تمثّل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي في تركيا، وقد يكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل البلاد، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة والاستقطاب السياسي والصراعات الإقليمية.
إلى جانب ذلك، ستشكّل نتائج هذه الانتخابات بلا شك مسار تركيا في السنوات المقبلة على الصعيدَين المحلي والعالمي، لذلك يأمل “تحالف الشعب” الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان الفوز بمنصب الرئاسة وتحقيق أغلبية مريحة في البرلمان، لتعزيز سلطته وتنفيذ رؤيته لمستقبل البلاد.
في المقابل، تسعى المعارضة إلى الفوز، وتطمح إلى إحداث تغيير سياسي كبير من خلال الانتقال إلى ما تسمّيه “النظام البرلماني المعزز”، واتّباع سياسة خارجية واقتصادية مختلفة بشكل جذري عن السياسة التي اتّبعها الرئيس أردوغان خلال السنوات الماضية.
وبغضّ النظر عن الفائز في هذه الانتخابات، فإن علاقات تركيا مع محيطها العربي ونهجها في التعاطي مع عدد من الملفات الإقليمية قد يتغيران في المستقبل، بناء على المعطيات الجديدة التي ستتمخّض عنها.
التحالفات والصراعات السابقة بين تركيا والدول العربية
تعد العلاقات بين الدول العربية وتركيا معقدة ومتعددة الأوجُه، شكّلتها قرون من التاريخ المشترك والروابط الثقافية، واتّسمت بالتحالفات والصراعات عبر العصور، بينما كانت هناك فترات من التوتر والخلاف، كانت هناك أيضًا جهود لتحسين العلاقات والعمل معًا على أهداف مشتركة، ومن المرجّح أن تستمر الطبيعة المعقدة لهذه العلاقة في المستقبل، مع وجود تحديات وفرص للتعاون.
فقد دعمت تركيا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حركات التحرر العربية، ولعبت دورًا في تأسيس حركة عدم الانحياز، كما عملت مع الدول العربية لدعم مسلمي البوسنة خلال الحرب في التسعينيات، ورفضت أنقرة أيضًا تقديم تسهيلات لاحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية عام 2003.
مع ذلك، شهدت العلاقات التركية العربية توترات في مراحل تاريخية مختلفة، فقد كان هناك العديد من الانتفاضات والثورات من قبل العرب ضد الحكم العثماني، لا سيما في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وفي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، تسبّب دعم تركيا لقبرص في نزاعها مع اليونان توتُّرًا مع بعض الدول العربية، لا سيما تلك التي تربطها علاقات قوية باليونان.
وفي الثمانينيات والتسعينيات، امتدَّ الصراع التركي مع حزب العمال الكردستاني إلى الدول العربية المجاورة، لا سيما العراق وسوريا، وبعد اندلاع ثورات الربيع العربي انحازت تركيا إلى جانب الشعوب العربية المطالبة بالتغيير ضد الأنظمة المستبدة، ما وضعها في خلافات مع عدد من الدول العربية.
رغم هذه الصراعات، كانت هناك أيضًا محاولات لتحسين العلاقات بين تركيا والدول العربية، ففي عام 2006 أطلقت تركيا مبادرة “تحالف الحضارات”، التي تهدف إلى تحسين الحوار والتفاهم بين العالم الإسلامي والغرب.
وفي عام 2009 أطلقت أيضًا سياسة “صفر مشاكل”، بهدف إقامة علاقات جيدة مع جيرانها وتقليل التوترات في المنطقة، واستندت هذه السياسة إلى فكرة أن أمن تركيا وازدهارها مرتبطان بأمن جيرانها، وأن أنقرة يمكن أن تلعب دورًا بنّاءً في الشؤون الإقليمية، وتضمّنت هذه السياسة التركيز على التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والمشاركة الدبلوماسية.
