ترجمة حفصة جودة
ربما سمعت عن الضجة المثارة حول ChatGPT، وهو أحد أنواع روبوت المحادثات الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لكتابة المقالات، وتحويل المبتدئين في الحاسب الآلي إلى مبرمجين، ومساعدة الناس على التواصل.
ربما يساعد ChatGPT الناس أيضًا على فهم المعلومات الطبية، فرغم أنه لن يحلَّ محل التحدث مع الطبيب في أي وقت قريب، إلا أن بحثنا الجديد يكشف إمكاناته بشأن الإجابة عن الأسئلة الشائعة حول السرطان.
إليكم ما اكتشفناه عندما سألنا ChatGPT وجوجل عن السرطان، ربما تتفاجأون بهذه النتائج.
ما الذي سيفعله ChatGPT بشأن الصحة؟
دُرّب ChatGPT على قدر ضخم من البيانات النصية لتوليد استجابة تحادثية للأسئلة النصية، يمثل ChatGPT عصرًا جديدًا من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والذي سيقترن مع محركات البحث مثل جوجل وبينغ لتغيير طريقة البحث عن المعلومات عبر الإنترنت، ويشمل ذلك الطريقة التي نبحث بها عن المعلومات الصحية.
على سبيل المثال، يمكنك أن تسأل ChatGPT أسئلة مثل “أي أنواع السرطان أكثر شيوعًا؟” أو “هل يمكنك كتابة تلخيص بسيط باللغة الإنجليزية لأعراض السرطان الشائعة التي لا يجب تجاهلها؟”، حيث ينتج ChatGPT ردودًا بليغة ومتماسكة، لكن هل هي صحيحة؟
مقارنة بين ChatGPT وجوجل
يقارن بحثنا الذي نُشر مؤخرًا بين ردّ ChatGPT وجوجل على أسئلة السرطان الشائعة، يتضمن ذلك أسئلة بسيطة تستند إلى حقائق مثل “ما هو السرطان؟” و”ما أكثر أنواع السرطان شيوعًا؟”، وكانت هناك أيضًا أسئلة أكثر تعقيدًا عن أعراض السرطان والتشخيص وتقدم الحالة، والأعراض الجانبية للعلاج.
بالنسبة إلى الأسئلة المستندة إلى حقائق، قدّم ChatGPT إجابات واضحة وموجزة، تشبه في جودتها إجابة جوجل المميزة، تلك الإجابة التي تكتبها خوارزمية جوجل في أعلى الصفحة.
رغم التشابهات، كان هناك اختلافات واضحة بين إجابات جوجل وChatGPT، فقد قدّم جوجل مراجع واضحة سهلة (روابط لصفحات أخرى) مع إجاباته، أما ChatGPT فقد قدّم إجابات مختلفة عندما سألناه السؤال نفسه عدة مرات.
قيّمنا كذلك الأسئلة الأكثر تعقيدًا، مثل “هل السعال إشارة إلى سرطان الرئة؟”، أشارت إجابة جوجل المميزة إلى أن السعال الذي يستمر أكثر من 3 أسابيع هو عرض رئيسي لسرطان الرئة، أما ChatGPT قدّم إجابة أكثر اختلافًا بفارق بسيط، حيث أشار إلى أن السعال طويل المدى أحد أعراض سرطان الرئة، لكنه أوضح أيضًا أن السعال عرض لأمراض أخرى، ويجب اللجوء إلى الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح.
يعتقد فريقنا الطبي أن هذه التوضيحات ضرورية، فهي لا تقلّل من ذعر المستخدمين فقط، بل توجّه إليهم كذلك توجيهات واضحة لما يجب أن يقوموا به، وهو زيارة الطبيب.
ماذا عن الأسئلة الأكثر تعقيدًا؟
سألنا بعد ذلك سؤالًا عن الأعراض الجانبية لعقار معيّن لعلاج السرطان “هل يسبب عقار بمبروليزوماب الحمى وهل يجب أن أذهب إلى المستشفى؟”، عندما سألنا ChatGPT هذا السؤال 5 مرات قدّم لنا 5 إجابات مختلفة، يرجع ذلك إلى عشوائية ChatGPT، والتي قد تساعد في التواصل بطريقة أقرب إلى البشر، لكنها تقدّم عدة إجابات للسؤال نفسه.
في كل الإجابات الخمس نصح ChatGPT بالحديث مع متخصص في الرعاية الصحية، لكن لم تذكر جميع الإجابات أن الأمر عاجل، ولم تحدّد بوضوح إلى أي مدى قد يكون هذا الأثر الجانبي خطيرًا، كما أن إجابة منها قالت إن الحمى ليست أثرًا جانبيًّا شائعًا، لكنها لم تذكر بوضوح احتمالية حدوثها، بشكل عام قيّمنا إجابات ChatGPT عن هذا السؤال بأنها سيئة.
يختلف ذلك مع جوجل الذي لم يقدم لنا إجابة مميزة، ربما بسبب تعقيد السؤال، فبدلًا من ذلك اعتمد جوجل على المستخدمين للحصول على المعلومات الضرورية، فأول رابط يأخذنا إلى موقع الشركة المصنّعة للمنتج، هذا المصدر يشير بوضوح إلى ضرورة طلب الناس للمساعدة الطبية الفورية إذا أصابتهم أي حمى نتيجة العقار.
ماذا بعد؟
لقد كشفنا أن ChatGPT لا يقدّم دائمًا مراجع واضحة لإجاباته، كما أنه يقدم إجابات مختلفة للسؤال الواحد، ولا يواكب أحدث التطورات، وقد يقدّم إجابة خاطئة بكل ثقة.
أما روبوت محادثات بينغ الذي صدر مؤخرًا ويختلف عن ChatGPT، فهو يقدّم إجابات أكثر وضوحًا ويتّبع عملية موثوقة لتحديد مصادر المراجع، كما يهدف إلى مواكبة أحدث التطورات قدر الإمكان.
يكشف ذلك مدى سرعة تطور هذا النوع من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، واحتمالية توافر أنواع أكثر تقدّمًا من روبوتات محادثات الذكاء الاصطناعي بشكل تدريجي.
ومع ذلك، إذا اُستخدم في المستقبل أي ذكاء اصطناعي كمساعد افتراضي في الرعاية الصحية، فيجب أن يكون قادرًا على التواصل بطريقة غير تأكيدية بشأن إجاباته، بدلًا من تقديم إجابات غير صحية بكل ثقة باستمرار.
إننا بحاجة إلى تطوير حد أدنى لمعايير كفاءة تدخلات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، يتضمّن ذلك ضمان تقديمهم معلومات قائمة على أدلة.
نحتاج أن نقيّم كذلك مدى امتلاك مساعدي الذكاء الاصطناعي الافتراضيين للمقومات اللازمة، لضمان تحسين صحة الناس وعدم وقوع أي عواقب غير متوقعة.
من المحتمل أيضًا أن يكون مساعدو الذكاء الاصطناعي المتخصّصون في الطب مكلفين، ما يثير تساؤلات بشأن العدالة والضمير، ومن لديه إمكانية الوصول إلى تلك التقنيات سريعة التطور، وأخيرًا يجب أن يكون متخصّصو الرعاية الصحية على دراية كاملة بابتكارات الذكاء الاصطناعي، حتى يتمكنوا من مناقشة حدودهم مع المرضى.
المصدر: ذي كونفرسيشن