ترجمة حفصة جودة
قالت منظمة العفو الدولية إن إساءة استخدام الشرطة للرصاص المطاطي وغيره من الأسلحة الأقل فتكًا ضد المتظاهرين السلميين، قد قتل العشرات وشوه الآلاف في أكثر من 30 دولة حول العالم خلال الخمس سنوات الأخيرة.
في تقرير جديد لها، قالت منظمة حقوق الإنسان إن اتفاقية “تجارة خالية من التعذيب” وُضعت لتنظيم تجارة معدات الشرطة بما في ذلك المقذوفات المتحركة “KIPs” مثل الرصاص المطاطي، والمساعدة كذلك في حماية حقوق المتظاهرين.
يقول باتريك ويلكن، الباحث في القضايا العسكرية والأمنية والشرطية بمنظمة العفو الدولية: “إننا نعتقد أن فرض ضوابط عالمية ملزمة قانونيًا على تصنيع وتجارة أسلحة أقل فتكًا بما في ذلك “KIPs”، بالإضافة إلى ضرورة وجود إرشادات فعالة بشأن استخدام القوة للحد من تصاعد دائرة العنف”.
يقول التقرير الذي نُشر بالاشتراك مع مؤسسة “Omega” للأبحاث بعنوان “لقد انفجرت عيني” إن إساءة استخدام الشرطة لتلك الأسلحة قد تتسبب في عدد من الوفيات، بالإضافة إلى زيادة مقلقة في إصابات الأعين.
هذه الإصابات تتضمن تمزق مقلة العين وانفصال الشبكية والفقدان الكامل للبصر، بالإضافة إلى كسور في العظام والجمجمة وإصابة الدماغ وتمزق الأعضاء الداخلية والنزيف وثقب القلب والرئتين بسبب الضلوع المكسورة وتلف الأعضاء التناسيلة والصدمة النفسية.
وثق تقرير صدر مؤخرًا لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة 438 إصابة بين الفلسطينيين نتيجة استخدام “إسرائيل” للرصاص المطاطي في أثناء احتجاجات “مسيرة العودة الكبرى” في 2018
في تشيلي على سبيل المثال، وجد تقييم أجراه المعهد القومي لحقوق الإنسان أن أفعال الشرطة في المظاهرات المناهضة للحكومة في 2019 قد تسببت في أكثر من 440 إصابة في العين وأكثر من 30 حالة فقدان للبصر.
من بين هؤلاء المصابين طالب علم النفس غوستافو جاتيكا – 22 عامًا – الذي فقد البصر في كلتا العينين بعد ضربه في الرأس برصاصة مطاطية أطلقتها الشرطة في أثناء الاحتجاجات يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
يقول جاتيكا: “شعرت أن المياه تنهمر من عيني، لكنها كانت دماءً”، يأمل جاتيكا أن تلهم إصابته التغيير وتمنع حدوث ذلك للآخرين، حيث يقول: “لقد تخليت عن عينيّ حتى يفيق الناس من سباتهم”.
تقول منظمة العفو الدولية إن استخدام الرصاص المطاطي أصبح شائعًا أيضًا في قمع المظاهرات السلمية في الولايات المتحدة، فقد قال المتظاهر الذي أُصيب في وجهه بمدينة مينيابوليس في ولاية مينسوتا يوم 31 مايو/أيار 2020 إن عينه انفجرت نتيجة الرصاص المطاطي، كما تحرك أنفه من مكانه ليصبح أسفل العين الأخرى، أضاف المتظاهر الذي خضع لجراحة ترميمية “لقد وضعوا عينًا صناعية وبالتالي لم أعد أرى إلا بعيني اليمنى فقط”.
في فلسطين، قالت منظمة العفو الدولية إن القوات الإسرائيلية تواصل استخدام الرصاصي المطاطي ضد الفلسطينيين رغم أن المحكمة العيا الإسرائيلية قالت عام 2000 إن هذه الأسلحة قاتلة ولا يجب استخدامها في السيطرة على التظاهرات.
رغم المخاطر الجسيمة لانتشار الرصاص المطاطي وغيره من الأسلحة الأقل فتكًا، لا توجد حتى الآن قوانين دولية تنظم تصنيع وتجارة تلك المعدات
وثق تقرير صدر مؤخرًا لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة 438 إصابة بين الفلسطينيين نتيجة استخدام “إسرائيل” للرصاص المطاطي في أثناء احتجاجات “مسيرة العودة الكبرى” في 2018.
قالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت أيضًا استخدامًا واسعًا غير قانوني للرصاص المطاطي من قوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين في البلاد، ما تسبب في عدد من الوفيات وآلاف الإصابات.
تسبب إطلاق قوات الأمن الرصاص المطاطي في وفاة 19 شخصًا في أثناء التظاهرات التي اجتاحت البلاد عقب وفاة مهسا أميني – 22 عامًا – خلال احتجازها العام الماضي.
قالت المنظمة أيضًا إنها وثقت استخدام عبوات الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر واستهداف الأفراد أو الحشود في تشيلي وكولومبيا والإكوادور وفرنسا وغزة وهونغ كونغ وإيران والعراق وبيرو والسودان وتونس وفنزويلا.
في العراق، استهدفت قوات الأمن المتظاهرين عمدًا في 2019 بقنابل الغاز المسيل للدموع وهي أثقل 10 مرات من ذخائر الغاز المسيل للدموع، ما تسبب في إصابات مروعة و20 قتيلًا على الأقل.
لكن رغم المخاطر الجسيمة لانتشار الرصاص المطاطي وغيره من الأسلحة الأقل فتكًا، لا توجد حتى الآن قوانين دولية تنظم تصنيع وتجارة تلك المعدات، قالت منظمة العفو الدولية ومؤسسة “أوميجا” للأبحاث إنه يجب إضافة توريد مثل هذه الأسلحة إلى ضوابط التجارة القائمة على حقوق الإنسان، كجزء من الاتفاقية التي تدعمها الأمم المتحدة.
قال مايكل كرولي، باحث مشارك في مؤسسة “أوميجا” للأبحاث: “سوف تحظر اتفاقية “تجارة خالية من التعذيب” إنتاج وتجارة كل الأسلحة الحاليّة والمعدات التي تسيئ تنفيذ القانون مثل المقذوفات المتحركة الخطيرة غير الدقيقة والرصاص المطاطي والذخيرة متعددة المقذوفات، التي تسببت في عدد من حالات فقدان البصر والإصابات الخطيرة وكذلك الوفيات في جميع أنحاء العالم”.
المصدر: الجزيرة الإنجليزية