واقع العلاقات الحالية بين تركيا والدول العربية
في السنوات الأخيرة، أصبحت علاقة تركيا بالعالم العربي أكثر تعقيدًا، لا سيما في أعقاب ثورات الربيع العربي وما خلّفته من صراعات إقليمية، مثل الحرب في سوريا والأزمة السياسية في ليبيا.
أدّى دعم تركيا لفصائل المعارضة السورية وحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، إضافة إلى وجودها العسكري في شمال العراق والعمليات العسكرية التي تشنّها هناك لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، ووقوف تركيا إلى جانب قطر خلال الأزمة الخليجية؛ إلى خلافات مع بعض الدول العربية.
مع ذلك، شهدت السياسة الخارجية التركية استدارة مهمة خلال السنتَين الأخيرتَين تجاه علاقاتها مع الدول العربية، بهدف التهدئة والحوار حول عدد من القضايا الخلافية التي طرأت على العلاقات بين الجانبَين، خاصة بعد ثورات الربيع العربي.
وشكّلت زيارة الرئيس التركي إلى الإمارات العربية في فبراير/ شباط 2022، وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدَين، ذروة مسار التهدئة الذي انتهجته القيادة التركية لخفض التصعيد وزيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين تركيا ودول الخليج.
إلى جانب ذلك، شهدت العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية نشاطًا مكثّفًا تمثّلَ بتبادل الزيارات على مستويات متعددة، بما فيها زيارة الرئيس أردوغان إلى السعودية بتاريخ 28 أبريل/ نيسان 2022، بناءً على دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تركيا بعد أقل من شهرَين على زيارة أردوغان.
أدّت هذه السياسة الجديدة إلى طيّ صفحة العديد من الملفات الخلافية، وتنشيط الاستثمارات الخليجية في تركيا، إلى جانب قيام الرياض بدعم العملة التركية للحدّ من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها، من خلال وضع ودائع مالية في البنك المركزي التركي.
في موازاة لذلك، شهدت العلاقات التركية المصرية تطورات ملموسة خلال الفترة الأخيرة، تمثّلت بالمفاوضات المباشرة بين البلدَين، ولقاء الرئيس أردوغان بالرئيس عبد الفتاح السيسي لأول مرة، على هامش مشاركتهما في حفل افتتاح بطولة كأس العالم في الدوحة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وزيارة وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، أنقرة نهاية فبراير/ شباط الماضي.
ورغم أن عنوان زيارة شكري كان إنسانيًّا للتضامن مع الشعب التركي في مواجهة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب عددًا من المدن التركية، إلا أنها كانت تحمل أبعادًا سياسية، إذ تمَّ الاتفاق على تشكيل لجان سياسية وأمنية لحلّ الخلافات العالقة بين البلدَين، وفتح صفحة جديدة من تطبيع العلاقات بينهما.
الحسابات الدبلوماسية للدول العربية عشية الانتخابات التركية
تستحوذ الانتخابات التركية المقبلة على اهتمام العالم العربي، إذ تراقب العديد من الدول عن كثب المشهد السياسي في تركيا وتأثيره المحتمل على علاقاتها الثنائية، ونظرًا إلى كون السياسة التركية محركًا مهمًّا للشؤون الإقليمية، فقد يكون لنتائج الانتخابات تداعيات بعيدة المدى على العلاقات العربية التركية.
هناك العديد من القضايا الرئيسية على المحك في الانتخابات التركية، والتي تهمّ العالم العربي، ومن أكثر الاهتمامات إلحاحًا سياسة تركيا الخارجية ودورها في المنطقة.
كانت الدول العربية حذرة من تزايد إصرار تركيا ونهجها التدخلي في عدد من الملفات الإقليمية، كما تعرّضت حكومة الرئيس أردوغان لانتقادات بسبب ميلها للجماعات السياسية الإسلامية في المنطقة، الأمر الذي أدّى إلى توتر العلاقات مع العديد من الدول العربية.
