
ملكة الصحاري
وُلدت الملكة ماوية في منتصف القرن الرابع في قبيلة “بنو كلب” التي اشتهرت بالضراوة في القتال، وتنحدر من شعب عربي رُحَّل تتمركز سلطته بين صحاري سوريا والحجاز (منطقة تقع في غرب السعودية اليوم)، محصورة بشكل غير مستقر بين الرومان المتحاربين والإمبراطوريات الفارسية.
الانتقال المفاجئ للسلطة وحقيقة أن زعيمهم الجديد امرأة، جعل التوخيين عرضة للهجوم
الملكة ماوية ابنة تانوخيدز، وهو رجل فقد دعم قبائله، إلى القبائل العربية التي هاجرت إلى الأجزاء الشمالية من الجزيرة العربية، وأسست مملكة أصبحت تُعرف فيما بعد باسم “تنوخ” التي تربعت على عرشها فيما بعد.
قبل صعود الملكة ماوية إلى السلطة، كانت أصول ماوية غامضة إلى حد ما إلى أن تزوجت من معاوية الهواري، الموصوف بأنه إما “ملك” وإما “فيلارك” بمعنى “حاكم قبيلة”، الذي حكم اتحاد قبلي امتدت أرضه من مدينة بصرى جنوبي سوريا إلى حلب في الشمال، وأصبحت الوصي المشارك له.
كانت قبيلة تنوخ، تحت قيادة زوجها، “فيوديراتي” للإمبراطورية الرومانية الشرقية، أي قبائل خدم جنودها في الجيش الروماني مقابل بعض الامتيازات الخاصة التي قدمتها روما، لكن بعد وفاة زوجها عام 375 دون وريث، تُوِّجت ماوية ملكة، وطالبت قبيلتها بثورة ضد الإمبراطورية الرومانية.
الانتقال المفاجئ للسلطة وحقيقة أن زعيمهم الجديد امرأة، جعل التوخيين عرضة للهجوم، ومع ذلك، عندما أصبحت الحاكمة المطلقة للمملكة التي تضم قبائل عربية موزعة في شمالي شبه الجزيرة العربية، وأجزاء من سوريا والأردن، أكدت هيمنتها العسكرية على الفور، وسرعان ما أثبتت أنها جنرال عسكري.
مع مرور الوقت، تحولت الملكة ماوية إلى قوة لا يُستهان بها في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وشكَّل سلاحها قوة مرعبة في ساحات المعارك، وهزمت عددًا لا يُحصى من الحكام الذكور الذين لم يحترموها بسبب جنسها، وكانوا يأملون في غزو أراضيها بسهولة في بداية حكمها.
يروي مؤرخ الكنيسة اللاتينية روفينوس أسقف مدينة أكويلا الإيطالية، في كتابه “التاريخ الكنسي”، اللحظة التي دخلت فيها ماوية التاريخ: “بدأت ملكة ساراسين (مصطلح استخدمه الرومان للإشارة إلى سكان الصحراء) شن الهجمات الشرسة على البلدات والمدن الواقعة على حدود فلسطين والجزيرة العربية، وإلحاق الخراب بالمقاطعات المجاورة في نفس الوقت، كما أنهكت الجيش الروماني في معارك متكررة، وقتلت الكثيرين وهرب الباقون”.
التمرد على الإمبراطورية الرومانية
عندما مات زوجها الهواري، اعتقد الإمبراطور الروماني فالينس، الذي كان أحد أتباع الطائفة الأريوسية (لم يعد لها وجود اليوم)، أنه أمام مهمة بسيطة لغزو شعب قبيلة ماوية وتنصيرهم، لهذا يُعتقد في الغالب أن أسباب ثورة التنوخيين بقيادة ملكتهم ماوية على الإمبراطورية الرومانية كان دينيًا في الغالب، وربما كان له علاقة بمطالبة روما برجال من أراضيها كمساعدين في الجيش الروماني.
على عكس زنوبيا، قادت ماوية جميع غزواتها بنفسها، وشاركت في القتال إلى جانب رجالها، وهزمت الرومان في كل معركة خاضتها ضدهم
عندما دق ناقوس الخطر، قررت الملكة التنوخية، التي سكنت حلب في ذلك الوقت، الانسحاب من المدينة إلى الصحراء، ما زاد بشكل كبير من فرص هزيمة أعدائها، وهناك، سعت ماوية إلى تشكيل تحالفات مع عدة قبائل، واكتسبت الدعم في أنحاء شبه الجزيرة العربية وسوريا استعدادًا للقتال ضد الحكم الروماني.