ومن القضايا الأخرى التي تراقبها الدول العربية عن كثب تأثير الانتخابات على الاقتصاد التركي، حيث عانت الليرة التركية من انخفاض كبير في قيمتها في السنوات الأخيرة، ولدى العديد من الدول العربية استثمارات كبيرة في تركيا، لذلك يدرك المسؤولون ورجال الأعمال العرب تمامًا المخاطر والفرص المحتملة التي يمكن أن تجلبها نتائج الانتخابات للاقتصاد التركي، وبالتالي على استثماراتهم الخاصة.
قد يكون لنتائج الانتخابات التركية تأثيرات مختلفة على العلاقات العربية التركية، اعتمادًا على الحزب السياسي الذي يفوز، فإذا احتفظ حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان بالسلطة، فمن المرجّح أن تستمر سياسة تركيا الخارجية الحالية ودعمها للجماعات الإسلامية، وهو ما لا تفضّله بعض الدول والجهات مثل النظام السوري.
ومع ذلك، إذا تمكّنت المعارضة من الإطاحة بحزب العدالة والتنمية، فقد تكون هناك فرصة لإعادة ضبط العلاقات، مع التركيز على الدبلوماسية والتعاون.
للعالم العربي مصلحة راسخة في استقرار تركيا وأمنها، نظرًا إلى موقعها الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا ودورها التاريخي كقوة إقليمية.
على أي حال، يبدو أن الدول العربية تترقّب نتائج الانتخابات وتأثيرها المحتمَل على مستقبل العلاقات بين الجانبَين، وتستعدّ لكل الاحتمالات وتشارك في الجهود الدبلوماسية لضمان حماية مصالحها.
وبغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات، فمن الواضح أن الدول العربية ملتزمة بالحفاظ على علاقات مستقرة مع تركيا، وستعمل على تحقيق هذه الغاية، حتى في مواجهة التحديات المحتملة، الوقت وحده هو الذي سيحدد ما يخبئه المستقبل للعلاقات العربية التركية، لكن يوجد شيء واحد مؤكد، وهو أن الانتخابات التركية المقبلة ستُراقَب عن كثب من قبل الدول العربية والعالم بأسره.
ومع اقتراب الانتخابات في مايو/ أيار 2023، تدرس الدول العربية بعناية حساباتها الدبلوماسية مع أنقرة، ومن المرجّح أن تتبنّى الدول العربية نهجًا حذرًا وعمليًّا تجاه أنقرة خلال الفترة المقبلة مع الحفاظ على علاقة عمل مع تركيا، نظرًا إلى أهميتها الاستراتيجية وعلاقاتها الاقتصادية المتنامية مع محيطها، مع السعي أيضًا إلى حماية مصالحها الخاصة والحفاظ على توازن القوى في المنطقة.
إن موقف الدول العربية من الانتخابات التركية مهم بسبب العلاقات التاريخية والعلاقات الحالية بين هذه الدول وتركيا، إذ لطالما ارتبط العالم العربي بتركيا من خلال قنوات ثقافية واقتصادية وسياسية، وأي تحولات في سياسات تركيا الداخلية أو الخارجية يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى على المنطقة ككل، منها:
أولاً، يتمتع العالم العربي بعلاقات اقتصادية مهمة مع تركيا، حيث إن العديد من الدول العربية شركاء تجاريون رئيسيون مع تركيا، ويمكن أن يؤثر التحول في السياسات الاقتصادية التركية، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار، على هذه العلاقات ويكون له آثار مضاعفة في جميع أنحاء المنطقة.
ثانيًا، لعبت تركيا دورًا مهمًّا في الصراعات الإقليمية، لا سيما في سوريا وليبيا والعراق والموقف من الحرب الروسية على أوكرانيا، وأي تغييرات في السياسة الخارجية لتركيا يمكن أن يكون لها آثار على هذه الصراعات.