في ربيع عام 378، وعندما تأكدت من جاهزيتها، أطلقت تمردًا هائلًا ضد الإمبراطورية الرومانية، وغالبًا ما يُقارن ذلك التمرد بثورة ملكة تدمر زنوبيا (حكمت بين 270-272 م)، التي سبقت ماوية وتحدت روما أيضًا.
لكن على عكس زنوبيا، قادت ماوية جميع غزواتها بنفسها، وشاركت في القتال إلى جانب رجالها، وهزمت الرومان في كل معركة خاضتها ضدهم، معتمدة في معاركها على تكتيكات حرب العصابات الكلاسيكية وشن الغارات المباغتة والكر والفر.
رفعت ماوية وقواتها راية النصر أمام سلسلة من الجحافل والحاميات الرومانية، وأثبتت تفوقها على الإمبراطورية الرومانية، وأحبطت كل محاولاتها لوأد التمرد، ونالت استحسانًا بين سكان المدن التي وصلت إليها، وبدا كأن الشرق الروماني بأكمله مهدد بالانفصال عن الإمبراطورية لتحكمه الملكة العربية.
منح نجاح ماوية في بناء تحالف واسع من القبائل العربية لها اليد العليا ضد الجيش الروماني الذي كان منتشرًا بشكل محدود في جميع أنحاء المنطقة، ويفتقر إلى الحماسة العسكرية لخصومه الصحراويين.
في غضون أشهر، غزت ماوية الكثير من الشرق الأوسط، بما في ذلك شبه الجزيرة العربية وفلسطين، حتى وصلت إلى أطراف مصر، فأدرك الرومان خطرها المتزايد، وقرروا أخيرًا التوقف عن القتال، ودعوها لإنهاء الحرب وعقد مفاوضات انتهت لصالحها.
من تهديد الرومان إلى إنقاذهم
بعد عدة عقود، كتب مؤرخ الكنيسة هيرمياس سوزومين عن مفاوضاتها مع الرومان، قائلًا: “مع استمرار الحرب بقوة، وجد الرومان أنه من الضروري إرسال مبعوث إلى ماوية لطلب السلام، يُقال إنها رفضت الانصياع لطلبه ما لم يتم الموافقة على تسمية راهب مسيحي أرثوذكسي معين اسمه موسى، كان يمارس الزهد في صحراء مجاورة، أسقفًا عربيًا على شعبها”.
اُضطر الروم لتلبية طلبها، وتفاوض موسى على السلام، بعد ذلك أصبح أسقفًا للقبائل العربية، وأمضى حياته بينهم ككاهن، ومن خلال تأمين زعيم ديني من بين شعبها، بدلاً من قبول رجل أجنبي من الرومان، ضمنت ماوية الاستقلال للعرب، وغرست الشراكة التي أقامتها مع الراهب موسى جذور الكنيسة القومية العربية الأرثوذكسية، وبدأت عملية توحيد شبه الجزيرة العربية من خلال الدين.
على المدى القصير، حصلت على استقلال العرب من الحكم الروماني، ما شكل سابقة للدبلوماسية والحرب مع الرومان وبلاد فارس لقرون قادمة
يبدو أن هذا كان السبب الوحيد للافتراضات التي فسرها البعض على أن ماوية وشعبها كانوا مسيحيين بحلول ذلك الوقت، وهو ما دفعها لمحاربة فالينس الذي اضطهد الكاثوليك والأرثودوكس، ومع ذلك، يشير المؤرخون بوضوح إلى أنهم لم يكونوا كذلك، فقد ارتبطت بالعادات الوثنية قبل الإسلام في الأدب العربي الكلاسيكي، وتُذكر بأنها سيدة نبيلة مستقلة لا يشغلها المال والرجال.
كذلك شكك الكتَّاب الرومان في هذه القصة، مشيرين إلى أن قصة تحولها إلى المسيحية ربما حدثت في وقت لاحق، ما يعني أن ماوية وشعبها كانوا على الأرجح من الوثنيين الذين أعجبوا بموسى لإخلاصه وأرادوه كزعيم روحي لهم، على الرغم من أنها كانت الحافز الأساسي لتحول شبه الجزيرة العربية نحو المسيحية.
بدأت الكنيسة العربية في الظهور بالشرق الروماني، وجذبت العديد من التنوخيين من بلاد ما بين النهرين، كما استعادت الملكة ماوية الامتيازات التي تمتع بها شعبها قبل حكم جوليان للإمبراطورية الرومانية، وعاشت المنطقة العربية فترة من السلام في عهدها.