ثالثًا، تشترك تركيا والعديد من الدول العربية بروابط ثقافية واجتماعية ودينية، أي تغييرات في السياسات المحلية لتركيا، لا سيما تلك المتعلقة بالقضايا الدينية أو الاجتماعية، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على هذه العلاقات، خاصة توافد السياح الخليجيين والعرب إلى تركيا.
علاوة على ذلك، إن للعالم العربي مصلحة راسخة في استقرار تركيا وأمنها، نظرًا إلى موقعها الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا ودورها التاريخي كقوة إقليمية، وقد يكون لأي تحولات كبيرة في سياسات تركيا الداخلية أو الخارجية عواقب على الأمن والاستقرار الإقليميَّين، ما يجعل من المهم للدول العربية أن تراقب عن كثب التطورات في تركيا وتستجيب لها.
العوامل المؤثرة في موقف الدول العربية تجاه الانتخابات التركية
يتأثر موقف الدول العربية من الانتخابات التركية بعدة عوامل، منها العلاقات السياسية والاقتصادية والتاريخية، وراقبت الدول العربية الانتخابات التركية عن كثب منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة عام 2002، ما أدّى إلى تحول في السياسة الخارجية التركية تجاه الشرق الأوسط.
أحد العوامل هو طموحات تركيا الإقليمية وتدخُّلها المفترض في الشؤون العربية، حيث تنظر العديد من الدول العربية إلى دعم تركيا للجماعات الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، على أنه تهديد لاستقرارها وسيادتها، حيث كانت دول عربية مثل الإمارات ومصر والسعودية على خلاف مع تركيا بسبب هذه المخاوف.
عامل آخر هو موقف الدول العربية من طموحات تركيا الإقليمية وعلاقاتها مع إيران، حيث تنقسم الدول العربية في مواقفها تجاه إيران، فبعض الدول، مثل العراق وسوريا وعُمان، تحافظ على علاقات وثيقة، بينما تعارض دول أخرى إلى وقت قريب جدًّا، مثل السعودية والإمارات، سياسة إيران في المنطقة بشدة، إضافة إلى ذلك يمكن أن يؤثر تنامي النفوذ التركي في عدد من الملفات الإقليمية على علاقات أنقرة مع بعض الدول العربية.
كما أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عامل حاسم في موقف الدول العربية تجاه تركيا، حيث كانت تركيا من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية وانتقدت سياسات “إسرائيل” تجاه الفلسطينيين، وقد أكسبها هذا دعم العديد من الدول العربية، لا سيما تلك التي تنتقد سياسات الكيان الصهيوني التوسعية وقمعه للشعب الفلسطيني.
تشكّلت السياسة الخارجية لتركيا من خلال الديناميكيات الإقليمية، ومن المرجّح أن تتأثر بنتائج الانتخابات المقبلة.
اعتبار آخر هو التأثير على ملف الأزمة السورية ومستقبل العلاقات بين البلدَين، حيث لعبت تركيا دورًا مهمًّا في الصراع السوري، ودعمت بعض الدول العربية، مثل قطر، سياسات تركيا في سوريا، بينما انتقدت دول أخرى، مثل مصر وجامعة الدول العربية، الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، وطالبت عدة مرات أنقرة بسحب جنودها من هناك.
إلى جانب ذلك، تحتضن تركيا حاليًّا نحو 5 ملايين لاجئ أغلبهم من سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا، وبالتالي قد تؤثر نتائج هذه الانتخابات على استمرار وجود هؤلاء على الأراضي التركية، خاصة أن المعارضة التركية أعلنت أنها ستقوم في حال فوزها في الانتخابات بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم خلال عامَين حتى قبل التوصُّل إلى حل سياسي، وقد يترتّب عن ذلك تفاقم الأزمة السورية، وهو ما لا تريده العديد من الدول العربية.
كما تلعب العلاقات الاقتصادية دورًا في تشكيل موقف الدول العربية تجاه تركيا، حيث تتمتع العديد من الدول العربية بروابط تجارية واستثمارية كبيرة مع تركيا.
على سبيل المثال، استثمرت قطر بكثافة في تركيا ودعمت سياساتها في المنطقة، لذلك إن النتائج التي ستسفر عنها الانتخابات المقبلة ومن يصل إلى منصب الرئاسة وسياساته الخارجية، ستؤثر على مصالح هذه الدول بشكل أو بآخر.
تأثير الديناميكيات الإقليمية على سياسة أنقرة الخارجية بعد الانتخابات
تشكّلت السياسة الخارجية لتركيا من خلال الديناميكيات الإقليمية، ومن المرجّح أن تتأثر بنتائج الانتخابات المقبلة، وسيكون لهذه النتائج تداعيات على علاقات تركيا مع دول الجوار، فضلًا عن دورها في عدد من الملفات الإقليمية.
أحد الآثار المحتملة على السياسة الخارجية لتركيا هو علاقتها مع سوريا، حيث كانت تركيا معارضًا صريحًا للنظام السوري ودعمت المعارضة السياسية والعسكرية السورية، ومع ذلك تغيّر الوضع خلال الفترة الأخيرة.
يمكن أن تؤدي الانتخابات التركية إلى إعادة تقييم نهج تركيا تجاه علاقتها مع النظام السوري وتطبيع العلاقات معه، مقابل تفاهمات حول عدد من الملفات، خاصة الأمن ومكافحة الإرهاب وضمان مصالحها والأمن القومي التركي.
والأمر ذاته ينطبق على مستقبل العلاقات التركية المصرية، وهو ما أكده وزير الخارجية التركية، مولود تشاووش أوغلو، خلال زيارته إلى القاهرة بتاريخ 18 مارس/ آذار الجاري، بعد عقد من الخلافات بين البلدَين، على ضرورة رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع مصر إلى مستوى السفراء في أقرب وقت ممكن، وإعلانه عن لقاء مرتقب بين الرئيسَين أردوغان والسيسي خلال الفترة المقبلة.
موقف الدول العربية من الانتخابات التركية له اعتبارات جيوسياسية كبيرة وانعكاسات على المنطقة، بما في ذلك التأثير المحتمل على الاستقرار الإقليمي، والصراع العربي الإسرائيلي.
هناك تأثير محتمل آخر على علاقات تركيا مع روسيا والولايات المتحدة، حيث اتبعت تركيا سياسة موازنة علاقاتها بين الولايات المتحدة وروسيا، لا سيما في سياق الصراع في سوريا وشراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية، ويمكن أن تؤثر نتيجة الانتخابات على علاقات تركيا مع كل من روسيا والولايات المتحدة ونهجها العام تجاه الأمن الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون للانتخابات التركية تداعيات على علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، حيث سعت تركيا منذ فترة طويلة للانضمام إلى الاتحاد، لكن علاقتها مع عدد من دوله توترت في السنوات الأخيرة في ظل حكومة العدالة والتنمية، لا سيما بسبب ما تعتبره بعض الدول الأوروبية تراجع تركيا عن الديمقراطية.
من المرجّح أيضًا أن يكون للانتخابات تداعيات كبيرة على سياسة تركيا الخارجية وعلاقاتها مع الدول المجاورة، حيث سيشكّل نهج الحكومة الجديدة تجاه الديناميكيات الإقليمية، بما في ذلك سوريا وروسيا والاتحاد الأوروبي والخليج، دور تركيا في القضايا الإقليمية ونهجها العام تجاه الأمن الإقليمي.
في الختام، إن موقف الدول العربية من الانتخابات التركية له اعتبارات جيوسياسية كبيرة وانعكاسات على المنطقة، بما في ذلك التأثير المحتمل على الاستقرار الإقليمي، والصراع العربي الإسرائيلي، وتوازن القوى في الشرق الأوسط، والصراع السوري، والاقتصاد، والطاقة، وأزمة اللاجئين، والموقف من حركات الإسلام السياسي في المنطقة.