على المدى القصير، حصلت على استقلال العرب من الحكم الروماني، ما شكل سابقة للدبلوماسية والحرب مع الرومان وبلاد فارس لقرون قادمة، وعلى المدى الطويل، ضمنت للعرب مقعدًا على الطاولة السياسية والدبلوماسية، لا سيما في الخطاب مع الأنظمة السياسية والكنائس في الشرق الأدنى.
في النهاية، كان هدفها تشكيل تحالف مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية مع الحفاظ على الاستقلال، وقد حققت كلاهما بشروطها الخاصة، فوسط اضطرابات الحرب، زوجت ماوية ابنتها شاسيدات لقائد نيقية الضابط الروماني فيكتور لتدعيم تحالفاتها الجديدة وإرساء السلام، ما جعلها مواطنة رومانية، ودام السلام بين الرومان وحلفائهم العرب، الذي توج بالزواج الأول في التاريخ بين امرأة عربية ورجل روماني، لمدة ثلاثة قرون.
كانت شاسيدات أيضًا محاربة، وستخوض معركة ضد القوط لخدمة تمرد والدتها، فقد كان صيف عام 378 فترة مضطربة في الشرق الروماني، حيث هددت الاضطرابات في تراقيا – منطقة تاريخية في جنوب شرق البلقان – باندلاع الحرب حيث عبر القوط المتعطشون لاستقرار أراضي الإمبراطورية نهر الدانوب، واتجهوا جنوبًا نحو القسطنطينية.
بدأ الإمبراطور الروماني فالينس، الذي كان يكافح من أجل وقف المد المتصاعد للغزو الجرماني من الشمال، بالتحضير للحرب، لكنه لم يكن يتوقع أن يتم تعزيز جيشه بسلاح الفرسان الذي أرسلته الملكة ماوية من الجزيرة العربية البعيدة.
كان هذا تحولاً غير متوقع للأحداث، لأن ماوية هزمت فالينس قبل أشهر فقط، لكن كان للعرب والرومان عدو مشترك الآن في القوط، الذين تقدمت جموعهم على أبواب الإمبراطورية الرومانية.
في 9 أغسطس/آب، واجهت جحافل الإمبراطور الروماني وحلفاؤه المحاربين الجرمانيين في معركة أدريانوبل، واستطاع القوط الانتصار في تلك المعركة، وقتلوا فالينس وأبادوا جميع رجاله، في حين نجا جيش ماوية، المجهز لهجمات متفرقة بدلًا من معركة ضارية، وعاش للقتال في يوم آخر.
في وقت لاحق من ذلك العام، أرسلت ماوية قوات من تحالفها لحراسة مدينة القسطنطينية نفسها (عاصمة الإمبراطورية الرومانية خلال الفترة من 335 إلى 395) التي تقدَّم القوط نحوها، وخارج المدينة ذات الأسوار العظيمة، وقف حراسها مصممين على أن الانتقام سيكون لهم، وواجهوا القوط، وكسروا شوكتهم، وبذلك ساعدوا في إنقاذ إمبراطورية الرومان، وازدهرت القسطنطينية كمركز للهوية الرومانية والمسيحية الأرثوذكسية لسنوات قادمة بفضل ماوية ورجالها.
الجدل بشأن ماوية
ما نعرفه عن ماوية بعد هزيمتها للرومان يأتي إلى حد كبير من مصادر أدبية، التي ربما تخبرنا أكثر عن أفكار أوسع للقيم والهوية في العالم العربي أكثر من حياتها التاريخية، لكن هذه الحكايات مفيدة رغم ذلك.
في هذه الكتابات، تحتل ماوية العرش الأكثر ثراءً في شبه الجزيرة العربية، يخدمها الشباب في غرف قصرها، ويلبُّون كل احتياجاتها، ويتودد إليها العزَّاب في الجزيرة العربية، والأهم من ذلك، أنه بفضل هذه المرأة القوية، دخل العرب التاريخ كشعب مستقل وموحد ومتصل دبلوماسيًا.
خُلِّدت قصة الملكة العربية في الحكايات والقصص الغنائية والشفوية، إلا أن قصتها اختلطت مع قصص حاكمات أخريات بما في ذلك الإنجازات الأسطورية لزنوبيا في تدمر.
بالإضافة إلى هذه القصص، تُذكر ماوية على أنها بين أوائل النساء اللواتي “تزوجن من تشاء”، لكن أيضًا بين أولئك الذين “اعتادوا تطليق أزواجهن في الجاهلية”، فبعد أن اتخذت شاعرًا محاربًا جديرًا كزوج، طلقته وفقًا للعادات البدوية القديمة، أي دون استشارته، واحتفظت بملكية المنزل والأطفال إلى أجل غير مسمى.
بخلاف هذه الحكايات المتناثرة بين الصفحات، لا يُعرف الكثير بشكل قاطع عن حياة ماوية اللاحقة، رغم أنها نجت لسنوات عديدة بعد تلك الانتصارات العسكرية المبكرة، بل لم يكن من السهل الحصول على أي أدلة تاريخية تدعم وجود الملكة ماوية، وكانت سيرتها مهمة صعبة لكثير من الباحثين الذين حرروا مئات النصوص التي يمكن أن تكون قد تحدثت عنها.
مع ذلك، خُلِّدت قصة الملكة العربية في الحكايات والقصص الغنائية والشفوية، إلا أن قصتها اختلطت مع قصص حاكمات أخريات بما في ذلك الإنجازات الأسطورية لزنوبيا في تدمر، وبالتالي، هناك نظريات مختلفة عن ماوية، وتحدث عنها عدد من المؤرخين.
وفقًا لمجلة “Archaeology” التي نشرها المعهد الآثاري في أمريكا، فإن الطبيعة البدوية للعرب لم تترك إلا القليل من الأدلة الأثرية، وهكذا، بالنسبة لعالم ماوية، فعلى عكس الملكات اللاتي عشن في القصور، وملأت تماثيلهن الميادين والساحات العامة، عاشت ماوية بالخيام.
بشكل عام، تتصف الأدلة المادية للثقافة العربية المحلية في هذه الفترة بأنها سريعة الزوال، لأن أفراد القبائل آنذاك كانوا من البدو الرُّحل الذين لم يخلفوا آثارًا وراءهم، ولم يكونوا ممن يفضلون الكتابة عن أنفسهم.
يقول مؤرخ اليونان القديمة وروما والشرق الأدنى باورسوك، إن الثورة لم تدم طويلاً، وبالتأكيد لم تترك أي معالم أثرية يمكن تتبعها، لكن رؤيته تتعارض مع التأكيد على أن اسم ماوية مألوف.
الباحث في مجال الدراسات الشرقية عرفان شهيد يعتقد في كتابه “بيزنطة والعرب في القرن الرابع” أن نقشًا جنائزيًا يعود إلى عام 425 بعد الميلاد، عُثر عليه بالقرب من أناسارثا (منطقة خناصر الآن)، وهي بلدة تقع جنوب شرق حلب، يشير إلى مساهمات ماوية في الديانة المسيحية، ويشيد بامرأة تدعى ماوية، ويذكر أنها بنت كنيسة أو ضريح، ويرى شهيد أن كلاً من التوقيت والإشادة المذكورة على النقش يتناسبان مع الملكة المحاربة.
خُلِّدت قصة الملكة العربية في الحكايات والقصص الغنائية والشفوية
ومع هذه المعلومات تمكن الباحثون من بناء هذه النسخة من سيرتها الذاتية، لكن يبقى تاريخ وفاتها محل خلاف، ويُعتقد أنها توفيت في أناسارثا عام 425 من الميلاد، أي بعد نحو قرن من وفاة زنوبيا في تدمر، إذا كان هذا التأريخ صحيحًا، فهذا يعني أن ماوية حكمت لمدة نصف قرن بعد وفاة زوجها.
ومع ذلك، فإن بعض القصص عنها تبدو كأنها حكايات عن زنوبيا في تدمر، وربما اختلطت على مر السنين، لكن كلتا المرأتين ما زالتا معترفًا بهما كرموز قوية في العالم العربي وفي تاريخ الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من قلة الأدلة الأثرية، يتفق معظم الباحثين على أن تلك الملكة الغامضة كانت شخصية حقيقية، ويُعتقد أنها كانت حاكمة قوية وملهمة قاتلت من أجل تغيير التاريخ، وكانت واحدة من أكثر النساء تأثيرًا ونفوذًا في التاريخ القديم لهذه الأراضي.
مهما كانت حقيقة حياتها أو موتها، فإن هذه الملكة المحاربة العربية العظيمة غيرت التاريخ بالتأكيد، كانت مقاتلة قاسية وجنرالًا عسكريًا لم تعرف طعم الهزيمة وتستحق مبالغة سوزومين: “ماوية لم تنظر إلى الجنس الذي أعطته إياها الطبيعة، وأظهرت روح وشجاعة الرجال”.